في ظل الواقع المؤلم والمأساوي والمتأزم الذي تعيشه النساء والفتيات العراقيات خصوصاً والعراقيون بشكل عام، ومن منطلق المسؤولية سأنتخب وأشارك لأرى صوتي كمواطنة له وقعه في القرار السياسي لبلادي، ولعل من واجبي أيضاً أن أشجع وأحث وأدعو كافة النساء والفتيات ممن يمتلكن حق التصويت بضرورة المشاركة في التصويت بإرادة وطنية بعيدة عن التخندق والانجرار الطائفي وسياسة بيع الأصوات، لأن صوتكِ يشكل الفارق والفيصل في تغيير اللوحة السياسية، ويخلق إرادة تؤمن بحقوق النساء وتدافع عن قضاياهن المشروعة.
ولأننا مواطنات شجاعات في كل الظروف سيكون لصوت المرأة دوره الكبير في إحداث التغيير المجتمعي والسياسي، خاصةً من خلال المشاركة في الانتخابات وصنع القرار، وهنا تأتي أهمية أن يكون لصوت المرأة التعبير الحر عن رأيها الشخصي في من ستنتخب، ليتحول من حق شخصي إلى أداة مهمة في تغيير المنظومة السياسية وخروجها من خندق المحاصصة المقيت إلى منظومة قائمة على العدالة والديمقراطية وتعمل على تحسين واقع المجتمع ككل.
يا نساء ويا بنات العراق، صوتك أمانة وقوة وواجب وطني وحق دستوري. لا تبخلن على العراق بمشاركتكن في التصويت يوم الانتخابات البرلمانية، أصواتكن تصنع الأثر وتساهم في تصحيح العمل التشريعي وصنع القرارات الداعمة لحقوق الإنسان والمرأة، وبناء الاستقرار الوطني، وصناعة مستقبل أفضل لكنَّ ولبلدنا العراق. إن مشاركتكن ضرورية لتمكينكن ولضمان تمثيلكن بشكل عادل في العملية السياسية المقبلة.
مشاركتكن تعزز الوحدة والسلام وتفتح آفاقاً على التقدم والرفاهية، والانتخابات فرصة للتغيير وضمان التمثيل العادل وانتخاب برلمانيات وبرلمانيين يمثلون الجميع فعلياً ويتحملون المسؤولية تجاههم ويرفضون كل أشكال الاضطهاد أو التهميش تجاه أي فئة، يمارسون دورهم الرقابي والتشريعي ويحرصون على بناء مؤسسات حكومية حقيقية وأكثر شمولاً بعيدة عن نهج المحاصصة والفساد، تحترم وجود النساء كشريكات وقياديات قادرات على تأدية أدوارهن بمسؤولية وحرص عالٍ في مستويات عدة، مؤسسات قادرة على خدمة مصالح الشعب وتحرص على تلبية كل احتياجاتهم وحقوقهم التي نص عليها الدستور، وتتحكم بالموارد الاقتصادية بأمانة وتؤسس لنظم تعليمية وتربوية تكفلها الدولة، وتعيد إحياء المصانع وتهتم بالزراعة وتوفير فرص عمل، وتقدم الدعم الأسري والضمان الاجتماعي، وتضع حداً للعنف الموجه ضد المرأة بكل أشكاله المختلفة.
كلنا ننتظر هذا اليوم، الذي نحول فيه الصناديق الانتخابية إلى صناديق للتغيير بأصواتنا كعراقيين جميعاً وخصوصاً نحن النساء والشابات، ونحن على ثقة أنها ستكون على أساس مبدأ تقدير الذات والولاء للوطن، لنضمن احترام كرامة الإنسان وحقوقه المدنية.