اخر الاخبار

يتردد وباستمرار من قبل الوطنيين ودعاة السلام والتقدم في العالم وفي المنطقة ضرورة تحالف قوى اليسار لمجابهة منظومة الفساد وقوى الشر والظلم في العالم وفي المنطقة.

وهذا شعار ومطلب ضروري تتطلبه ظروف المرحلة السياسية والاقتصادية والأمنية الحرجة في العالم وفي المنطقة وفي بلدنا لكنه وللأسف لم يترجم وبإصرار وبقناعة إلى واقع ملموس على الأرض بل نراه هدفا ووسيلة للدعاية والمزايدة من قبل البعض المحسوبين على قوى اليسار بسبب التأثر بالإعلام والدعاية والضغوطات الغربية عليهم.

ومن المعروف بأن اي تحالف او حوار بين قوى مختلفة ولديها قناعات سياسية وفكرية متباينة يتطلب تنازلات ومساومات من قبل الجميع بعيدا عن التزمت والإصرار مع الحفاظ على الثوابت المبدئية والوطنية لكل طرف والأخذ بنظر الاعتبار التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع وهذا مالا يحدث للأسف أثناء اللقاء من أغلب القوى المحسوبة على اليسار وعلى قوى التقدم  في جميع الدول مما أدى إلى انحسار اليسار في بلدنا وفي المنطقة، بسبب حب الأغلبية للزعامة وايمانهم بامتلاك الحقيقة دون الاخر، ونبش مأسي وويلات واخفاقات الماضي التي لحقت بحركة اليسار عموما في بلدنا وفي العالم  وتحميل الفشل الكل للآخر اثناء اللقاء والحوار.

الوطن ومصائبه وماسيه وويلاته والشعب وآلامه وعذاباته غائبة أثناء حوار الفرقاء، وهذا ما يؤلم الأحرار والمخلصين لهذا الوطن المنهوب مع الأخذ بنظر الاعتبار الظروف المعقدة والصعبة في البلد وفي المنطقة التي يعمل بها اليسار. البلد الذي فيه مجموعة قوى سياسية وأحزاب تمثل مصالح طبقاتها لا يمكن حكمه وإدارته من قبل حزب واحد وأمامنا تجارب دول عديدة فشلت في هذا الأسلوب لأنه في أغلب الأحيان يؤدي إلى التفرد والاستحواذ والهيمنة من قبل حزب واحد وإلى الصراع والقتال كما حدث في بلدان عديدة ومنها بلدنا من خلال حكم حزب البعث الصدامي وتفرده في السلطة والغائه للقوى الوطنية الأخرى وممارسته أقسى انواع الاضطهاد والتعسف والسجون والاعدامات بحقها.

عرض مقالات: