يقولون إن كل شيء هادئ على جبهات التماس، والأمور تحت السيطرة، وأن كل ما يقال عن وجود صراع شرس بين الأذرع السياسية لمنظومة الفساد والسلاح والفشل (يقولون) ليس صحيحًا، وما يُنشر عن تراشق خفي بالاتهامات بين حيتان المرحلة (يقولون أيضًا) هي مناقشات أخوية بين أهل البيت، فيما نتابع كيف صار خصوم الأمس سمنًا على عسل، وحلفاء البارحة طلّقوا بعضهم بالثلاث، وكثيرًا من الماء جرى، ويجري، على هامش السباق إلى السلطة.. ماء الثقة، وماء الوجه. أما الشعارات والبرامج والوعود القديمة فقد تخلى عنها أصحابها وصاروا أخف من الريشة، ومن زاوية يبدو أن المشهد استقر، فيما بينهم، على تصفيات حساب مبكرة: تلوي يدي هنا، ألوي يدك هناك. تتمدد في ساحتي بالجنوب أقضم من ساحتك بالشمال، وحتى الآن، تجري فصول لعبة "كسر العظم" في الكواليس، وكأنها تجري بين أشباح، أو بين لاعبي سيرك مقنّعين، ما يصلح مادة لمسرح اللامعقول: يضحكون والنار في ثيابهم، وكفّت أن تنير طريقهم إلى الإفلات من المصيبة القادمة. مثل حال فريد الأطرش، في أحد الأفلام المصرية، كان يغني "الحياة حلوة" وهو يبكي.
*قالوا:
"عندما أريد أن أحقق الفوز الأكيد لفريق ما فإنني أبحث عن لاعبين يكرهون الهزيمة "
روبرتو كارلوس - مدرب إنتر ميلان