اخر الاخبار

عزّزت الأمطار الأخيرة المخزون المائي في سدود العراق التي امتلأ عدد منها بالكامل، بحسب ما أفادت وزارة الموارد المائية في البلاد التي تعاني من أزمة مياه متفاقمة منذ سنوات عدّة، وذلك بسبب تحكّم تركيا وإيران بمواردها المائية، وسط تأكيدات بوضع خطة لتوسيع إنشاء السدود وحصاد مياه الأمطار. وقد أكّد مسؤولون أنّ الأمطار الغزيرة التي هطلت أخيراً أعادت الحياة إلى سدود العراق الذي أنهكته أربع سنوات من الجفاف، فقد سجّلت ارتفاعاً في مستويات المياه لم تشهده منذ عام 2019، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس في تقرير عن الموضوع نشرته اليوم.

وفي الأيام الماضية، سُجّل في العراق تساقط أمطار غزيرة تسبّبت في سيول اجتاحت محافظات عدّة. ومثّلت هذه الأمطار انفراجة نسبية بالنسبة إلى العراق الذي يُعَدّ من بين الدول الخمس الأكثر تأثّراً بعدد من انعكاسات تغيّر المناخ في العالم. وقد أفاد مدير عام الهيئة العامة للسدود والخزانات في وزارة الموارد المائية العراقية علي راضي، وكالة الأنباء العراقية (واع) اليوم الأربعاء، بأنّ "الوزارة أعدّت خطة كبيرة للتوسّع في إنشاء سدود حصاد المياه، وهي عبارة عن سدود صغيرة"، مشيراً إلى "السعي للاستفادة من المياه التي ترد من خلال السيول والأمطار".

وشدّد راضي على أهمية سدود العراق في "تغذية المياه الجوفية، واستيطان القرى، وتأمين المياه لبعض المحاصيل، وسقي الحيوانات"، لافتاً إلى أنّ هناك "حملة كبرى مدعومة من الحكومة المركزية لتوفير التخصيصات لإعادة تأهيل المنشآت الخزنية الكبيرة". وشرح أنّ "المنشآت الخزنية بشكل عام تشهد وضعاً فنياً مستقرّاً وآمناً بسبب ديمومة أعمال الصيانة، وأنّ المؤشّرات الفنية الخاصة بسدّ الموصل (شمال) جيدة وتشير إلى استقرار السد". وأكد: "نعمل على المحافظة على الخزين المائي وزيادته بالتزامن مع تلبية متطلبات المواسم المقبلة، بخاصة موسم الصيف المقبل ضمن خطة مدروسة".

في هذا الإطار، وصف المهندس عصام أحمد، من دائرة السدود في الموصل، موسم الأمطار الحالي بأنّه "منقذ للعراق". وأضاف أنّ "العراق في حاجة إلى موجة أمطار أخرى لنقول إنّنا تجاوزنا مرحلة الشحّ والفقر المائي للصيف الذي بات على الأبواب". وأوضح أنّ موجات الأمطار الأخيرة تُعَدّ الفضلى، وأنّ نسبة إشغال سدود العراق ككلّ هي الأعلى منذ سنوات. وأشار إلى "مشروع للتحكّم بمسار السيول وتوجيهه نحو بحيرات ومنخفضات مائية للاستفادة القصوى من الأمطار في السنوات المقبلة".

وكانت وزارة الموارد المائية العراقية قد أكدت، أوّل من أمس، أنّ الأمطار الأخيرة استُثمرت لتعزيز الخزين المائي في سدود العراق، وبيّنت أنّ سدّ دربندخان، الواقع في جنوب محافظة السليمانية، ثاني كبرى محافظات إقليم كردستان العراق (شمال شرق)، امتلأ بالكامل. وشرحت الوزارة، في بيان، أنّ "الأمطار التي هطلت أخيراً في أنحاء البلاد، نتجت عنها سيول في المناطق الشمالية والشرقية، جرى استثمارها في تعزيز الخزين المائي لسدود الموصل ودوكان ودربندخان وحمرين والعظيم"، لافتةً إلى "تحويل كميّة من المياه في نهر الزاب وبحيرة الثرثار لتعزيز نهر الفرات بالإطلاقات المائية في فترة الصيف".

عرض مقالات: