مبادرة جديدة أطلقتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، تتعلق بدفن كريم لكبار السن والايتام وذوي الإعاقة، المقيمين في الدور الإيوائية، مع تخصيص قطع ارض لهم في مقبرة النجف النموذجية، لضمان وداع لائق لهم. وسترعى الوزارة حسب بيانها "حقوقهم وكرامتهم حتى بعد الوفاة"!.
حسناً فعلت الوزارة باطلاق المبادرة، لكن غالبية المذكورين يعيشون في ظروف قاسية ومذلة، وجلّهم ممن يصعب حصولهم على تطبيب جيد وعلى الادوية، وتعوزهم الرعاية الكريمة بسبب اكتظاظ دور الايواء بهم، فضلا عن غياب البرامج والخطط الضرورية لتأمين عيش كريم لهم.
هذا فيما تغيب المبادرات الإنسانية من جانب مؤسسات الدولة في التعامل مع كبار السن، ومع ذوي الإعاقة والايتام. فالمسنّون ينتظرون طويلا كل شهر رواتبهم من التقاعد والضمان الاجتماعي، التي تؤخر الإجراءات الفنية عادةً وصولها، وذوو الإعاقة لا يجدون طرقا مناسبة لسيرهم، ويفتقدون المؤسسات التي تناسب أوضاعهم، فيما ينتشر الايتام في الشوارع بحثاً عن لقمة خبز.
وسيبقى هؤلاء جميعا يعانون، ما بقيت القوى التي تحكم خارج إرادة الشعب، ولا يهمها سوى المناصب وما تكتنز منها.
ولها نقول: انصفوا هؤلاء قبل ان تفكروا بدفنهم .. ام انكم في عجالة للخلاص منهم؟!