ازدادت خلال هذه الفترة حالات الانتحار بين الشباب رجال ونساء ومن شرائح اجتماعية مختلفة في المجتمع... وهذا يشكل ظاهرة خطيرة جدا على البلد والمجتمع... والمطلوب من جميع المؤسسات الحكومية وجميع أجهزة الدولة الوقوف أمام أسباب هذه الظاهرة ومعالجتها من خلال إيجاد الحلول الواقعية والعملية والعلمية للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها والتي اقلقت العوائل العراقية خوفا على حياة أبنائهم وبناتهم من الانجراف وراء هذه الظاهرة الخطرة على مستقبل ابنائهم وعلى النسيج الاجتماعي العراقي. تطرق أغلب الكتّاب والمهتمين والمحللين ونبهوا الجهات الرسمية إلى مخاطر هذه الظاهرة وأكدوا على الوقوف أمام هذه الحالة حفاظا على تماسك العائلة وعلى أرواح الشباب وتطرقوا إلى جملة من الأسباب التي تدفع بعض الشباب إلى الانتحار، منها الضغط النفسي من المجتمع والأهل، وعندما يشعر الشاب بالضياع والإهمال والفراغ وعدم ملء حياته بوسائل ترفيهية وعلمية نافعة ومفيدة من نواد ومسارح ومكتبات وبرامج مفيدة ومراكز علمية تنمي التطور والوعي وتوسع آفاق المعرفة لديهم يصاب بالجزع والملل. بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المزري الذي يعاني منه أغلب الشباب من بطالة وعدم ايجاد فرص عمل وفراغ، وهذا السبب هو عنصر ضاغط نفسيا واقتصادياّ على الشباب في حين أنهم يتأملون ويرسمون في مخيلتهم الأحلام والطموح والآمال ومشاريع عريضة من زواج، واستقرار، وحياة سعيدة بدون الاعتماد على الأهل وإذا بجميع هذه الآمال تكون سرابا ووهما وليس لها وجود على الواقع. ومن الأسباب الجوهرية الأخرى التي تدفع الشباب إلى الانتحار هو قلة الوعي وضعف الثقافة والمعرفة بأمور الحياة وهيمنة الجهل لدى الكثيرين منهم. أمام الجهات الرسمية والمؤسسات صاحبة العلاقة البحث بشكل علمي عن أسباب وتداعيات هذه الظاهرة وآثارها السلبية على المجتمع وعلى الشباب بشكل خاص، لا أن تترك الأمور دون اهتمام وكأنها حالة طارئة وعابرة، بينما حقيقة الأمر هي ظاهرة لها أبعاد وأثار اجتماعية وسياسية واقتصادية ونفسية لأننا نفقد باستمرار شبابا في مقتبل العمر وهم عماد الوطن معول عليهم في بناء مستقبل البلد وتطوره. المفروض توظيف وسائل الإعلام بجميع أشكالها والمنابر الدينية والثقافية للتحدث عن أضرار هذه الحالة ومخاطرها على بلدنا ليتجنب الشباب الوقوع في شباك هذا الوباء لينعم شعبنا بالأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة.
الانتحار وآثاره الخطرة على الأسرة والمجتمع
- التفاصيل
- طارق العبودي
- مقالات
- 74