اخر الاخبار

تتحكم بالانسان قيم وثوابت ومبادئ واخلاق، يفقد دوره ومكانته عندما يتخلى عنها أو يعاكسها في المواقف والتصرفات. وتكشف مسيرة المرء في حياته المهنية والسياسية والاجتماعية ذلك، بحيث يمكن للأخرين التمييز بين الغث والسمين، بين الطاريء الفاشل وبين المقيم الأصيل.

وينطبق ذلك بدقة على الكثيرين ممن نفذوا إلى العملية السياسية بعد سقوط النظام البعثي الفاشي، وتحّكم بعضهم في مفاصل مهمة من منظومة المحاصصة، ولعب دوراً في تفشي الفساد حتى ضاعت على البلاد موازنات فاقت عشرات بل ومئات المليارات من الدولارات، واتسم الكثير من المشاريع التنموية بالفشل الذريع. وما يبعث على الحزن ويثير سخط المواطنين أن يحاول هؤلاء العابثون والطارئون وبعض الفاسدين، العودة لتصدر المشهد السياسي من جديد، والترويج لـنفسهم والمشاركة في الانتخابات القادمة، معتمدين على أساليب الكذب والرياء والدجل وشراء الذمم وتأجيج الحس الطائفي واستخدام المال السياسي تحت أسماء وعناوين سياسية مختلفة.

وتبقى الكرة في ملعب جماهير شعبنا، لتعيد بوعي قراءة الواقع وترى ما تركه الفاسدون من مآسٍ وجوع وبطالة وفوضى وتخلف ومحاصصة. ويبقى الرهان على ناخبينا في أن يحسنوا الاختيار للعناصر المشهود لها بالكفاءة والنزاهة والاخلاص لوطنهم، وذلك لكي يضمن الشعب مستقبل أولاده واستقلال بلده وسعادته، وكما قيل (المجرب لا يجرب ) اي إن من المعيب أن يعاد انتخاب من ثبت فشله وفساده.

وإذا رهن البعض إرادته وخياراته بيد الفاشلين والفاسدين والطارئين وغيّب عقله من خلال التضليل والإغراءات واللهاث وراء المصالح الشخصية على حساب مستقبل وطن وسعادة شعب، فإنه سيترك البلد رهناً للخراب والفساد، في وقت هو في أحوج ما يكون للاعمار والبناء والتنمية والتطور.

لا بد من تفعيل الارادة والتصميم والاخلاص والنزاهة والوطنية ألحقة لكي يتحقق النجاح والرقي والتقدم.

عرض مقالات: