اخر الاخبار

تظاهر الملايين، السبت الفائت، ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الولايات المتحدة. وكانت الاحتجاجات، التي جرت تحت شعار "لا للملوك" أكبر موجة احتجاجات تُقام في يوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة. ورغم حشد الحرس الوطني في عدة ولايات، حافظت الاحتجاجات على طابعها السلمي. ووفقًا للمنظمين، شارك قرابة 7 ملايين في أكثر من 2700 تجمع احتجاجي في جميع ولايات البلاد الخمسين، من المدن الرئيسية مثل نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو إلى مدن وبلدات أصغر. وتنظم هذه الاحتجاجات من قبل منظمات واتحادات الدفاع عن الحقوق والحريات المدنية، وشاركت في هذه الموجة أكثر 300 منظمة ومبادرة شعبية.

لقد اندلعت الاحتجاجات ضد سياسات ترامب الاستبدادية. وركزت على الهجوم على الحقوق الديمقراطية، ومداهمات الهجرة، ونشر القوات الفيدرالية في المدن، والتخفيضات المخطط لها في البرامج الفيدرالية، وخاصةً في مجال الرعاية الصحية. وجاءت الموجة الثانية من الاحتجاجات بعد احتجاجات حزيران الفائت على خلفية الجمود الحكومي بعد فشل الجمهوريين والبيت الأبيض والديمقراطيين في التوصل إلى اتفاق. وانتقد المنظمون إدارة ترامب لإرسالها "عملاء ملثمين إلى شوارعنا" واعتقالها أفرادا دون أوامر قضائية، بينما تقدم في الوقت نفسه أفضل الخدمات لكبار المتبرعين الأثرياء. وأضافوا: "يعتقد الرئيس أن سلطته مطلقة. لكن في أمريكا، ليس لدينا ملوك". وفي السياق نفسه رفعت خلال الاحتجاجات صور ترامب في هيئة ديكتاتور أو زعيم استبدادي يرتدي تاجا، في تعبير واضح عن رفضهم حكمه كملك مطلق أو دكتاتور يفرض سلطته على الشعب الأميركي.

اتهام المحتجين بممارسة الإرهاب

جاءت احتجاجات حزيران الفائت، بعد وقت قصير من أول نشر لقوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس، وشارك حينها في احتجاجات مماثلة قرابة 5 ملايين مواطن. وكانت المناسبة عرضًا عسكريًا في واشنطن العاصمة حيث أقام الرئيس عرضًا عسكريًا فخمًا للقوات المسلحة في عيد ميلاده التاسع والسبعين، الذي صادف الذكرى السنوية الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي. أما الاحتجاجات الحالية، فكانت أكبر بكثير، ولذلك تُعتبر مؤشرًا على تنامي المعارضة في عموم البلاد.

وفي الفترة التي سبقت الاحتجاجات، اتهم أنصار ترامب المحتجين بالانتماء إلى حركة مناهضي الفاشية، التي يعتبرها ترامب منظمة إرهابية، ووصفوا الاحتجاجات بأنها "مسيرات معادية لأمريكا". إلا أن هذا الوصف لا يعكس الواقع تمامًا: فالمشاركون والمنظمون ينتمون إلى طيف واسع، من نشطاء المناخ، والنقابيين العماليين، ونشطاء حقوق الإجهاض، إلى منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" المعارضة لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وقوى اليسار السياسي. وأكد المنظمون التزامهم بالعمل السلمي، ودربوا عشرات الآلاف على أساليب المحافظة على الأمن وتهدئة الأوضاع، وبالتالي لم يرغبوا في إعطاء ترامب ذريعة لقمع الاحتجاجات. وارتدى العديد من المحتجين اللون الأصفر، رمزًا للوحدة والمقاومة السلمية. 

محاولات احتواء

وشارك العديد من السياسيين الديمقراطيين بفعالية، فكتب تشاك شومر على موقع "أكس": "لا يوجد ديكتاتوريون في أمريكا. ولن نسمح لترامب بمواصلة تقويض ديمقراطيتنا". وأعلن السناتور اليساري بيرني ساندرز من واشنطن العاصمة: "لسنا هنا لأننا نكره أمريكا، بل لأننا نحبها".

بدت العديد من مسيرات الاحتجاج أقرب إلى مهرجانات شعبية، شاركت فيها فرق موسيقية وأزياء زاهية الألوان. ورغم أن هذه الحركات غالبًا ما تكون واسعة النطاق وواضحة، إلا أنها غالبًا ما تفتقر إلى قيادة واضحة وأهداف محددة. وعلاوة على ذلك، فإنها معرضة لخطر الاحتواء من قبل رموز الجناح اليميني في الحزب الديمقراطي، مثل هيلاري كلينتون وكامالا هاريس وشومر. ومع ذلك، لا شك أن احتجاجات "لا للملوك" لعبت دورًا هامًا في حشد المعارضة الشعبية لإدارة ترامب. وانتشرت صور الاحتجاجات والمقاطع المصورة في وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.