اخر الاخبار

يواجه نظام القبولات المركزية لخريجي السادس الإعدادي انتقادات واسعة بعدما أصبحت حصيلته بلا قيمة تقريبا؛ فمن مفارقاته الحالية، أن يصل معدل المعاهد الطبية إلى 98 أو 97 في المائة، بينما لا تتجاوز معدلات الأقسام الهندسية التسعينات تقريبا.

ويقول الأهالي أن وزارة التعليم ترتكب جريمة بحق أبنائها الطلبة ذوي المعدلات العالية، وازاء هذا التخبط لا يزال السؤال عن مصير الطلبة المتفوقين في ظل هذه الفوضى الكبيرة ينتظر الإجابة؟

تناقضات عجيبة في النظام 

يؤكد احمد سعد، عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أن نظام القبول المركزي ذو صيت سيئ جدا بسبب مشاكله التي لا حصر لها.

ويقول سعد لـ”طريق الشعب”، أن “نتائج القبولات سيئة جدا وأقرب مثالين هما العامان الماضي والحالي، حيث اصبح هذا النظام التعليمي مختصا في تفويج العاطلين عن العمل، ولا يلبي طموحات الطلبة وتطلعاتهم الدراسية”، مبينا أن “هذا الخراب وتشويه المعدلات وبلوغها أرقاما قياسية يعود إلى أهواء بعض القائمين على ملف التعليم ومساعيهم إلى تفويج العاطلين وتقليص المقاعد الدراسية الحكومية”.

وشدد المتحدث على أن هذه الرغبة وضحت من خلال “التوجه إلى التعليم الموازي والأهلي والمسائي وبدرجات كبيرة جدا وغير مسبوقة. أن هذه الخطة يراد منها البدء بخطوات عملية تجاه خصخصة التعليم وإلغاء مجانيته، إضافة إلى ذلك، هنالك غياب واضح لتوجيه القبولات من أجل سد حاجة سوق العمل، وبالتالي أن الطلبة وحدهم من يدفعون الضريبة”.

وضمن الأعداد الأخيرة المنشورة، فإن أعداد الطلبة المقبولين في الجامعات بلغ 197724 ضمن قناتي القبول العام والمباشر. وفي قناة القبول المركزي في المجموعة الطبية بلغ 7749 طالباً، وفي كليات الهندسة 23162 طالبة. وفي العلوم ‏25690، القانون 3571، الإدارة والاقتصاد ‏18041، التقنيات الطبية والصحية ‏1941، التمريض 3176، الطب البيطري ‏2145، الزراعة ‏3594، الآداب ‏7018، اللغات ‏2613، التربية والتربية الأساسية ‏39810، المعاهد الطبية ‏13599، وفي المعاهد التكنولوجية ‏8468.

وتتباين القبولات من حيث المعدلات حيث تصل إلى أعلى مراحل الظلم بالنسبة للطالبات والطلاب الحاصلين على معدلات عالية؛ فمنهم من بلغ التسعينات ولكنه لم يظفر سوى بقسم في كلية العلوم، بينما يقفز نظيره الذي يدفع الأجور الموازية إلى المجموعة الطبية.

نظام غير عادل

من جانبه، يقول الأكاديمي علي عودة، أنه عمل لمدة طويلة جدا في السلك التعليمي وبعد الإطلاع الواسع على نظام القبول المركزي في الجامعات والمعاهد يجد أنه نظام لم يعد صالحا لتحقيق العدالة ومراعاة ظروف البلد. ويقول عودة لـ”طريق الشعب”، أن “الطلبة وذويهم أصبحوا ضحايا هذا النظام الذي يعتمد معدل التخرج من الدراسة الإعدادية معيارا في التنافس وتوزيع الطلبة على الجامعات والمعاهد. اليوم نشهد افتقارا لعدد الجامعات الحكومية رغم الزيادة المحدودة التي حصلت بعد 2003، لكن التعليم الأهلي تحول إلى ظاهرة ومن ثم التحق فيه التعليم الموازي وكذلك المسائي”، مضيفا “جاءت نتائج القبول لتكشف هشاشة نظام القبول المركزي وفشله وعدم ملاءمته للظروف الحالية. قد يرى بعض المتمسكين بالقبول المركزي ان الغاءه سيؤدي الى فوضى وعدم عدالة في توزيع الطلبة، والحقيقة ان ما نراه اليوم هو الفوضى بعينها، ولو توفرت حرية الاختيار ضمن مسارات عديدة مفتوحة سوف يكون القبول اقرب الى العدالة وتحقيق الرغبات الممكنة لكل الطلبة. لذلك أقول لا بد من إعادة شاملة للنظر بهذا النظام والعمل على انقاذ ما تبقى من هيبة التعليم في ظل تصاعد المعدلات وعدم تحقيقها أي غرض أكاديمي بسبب تهالك التعليم وتوجه الجميع صوب المجموعة الطبية فقط”.

وأردف “اعتقد ان الامر يحتاج الى قرار شجاع من وزارة التعليم العالي لاسقاط هذا الصنم الذي يسمى (القبول المركزي) واستبداله بنظام اكثر انسانية وانصافا وانسجاما مع ظروف العراق الصعبة، ومع التطورات التي يشهدها نظام التعليم في العالم، لعل هذا الامر جدير بالنظر والمناقشة من قبل هيئة الرأي في وزارة التعليم العالي”.

وتوجه انتقادات كثيرة إلى الحكومة ووزارة التعليم بعدما أصبحت المعدلات العالية ليست مؤثرة مثل السابق في الحصول على الكلية التي يطمح الطالب اليها. وفي المقابل، أصبحت هناك جامعات أهلية كثيرة وانها كالدكاكين التي لا تهتم بالجانب الأكاديمي، بل باب لتمويل الاحزاب الفاسدة، ولا تهتم مطلقا بالرسالة العلمية، ولا يعنيها شيء سوى جني الأموال على حد قول الكثيرين.

عرض مقالات: