اخر الاخبار

تشهد محافظة الأنبار تفاقما في أزمة الكهرباء مع استمرار الانقطاعات الطويلة المتكررة، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.

وواجهت محافظات البلاد، معظمها، هذا الصيف، أزمة كهرباء حادة جدا، بفعل انقطاع توريد الغاز الإيراني الذي كان يُعتمد عليه في تشغيل محطات التوليد. وانخفضت ساعات تجهيز الكهرباء بشكل كبير، حتى وصلت إلى 6 ساعات يوميا وأقل في بعض المدن، الأمر الذي سبب معاناة كبيرة للمواطنين، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

ويُعاني أهالي الأنبار انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية ونشاطاتهم المختلفة. وعبر وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل، يشتكي المواطنون من عدم انتظام التيار وتذبذبه، مشيرين إلى ان الوضع في محافظتهم صعب للغاية، مقارنة بمناطق أخرى من البلاد.

في حديث صحفي، يقول المواطن جمال حسين، وهو من سكان الرمادي، أن "التجهيز لا يتعدى 6 ساعات في اليوم، وفي بعض الأيام يكون أقل من ذلك. نحن نعيش صيفاً قاسياً. حيث تجاوزت الحرارة 50 درجة مئوية، بينما الحكومة لم تضع أي حلول للأزمة".

ويضيف أن "المولدات الأهلية أصبحت عبئاً على دخل العائلات البسيطة. إذ ان متطلبات الطاقة تزداد والتكاليف تزداد معها"، لافتا إلى انه "مع قرب الانتخابات، تنهال الوعود من جميع الأطراف، لكن بعد انتهاء التصويت لا أحد يعود ليسأل عن الكهرباء أو الماء أو الصحة. المواطن البسيط هو من يتحمل هذه الفوضى وسوء التخطيط".

الإدارة المركزية تُعرقل!

أما الناشط المدني علي الفهد، فهو ينتقد ما وصفه بـ"الإدارة المركزية التي تعرقل المشاريع المحلية".

ويقول في حديث صحفي أن "الأنبار بحاجة إلى استقلالية في ملف الكهرباء، من خلال السماح بإنشاء محطات توليد غازية أو شمسية على مستوى الأقضية، وتوفير تمويل من تنمية الأقاليم بدل انتظار الحصة القادمة من بغداد".

ويتابع أن "الحلول متوفرة، لكن ما ينقص هو الإرادة السياسية. إذ لا يعقل أن تبقى محافظة بهذا الاتساع وبهذه الكثافة السكانية، تحت رحمة قرارات بيروقراطية لا تراعي خصوصية المناخ والضغط السكاني".

نقص الحصة المقررة

من جانبه، يذكر عضو مجلس محافظة الأنبار عدنان الكبيسي، أن "المشكلة الأساسية تكمن في قلة التجهيز من بغداد. إذ إن الحصة المقررة للمحافظة تبلغ 5.6 ميغاواط، لكنها لا تصل كاملة، ما يؤدي إلى خلل كبير في التوزيع داخل المناطق".

ويضيف أنه "خلال ساعات التجهيز القليلة، والتي أصبحت ساعتين فقط مقابل أربع ساعات انقطاع، تحدث أحياناً أعطال من المصدر القادم من بغداد، ما يزيد من معاناة المواطنين".

ويلفت الكبيسي إلى ان "المحافظة تعمل على ضمان عدالة التوزيع قدر الإمكان، لكنها بحاجة إلى رفع الحصة المقررة من بغداد، وهو ما تتواصل المطالبات به خلال الاجتماعات مع الجهات المعنية".