اخر الاخبار

في كل منافسةٍ ثمّة ربحٌ وخسارة، على اختلاف أوجه التشابه والمسميات. فهناك شيءٌ أساسيٌّ في هذه المنافسات وفي كل مكان حتماً، اسمه التنافس الشريف والنبل وأخلاق الفرسان.

هل لاحظنا هذا النبل والشرف في الدورات الانتخابية الست التي مرّت؟ الجواب: كلّا طبعاً، والشواهد ملموسة ومقروءة دائماً.

رُبّ سائل يقول: أين الحل إذاً؟ الجواب: حينما يكون الوعي كبيراً وملمّاً بكلّ مفاصل اللعبة عند الناخب طبعاً.

وعليه لن يكون هناك حلٌّ ما دام الناخب مُغيّب الوعي، ومشغول بأمور بعيدة عن التفكير بحاضره ومستقبله، وحتى بما يدور حوله، بسبب اللعب على حبال كثيرة من قبل المتنفّذين ومَنْ يمسكون زمام الأمور، حبال الطائفية والمذهبية والتبعية والنبش في الماضي المقبور والتخويف، والمال الفاسد الذي يعمي البصيرة، وشراء الذمم بأبخس الأثمان، والسلاح المنفلت، وقبل كل شيء الجهل .

لهذا تبرز عثرات مصطنعة من قبل الأحزاب، التي تملك ادوات المراوغة والهيمنة على عقول الناس، وبالتالي تأمين فوزها وخسارة الوطن!

وما حصل في الدورة الانتخابية مؤخراً من تسقيط وتهديد ولعب على الحبال، ومن شراء ذمم بالإضافة إلى مقاطعة البعض وعزوف آخرين عن المشاركة، لقنوطهم من كل ما جرى ويجري من فساد لا أول له ولا آخر منذ الدورة الأولى حتى هذه اللحظة، ما أسهم في خراب الضمائر والنفوس، وبالنتيجة ضاعت هوية الوطن، وصار التشظّي والتجهيل واستفحال الفساد في كل مفصل من مفاصله.

لم تكن الأمور لتصل هذه النهاية لو كان هناك وعيٌ عند المواطن، ولم يترك الحبل على الغارب ويدير ظهره مردداً عبارة البائسين واليائسين: شعلينا، هُمَّه يحلّوها!

مَنْ يحلّها ؟!

هل سيفكّرون بك وقد سرقوا وما زالوا يسرقون أحلامك ومستقبلك وكل شيء، تاركين لك الفُتات والضياع والبؤس؟!

مَنْ سينقذك إذا لم تشغّل عقلك بالتفكير الحقيقي في ما أنت فيه، وتنتفض لنفسك ضارباً كل ما أرادوا زراعته في داخلك عرض الحائط، وترسم على البطاقة علامة صح لمن يعمل على صنع مستقبلك الحقيقي، والجدير بحمل الأمانة في كل شؤون حياتك ومستقبلك؟!