اخر الاخبار

كتب ليث علي منشورا على حسابه في فيس بوك، يعلن فيه حاجته الى عمل: “اي شيء. عامل في مولدة أو محل. حمّال”، مترجّيا أصدقاءه في ذلك العالم الافتراضي، ألا يقصروا معه. وقد ذيّل منشوره برقم هاتفه.

تواصلت “طريق الشعب” مع ذلك الشاب الذي يبلغ عمره (22 عاما)، لتتعرف الى حاله، وما يحيط به ومن ظروف اضطرته الى كتابة ذلك الاعلان “أنا المسؤول الوحيد عن عائلتي، التي تتكون من ثلاث بنات ووالدتي”، فوالده كان قد توفي توا بفيروس كورونا.

احتياجات متزايدة

وبفعل انتشار فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط وتوقف أغلب المشاريع في جميع القطاعات الاقتصادية، زادت نسب الفقر والبطالة في البلاد، بعد أن خسرت شريحة واسعة من العاملين بالأجر اليومي مصادر دخلها، بينما لم تطرح الحكومة أية حلول لانتشال هؤلاء من واقعهم المزري، بل كانت الاجراءات الحكومية أكثر ضررا عليهم. ويتواصل هذا السوء للعام الثاني على التوالي، برغم تعافي أسعار النفط.

وأمام ليث، الان، قائمة من المطالب اليومية والشهرية، لم يكن ينتظرها: الدار الذي يقطنوه مستأجر بمبلغ 300 الف دينار شهريا. احتياجات العائلة اليومية وغيرها.

وكان والده يتقاضى راتبا تقاعديا مقداره 400 الف، تحوّل الى والدته، بعد وفاة الاول “كيف سيسد هذا المبلغ متطلبات العائلة؟” يتساءل ليث.

ويبرر المتحدث لمنشوره على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه جزع من رحلة البحث عن عمل “والدتي تعاني أمراضا مزمنة، وعلى تغطية تكاليف علاجها بشكل مستمر”.

لا يستطيع المساعدة

فراس محمد (26 عاما)، حاول أن يلخّص الحكاية أثناء حديثه لمراسل “طريق الشعب”، بأن “الشباب لا مستقبل لهم في العراق”. ولا ينوي محمد المشاركة في الانتخابات، لأنه في ظل الظروف الراهنة لا يثق بنتائجها، مضيفا أن “جميع الوجوه التي سئمنا من رؤيتها وحديثها، تحاول ان تجد مكانا جديدا في مرحلة ما بعد الانتخابات. فالمرشحون والاحزاب والوعود وتفشي السلاح والفساد يتصدرون المشهد الان، وبالتالي لا أمل في التغيير المنشود”.

ويعمل فراس في مركز تجاري، ويتقاضى أجرا شهريا يبلغ 200 الف دينار.

يقول معلقا: “بهذا المبلغ استطيع أن أسد متطلباتي لوحدي لا اكثر، لكني لا استطيع أن أساعد أحدا من اهلي”.

وعود حكومية مملة

شاب آخر يدعى عمار حيدر (23 عاما)، يجهد نفسه في عمله، لضمان توفير القسط السنوي لدراسته المسائية في كلية الإدارة والاقتصاد، والذي يبلغ مليونا و300 الف دينار.

والى جانب ذلك، يقول حيدر في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان والده هو المعيل الوحيد لعائلته، ويتقاضى أجرا محدودا”. لذا قرر هو الاخر أن يعمل في محل حلاقة، حيث يتقاضى اجرا لا يتجاوز 15 الف دينار يوميا.

ويقول أسامة عبدالله، وهو أحد اصدقاء عمار، انه يحاول منذ شهور أن يجد فرصة مناسبة للهجرة من البلاد.

ويضيف في حديثه لـ”طريق الشعب”: “كل شاب لديه مواهب وطاقات وامكانيات يحاول اطلاقها، لكن القيود التي تعمل بها السلطات والمجتمع تحول دون إطلاقها”.

ويشير الى أن الشباب ملوا الوعود الحكومية، بينما أغلق القطاع الخاص الباب في وجوههم بعد تفشي كورونا.

احصائيات الوزارة

وكشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن إحصائيتها بالعاطلين المسجلين رسميا لديها، مشيرة الى انها أطلقت ستراتيجية محددة لتشغيل هؤلاء.

وقال المتحدث باسم الوزارة نجم العقابي لـ”طريق الشعب”، ان هناك مليونا و 700 الف شاب عاطل ومسجل لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

واضاف ان “مسؤولية وفير فرص العمل لا تقع على عاتق وزارة العمل بمفردها، وانما هي مسؤولية الحكومة بصورة عامة”.

وزاد العقابي ان وزارته “عملت مؤخرا على اطلاق القروض الميسرة ذات الفوائد القليلة من صندوق الاقراض للشباب العاطلين عن العمل، فضلا عن المضي في مشروع توسيع الكشكات”.

وتابع ان الهجرة والمهجرين “تعمل وبالتنسيق مع امانة بغداد  على تخصيص قطع اراض نموذجية لنصب كشكات للشباب”.

كما تعمل الوزارة، بحسب متحدثها، على “فتح دورات تدريبية تسعى من خلالها تطوير مهارات الشباب ضمن الحرف والاعمال التي يميلون اليها”.

عرض مقالات: