اخر الاخبار

حسب الاحصائيات الاخيرة فاق اعداد المغتربين واللاجئين العراقيين في دول العالم أربعة ملايين مواطن، هؤلاء خرجوا من بلدهم تحت ظروف أمنية ونفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية صعبه جداً، أجبرتهم عنوة على ترك اهلهم وارضهم واحبابهم وماضيهم الجميل وكل ذكرياتهم وهم كانوا مكرهين على فعل ذلك من قبل انظمة سياسية قمعية وتعسفية وبوليسية ودكتاتورية ظالمة. وكانوا بين خيارين اما الموت تحت سوط الجلاد وفي دهاليز واقبية النظام الدكتاتوري الفاشي او الهروب طلباً للحرية والأمان والبقاء على قيد الحياة. وعصابات داعش المجرمة والمتوحشة كان لها دور ظالم وقاس اجبر الكثيرين على الهروب خارج العراق طلباً للأمان. وايضا للأوضاع المادية الصعبة التي يعاني منها الكثيرون بسبب حكومات الفساد والسراق وهي الأخرى اجبرت الكثيرين على ترك وطنهم. جميع هؤلاء هاجروا بأجسادهم لكن ارواحهم وقلوبهم وضمائرهم بقت ملتصقه بالأرض التي عاشوا وترعرعوا فيها سنين طويلة ويساورهم الحنين والاشتياق إلى ارض اجدادهم وابائهم في كل حين.

هذه الطاقات والمواهب العلمية والاكاديمية والشرائح الاجتماعية العديدة من مكونات مختلفة كان الاولى ببلدهم ان يستثمر ابداعهم وعطائهم ويوظفوا عصارة افكارهم من اجل تطوير وتقدم بلدهم إذا توفرت لهم الظروف والمستلزمات والمقدمات الطبيعية من حرية وكرامه وامن واستقرار وحقوق. هذه الثوابت من البديهيات في دول وانظمة تحترم شعوبها وتعبر عن مصالح ورغبات واماني مواطنيها.

فالعراق لا ينعم بالاستقرار والامن والحرية الا في ظل حكومة مدنية ديمقراطية وطنية منتخبة تضع مصلحة الوطن وابنائه في المقدمة، وتكفل حقوق جميع المكونات والشرائح الاجتماعية بشكل عادل ومنصف وتوظف موارد وخيرات البلد لصالح ابنائه.

عندها سوف تعود الكفاءات والطاقات العلمية المغتربة بشكل طوعي إلى ارض وطنهم واجدادهم وهم مطمئنون على ارواحهم ومستقبلهم ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي وبعد ان يجدوا الامن والامان والحرية والكرامة والطمأنينة لأنه بالتأكيد بلدهم عزيز عليهم وهو يسكن في حدقات عيونهم.

عرض مقالات: