اخر الاخبار

 

اعتصامات عمالية واحتجاجات طلابية واعتداءات متكررة في عشية الانتخابات

حراك احتجاجي وسط بغداد:

نطالب بالإصلاح والعدالة ومحاسبة الفاسدين

بغداد ـ طريق الشعب

في وقتٍ تتزايد فيه الاحتجاجات العمالية والشعبية في عدد من المحافظات، تتوالى المطالبات بإيجاد حلول عادلة لأزمات البطالة والمستحقات المالية المتأخرة، فيما تتخذ بعض هذه التحركات طابعًا تصعيديًا في ظل اشتداد الضغوط المعيشية واحتدام المناخ الانتخابي في البلاد.

حراك احتجاجي في بغداد

ويأتي هذا الحراك الاحتجاجي المتصاعد، في وقت شهدت فيه ساحة النسور، غربي بغداد، امس السبت، حراكا احتجاجيا حاشدا، في الذكرى السادسة لاحتجاجات 25 تشرين 2019، إذ رفع المتظاهرون الأعلام العراقية على وقع الأغاني الوطنية، وحملوا صور الضحايا مجددين مطالبتهم بالاقتصاص من القتلة.

وشدد المحتجون على أن أهداف انتفاضة تشرين لم تتحقق حتى الآن، وهم لا يتوقعون أي تغيير جدي مع تكرار الوجوه في الانتخابات التشريعية، كما أن الحكومات المتعاقبة لم تُظهر أي تجاوب مع مطالبهم.

وعلل المنظمون للاحتجاج اختيار ساحة النسور هذا العام، وذلك لقربها من مجلس القضاء الأعلى، فهو أملهم الأخير لتحقيق العدالة، مطالبين بالإفراج عن المتظاهرين المعتقلين “على خلفية دعاوى كيدية”. فيما اعتلى الناشط ضرغام ماجد منصة التظاهرة، ودعا إلى تحقيق مطالبهم المشروعة.

وقال المتظاهر عبد الحمزة منعم، انهم لم يروا "سوى الوعود الزائفة. ومن ساحة النسور ومن أمام مجلس القضاء الأعلى، نطالب بمحاكمة قتلة المتظاهرين وقتلة الشعب، ومحاكمة المفسدين والمتورطين في قضية نور زهير".

وشدّد على ضرورة ان يحاسب القضاء "المرشحين والزعامات، عملا بمبدأ “من أين لك هذا؟”، للكشف عن مصادر الأموال والمليارات التي يمتلكها بعض السياسيين، مؤكدا ان "الفعاليات الاحتجاجية ستستمر صباحاً في ساحة النسور ومساءً في ساحة التحرير. وستستمر رمزية تشرين كحركة احتجاجية، تطالب بالعدالة والإصلاح ومحاسبة الفاسدين".

يذكر انه في 25 من تشرين الأول عام 2019، حاول حشد من المتظاهرين اقتحام المنطقة الخضراء في بغداد، ولم تفلح الإجراءات الأمنية في وقف تدفّقهم، وقد تمكنوا من ازالة الحاجز الأمني الأول فوق جسر الجمهورية المؤدي إلى الخضراء، لكن قوات الأمن أطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع بكثافة عالية، ما ادى الى تفرق المتظاهرين الذين حاولوا عبور الجسر.

فهمي يطالب الحكومة بـ"إجراءات فعلية"

وفي ذكرى قمع احتجاجات تشرين، طالب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، الحكومة بالتعاطي مع مطالب محتجي تشرين بـ"إجراءات فعلية"

وكتب الرفيق فهمي على صفحته في فيسبوك: ان الحكومة مطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين، وانجاز ملف تعويضات شهداء وجرحى تشرين، وإقامة نُصُب تخلد الانتفاضة وشهداءها".

تجمع ضحايا تشرين

وفي محافظة النجف، أعلنت مجموعة من عوائل وجرحى احتجاجات تشرين عن تأسيس "تجمع ضحايا احتجاجات تشرين"، خلال مؤتمر صحفي عقدته في المدينة، بحضور عدد من الناشطين ومنظمات المجتمع المدني.

وقالت والدة الشهيد مهند القيسي، خلال قراءتها البيان، إن الهدف من هذا التجمع هو "التذكير بمطالب الضحايا والدفاع عن حقوقهم، إلى جانب التحشيد لوقفة سلمية للمطالبة بإنصافهم وتعويض عوائل الشهداء والجرحى، والتأكيد على موقفهم من الانتخابات البرلمانية المقبلة".

ويؤكد القائمون على التجمع أن "ملف شهداء وجرحى تشرين لم يُغلق بعد، وأن وعود الحكومات السابقة والحالية لم تُنفذ بالشكل المطلوب، سواء في جانب التعويضات أو العدالة الانتقالية".

اعتصام عمال "FCC" في البصرة

وعلى صعيد الاحتجاجات المطلبية ، قرر المئات من العمال السابقين في مشروع "FCC" التابع لشركة مصافي الجنوب في البصرة، الدخول في اعتصام مفتوح بعد احتجاجات استمرت لعشرة أشهر منذ الاستغناء عن خدماتهم، فيما قامت القوات الأمنية بتفريقهم بـ"القوة".

وقال ممثل المتظاهرين أحمد شاكر، إن "العمال يتظاهرون منذ أكثر من عشرة أشهر، ولم يتواصل معنا أي من نواب البصرة، ومع اقتراب الانتخابات تواصل بعضهم لأغراض انتخابية فقط".

وأضاف أن "مدير شركة مصافي الجنوب يتعمد تجاهل مطالبنا رغم الوعود السابقة بحل الأزمة"، مبينًا أن "عددنا يقارب 350 عاملاً وكنّا نعمل في المشروع لسنوات طويلة قبل البدء بتشغيله، لكن تم الاستغناء عنا بشكل مفاجئ ومن دون أي ضمانات".

وتابع شاكر أن "العمال قرروا الاعتصام لإيصال صوتهم مباشرة إلى رئيس الوزراء خلال زيارته المرتقبة للبصرة"، مؤكدًا أن "خبراتنا التي اكتسبناها خلال سنوات العمل كافية لإدارة المشروع وتشغيله بكفاءة، لكن المسؤولين فضّلوا الاعتماد على عمالة أجنبية وتهميش الكوادر المحلية".

واختتم حديثه قائلاً: "مطالبنا لن تتوقف حتى يتم إنصافنا ومنحنا عقوداً وزارية أسوة بغيرنا".

وبحسب مصادر صحفية، فإن القوات الأمنية قامت بفضّ الاعتصام بالقوة، ما أسفر عن إصابة عدد من المعتصمين بجروح متفاوتة.

كما نظم العشرات من العاملين في المشروع ذاته، وقفة ليلية وجهوا خلالها رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط، قبيل الإعلان عن زيارتهما إلى البصرة أمس السبت، مطالبين فيها بتوفير فرص عمل دائمة وإدراجهم ضمن العقود الوزارية.

وفي وقت لاحق، استخدمت قوات مكافحة الشغب، العصي والهراوات في تفريق المتظاهرين من خريجي كليات العلوم والهندسة أمام مجمع مصافي الجنوب في الشعيبة جنوب غرب البصرة، بالتزامن مع زيارة السوداني.

احتجاج أصحاب الآليات في ميسان

وفي محافظة ميسان، نظم العشرات من أصحاب سيارات الحمل وآليات الحدل والحفر وقفة احتجاجية أمام المقر السابق للشركة المنفذة لمشروع إكساء وتوسعة طريق "العمارة – المشرح"، احتجاجًا على عدم صرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ ستة أشهر، بعد أن غادرت إدارة المشروع إلى "مكان مجهول".

وقال عدد من المحتجين إنهم "أصحاب آليات أهلية تعاقدوا مع الشركة المنفذة لمشروع تطوير طريق المشرح"، موضحين أن "الشركة غادرت موقع العمل وسحبت آلياتها بعد أكثر من خمسة أشهر من العمل دون تسليم الأجور المستحقة، تاركة المشروع من دون إنجاز تام".

وطالب المحتجون "بفتح تحقيق عاجل مع الشركة المنفذة لمعرفة أسباب عدم صرف مستحقاتهم وضمان حصولهم على تعويضاتهم المالية".

أزمة طلاب جامعة واسط

وفي محافظة واسط، نظم عشرات الطلبة وقفة احتجاجية عند مدخل جامعة واسط احتجاجاً على قرار إنهاء علاقتهم مع قسم علم النفس في كلية التربية بعد أن أكملوا المرحلة الأولى بنجاح.

وقال الطالب صباح حسن إنهم "مجموعة من طلاب جامعة واسط – كلية التربية للعلوم الإنسانية – الدراسة المسائية قسم علم النفس، تم قبولنا حسب الضوابط والمعدلات من إعدادية الدراسات الإسلامية للعام الدراسي 2023 – 2024، وأكملنا المرحلة الأولى بنجاح".

وأضاف أن "الجامعة أبلغتنا مؤخراً بوجود خطأ إداري في قبولنا، وطُلب منا مغادرة القسم أو النقل إلى جامعات أخرى، رغم أننا دفعنا الأقساط السنوية واستحصلنا موافقات رسمية من دوائرنا للالتحاق بالدراسة".

وأكد أن "خريجين سابقين من الإعدادية الإسلامية أكملوا دراستهم في القسم ذاته من دون أي مشاكل، ونطالب وزارة التعليم العالي بإعادة النظر بقرارها وإنصافنا".

 

 

هل من يوقف هؤلاء عند حدهم؟

رغم موجات الانتقاد والاستهجان الشعبي، تؤكد شهادات أن البعض من الأجهزة الأمنية ما زال يصر على اصدار توجيهات صريحة لعناصره، بجلب شريط الاقتراع من الجهاز البايومتري في التصويت الخاص، في ممارسة تُشكل مسّاً مباشراً بسرّية التصويت وحرية الاختيار.

في السياق ذاته، كشفت منظمة "دابين" لتنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان، عن خروق خطيرة تمارسها بعض الشركات الخاصة بحق العاملين عندها. إذ تُجبرهم على التصويت لقوائم محددة، في انتهاك فاضح لحرية الإرادة وللمواطنة.

ان ما يجري ليس سوى عبث متعمّد بروح الديمقراطية، ونسف لجوهر العدالة الانتخابية؛ حيث يُحوَّل الصوت الحر إلى أداة ابتزاز أو ولاء قسري، وكأنّ سرّ الصندوق الانتخابي أصبح ملكاً للسلطة لا للناخب.

ان مشهد تهديد البعض باستدعائهم للتحقيق إن هم رفضوا، وإجبار آخرين على التصويت لمرشحين بعينهم تحت ضغط الرتب والأوامر، مشهد يعيدنا إلى عصور فرض الطاعة العمياء، لا إلى زمن انتخابات حرة ونزيهة.

إنها خيانة للامانة قبل أن تكون خرقاً للقانون، وهي تستدعي موقفاً وطنياً شجاعاً، يضع حداً لهذا التمادي.

ويبقى لنا ان نسأل: هل من يوقف هؤلاء عند حدهم؟!

ص2

تهديد وجودي للأمن المائي والغذائي

كارثة تلوح في سد الموصل.. منسوب المياه يهبط إلى أدنى مستوياته منذ عقود

بغداد – تبارك عبد المجيد

تتجه أزمة المياه في العراق نحو مرحلة غير مسبوقة من التدهور، إذ يواجه سد الموصل ـ أكبر السدود في البلاد ـ انخفاضا حادا في منسوب المياه، ما أثّر بشكل مباشر على الزراعة ومصادر الشرب في مناطق واسعة من شمال العراق وغربه. وبينما تتصاعد التحذيرات من خبراء وناشطين بيئيين بشأن خطر الوصول إلى مرحلة الخزين الميت، حملوا السياسات الحكومية وضعف إدارة الموارد المائية مسؤولية تفاقم الأزمة التي تهدد الأمن المائي والغذائي في البلاد.

من يعيد التوازن المائي للسد؟

وعبّر عضو في مؤسسة مثابرون للبيئة، عبد العزيز الطائي من قضاء البعاج، عن قلقه إزاء الأوضاع المائية والزراعية في مناطق سد الموصل، مؤكداً وجود مخاوف كبيرة من انخفاض منسوب السد هذا العام، ما أدى إلى تضرر الزراعة بشكل واسع.

وأوضح الطائي لـ"طريق الشعب"، أن الموسم الزراعي انتهى فعلياً في معظم المناطق المتضررة، ولا أمل بإنقاذه إلا في حال شهدت البلاد موسماً مطرياً غزيراً يعيد التوازن المائي للسد.

وأشار إلى أن الأضرار طالت مناطق واسعة تمتد من سد الموصل إلى ناحية ربيعة وسهل نينوى، لافتاً إلى أن هذه الأزمة قد تمتد آثارها إلى مياه الشرب مستقبلاً، إذا استمر الانخفاض بالمستوى الحالي، مضيفا أن المنطقة "تجاوزت في السابق مشكلة الهجرة بسبب أزمة المياه، لكن اليوم تحولت الهجرة إلى مشكلة جديدة نتيجة تزايد أعداد الأسر التي غادرت قراها بحثاً عن مصادر عيش بديلة بعد تدهور الزراعة".

وختم حديثه بدعوة الجهات الحكومية إلى التدخل العاجل لمعالجة الأزمة، وضمان استمرار الإمدادات المائية وحماية الأمن الغذائي في المناطق المتضررة.

تهديد مائي حاد

يقول الناشط البيئي من الموصل زيد زكريا، إن "سد الموصل يعيش واحدة من أصعب مراحله منذ تأسيسه، إذ تراجع خزينه المائي إلى أقل من مليار متر مكعب من المياه القابلة للاستخدام، بعدما كان يحتفظ قبل سنوات بثلاثة أضعاف هذا الرقم".

ويصف زكريا الوضع الراهن بـ“الحرج جدًا”، مشيرًا إلى أن “العراق يقترب من دخول مرحلة التهديد المائي الحاد، ما لم تُتخذ خطوات عاجلة للحفاظ على ما تبقى من الموارد”.

ويُرجع زكريا أسباب هذا التراجع إلى انخفاض الإطلاقات المائية من دول المنبع، خاصة من تركيا وإيران، إضافة إلى تأثيرات الجفاف المستمرة وسوء إدارة الخزين المحلي، موضحا أن "مشاريع السدود في تركيا، وعلى رأسها سد إليسو الذي دخل الخدمة عام 2018، قلصت واردات العراق من نهر دجلة بنسبة كبيرة، الامر الذي انعكس مباشرة على خزين سد الموصل".

ويضيف زكريا في حديث لـ"طريق الشعب"، أن المناطق التي تعتمد على مياه السد، بدأت بالفعل تشهد تراجعا واسعا في المساحات الزراعية، وارتفاعا في معدلات التصحر، وهجرة السكان من الأرياف إلى المدن بسبب انعدام المياه.

ويقول بأسف: "الناس في القرى القريبة من السد يشعرون اليوم أن دجلة لم يعد كما كان. مياهه تتراجع عاما بعد آخر، ومعها تتراجع الحياة".

ويرى زكريا أن أزمة سد الموصل لم تعد مشكلة هندسية أو موسمية، بل "ملف وطني معقد يتداخل فيه السياسي مع البيئي، والدبلوماسي مع الزراعي. فالعراق بحاجة إلى رؤية استراتيجية لإدارة مياهه، تتضمن تحركا دبلوماسيا حقيقيا مع دول الجوار لضمان الحصص المائية، وإصلاح منظومات الري والبزل التي تهدر ملايين الأمتار المكعبة يوميا".

ويختم حديثه بالقول ان "سد الموصل ليس مجرد منشأة خرسانية، إنه رمز لبقاء العراق المائي، وإذا تُرك لمصيره وسط الجفاف والإهمال، فسنجد أنفسنا أمام واقع بيئي وزراعي لا يمكن إصلاحه بسهولة".

دبلوماسية مائية ضعيفة

من جانبها، أكدت لجنة الزراعة والمياه النيابية، أن خزين أكبر سدود العراق ما زال دون مرحلة الخزين الميت، إلا أنه فقد أكثر من 90 في المائة من كميات مياهه نتيجة التراجع الحاد في واردات نهري دجلة والفرات.

وقال عضو اللجنة النائب ثائر الجبوري، إن أزمة المياه في العراق تمر بمرحلة حرجة تُعدّ الأخطر منذ مئة عام على الأقل، بحسب القراءات الرسمية الصادرة عن وزارة الموارد المائية، لاسيما مع انحسار تدفقات نهري دجلة والفرات بنسبة تصل إلى 85 في المائة مقارنة بالسنوات الماضية.

وأضاف الجبوري أن "معدلات الخزين في جميع السدود العراقية انخفضت إلى مستويات حرجة للغاية، إلا أن خزين بحيرة سد الموصل لم يصل بعد إلى مرحلة الخزين الميت”، مبيناً أن “كمية المياه المتوفرة فيه تتجاوز المليار متر مكعب، في حين أن طاقته القصوى تتراوح بين 9 إلى 11 مليار متر مكعب، ما يعني أنه فقد أكثر من 90 في المائة من خزينه".

واختتم تصريحه بالقول إن "سد الموصل يعد خزيناً استراتيجياً مهماً لدعم نهر دجلة المار بعدة محافظات، ولتأمين مياه الشرب والسقي ولو في حدودها الدنيا"، مشددا على "ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على ما تبقى من المياه وتفعيل الدبلوماسية المائية لضمان حقوق العراق في حصصه المائية".

الوزارة: الخزين المائي يدار بخطط دقيقة

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال أن الخزين المائي الحالي في العراق يبلغ نحو 6% من الطاقة الخزنية، موضحًا أن هذا المستوى يُدار وفق خطط دقيقة توازن بين الحاجة للاستهلاك وضمان الاستدامة حتى نهاية الموسم الصيفي المقبل.

وبيّن شمال، أن إدارة الخزين المائي تتم بطريقتين: الأولى خلال فترة الإملاء التي تبدأ مع الموسم الشتوي لتعزيز الخزين حتى نهاية ذوبان الثلوج في نهاية شهر أيار، والثانية بعد الإملاء، حيث تُدار الإطلاقات المائية بشكل اقتصادي لتقليل الهدر وإطالة عمر الخزين.وأضاف أن الوزارة هذا العام اعتمدت سياسة رشيدة في إدارة الخزين من خلال تجنّب الإطلاقات غير الضرورية، الأمر الذي ساهم في الحفاظ على الكميات المتوفرة رغم الظروف المناخية الصعبة.

وفيما يخص مياه الشرب، أوضح شمال أن العراق يحتاج سنويًا إلى نحو 5 مليارات متر مكعب لتأمين مياه الشرب، وهي مؤمنة بالكامل حتى بداية الموسم المقبل، مؤكدًا أن جميع مناطق البلاد مشمولة بالتجهيز، باستثناء بعض القرى والنواحي النائية التي قد تشهد انقطاعات مؤقتة لأسباب تتعلق بنظام المناوبة أو محدودية المحطات المحلية.

وأشار إلى أن الوزارة بدأت مؤخرًا بتنفيذ برنامج لتأمين الخزانات البديلة بالتنسيق مع وزارة البلديات والأمانة العامة والمحافظات لضمان استمرار وصول المياه إلى جميع المناطق دون انقطاع.

 

 

مركز للإعلام الرقمي يحذر من انتشار المحتوى المزيف

بغداد ـ طريق الشعب

حذّر المركز العراقي للإعلام الرقمي (DMC) من انتشار المحتوى المزيف في العراق من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأشار المركز إلى أنه "لا ينبغي الإفراط في الثقة بأدوات الكشف عن التزييف العميق، لأن هذه الأدوات لاتزال تواجه تحديات كبيرة قد تقلل من فعاليتها في البيئات الرقمية سريعة التطور".

وذكر المركز في بيان له، أن "الأبحاث والتجارب العملية الموثوقة أشارت إلى أن هذه الأدوات يمكن خداعها من خلال ما يسمى الهجمات العدائية، وهي تقنيات تعتمد على تعديلات دقيقة لا يمكن للعين البشرية إدراكها، ولكنها كافية للتلاعب بنتائج الفحوصات، حيث تمكن باحثون من جامعات مرموقة من تحقيق معدلات خداع تزيد عن 99% في بعض الحالات".

واكد أنه "تم رصد لقطات فيديو وصور مزيفة، تم تداولها بهدف التضليل والتأثير على الأحداث السياسية والاجتماعية في العراق"، موضحا أن "هذا التهديد هو جزء من سباق تقني مستمر بين منتجي المحتوى المزيف ومن يسعون للكشف عنه. فكلما طورت أدوات الكشف تقنيات جديدة للكشف عن التلاعب، يعمل مطورو أنظمة التزييف على تحسين نماذجهم لتجاوز تلك التقنيات، في شكل سباق رقمي لا هوادة فيه".

 

ومضة.. الحلول ممكنة!

صبحي الجميلي

واجه العراق خلال العقدين المنصرمين سنوات عجافا مليئة بالتحديات والأزمات، التي القت وتلقي بظلالها الكثيفة على مجمل الوضع في بلدنا وبمستوياته المتعددة.

وتأسيسا على ذلك لن يرث البرلمان والحكومة بعد انتخابات تشرين الثاني ٢٠٢٥، ملفات قانونية مؤجلة وأخرى إدارية قيد النظر وحسب، بل كذلك أزمات متشابكة وعلى مستويات عالية من التعقيد، تمس الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وسيعتمد وضع البلد كثيرا على مدى التقدم في حلحلتها ووضعه على سكة التعافي، وتخليصه من ثقل التركة التي اورثته إياها الحكومات المتعاقبة، وعمّقها يوميا نهج المحاصصة والفساد المستشري وحالة اللادولة.

وسيجد الحكام الجدد أنفسهم وجها لوجه امام ملفات عدة، لا تتطلب "التذاكي" والتدوير، وانما المواجهة بخطوات عملية، ما سيضع العديد من الوعود الانتخابية على المحك.

ولعل في مقدمة ما سيبرز هذه الفجوة الكبيرة بين المتنفذين والحاكمين من جهة وعامة الناس، وأزمة ثقة المواطن بمؤسسات الدولة، بما فيها التشريعية التي فقدت الكثير من شرعيتها السياسية والمعنوية والتمثيلية، خصوصا بعد العجز الكبير لدورة مجلس النواب الحالية على الصعيدين التشريعي والرقابي. كذلك الهوة الساحقة بين الاقلية المتسلطة المتمترسة خلف المال ومؤسسات الدولة والاعلام والسلاح المنفلت، والغالبية التي تعيش المآساة يوميا. وهذا يؤشر غيابا واضحا لقدر معقول من العدالة الاجتماعية.

وبين القضايا الساخنة والملحة سيبرز مدى القدرة على جعل العراق وطنا للجميع بالفعل والممارسة، كذلك تأمين تكافؤ الفرص، واعلاء شان المواطنة، وتجاوز الانغلاقات الفرعية والثانوية، وإقامة علاقات متكافئة ومتوازنة تراعي المصالح المشتركة مع البعدين الإقليمي والدولي، وامتلاك القرار الوطني المستقل وحفظ السيادة، والقدرة الفعلية على تحقيق ذلك.

ولعل الجانب الاقتصادي سيكون الأكثر إثارة للقلق في ظل المعطيات الراهنة، مع تعمق الريعية فيه والاعتماد بأكثر من ٩٠ في المائة على صادرات النفط الخام ، وما تشهده الأسعار عالميا من تقلبات، حيث تشير تقديرات  الى ان سعر البرميل في السنوات الخمس القادمة قد لا يزيد على ٦٠-٧٠ دولار للبرميل، في حين ان السعر الذي اعتمد في الموازنة الثلاثية هو بحدود ٨٥ دولار للبرميل الواحد.  وهناك عجز في موازنة عام ٢٠٢٤ تجاوز ٣٠ ترليون دينار، وما زالت أبواب الموازنة مختلة لصالح فاتورة النفقات التشغيلية ومنها الرواتب، في حين لا تتجاوز نسبة الاستثمار الحكومي ١٥ في المائة. فهذا الى جانب ضعف أداء القطاع الخاص، تسبب في تضاؤل فرص العمل، وبقاء معدلات البطالة عالية خاصة بين الشباب، الذين يشكل من هم دون الـ ٢٥ سنة حوالي ٦٠ في المائة من سكان العراق. وأيضا تتفاقم المديونية، الداخلية والخارجية، التي تتحدث تقديرات عن اقترابها من ١٢٠ مليار دولار. 

وهناك العديد من القضايا المتعلقة بضعف الخدمات العامة، وفي مقدمتها مشكلة الكهرباء العصيّة على الحل، والفساد المستشري الذي جعلنا نحتل المرتبة ١٥٤ من أصل ١٨٠ دولة في مؤشر مدركات الفساد لعام ٢٠٢٣.

هذا الى جانب قلق المواطنين من انتشار السلاح، حيث يقدر بعض الدراسات وجود أكثر من ٧ ملايين قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة، ما يقوض احتكارها لوسائل الاكراه.

هذا غيض من فيض الملفات العالقة او المرحّلة او تلك العصية على الحل، من قبل المتنفذين الذين هيمنوا على مركز القرار منذ ٢٠٠٣ حتى الان. وهذه وغيرها من القضايا   ستنتقل الى الحالة الجديدة بعد انتخابات تشرين، والتي هي بذاتها، وفي ظل ظروفها، لا تقدم حلولا سحرية قدر ما يمكنها فتح فضاءات جديدة للتحرك الجديد، نحو حلحلة تلك القضايا الشائكة. وهذا يعتمد على المواطن ومشاركته الفاعلة في الانتخابات، وحسن اختياراته.

 ان بدء السير على طريق حلحلة المشاكل، يحتاج الى إرادة سياسية قوية، واصطفاف شعبي داعم ومؤثر، وقطيعة مع نهج المحاصصة الفاشل، والسعي الى إعادة بناء الدولة لتكون حقا دولة مدنية ديمقراطية. وبعكس ذلك ستتعاظم سلبيات التركة الثقيلة، بما تحمل من تحديات خطرة على حاضر العراق ومستقبله.   

ص3

السياسات الحكومية تُجهض الصناعة العراقية

 ٨٠ في المائة من خطوط الإنتاج تحولت إلى خردة

بغداد - محمد التميمي

تواجه الصناعة المحلية واحدة من أكثر مراحلها تعقيداً منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، فبعد أن كانت المصانع والمعامل في مختلف المحافظات تشكل رافداً رئيسياً للناتج المحلي وتوفّر مئات الآلاف من فرص العمل، أصبحت معظمها اليوم خارج الخدمة أو تعمل بطاقة متدنية، نتيجة تراكم السياسات الخاطئة، وغياب التخطيط الاستراتيجي، وتزايد الاعتماد على الاستيراد بوصفه الحلّ السهل لتلبية حاجات السوق.

ومع استمرار التدهور، باتت الصناعة الوطنية والعديد من المهن مهددة بالاندثار الكامل إن لم تُتخذ خطوات جادة لإعادة هيكلتها وفق رؤية اقتصادية واقعية، تقوم على الإنتاج المحلي المستدام، وتنويع مصادر الدخل الوطني بعيدًا عن النفط.

سياسات حكومية لمصلحة المتنفذين

في هذا الصدد، أكد الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار: أن القطاعين العام والخاص يواجهان تحديات خطيرة نتيجة السياسات الاقتصادية الخاطئة وغير المبرمجة التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة وحتى الحالية، مشيراً إلى أن غياب الرؤية الواضحة لبناء اقتصاد وطني متين أدى إلى تدهور الصناعة الوطنية وتراجع دور الشركات العامة والخاصة على حد سواء.

وقال الصفار لـ"طريق الشعب"، إن وزارة الصناعة كانت تضم 74 شركة منتجة إضافةً إلى شركات عامة أخرى تابعة لإحدى عشرة وزارة، لكنها اليوم تعاني الإهمال والتفكيك وسوء الإدارة، فيما لم تحقق مشاريع الاستثمار نتائج إيجابية حقيقية.

وأضاف أن “هذه السياسات جعلت الشركات الوطنية في وضع لا تحسد عليه، وأدت إلى تسريح قسري للعاملين تحت غطاء التقاعد المبكر، ما تسبب بخسارة كوادر تملك خبرات كبيرة، كانت تمثل العمود الفقري للصناعة العراقية”.

وبيّن أن القطاع الخاص بدوره "يعاني من مشكلات كبيرة، أبرزها انقطاع الكهرباء، وندرة المواد الأولية، وغياب الحماية أمام الاستيراد العشوائي الذي أغرق السوق المحلي بسلع ضعيفة الجودة، ما جعل المنتج الوطني عاجزًا عن المنافسة في ظل ما يُسمى باقتصاد السوق".

وأشار إلى أن "أصول الشركات العامة من أراضٍ ومكائن ومعدات أصبحت مهددة بالبيع عبر المزادات العلنية"، محذراً من أن هذه الممتلكات “هي أموال عامة تمثل ثروة الشعب، ولا يجوز التصرف بها بهذه الطريقة التي تضر بالاقتصاد الوطني وتمنع أي إمكانية حقيقية لإحياء الصناعة العراقية”.

وختم بالقول إن السياسات الحكومية الحالية تصب في مصلحة رجال الأعمال والمستثمرين والمتنفذين وأحزاب السلطة، وأن ما يُسمّى بفرص الاستثمار تحوّل في أغلب الأحيان إلى بوابات للفساد وغسل الأموال، عبر مشاريع تمنح لأشخاص مرتبطين بمراكز النفوذ وأبناء المسؤولين، ما جعل الشركات الوطنية تفقد دورها الأساسي في خدمة الاقتصاد الوطني.

 

قطاع استهلاكي معطّل

من جهته، قال الخبير الاقتصادي صالح الهمّاشي أن العراق يعيش أزمة صناعية مركّبة نتيجة غياب السياسات الإنتاجية طويلة الأمد، وتحول القطاع الصناعي إلى قطاع استهلاكي شبه معطل يعتمد على الاستيراد بدل التصنيع المحلي.

وأضاف الهمّاشي لـ"طريق الشعب"، أن “الانهيار الصناعي الذي شهده العراق بعد عام 2003 لم يكن نتيجة الحرب أو التقادم الفني فحسب، وإنما بسبب تفكك المنظومة الاقتصادية الإنتاجية وغياب الحماية التشريعية للمصانع والشركات الوطنية”، مبيناً أن “الاعتماد المفرط على الإيرادات النفطية جعل الدولة تتخلى تدريجياً عن الاستثمار في الصناعة التحويلية، ما أضعف القدرة التنافسية للمنتج المحلي وأفقد السوق توازنه”.

وأشار إلى أن “نحو 70% من المعامل القائمة تعمل حالياً بأقل من 20% من طاقتها التصميمية، في حين توقفت المئات ان لم يكن الالاف منها كلياً بسبب شح الطاقة، وغياب التمويل، وتزايد كلفة التشغيل مقارنة بضعف الطلب المحلي”.

وأضاف الهمّاشي أن “إعادة بناء الصناعة العراقية تتطلب رؤية وطنية علمية تستند إلى دراسات جدوى حقيقية، وإصلاح المنظومة الضريبية والكمركية، وتحفيز الاستثمار الصناعي عبر شراكات ذكية بين القطاعين العام والخاص”، مشددًا على أن “تحريك عجلة الصناعة سيعيد التوازن إلى سوق العمل، ويرفع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة لا تقل عن 5% خلال السنوات الثلاث الأولى من التطبيق الفعلي”.

وختم بالقول إن “المعادلة الاقتصادية في العراق لن تستقيم ما لم يُعَد النظر في مفهوم الأمن الاقتصادي بوصفه ركيزة للأمن الوطني، فالصناعة هي أداة سيادية لحماية الموارد وتوليد القيمة المضافة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي”.

مجزرة اقتصادية

الى ذلك، أكد عضو مجلس النواب السابق عبد الخالق العزاوي أن الصناعة العراقية تعرّضت بعد عام 2003 لما وصفها بـ “مجزرة اقتصادية”، مشيرًا إلى أن نحو 80% من خطوط الإنتاج والمصانع تحولت إلى خردة، ما أدى إلى تراجع حاد في الإنتاج المحلي وتسريح عشرات الآلاف من العمال.

وقال العزاوي في حديث صحفي ان “المعامل والمصانع العراقية، ولا سيما في القطاع الخاص، كانت قبل عام 2003 تنتج ما بين 200 إلى 250 سلعة، وتوفّر فرص عمل لنحو نصف مليون عامل في القطاعات الصناعية والغذائية والإنشائية”، مبينًا أن “انهيار هذه المنظومة الإنتاجية بعد التغيير السياسي شكّل ضربة قاسية للاقتصاد الوطني”.

وأضاف أن “قرابة 80% من المصانع تحولت إلى خردة نتيجة الإهمال وغياب الدعم وتزايد الاعتماد على الاستيراد، ما أدى إلى تسريح آلاف العاملين وانهيار شبه كامل للإنتاج المحلي”، متسائلًا: “كم تبلغ نسبة الإنتاج الوطني الحقيقي في الأسواق اليوم مقارنة بالمستورد؟”.

وشدّد العزاوي على أن “إحياء المصانع العراقية يمثل ركيزة أساسية لأي نهضة اقتصادية، إذ يمكن أن يوفّر خلال سنوات قليلة ما بين 600 إلى 700 ألف فرصة عمل، ما يساهم في تقليل نسب البطالة والفقر وتعزيز قدرة الدولة على التوظيف”، محذرًا من أن “غياب خطة وطنية شاملة لإعادة تأهيل القطاع الصناعي سيبقي الاقتصاد العراقي رهينة للمنتج الأجنبي ومعرّضًا لأزمات متكررة".

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

انتخابات تشرين ومستقبل الاستقرار في البلاد

نشر موقع (تشاتام هاوس) البريطاني مقالًا حول هذا الموضوع للباحث ريناد منصور، أشار فيه إلى أن أجواء الحملة الانتخابية تبدو هادئة، رغم كثرة الملصقات والصور وإنفاق الأموال الطائلة، إلى حدٍّ لم يعد معه التصويت يعتمد على الشعبية، بل على المال السياسي وشراء الأصوات، حسب وصف رئيس حكومة سابق.

منافسة شديدة

وذكَّر المقال بوجود مخاوف من بقاء العديد من المواطنين في منازلهم، لشعورهم بخيبة أمل من قدرة الانتخابات على إحداث التغيير، في وقتٍ يُتوقَّع فيه أن تحظى القائمة الانتخابية لرئيس الحكومة بحظوظ وفيرة، على الرغم من أن فوزها بأكبر عدد من الأصوات لا يعني بالضرورة بقاء الرجل في منصبه، لأن ذلك خاضع لنتائج المحادثات التي تُجرى عادةً بين الأحزاب الفائزة، والتي غالبًا ما تنتهي بتكليف شخصٍ آخر من غير الفائزين بتشكيل الوزارة.

ولم يجد الباحث في الانتخابات استفتاءً على أداء الحكومة، بل فرصةً للنخب الحزبية الراسخة لإعادة توزيع السلطة فيما بينها، عبر استخدام المقاعد التي تُحصد كأوراق مساومة، إلى جانب أدوات أخرى، بما في ذلك العنف، والتعبئة في الشوارع، للحصول على المناصب الحكومية العليا.

اختبار للاستقرار

وتوقَّع الكاتب أن تُشكِّل نتيجة هذه المساومة اختبارًا لاستقرار العراق؛ فإذا ما سارت العملية بسلاسة، فإنها ستُعيد تأكيد الاستقرار ضمن إطار المنافسة داخل النظام. فيما قد تؤدي خسارة بعض الأطراف إلى تعطيل الترتيبات القائمة، الأمر الذي قد يضرّ بالتوازن الهشّ.

كما تطرّق المقال إلى قضية "الكتلة الأكبر" التي تُكلَّف، حسب الدستور، بتشكيل الحكومة، والملابسات التي ما زالت ترافق عملية تحديد هذه الكتلة، مؤكدًا أن النظام القائم لا يتضمن تقسيماً صريحاً للسلطة على أساس عرقي أو طائفي، لكنّ هذه المحاصصة قد ترسخت عمليًا منذ عام 2003.

تحشيد القِلّة

وبعد استعراض المقال لتفاصيل التحالفات والقوى المشاركة في الانتخابات الحالية، وكيفية تطورها وتغيرها عبر الدورات الانتخابية المتتالية، أكد على أن حرية الناخبين في التصويت لمن يشاؤون، تبدو نظرية أكثر منها عملية؛ فالكثيرون باتوا يصوّتون، في ظل الاستقطابات الطائفية والإثنية، والفساد المستشري، وتغوّل المال السياسي، بناءً على شبكات المحسوبية، والحوافز المالية، والتبعية.

وأشار الباحث إلى أن السياسيين العراقيين قد استحضروا سياسات الهوية والولاءات العرقية والطائفية لحشد قواعدهم، وإقناع الناخبين بأن واحدًا منهم فقط هو القادر على حماية مصالحهم، أو الدفاع عنها ضد التهديدات الخارجية، مع الإشارة إلى وجود قوى مدنية، كان لها دور في حركات الاحتجاج، التي دعت إلى إنهاء النظام العرقي والطائفي، تساهم اليوم في هذه العملية الديمقراطية، بهدف التغيير والإصلاح.

انتخابات المليارديرات

وبناءً على إنفاق المرشحين مبالغ طائلة في هذه الانتخابات، إلى الحد الذي وصفها فيه خبير بـ "انتخابات المليارديرات"، صار ممكناً اعتبارها استثمارات عالية المخاطر، تستطيع النخبة ترجمتها، بعد الفوز، إلى نفوذ أكبر، وحصص مضمونة من موارد الدولة. وفي المقابل، أدت القيود الأمريكية الأخيرة على القطاع المصرفي العراقي، إلى توجيه العديد من الأثرياء أموالهم نحو السياسة، وتحويل هذه الانتخابات إلى فرصة استثمارية مربحة.

وحول استغلال الوظيفة العامة في الحملة الانتخابية، ذكّر المقال بالإعلان عن نحو مليون وظيفة جديدة قبل الانتخابات، وعن تقديم 9000 رسالة شكر للعاملين، إضافة إلى توجيه أصوات الناخبين من وزارات الدفاع والداخلية والحشد والبيشمركة نحو الأحزاب السياسية التي منحتهم مواقعهم، والتي تُسيّرهم.

وإلى جانب كسب بعض رؤساء العشائر لضمان أصوات أفرادها، واستخدام بعض المسؤولين من أعضاء الأحزاب في تقديم الخدمات إلى المناطق المحرومة لكسب أصوات سكانها، جرت عمليات شراء لبطاقات الناخبين البيومترية، وتشكيل جيوش إلكترونية باهظة التكاليف للترويج للمرشحين، والانتقاص من منافسيهم.

مخاطر العزوف

وتضمَّن المقال كشفًا لنسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية، والتي تراجعت من 80 في المائة في عام 2005 إلى 41 في المائة في عام 2021، مبينًا أن أسباب هذا العزوف تكمن في ضعف الثقة بالنظام السياسي، وبوعود الإصلاح، وفي المعاناة القاسية التي يعيشها العراقيون في دولة تُعدّ من بين أضعف الدول أداءً في تقديم الخدمات، ومن أكثرها فسادًا على مستوى العالم، رغم ثرواتها النفطية الهائلة.

ورغم أن النظام الانتخابي العراقي لما بعد عام 2003 صُمِّم لمنع عودة الدكتاتورية، وجد الكاتب أن الديمقراطية والمساءلة تتآكلان بسبب استيلاء النخبة على المؤسسات الضامنة للشفافية وسيادة القانون، وإضعاف المعارضة من خلال الاستقطاب والترهيب والعنف، مؤكدًا أن إعادة بناء الثقة تتطلب معالجة العجز الديمقراطي من جذوره، واستعادة الصلة بين الانتخابات والمساءلة، ووجود آليات أكثر وضوحًا لتوزيع المقاعد، وشفافية في فحص المرشحين، وتمويل الحملات الانتخابية، وهيئة انتخابية معزولة عن التسلط السياسي.

 

گمرة وربيع!

في الوقت الذي ادّعت فيه الحكومةُ أن الوضعَ المالي في البلادِ على أفضلِ ما يكون، حذّر مختصون من مفترق الطرق الذي تواجهه موازنةُ العامِ القادم، بين التوسع في الإنفاق، وبالتالي زيادة العجز والديون، وبين تقليصِ الإنفاق وزيادة الجبايات وإقامة المشاريع الاستثمارية، على طريق إصلاح الاقتصاد الريعي المأزوم. هذا، وتشيرُ كل التوقعات إلى مواصلة "أولي الأمر" سياستهم الماليةَ الفاشلة، التي تفتقر إلى ترشيد الإنفاق العام وتوجيهه نحو الأولويات الأساسية، وتوسيع الإيرادات غير النفطية، وتفعيل أدوات الجباية، ومكافحة الفساد ونهب المال العام، وتخفيض العجز، والحدّ من الديون التي تستنفذ 3  مليارات دولار كفوائد سنوية.

حرص مسعول

حذّر تقريرٌ صادرٌ عن وكالةٍ دوليةٍ مختصة باللجوء من أن أكثر من 2700  كم مربع من الأرض العراقية لا يزال يئنُّ تحت وطأة الألغام والذخائر غير المنفجرة، مما يعيقُ إعادة الإعمار، وعودة النازحين، وإمكانية تقديم الخدمات الأساسية للسكان، مُبقياً آلاف المزارعين في خطر دائم، ومحاصِراً آلاف العائلات بالخوف، ومعيقاً عملية اندماجهم في المجتمع. هذا، وفيما تشير المعطيات إلى مقتل 78 عراقياً في العام الماضي بسبب هذه الألغام، يتواصلُ عجزُ السلطات المسؤولة عن مسح المناطق الملوثة، وتثقيف الناس بمخاطر الألغام، وتدريب فرق إزالتها، وتجهيزها وتمويلها، ودمج إزالة الألغام مع إعادة الإعمار والتنمية.

ما ملّيتوا؟!

أعلنت وزارة الكهرباء عن وضع خطةٍ متكاملة لإنشاء محطات كهربائية، لإنتاج 48 ألف ميغاواط خلال السنوات الخمس القادمة، مؤكدةً أن هذه الخطوة تأتي في إطار التعاقد المباشر مع الشركات، وبشكل يضمن إدامة الأداء، وكفاءة التشغيل، وتقليل كُلف الصيانة، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، ومواكبة التطورات التقنية الحديثة في مجالات الإنتاج والنقل والتوزيع. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الكهرباء كانت الأبرز بين مؤسسات الدولة كافةً في إطلاق الوعود الوردية بشأن توفير الطاقة بأكثر من الحاجة، تلك الوعود التي لم تُخلّفها الوزارة فحسب، بل وتسببت في وقوع ما يناقضها على مدى عشرين عامًا.

خلاف على {الخرجيّة}

اعتبرت اللجنةُ المالية النيابية إعدادَ قانونِ الموازنة لعام 2026  من مهام الحكومة المقبلة، وذلك وفق الرؤية الاقتصادية، وقياس حجم الإيرادات المالية النفطية وغير النفطية، إضافةً إلى حجم المصروفات والنفقات الفعلية في الموازنة، رافضةً قيام الحكومة الحالية، كاملةِ الصلاحية، بذلك. هذا، وفي الوقت الذي يرى فيه الناس هذه المناكفاتِ انعكاسًا للصراعات الانتخابية بين المتنفذين، لا سيما وأن قانون الموازنة ينبغي أن يصل إلى البرلمان ويُقَرّ في بداية العام، يجدون الأمرَ تكرارًا مُضرًا لما دأبت عليه منظومة المحاصصة كل عام، من تأخرٍ في إعداد الموازنة وإقرارها، ومن تناسٍ متعمد لتقديم وتدقيق الحسابات الختامية وفق القانون.

ما شبعتوا؟!

رغم قرب انتهاء الدورة التشريعية الحالية، أدّى تعطيلُ أعمالِ مجلس النواب جراء غياب النصاب القانوني، وانشغال الأعضاء بحملاتهم الانتخابية، إلى بقاء أكثر من 180 قانونًا من دون إقرار، منها 40 قانونًا جاهزًا للتصويت، و 140 أُنجزت قراءته الأولى والثانية. هذا، ويتساءل الناس عن السر وراء لهفة النواب على الترشح من جديد، بعد أن كانوا منشغلين بالعطلات الطويلة، والإيفادات، والتخلف عن حضور الجلسات، وكذلك عن سر تفاؤلهم بالفوز، وهم المثقلون بفشلهم المزمن في مراقبة أداء الحكومة، وفي الحد من الفساد المستشري، ومن تراكم الديون، إضافةً إلى تخلّي أغلبهم عن مواقفهم الشخصية، واكتفائهم بالبقاء صدىً سلبيًّا لرؤساء كتلهم.

 

ص4

رغم المخاطر الصحية والنفسية

فقراء يُفتشون عن قوتهم في مكبات القمامة

 متابعة – طريق الشعب

 

يعتاش رجال ونساء وأطفال في العراق من العمل في مكبات نفايات عشوائية يتجاوز عددها 200 مكب في عموم البلاد -  حسب وزارة البيئة. ويُطلق محلياً على ممارسي هذه المهنة اسم "النبّاشة". حيث يقومون بفرز النفايات يدويا أو حرقها للحصول على معادن يُمكن بيعها أو مواد أخرى.

وبسبب قساوة الظرف المعيشي وانحسار فرص العمل الكريمة واتساع رقعة الفقر، يضطر كثيرون من العراقيين إلى العمل في مثل هذه المهن المُضنية الخطيرة. إذ تعمل عائلات بكاملها، بعضها يسكن بالقرب من المكبات، في جمع القمامة أو البحث فيها عما يمكن بيعه مقابل مردود مالي بسيط بالكاد يؤمّن القوت اليومي. ويتعرض هؤلاء النباشون إلى مخاطر جمة. حيث يتعاملون مع مواد ملوّثة وجارحة ويستنشقون غازات سامة، وبالتالي يُصابون بأمراض أو جروح بالغة.

وبينما يستمر هؤلاء المعدمون بالتكاثر يوما بعد آخر، لا يوجد في الأفق أي تحرك حكومي حقيقي لإنقاذهم من خلال تأمين فرص عمل كريمة لهم، أو على الأقل استثمار مهنتهم هذه عبر برامج رسمية مُنظمة لإعادة تدوير النفايات – حسب مراقبين.

مخاطرة في سبيل الخبز!

أم علي (45 عاماً)، تمضي يومها في مكب نفايات يقع شرقي بغداد، باحثة عن مواد قابلة للبيع، من أجل تأمين قوت عائلتها فاقدة المعيل.

تقول في حديث صحفي: "أبدأ بفرز الزجاج والبلاستيك والمعادن في الصباح، ثم أبيع ما أجمعه من تلك المواد إلى تجار، وأكسب أحياناً ما يكفي للطعام، وأحيانا أخرى أعود بلا شيء".

وتضيف قولها: "أعيش مع أطفالي الأربعة في غرفة صغيرة من صفيح تقع قرب المكب. حياتي تشبه حياة مئات العائلات التي جعلت من القمامة مصدر عيشها الوحيد بعد ما فقدت المعيل أو باتت بلا فرصة عمل".

فيما يقول حسنين (22 عاماً)، انه يصحو في ساعات الفجر الأولى لجمع الخردة، كالبلاستيك والمواد المعدنية، في مكبات النفايات القريبة من سكنه، مبينا في حديث صحفي أنه "أبيع الكيلوغرام الواحد من البلاستيك بنحو 500 دينار، والنحاس أبيعه بـ 8 آلاف دينار. والأسعار تتغيّر باستمرار، لكن الخطر ثابت".

اقتصاد القمامة!

يتفق باحثون ومسؤولون على أن معالجة "اقتصاد القمامة" لا تحصل عبر المنع أو الملاحقة، بل عبر تنظيم القطاع.

إذ يقول الباحث الاجتماعي د. أحمد الكعبي: "يوفر هذا الاقتصاد غير الرسمي دخلاً لعشرات آلاف الفقراء، لكنه يُعمّق في الوقت نفسه التفاوت الاجتماعي، ويعرّض العاملين فيه لمخاطر صحية وجسدية ونفسية حادّة".

يضيف قوله في حديث صحفي: "لا يمكن إنكار أن هذا النشاط أصبح بديلاً اقتصادياً لشرائح مهمّشة، لكن غياب التنظيم الرسمي حوّله إلى بيئة استغلال يتحكم بها وسطاء وأصحاب نفوذ".

ويرى الكعبي أن "الدولة تستطيع إدماج جامعي النفايات في برامج رسمية لإعادة التدوير، وتزويدهم بطاقات عمل وأدوات وقاية كما تفعل دول في المنطقة"، مشيرا إلى ان "مهنة النباشة  لم تعد مجرد ظاهرة ترتبط بمشكلة بيئية، بل مقياس لانهيار الخدمات وضعف العدالة الاجتماعية. فداخل مكبات القمامة، يتشكّل وجه آخر للبلاد عبر أشخاص متعبين يبحثون في الركام عن حياة أُهملت كما المدينة نفسها".

200 مكب نفايات عشوائي

من جهتها، تحذر وزارة البيئة من التوسّع غير المنظّم للمكبات العشوائية التي تجاوز عددها 200 في البلاد.

وتنقل وكالة أنباء "العربي الجديد" عن مسؤول في الوزارة، قوله أن "الوزارة أعدّت خطة لإعادة تأهيل مكبات خطرة، بالتعاون مع منظمات دولية، لكن ضعف التمويل وعدم التزام الحكومات المحلية يعطّل التنفيذ". ويشير المسؤول الذي حجبت وكالة الانباء اسمه، إلى ان "الوزارة فرضت غرامات مالية على مكبات النفايات في بعض المحافظات بسبب عدم التزامها بالشروط البيئية. كما شكلت لجنة لمتابعة التلوث البيئي تضم وزارات وهيئات عدة لتعزيز التعاون وإعداد التقارير والخطط للحدّ من الانبعاثات والمخاطر".

مخالفات بيئية صريحة

في السياق، يقول وكيل وزارة البيئة جاسم الفلاحي، أن النفايات الطبية تُصنف ضمن الخطرة التي تتطلب معاملة خاصة في كل مراحل التعامل معها، بدءاً من الجمع والنقل وصولاً إلى المعالجة.

ويلفت في حديث صحفي إلى أن "مؤسسات صحية عديدة لا تلتزم بالإجراءات المطلوبة في التعامل مع هذه النفايات بسبب الاستسهال أو الاستهتار بالقوانين، ما يشكل خطراً على الصحة العامة"، مشيرا إلى ان "الوزارة رصدت استناداً إلى قانون حماية وتحسين البيئة، تهاوناً واضحاً من دوائر الصحة في المحافظات. حيث تخلط النفايات الطبية مع تلك البلدية، وهذا أمر غير قانوني يعرّض المخالفين لمساءلة قانونية".

ويؤكد الفلاحي أن "الوزارة تملك سجلات تتضمن عدداً كبيراً من المخالفات. حيث تبدأ الإجراءات القانونية ضد المخالفين بالإنذار، ثم الغرامة، وصولاً للإحالة إلى القضاء مع إمكانية إغلاق المؤسسات غير الملتزمة"، لكنه يقرّ بأن "الوضع الصحي الراهن قد يفرض تحديات على تنفيذ قرارات الإغلاق".

ويشدد على أن "مسؤولية التعامل مع النفايات الطبية تقع على عاتق وزارتي الصحة والبلديات، وفق القانون. ووزارة البيئة ليست جهة خدماتية، بل رقابية تعمل على تشخيص المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق الجهات الملوثة للبيئة، حكومية كانت أم خاصة".

الصحة قلقة

إلى ذلك، يقول د. علي عبد الإله، من قسم الصحة البيئية في وزارة الصحة، أن وزارته تتابع بقلق "الأوضاع الصحية لفئة جامعي النفايات والعاملين قرب المكبات العشوائية، بسبب ما يشكّله عملهم من خطر مباشر على سلامتهم الصحية والمجتمع المحيط بهم. فهم معرضون للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهابات القصبات والالتهاب الرئوي، نتيجة استنشاق الغازات السامة والأبخرة الناتجة عن تحلل المواد العضوية وحرق النفايات، وهم أيضاً شريحة مهمشة تحتاج إلى دعم ورعاية خاصة".

ويبيّن في حديث صحفي أن "وزارة الصحة تعمل بالتنسيق مع وزارة البيئة وأمانة بغداد والبلديات من أجل تنظيم مواقع النفايات وضبط عمليات الحرق والتخلص منها بطريقة آمنة، وتوفير معدات الوقاية الشخصية، مثل الكمامات والقفازات، وتنظيم ورش توعية وبرامج فحص دوري للكشف المبكر عن الأمراض التنفسية"، متابعا القول: "كما تسعى الوزارة إلى إصدار تعليمات وتشريعات جديدة تضمن تحسين معايير الصحة والسلامة المهنية في قطاع الخدمات البلدية، وإجراء دراسات ميدانية لرصد حالات المرض وتحليل جودة الهواء في المناطق القريبة من المكبات بهدف بناء قاعدة بيانات دقيقة تضع سياسات صحية فعّالة لحماية المواطنين والعاملين في المجال".

وتُذكَر "منظمة نايا" للدفاع عن حقوق الإنسان، بأن "من أهم حقوق الإنسان العيش الكريم". وتشير إلى أن "سكن عائلات قرب مكبات النفايات وفي مناطق عشوائية، يهدد صحة أفرادها وسلوكهم".

ويقول مدير المنظمة ياسر إسماعيل، أن "العيش بين النفايات انتهاك صارخ لحقوق الإنسان الأساسية، لا سيما الحق في الصحة والبيئة النظيفة والسكن اللائق. ومواصلة الحكومة السماح بانتشار هذه المساكن من دون أن تتدخل لحماية العائلات تخرق بوضوح التزاماتها الدستورية والدولية"، دعيا وزارات الصحة والبيئة والبلديات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الظواهر الخطرة، وتوفير بدائل سكنية ملائمة للفقراء، وتقديم دعم صحي ونفسي فوري لهم.

 

زيوت محروقة تتجه نحو بحيرة دوكان!

متابعة – طريق الشعب

أفاد ناشطون بيئيون بأن مجموعة من الأشخاص أقدمت على رمي كميات كبيرة من مخلفات زيوت ومواد محروقة في مجرى وادٍ يصب في بحيرة دوكان، ما يهدد بحدوث كارثة بيئية في حال تساقط الأمطار، وبالتالي قد ينعكس سلباً على مياه الشرب التي يعتمد عليها نحو مليوني شخص في مناطق السليمانية ودوكان والمناطق المحيطة.

وزارت فرقة ميدانية من "منظمة حماية المياه" المعنية بالبيئة، الموقع، ووثقت هذه المخالفة البيئية في مقطع فيديو. حيث أظهرت اللقطات انتشار بقع سوداء من الزيت والرماد على مساحة واسعة، ما يشكل تهديداً مباشراً للتربة والمياه.

ونقلت وكالات أنباء عن أشخاص من سكان المنطقة، قولهم أن "أي هطول مطري سيؤدي إلى جرف تلك المواد السامة نحو البحيرة، وهو ما قد ينعكس سلباً على مياه الشرب".

فيما طالب الناشطون السلطات المحلية والشرطة وبقية الأجهزة الأمنية المعنية، بفتح تحقيق فوري، وملاحقة المتورطين في الحادثة وتقديمهم للعدالة، مشيرين إلى أن ما حدث "جريمة بيئية تستوجب المحاسبة العاجلة".

 

 

رائحة الكبريت تعود إلى بغداد مجددا!

متابعة – طريق الشعب

 أفادت وكالات أنباء بعودة رائحة الكبريت مساء أول أمس الجمعة، لتخيم مجدداً على أجواء بغداد، ما أثار شكاوى واسعة بين الأهالي.

وقالت أن "الرائحة انتشرت في عدد من مناطق الكرخ والرصافة، وامتدت إلى أطراف العاصمة"، مشيرة إلى ان مواطنين أفادوا بتعرضهم لضيق في التنفس وحرقة في العينين.

ولفت المواطنون إلى أن رائحة الكبريت كانت قوية، وانها بدأت بالتصاعد منذ ساعات المساء الأولى، واستمرت حتى وقت متأخر من الليل. فيما ذكر البعض انهم اضطروا إلى إغلاق نوافذ المنزل للتخفيف من تأثير الرائحة.

وتتكرر رائحة الكبريت في أجواء بغداد، بين فترة وأخرى. ووفقا لناشطين بيئيين ومراقبين، فإن هذه الرائحة ناتجة عن انبعاثات من معامل الطابوق التي تستخدم الوقود الثقيل (النفط الأسود)، إلى جانب تأثير الانقلاب الحراري الذي يمنع تصاعد الغازات إلى طبقات الجو العليا ويؤدي إلى احتباسها قرب سطح الأرض. فيما يرى آخرون أن هذه الرائحة ناتجة عن حرق مواد بلاستيكية أو مكبات نفايات.

ووفقا لـ"مرصد العراق الأخضر" المتخصص في شؤون البيئية، فإن هواء بغداد بات محملا بمواد خطرة تهدد صحة الأطفال وكبار السن.

 

خبراء: الثروة السمكية تواجه خطر الانقراض!

متابعة – طريق الشعب

حذّر خبراء واختصاصيون من "انهيار وشيك" يهدد الثروة السمكية في العراق، نتيجة تفاقم أزمة شح المياه وتراجع مناسيب الأنهار والسدود إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرين إلى أن استمرار الأزمة يهدد بفقدان مورد غذائي وطني مهم وقطاع اقتصادي حيوي يوفر فرص عمل لآلاف الصيادين والمربين. وكان مستشار وزارة الزراعة مهدي القيسي، قد ذكر في حديث صحفي أن أزمة المياه الحالية انعكست بشكل مباشر على قطاع تربية الأسماك، موضحاً أن انخفاض الحصص المائية القادمة من دول المنبع وتراجع الخزين المائي في السدود تسببا في جفاف بعض الخزانات وانخفاض منسوب الأنهار إلى ما دون المتوسط، ما أدى إلى تراجع كبير في إنتاج الأسماك.  من جانبه، قال الخبير في شؤون المياه عادل المختار أن الثروة السمكية في العراق كانت مهملة منذ عقود، رغم امتلاك البلاد منفذاً بحرياً يمكن أن يشكل مصدر ثروة وطنية كبيرة.  وبيّن في حديث صحفي أن أزمة المياه الأخيرة تسببت في تدمير نشاط تربية الأسماك، خصوصاً بعد أن أقدمت وزارة الموارد المائية على إلغاء مشاريع البحيرات لتوفير المياه، وهو قرار قاسٍ كان من الممكن التعامل معه تدريجياً بتحويل النشاط إلى "أنظمة مغلقة". ولفت إلى أن "الثروة السمكية بدأت بالانهيار الكامل، وأن الصيد في المياه الإقليمية بات شبه متوقف نتيجة القيود المفروضة من دول الجوار، في حين تعطلت جمعيات الصيادين، وتوقفت تربية الأسماك في الأنهار والمسطحات المائية". ونبّه المختار إلى ان "القطاع السمكي في العراق يعيش اليوم مرحلة حرجة، تتطلب تدخلاً حكومياً عاجلاً وخططاً واقعية لضمان استدامة هذا المورد الغذائي قبل أن يُفقد تماماً".

 

ص5

حين تتحول تشرين إلى هوية جامعة

د. بهاء محمود علوان

شكّلت انتفاضة تشرين في العراق لحظةً مفصليةً وتحوليةً في تاريخ البلاد الحديث، اتسمت باحتجاجاتٍ جماهيريةٍ سعت إلى الإصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية. قدْ نختلفُ مع بعضِنا في الرأي، أو في التوجهِ أو التصورات، وهذا شيء صحيحٌ وصحي، ولكن عندما تجدُ حالة ما، أو حدثا ما يمتلكُ القدرةِ بأن يكون جامعاً للجميع على اختلاف معتقداتهم، وتصوراتهمِ وتوجهاتهم، هنا ستكون تلك الحالة هي المُعبر الوحيد عن الإجابة على كل التساؤلات. وهذا ما تفرد به تشرين بانتفاضتهِ الجامعة. أتحدثُ هنا عن تجربتي الشخصية أبان الانتفاضة، وبالأدق عن شعوري وأنا أدخلُ تلك الساحة العجيبة (ساحة التحرير) وكأنني لمْ أشاهدها من قبل، أو أن أدلفَ فيها، أو حتى قد مررتُ بجانبها. ذلك الشعور الغريب الذي امتلكني وأنا أتجول بين الشباب المنسجم والمتجانس الذين تجمعهم رؤيا موحدة لوطنٍ في مخيلتهم، قبل أن تُسرقُ الأحلامَ منهم. كنتُ أسيرُ وكأنني أعرف الجميع صغاراً وكباراً شيوخاً وفتية نساءً ورجالاً، شعرتُ بذلك التجانس الذي لمْ أكن ألفهُ، أو أشعر بهِ في أي مكانٍ آخر طوالَ حياتي. نادتني سيدةٌ كبيرة في السن لتقدمَ لي طبقاً من الحساء (شورة العدس)، تناولتهُ وكأنما قد امتلكت أكبر وأغنى الموائد بما لذَ وطاب.  قد لا أكونُ مبالغاً حين انتابني الشعورُ بأنني أسيرُ وسط التاريخِ، والحاضرِ، والمستقبل حين تجتمعُ كل هذهِ الأزمنة في بوتقةٍ واحدة، وحين ينصهرُ الوجعُ مع الأمل، والخوفُ مع النشوة، والانصياع مع التمرد. كنتُ أسيرُ بين الجموع وأشعرُ بأنني عملاقٌ قد زادت من طولهِ نشوة الانتفاضة، وجمالُ التواجدِ، وحلاوة الأملْ، لمْ أكن أشعرُ حينها بأنني بهذا الطولُ المتوسط الذي وهبتني إياه الحياة، بل أحسستُ بأنني عملاقٌ يسيرُ في بهجةٍ وتحدٍ.  إن الاحتجاجات التي بدأت في أوائل تشرين الأول 2019، كانت تتجه وعلى نطاق واسع ضد فشل الحكومة، والبطالة، ونقص الخدمات العامة. لذا فقد شعر العديد من المواطنين بغربةٍ متزايدةٍ عن النخبة السياسية التي بدت منفصلةً عن نضالاتهم. قد جَمَعَتهمْ تلك الخيبات تحت مظلة تشرين، فانطلقت الاحتجاجات التي قادها في الغالب الشباب العراقيون الذين شكلوا نسبة كبيرة من السكان، وكذلك القوى اليسارية في البلاد، بدافع الرغبة في التغيير الفوري، مما يشير إلى تحول جيلي في المشهد السياسي. وبرزت شخصيات رئيسية خلال الانتفاضة، ترمز إلى الطبيعة الشعبية للحركة وإمكاناتها لإصلاح أوسع ولعب العديد من الشباب الناضج والواعي، والعديد من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي دورًا فعالاً في تنظيم الاحتجاجات والتعبير عن مطالب الشعب. استخدم هؤلاء الأفراد منصات مختلفة لحشد الدعم، وتسليط الضوء على المظالم من خلال وسائل رقمية لاقت صدى لدى جمهور عالمي. وكان تركيز الحركة على الشباب ملحوظًا، حيث عكس خيبة أمل متزايدة في الهياكل السياسية القائمة وأملًا في عراق أكثر شمولاً وديمقراطية.

وقدْ اشتدّت الاحتجاجات طوال شهر تشرين وحتى الأشهر التالية، مما أدى إلى اشتباكات كبيرة بين المتظاهرين وقوات الأمن الى جانب رد الحكومة العنيف، بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع، إلى سقوط العديد من الضحايا. حفّز ارتفاع عدد الشهداء بعد ان ازداد عدد المشاركين في التظاهرات، مما يُظهر مدى صمود المتظاهرين وعزيمتهم، حيث تُمثّل هذه الانتفاضة الحديثة تناقضًا صارخًا مع محاولات الإصلاح السابقة، إذ تُشير إلى نضج المجتمع المدني، والقوى اليسارية الفاعلة، والتي قادتْ إلى التزام أقوى بضمان حقوق الإنسان الأساسية. كما يُمكن تفسير انتفاضة تشرين من خلال زوايا مُختلفة. يرى البعض أنها مظهر من مظاهر الإحباط المُتجذّر تجاه النخبة السياسية، بينما يراها آخرون لحظة يقظة محورية للشباب العراقي. وقد أشار المُحللون إلى أن احتجاجات تشرين تعكس تغييرًا تدريجيًا في كيفية تفاعل المواطنين مع حكوماتهم، مُسلّطين الضوء على تحوّل نحو مواطنة أكثر نشاطًا وتشاركية. في المُقابل، يُمكن تحليل ردّ الحكومة على الاحتجاجات على أنه فشل في القيادة، حيث لجأ العديد من (القادة السياسيين) إلى الأساليب التقليدية المُستخدمة في الاضطرابات السابقة، بما في ذلك القمع ومحاولات استرضاء المُتظاهرين من خلال وعود الإصلاح. ومع ذلك، أثبتت هذه الإجراءات عدم فعاليتها إلى حد كبير. استمرت الأسباب الجذرية للاستياء، ولم يؤدِّ الفشل في معالجة الفساد المنهجي إلا إلى تأجيج الغضب الشعبي. دفعت خيبة الأمل العديد من المتظاهرين إلى تصور نظام سياسي جديد كليًا ليتمحور حول العدالة الاجتماعية والفرص الاقتصادية. ومع استمرار اتساع نطاق الانتفاضات، زاد الاهتمام الدولي والتغطية الإعلامية من معاناة الشعب العراقي. وبرزت حركات تضامن عالمية، مما أثار نقاشات حول حقوق الإنسان ومعايير الحكم. وأصبح دور الجهات الفاعلة والمنظمات الدولية حاسمًا، حيث أدلت دول مختلفة بدلوها في الشؤون الداخلية العراقية. وأعربت بعض الدول عن دعمها للمتظاهرين، بينما أدانت دول أخرى العنف ضد المتظاهرين. وقد أظهرت هذه الديناميكية الدولية الطبيعة المترابطة للسياسة العالمية، حيث ترددت أصداء الإجراءات المتخذة أو غير المتخذة في الخارج داخل العراق.

إن مظالم الماضي، إلى جانب التطلع إلى مستقبل مزدهر، تُمهّد الطريق للتطورات الجارية في المجتمع والسياسة العراقية. ولا يزال إرث انتفاضة تشرين يُلهم الخطاب السياسي الناشئ، حيث يُطالب النشطاء بالمساءلة والشفافية من قيادتهم.

ان انتفاضة تشرين في العراق شهادة على قوة العمل الجماعي والسعي إلى الكرامة في إطار سياسي مُحاصر. ولا تقتصر أهمية هذه الحركة على آثارها المباشرة فحسب، بل تمتد أيضًا إلى الآثار الدائمة التي تُحملها على مستقبل الحكم والعلاقات الاجتماعية في العراق.

رأي في أسباب الانفجار الشعبي.. تشرين والحلم المؤجل

شميران أوديشو  

ثورة تشرين في الأول من تشرين الأول ٢٠١٩ كانت تعبيرا صادقا عن رغبة الشباب وكافة المواطنين في إصلاح الوضع الأمني والاقتصادي والقانوني في العراق. جاءت كرد فعل شعبي واسع من جيل أنهكته البطالة وسلبت منه فرص العيش الكريم، جيل يبحث عن وطن يحتضنه لا أن يخذله. خرج المتظاهرون مطالبين بوضع حد للحكم الطائفي الذي دفع المواطن الثمن الباهظ بسببه، وبالخلاص من الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة، وبالكف عن سرقة أموال العراق التي كان من المفترض أن تسخر لبناء المدارس والمستشفيات وتوفير فرص العمل.

ولم تكن ثورة تشرين حركة عابرة، بل كانت نقطة تحول مفصلية في الوعي الجمعي العراقي. عبرت عن توق الناس لدولة مدنية عادلة، تبنى على أساس المواطنة لا الطائفة، وعلى الكفاءة لا المحسوبية. كما طالب المحتجون بإصلاح النظام الانتخابي، ومحاسبة الفاسدين، وتفكيك منظومة المحاصصة التي كرست الفشل والانقسام. لقد أراد شباب تشرين عراقا جديدا، يحكمه القانون، ويدار بمؤسسات حقيقية لا بمصالح ضيقة، عراقا يستحقه شعبه بعد سنوات طويلة من الظلم والمعاناة.

وكان للنساء دور كبير وبارز في الانتفاضة، حيث شاركن بقوة في التظاهرات وساهمن في دعم وإسناد الشباب، سواء من خلال التواجد في الساحات، أو في تنظيم الفعاليات، أو بتقديم الخدمات الطبية والإعلامية واللوجستية. وقد تميزت مشاركة النساء، لا سيما الشابات، بالشجاعة والوعي العالي، ولاقت احتراما كبيرا وتقديرا من جميع المتظاهرين. هذا الحضور النسوي أسهم في تعزيز روح التضامن والوحدة داخل ساحات الاحتجاج، وأكد أن المرأة العراقية شريك حقيقي في صناعة التغيير، وأن صوتها لا يقل تأثيرا عن صوت الرجل في رسم مستقبل البلاد.

ثورة تشرين لم تكن مجرد احتجاجات، بل كانت صرخة كرامة. شعب قال كلمته في وجه الظلم، رغم الرصاص والدم. ورغم أن الطريق لا يزال طويلا، فإن ما زرعته تشرين في وعي الأجيال لن يمحى بسهولة. وكما يقول المتظاهرون في شعاراتهم:

"نريد وطن... نعيش فيه بكرامة، لا وطنا ندفن فيه بصمت."

 

تشرين فوق المانشيتات والعناوين

خليل إبراهيم العبيدي

لم تكن صدفة أن تحتضن ساحة التحرير فتية وشيبا، شابات وعجائز، مثقفا ومتعلما أو أميا قسى عليه الدهر وجاء لينتقم، كلهم كما يقول ماركس توحدهم ظروف الانتاج، ولكن ظروف إنتاج ساحة التحرير جاءت من غياب الانتاج، والتحقت بالساحة ساحات، وبالمئة مئات وغابت الصفات، وصارت الانتفاضة تحلق فوق المانشيتات عابرة للعناوين وعندها ارتعبت السلطات، وهي لم تكن الأولى منذ العام 2008. ولكن كانت ثمرة كل الانتفاضات لأنها من متبنيات كل العراقيين الباحثين عن الخبز لأنهم جياع، وعن الكرامة لان ماء الوجه ضاع وعن سيادة وطن لان الوطن لا يباع، وتعقدت الأوضاع، خيم، هتافات، واعتصامات هزت عرش المتصدين للسلطة والاتباع.

أن تشرين لم تكن الأولى، فقد كان للعراق تشرين في عام 1952 قاده مناضلون تزعموا الإضرابات الطلابية والعمالية ونادوا بالاستقلال من التبعية البريطانية، وإعلان العراق دولة جمهورية، واليوم ونحن نجول بالذاكرة بين ثورات شعبنا نجد أن انطلاقة تشرين عام 2019 هي صفحة في تاريخ عريق نادى المتظاهرون فيها بضرورة استقلال القرار وتمكين السيادة لأهل الدار، وتوفير فرصة العمل ووضع حد لمنتجات دول الجوار، هذه مطالب تشرين باختصار، كانت مطالب بدايتها مطلبية (حاجات شباب) للأسف تم فهمها على أنها سياسية، وظلت تلك المطالب تتكرر بالتظاهرات اليومية، وانها ماضية ما دامت الحلول ترقيعية.

 

تشرين.. ثورة وطن لا تسقطها التهم

إحسان باشي العتابي

منذ ان رفع أبناء ثورة تشرين العظيمة شعار “نريد وطن” في ساحات التظاهر، ارتعبت أحزاب السلطة وارتجفت عروشهم الواهية. فرغم بساطة ذلك الشعار، إلا أنه كان أقوى من جيوشهم وأسلحتهم وإعلامهم المأجور، لأن الصرخة بذلك الشعار المدوي، لمس الجرح العميق في وجدان العراقيين الغيارى دون سواهم أكيدا، وهو: غياب الوطن الذي لم يكن كما يجب.

قدم أبناء تشرين أرواحهم قرابين لوطن نهب فيه كل شيء، صدورهم العارية واجهت الرصاص الحي، ودماؤهم سالت في الشوارع لتكتب تاريخيا جديدا لمرحلة في بلاد وادي الرافدين. ومع ذلك، لم ترتدع أحزاب الفساد، بل زادت وقاحة وهي تحاول بكل ما أوتيت من دناءة وخسة ان تشوه صورة هذه الثورة بشتى الوسائل وفي مقدمة تلك الوسائل "الفتاوى الشرعية" التي أباحت دماء وأرواح أبناء الثورة!

اتهموا الثوار بالعمالة للخارج، بينما هم غارقون حتى آذانهم في أحضان السفارات. وصفوا تشرين بالتخريب، بينما هم أكبر المخربين الذين دمروا الدولة ومزقوا مؤسساتها وباعوا ثرواتها. حاولوا أن يصوروا أن التظاهرات تريد اسقاط الدولة، وكأن الدولة قائمة أصلا في ظل سطوتهم، وكأن ميليشياتهم ومصالحهم الضيقة هي الدولة!

الحقيقة أن تشرين كشفت المستور، وأخرجت قذارتهم للعلن. كشفت أنهم لا يخافون من السلاح بقدر خوفهم من وعي الشعب، ولا يخشون الهتافات بقدر خشيتهم من صحوة وطنية صادقة لا تخضع لابتزازاتهم. تشرين وضعتهم أمام مرآة الحقيقة: بلا شرعية، بلا مشروع، بلا وطنية.

إن أبواق التشويه لن تغير شيئا بالمرة. والتاريخ سيسجل أن شبابا خرجوا بصدورهم العارية يطالبون بحقوقهم، بينما أحزاب السلطة ردت بالقتل والخطف والرصاص. سيسجل أن تشرين ثورة شعب، وأن خصومها مجرد عصابات لاهثة وراء المال والكرسي.

تشرين ليست ذكرى عابرة، بل لعنة تلاحق كل فاسد، وكابوس يؤرق كل قاتل، وفضيحة تلاحق كل من تلطخت يداه بدماء الابرياء. والدماء التي أريقت لن تسقط بالتقادم، ولن يغسلها اي تبرير او خطاب مسموم. تشرين لن تمحى، لأنها باتت جزءا مهما من تاريخ العراق الحديث؛ والذي قسم بحسب المواقف إلى قسمين: قسم صنع مجدا وقدم دماء من أجل الوطن، وقسم آخر خان وسرق وقتل وسيبقى ملعونا إلى الأبد.

ولذلك، فان المسؤولية اليوم تقع على أبناء العراق الغيارى وعلى وجه الخصوص الشباب منهم، سواء كانوا من تشرين ام لم يكونوا لأي سبب وجيه كان، بأن يعيدوا للثورة روحها، ويحيوا شعاراتها، ويثبتوا ان الوطن لن يختطف إلى الأبد.

إن الزمن يتغير، لكن المعركة مع الفاسدين مستمرة، ولا سبيل أمام العراقيين الا التمسك بروح تشرين، فهي الطريق الوحيد لبناء وطن يستحق ان نحيا فيه بكرامة.

فلنحي تشرين، لا كذكرى، بل كفعل مستمر.. كصرخة لا تهدأ.. كطريق وحيد.. نحو وطن حر وشعب موحد سعيد.

 

ص6

طاولات إعلامية ميدانية تواصل التعريف والترويج للرفيق رائد فهمي

بغداد ـ طريق الشعب

تواصل منظمات الحزب الشيوعي العراقي في بغداد نشاطاتها الانتخابية دعماً لمرشح الحزب الرفيق رائد فهمي، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم (250)، عبر تنظيم طاولات إعلامية وفعاليات ميدانية في عدد من المناطق الحيوية بالعاصمة.

شملت النشاطات مناطق حي أور، شارع الرشيد، العدالة، الربيعي، السلام، ومدينة الثورة (الصدر)، حيث أقامت محلية الرصافة الثالثة طاولة إعلامية في فلكة صباح الخياط بمشاركة مجموعة من الرفاق، فيما نظمت هيئة شاكر محمود في منطقة المحمودية فعالية مشابهة شهدت إقبالا واسعا من المواطنين الذين عبّروا عن ثقتهم بالحزب ومرشحه.

كما نفذت محلية الرصافة الأولى ومحلية الثورة طاولات إعلامية راجلة وسط تفاعل شعبي لافت، تخللتها حملات توزيع فولدرات وجريدة طريق الشعب وكارتات تعريفية بالمرشح رائد فهمي.

وفي السياق نفسه، واصلت هيئة الأعظمية نشاطها بحملة طرق الأبواب في منطقة راغبة خاتون، شملت توزيع أكثر من 150 بطاقة تعريفية، في أجواء من الحماس والتفاعل مع المشروع الوطني لتحالف البديل.

 

النجف الأشرف.. شباب ورياضيون من العباسية يزورون مرشح الحزب

النجف ـ طريق الشعب

استقبل مرشح الحزب الشيوعي العراقي في النجف عبد الكريم عبد الله بلال، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم (250)، وفدا من شباب ورياضيي ناحية العباسية في لقاء حواري داخل مكتبه.

تضمن اللقاء نقاشا مطولا حول برنامج التحالف في مجال رعاية الشباب والرياضة، وما يتضمنه من رؤى لإصلاح هذا القطاع الحيوي وتمكين الطاقات الشابة.

وأعرب الوفد الزائر عن ترحيبه بتحالف البديل وبما يحمله من توجهات إصلاحية، مؤكدين دعمهم له بوصفه خطوة جادة للخلاص من منظومة المحاصصة التي انعكست سلبا على قطاعي الشباب والرياضة في البلاد.

 

منظمات الحزب في البصرة تواصل حملتها الانتخابية للتعريف بالمرشح كاظم السعداوي

البصرة ـ طريق الشعب

نظّم الشيوعيون في البصرة نشاطا ميدانيا جديدا ضمن حملتهم الانتخابية لدعم مرشحهم كاظم السعداوي، تسلسل (2) في قائمة تجمع الفاو – زاخو (213).

فقد قامت منظمة مظفر النواب بجولة راجلة في منطقة الحيانية والجمعيات، شملت المحلات المنتشرة بين شارع السيد وشارع موسى الكاظم، للتعريف بالمرشح وبرنامج الحزب الانتخابي.

شارك في الجولة التي استمرت لأكثر من ساعة الرفاق أبو عمار، أبو صفاء، حسن، وعبد الحسين أبو علاء، حيث التقوا بالمواطنين وتبادلوا معهم الأحاديث حول أهمية المشاركة في الانتخابات ودعم الأصوات الوطنية الساعية إلى الإصلاح والتغيير. وقد عبّر الأهالي عن تفاعلهم الإيجابي واستقبالهم الطيب لرفاق الحزب، مؤكدين احترامهم لمسيرة الحزب الشيوعي ودوره في الدفاع عن حقوق المواطنين وقضاياهم العادلة.

وفي الأثناء، قامت منظمة شط العرب للحزب بجولة في شوارع التنومة والشارع الرئيسي والتقت بالمواطنين وأجرت حوارات كثيرة معهم حول ضرورة انتخاب مرشح الحزب الشيوعي العراقي ضمن تجمع فاو - زاخو وما الذي يميزه عن الآخرين من ناحية البرنامج والأهداف والرؤى الانتخابية الواضحة.

من جانب اخر، فقد نظمت منظمة أبو فرات العمالية جولة راجلة في منطقة الفيحاء، بمشاركة الرفيق السعداوي وعدد من الرفاق، شملت لقاءات مع الأهالي وأصحاب المحال التجارية وتوزيع بطاقات المرشح وبرنامجه الانتخابي، وسط تفاعل وإشادة بدور الحزب.

كما أطلق شبيبة الزبير حملة لطرق الأبواب في منطقة المجصة شملت خمسا وعشرين دارا للتعريف بالمرشح وبرنامجه.

وفي السياق ذاته، نفذت منظمة القرنة (الشهيد راضي محمد) جولة ميدانية في سوق القضاء، جرى خلالها توزيع أكثر من ألف ومئة بطاقة انتخابية وإجراء حوارات مباشرة مع المواطنين، في أجواء حماسية أكدت حضور الحزب وتقدير الناس لجهوده.

 

وصفي هلال وصابرين فهد يواصلان حملتهما الانتخابية في أقضية واسط

واسط ـ طريق الشعب

تستمر منظمات الحزب الشيوعي العراقي في محافظة واسط بنشاطها الانتخابي دعما لمرشحي الحزب ضمن تحالف البديل رقم (250) وهما الرفيق وصفي هلال كاظم تسلسل (2) والرفيقة صابرين فهد إسماعيل تسلسل (12). وشهد قضاء النعمانية حملة ميدانية لرفع بوسترات المرشحين وتوزيع الكارتات التعريفية على المواطنين، فيما نُفّذت فعاليات مشابهة في مصنع نسيج الكوت، تضمنت تعريف العاملين ببرنامج التحالف وأهدافه.

كما شملت الجولة مناطق الزهراء والخاجية، حيث عُلّقت اللافتات ووزعت الكارتات في الشوارع الرئيسية، إضافة إلى زيارة مدارس ولقاء عدد من المدرسات والمديرين، في أجواء إيجابية عكست تفاعل المواطنين مع دعوات الحزب للتغيير والإصلاح.

 

المرشح الدكتور عامر فيصل يطرح رؤيته وبرنامجه الانتخابي

بغداد ـ طريق الشعب

نفّذ المرشح الدكتور عامر فيصل علي، بالتسلسل (18) ضمن تحالف البديل رقم (250) في بغداد، نشاطا انتخابيا ميدانيا شمل توزيع أكثر من 200 فولدر تعريفي خاص بحملته.

وتضمّن النشاط أيضا حوارات موسّعة مع المواطنين حول البرنامج الانتخابي الذي يركّز على الإصلاح الإداري وتحسين الخدمات العامة ودعم فئة الشباب والخريجين والنهوض بقطاع التربية والتعليم.

كما عبّر المشاركون في اللقاءات عن تطلعاتهم إلى مرحلة جديدة يسودها الأداء النزيه والمسؤولية الوطنية، فيما أكد الدكتور عامر التزامه بالعمل الجاد لتحقيق تطلعات العراقيين ضمن مشروع تحالف البديل الهادف إلى بناء دولة مدنية عادلة ومؤسسات فاعلة.

.

المرشحة انتصار عبد المحسن: نعمل لخلق معارضة حقيقية داخل مجلس النواب

بغداد ـ طريق الشعب

تقوم تنسيقية الكرخ للتيار الديمقراطي في بغداد بنشاط انتخابي متصاعد دعما للمرشحة انتصار عبد المحسن كاظم، تسلسل (68) ضمن تحالف البديل رقم (250)، من خلال جولات ميدانية في مناطق العاصمة.

وشهدت الحملة توزيع الكارتات التعريفية بالمرشحة في المسافة الممتدة بين ساحة صنعاء وساحة عدن وصولا إلى مدينة الحرية – شارع المدارس، بمشاركة عدد من الناشطين في التنسيقية.

وأكدت المرشحة خلال جولاتها الميدانية واللقاء بالمواطنين على أن التصويت لتحالف البديل يمثل خطوة أساسية نحو خلق معارضة حقيقية داخل مجلس النواب تراقب وتدافع عن حقوق المواطنين.

 

 

المرشحة ميعاد الزيدي: نسعى للتغيير والإصلاح ضمن تحالف البديل

بغداد ـ طريق الشعب

تواصل المرشحة ميعاد رعد الزيدي، تسلسل (50) ضمن تحالف البديل رقم (250)، نشاطاتها الانتخابية الميدانية في عدد من مناطق بغداد في شرق القناة. وشملت اللقاءات مناطق العماري وحي النورين والعبيدي، حيث أجرت الزيدي حوارات مباشرة مع الأهالي للتعريف ببرنامج التحالف وأهدافه، والتأكيد على أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة.

كما تطرقت خلال جولاتها إلى دور الناخب في تحقيق الرؤية الاصلاحية التي تحملها، واحداث التغيير الايجابي وتعزيز العدالة الاجتماعية.

 

ص7

هيفاء الأمين: المحاصصة أضعفت الدولة وذي قار قادرة على إطلاق شرارة التغيير في العراق

بغداد – أيمن عمار

في أجواء انتخابية جماهيرية، ألقت المرشحة هيفاء الأمين كلمة في تجمع انتخابي داعم لترشيحها، أقيم في محافظة ذي قار، بحضور العديد من الشخصيات، بينهم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، حيث تحدثت عن دوافع ترشحها ورؤيتها الإصلاحية لمستقبل البلاد، مؤكدة أن ما يعيشه العراق من تأخر وتراجع يستدعي مشروعا وطنيا جادا يستند إلى الكفاءة والنزاهة والإرادة الحقيقية للتغيير.

كسب ثقة الجماهير

وقالت الأمين، إنها تسعى اليوم، كسياسية ومرشحة لعضوية مجلس النواب، إلى كسب ثقة الناس عبر مشروع واقعي قريب من همومهم، مشروع لا يكتفي بالشعارات ولا يهرب إلى الخطابات الانفعالية، بل يعالج قضايا المواطن اليومية.

وبيّنت أن السياسة الحقيقية يجب أن تكون من الواقع لا فوقه، مشيرة إلى أن الخطاب السائد اليوم ما زال أسير الشعبوية والطائفية والعشائرية، في حين أن المطلوب هو وعي سياسي جديد يعيد للدولة معناها وللمواطنة قيمتها.

المحاصصة وسلوكياتها البغيضة

وأمام جمهورها الانتخابي الغفير واصلت الأمين كلمتها، وأكدت أن نظام المحاصصة والفساد أسس ما يُشبه جمعية سريّة بقيادة سريّة، تنسق وتنظم تقاسم المغانم، وتتحدث دائما عن المؤامرات حتى تشغل الرأي العام عن كشف مؤامراتها وسلوكياتها التي افقدت الناس ثقتهم بالعملية السياسية.

وتحدثت الأمين عن آثار نظام المحاصصة الذي كرّس الفساد وحوّل المسؤولين إلى "أمراء مناطقيين" يوزعون الحقوق وكأنها هبات، قائلة إن المواطن لم يعد يثق بدولة لا توفر له الكهرباء إلا في موسم الانتخابات ولا تعبّد الشوارع إلا عند اقتراب صناديق الاقتراع.

وأضافت أن بناء الدولة يبدأ بإعادة الثقة، من خلال مؤسسات مدنية تحترم الدين دون أن تستغله، وتقدّر العشيرة بوصفها عائلة وانتماء اجتماعي لا وسيلة نفوذ، وتحترم التعدد دون أن تقع في فخ الطائفية.

البلاد بحاجة إلى العمل

ومضت المرشحة هيفاء الأمين بكلمتها مؤكدة أن البلاد متأخرة وبحاجة إلى إعادة نظر شاملة وتغيير حقيقي، يتضمن الحوكمة وإدارة المدن والانجازات الخدمية الحقيقية، بدلا من رفع صور ولافتات شكر لهذا الزعيم أو ذلك، لقاء القيام بخدمات بسيطة ليست من اختصاصهم. ودعت إلى خدمة المواطن وحمايته بالعلم والتعليم وبالجيش والقوات الأمنية التي لا تتعرض إلى تغلغل أو تدخل حزبي فيها.

وأوضحت الأمين، أن مشروعها يهدف إلى بناء دولة حديثة تُدار بالكفاءة لا بالولاء، وتضع التعليم والقضاء في منأى عن التسييس، وتوفّر فرص عمل حقيقية للشباب عبر دعم المشاريع الصغيرة بتمويل شفاف ورقابة محلية فعّالة، وتكفل خدمات بلدية وصحية وتعليمية تليق بالمواطن. كما شددت على أن محاربة الفساد تبدأ من المعلومة والشفافية، حيث يكون كل دينار مصروف معروف الجهة والمستفيد، مؤكدة أن تمكين النساء والشباب هو الطريق لبناء دولة متوازنة ومستقبل مستقر.

وفي ختام كلمتها، قالت الأمين إن التغيير الحقيقي يبدأ من ذي قار، المدينة التي كانت على الدوام ضمير العراق وذاكرته الرافضة للظلم، داعية أبناءها إلى أن يكونوا في مقدمة من يصنع هذا التحول، لأن إصلاح البلاد لا يبدأ من فوق، بل من المواطن نفسه ومن وعيه بدوره ومسؤوليته.

شهدت مدينة الناصرية مهرجاناً انتخابياً جماهيرياً أقامته المرشحة هيفاء الأمين، مرشحة الحزب الشيوعي العراقي ضمن التحالف المدني الديمقراطي، بالرقم الانتخابي 206 والتسلسل 3، وذلك بحضور حشد واسع من المواطنين والشخصيات المدنية والثقافية.

وحضر المهرجان سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، الذي ألقى كلمة أكد فيها على أهمية دعم المرشحين المدنيين في الاستحقاق الانتخابي المقبل، لما يمثلونه من تطلع نحو دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

من جانبها، استعرضت المرشحة هيفاء الأمين أبرز محاور برنامجها الانتخابي، مركّزة على قضايا محاربة الفساد، وتحسين الخدمات العامة، وتمكين الشباب والنساء، وتعزيز قطاعي التعليم والصحة، مشددة على أن عملها النيابي سيكون “من أجل صوت الناس الحقيقي، بعيداً عن المحاصصة والطائفية السياسية”.

دعم المرشحين المدنيين

واختتم المهرجان بأجواء من الحماس والتفاعل الجماهيري، فيما دعا الحاضرون إلى دعم المرشحين المدنيين وتعزيز المشاركة الشعبية في الانتخابات المقبلة لتحقيق التغيير والإصلاح.

كما ألقى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي كلمة عبّر فيها عن اعتزازه بالحضور الجماهيري، مؤكدا أن التغيير الحقيقي لا يتحقق إلا بإرادة الناس ومشاركتهم الواسعة في الانتخابات، وأن هذا الاستحقاق يمثل فرصة لإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة على أسس العدالة والكفاءة والنزاهة. وأشاد فهمي بجهود المرشحة هيفاء الأمين وما تطرقت إليه في خطابها من رؤى واقعية وشجاعة تعبّر عن صوت المرأة العراقية الطامحة للإصلاح، مشيرا إلى أن حضورها الميداني وتواصلها الصادق مع المواطنين يعكسان جوهر مشروع الحزب القائم على العمل الجماعي، والإيمان بقدرة العراقيين على تجاوز الأزمات وصنع مستقبل أفضل.

 

عند عشائر عكيل.. المرشح شهيد الغالبي يعرض برنامجه الانتخابي

ذي قار ـ طريق الشعب

في ربوع عشائر عكيل، استُقبل المرشح الدكتور شهيد أحمد الغالبي بحفاوة كبيرة وأهازيج ترحيبية، وسط حضور متميز من شيوخ ووجهاء وشباب المنطقة. وخلال الندوة التي أقيمت في ديوان الشهيد صعيب عنبر بمحافظة ذي قار، عرض الغالبي ملامح برنامجه الانتخابي، متحدثًا عن أزمات المياه والبطالة وضرورة الاهتمام بالريف وتنمية موارده. كما استُذكر خلال اللقاء تاريخ جدول عكيل والبطولات التي رافقته، فيما أعلن الحضور دعمهم الكامل للدكتور الغالبي في الانتخابات المقبلة، مؤكدين وقوفهم معه في حملته. وفي ختام اللقاء، عبّر الغالبي عن امتنانه العميق لحفاوة الاستقبال، مؤكّدا أن دعم أبناء عكيل يمثل دافعا قويا لمواصلة طريق العمل والإصلاح.

 

بهجت الجنابي في مضايف الرفيعات

 بابل ـ طريق الشعب

في أجواء ودّية عامرة بالمحبة والتفاعل، حضر المرشح بهجت الجنابي، تسلسل (2) ضمن قائمة "الفاو – زاخو" رقم (213) ببابل، ندوة جماهيرية في منطقة الرفيعات أقيمت في مضيف الشيخ ظاهر حبيب حسون أبو صباح.

شهد اللقاء حضور عدد من وجهاء وشيوخ وأهالي المنطقة، حيث دار حديث موسّع حول أهمية المشاركة في الانتخابات المقبلة وسبل النهوض بالخدمات وتحسين واقع المواطنين.

وأعرب الحاضرون عن دعمهم الكامل للمرشح بهجت الجنابي، مثمنين مواقف الحزب الشيوعي الوطنية وحرصه على الدفاع عن قضايا الناس، فيما شكر الجنابي أبناء المنطقة على حفاوة الاستقبال وتأكيدهم الوقوف معه في حملته الانتخابية.

 

حملة الحزب الشيوعي في ساحة الأندلس تستقطب اهتمام الطلبة والمارة

بغداد ـ طريق الشعب

نظم الحزب الشيوعي العراقي في بغداد نشاطا ميدانيا أمام مقر اللجنة المركزية في ساحة الأندلس، ضمن فعاليات دعم المرشح الرفيق رائد فهمي، تسلسل (2) في تحالف البديل رقم (250). الفريق أقام طاولة إعلامية في ساحة الأندلس للترويج لقائمة البديل ومرشح الحزب، مجريا لقاءات مباشرة مع المواطنين والطلبة للتعريف بالبرنامج الانتخابي وأهداف الحملة.

وشهد النشاط تفاعلا لافتا من عدد من طلبة كلية طب الأسنان الذين أبدوا أيضا اهتماما بالانضمام للحزب والمساهمة في دعم الحملة الانتخابية، فيما تم توزيع الكارت التعريفي والفولدر الانتخابي وجريدة طريق الشعب وملحق النشاط على الحضور والمارة.

وشارك في النشاط كل من عضوي اللجنة المركزية للحزب د. صبحي الجميلي، دينا الطائي، بالإضافة إلى الرفاق حسين كاظم، أحمد جويعد، احمد سعدون، وضاح علي، والصديق المتطوع زين العابدين.

في ديالى.. طاولة إعلامية جوالة دعما لمرشح الحزب صالح المصرفي

ديالى ـ طريق الشعب

تأكيدا لحضوره الجماهيري والانتخابي، نظم الحزب الشيوعي في ديالى طاولة إعلامية جوالة في أسواق وشوارع ومقاهي بعقوبة، ضمن حملة التعريف بمرشحه صالح المصرفي، رقم (1) في قائمة تحالف البديل (250).

وخلال الجولة، تم توزيع العشرات من البطاقات التعريفية التي تتضمن معلومات عن المرشح وبرنامج التحالف، مع تقديم شروحات مباشرة للمواطنين حول أهداف هذا التحالف الوطني المدني ورؤيته للإصلاح والتغيير.

وقد لاقت الحملة تفاعلاً إيجابياً واسعاً من الأهالي وأصحاب المحال ومرتادي الأسواق الذين استقبلوا الرفاق بترحيب وردود طيبة.

وواصلت الفرق الجوالة للحزب في ديالى نشاطها في أكثر من مكان، حيث وصلت بطاولاتها الإعلامية إلى شوارع وأسواق جديدة في بعقوبة، بضمنها المسير من أسواق الملابس إلى ساحة العنافصة، ثم التوجه صوب التجمعات الشعبية والحديث مع المارة وأصحاب الاكشاك.

وجرت ايضا زيارة اتحاد نقابات العمال والحديث حول برنامج المرشح وأهداف الحزب الانتخابية مع توزيع عشرات الكارتات التعريفية.

المرشحة صبيحة هاشم زهيان تلتقي أحد وجهاء كربلاء وتعرض مشروعها الانتخابي

كربلاء ـ طريق الشعب

ضمن نشاطات الحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، زارت المرشحة الرفيقة صبيحة هاشم زهيان، تسلسل (9) ضمن تحالف البديل رقم (250)، أحد الوجهاء المرموقين في المحافظة، وذلك تلبيةً لدعوة كريمة هدفت إلى تبادل الرؤى ومناقشة سبل دعم المسيرة الانتخابية المقبلة.

وخلال اللقاء، أكدت صبيحة التزامها بمبدأ خدمة المواطن والدفاع عن حقوقه، مشيرة إلى أن برنامجها الانتخابي يركّز على تطوير الخدمات العامة وتعزيز العدالة الاجتماعية.

من جهته، رحّب الوجيه بالمرشحة، وثمّن حضورها وتواصلها الميداني مع أبناء المجتمع، معبّرا عن دعمه لجهودها الوطنية ومساعيها الصادقة في تمثيل صوت الناس بمسؤولية ونزاهة.

 

محلية المثقفين تتفقد أحوال الرفاق القدامى وتواصل نشاطها الانتخابي

بغداد ـ طريق الشعب

تواصل محلية المثقفين نشاطها الاجتماعي والانتخابي، إذ قامت اللجنة الاجتماعية بزيارة عدد من الرفاق القدامى وكبار السن للاطمئنان على أحوالهم الصحية وتبادل الأحاديث الودية معهم.

شملت الزيارات الرفيقة أزهار الجادري (أم فرات)، والرفيق عبد الله محمد (أبو عصام)، والرفيق رزاق زيدان (أبو وهاب)، حيث سادت أجواء مليئة بالود واستذكار مراحل النضال الطويلة ومسيرتهم المشرّفة في الحزب.

وقد عبّر الرفاق عن امتنانهم لهذه المبادرة، مؤكدين ثباتهم على مبادئ الحزب ودعمهم المستمر لمسيرته الوطنية. وفي ختام الزيارة، شدّد أعضاء المحلية على أهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة ودعم مرشح الحزب الرفيق رائد فهمي.

حملة {ميسلون علي} الانتخابية تصل إلى شارع فلسطين ومقترباته

بغداد ـ طريق الشعب

في أجواء تفاعلية وحماسية، واصلت المرشحة ميسلون علي مثنى، تسلسل (34) ضمن تحالف البديل رقم (250)، جولاتها الميدانية الترويجية في شارع فلسطين ومقترباته من بقية المناطق.

والتقت المرشحة بالأهالي وأصحاب المحال وأجرت معهم حوارات بشأن الانتخابات وبرنامجها وأهدافها الانتخابية، وسط ترحيب وردود فعل ايجابية اشادت بأسلوبها الميداني البسيط والمؤثر.

 

ص8 خروق إسرائيلية متواصلة في غزة وسط جدل دولي حول {إعمار ما بعد الحرب}

متابعة ـ طريق الشعب

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، في وقت تتزايد فيه الجهود الأميركية والعربية لتثبيته، وسط اتهامات لحكومة بنيامين نتنياهو بالتنصل من التزامات المرحلة الأولى للاتفاق.

وأفادت مصادر طبية بسقوط شهيدين في قصف جوي استهدف شرق دير البلح، فيما نسفت قوات الاحتلال أحياءً سكنية كاملة شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، في تصعيد جديد يُنذر بانهيار التفاهمات الهشة التي تم التوصل إليها مطلع الشهر الجاري في شرم الشيخ.

جدل حول خطة الإعمار

تزامناً مع التصعيد الميداني، تناولت صحف ومواقع عالمية خطط واشنطن لإطلاق مشاريع إعمار في القطاع، وسط تشكيك في جدواها وانتقادات لتورطها المتزايد في إدارة الصراع.

وطرحت صحيفة نيويورك تايمز تساؤلات عن مدى واقعية الخطة الأميركية، معتبرة أن تنفيذها في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية "أقرب إلى الخيال"، في حين رأت لوفيغارو الفرنسية أن إنشاء مركز تنسيق مدني–عسكري في إسرائيل يكرس "وصاية مشتركة" على غزة بين الولايات المتحدة وتل أبيب.

أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فذهبت أبعد من ذلك، مشيرة إلى أن واشنطن باتت تمارس تأثيراً مباشراً على القرار الإسرائيلي نفسه، في ظل تزايد الإحباط داخل الدوائر الأميركية من سياسة نتنياهو.

أزمة إنسانية خانقة

ميدانياً، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن إسرائيل ما زالت تمنع دخول مواد الإيواء والتدفئة إلى غزة رغم اقتراب فصل الشتاء، مشيرة إلى أن هذه المواد جاهزة في الأردن ومصر لكنها “تُمنع من الدخول”.

وفي السياق ذاته، قال مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة الدكتور محمد أبو عفش إن “الخدمات الصحية الأولية شبه متوقفة بسبب نقص الإمدادات”، مطالباً بتسهيل دخول المعدات الطبية والمستشفيات الميدانية.

من جهته، دعا نائب وزير الخارجية النرويجي أندرياس كرافيك إلى تحمّل إسرائيل مسؤولياتها القانونية، مؤكداً أن استهدافها المنهجي للمستشفيات “يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً”.

انهيار قطاعات المياه والصرف الصحي

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) حذّرت من أن قطاعات المياه والصرف الصحي والنظافة في غزة “في وضع حرج للغاية”، مشيرة إلى أن نصف سكان القطاع يحصلون على كميات مياه تقل عن الحد الإنساني الأدنى.

وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوار بيغبيدر، من خطر ضياع جيل كامل من أطفال غزة، في ظل استمرار توقف العملية التعليمية للسنة الثالثة على التوالي، ودمار شبه كامل للبنية التحتية التعليمية في القطاع.

التعليم ليس أفضل حالا

وقال بيغبيدر في حديث لوكالة فرانس برس عقب زيارته لغزة: "لقد مضت ثلاث سنوات دون تعليم فعلي للأطفال. إذا لم نبدأ انتقالا حقيقيا للتعليم في شباط المقبل، فسندخل عاما رابعا بلا مدارس... وحينها يمكننا الحديث عن جيل ضائع".

وأضاف أن الحرب المدمرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع "حولت أجزاء واسعة من غزة إلى ركام، وشردت الغالبية الساحقة من السكان، وأعاقت بشكل شبه كامل الخدمات العامة".

وتابع قائلا: "من المستحيل تخيل أن 80 في المائة من مساحة القطاع أصبحت مسوّاة بالأرض أو مدمرة بالكامل".

وأشار بيغبيدر إلى أن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في تشرين الأول الجاري بوساطة أمريكية، سمحت لليونيسف وشركائها بإنشاء مراكز تعليم مؤقتة تمكنت من استيعاب نحو سدس عدد الأطفال الذين يفترض أن يكونوا في المدارس.

وأوضح أن "الأطفال يتلقون ثلاثة أيام فقط من التعليم أسبوعياً في مواد القراءة والرياضيات والكتابة، لكنها بعيدة تماماً عن مفهوم التعليم النظامي".

وفي تقرير رأي لـنيويورك تايمز، وصفت الكاتبة ليديا بولغرين ما جرى في غزة بأنه “كارثة ممولة بأموال أميركية”، مستندة إلى بيانات وزارة الصحة في غزة التي تشير إلى سقوط أكثر من 68 ألف شهيد خلال عامين من الحرب، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأكدت أن هذه الأرقام “دقيقة وغير مبالغ فيها”، لكنها قد تقلّ عن العدد الحقيقي بنسبة 39 بالمائة بسبب صعوبة الوصول إلى جميع المناطق المدمرة.

ورغم استمرار وقف إطلاق النار من الناحية الرسمية، تواصل إسرائيل شن غارات متفرقة وتغلق معبر رفح أمام المساعدات، فيما تبقى آلاف الشاحنات متكدسة على الجانب المصري.

ويرى مراقبون أن المشهد الراهن يعكس أزمة مزدوجة خرق إسرائيلي متواصل للاتفاق، وتوظيف أميركي متزايد لملف الإعمار في إطار ترتيبات سياسية واقتصادية قد تعيد إنتاج السيطرة بدل إنهائها.

 

احتجاجات في ألمانيا ضد تصريحات ميرتس حول المهاجرين

برلين ـ وكالات

تتواصل في عدد من المدن الألمانية، هذه الايام، احتجاجات شعبية واسعة ضد التصريحات الأخيرة للمستشار الألماني فريدريش ميرتس بشأن مظهر المدن الألمانية في ضوء الهجرة. وشارك آلاف الاشخاص في تظاهرات، أبرزها في مدينة هامبورغ، إلى جانب تحركات مماثلة في ماغدبورغ ونورنبرغ شارك فيها المئات. وكان ميرتس قد أثار جدلاً واسعاً الأسبوع الماضي عندما قال إن حكومته تعمل على “تصحيح إخفاقات الماضي في سياسة الهجرة”، مضيفاً أن “مظهر المدن الألمانية ما زال يعاني بسبب وجود مهاجرين غير ملتزمين بالقوانين”، مشيراً إلى تنفيذ عمليات ترحيل واسعة النطاق. تصريحاته قوبلت بانتقادات حادة من منظمات حقوقية وسياسيين داخل الائتلاف الحاكم، وحتى من نائبه في منصب المستشار، الذين حذروا من “استخدام لغة تثير الانقسام”. كما وصفت منظمة اللاجئين “برو أزول” تلك التصريحات بأنها “غير مقبولة”. وفي محاولة لتهدئة الجدل، أوضح ميرتس الأربعاء الماضي أن حديثه كان موجهاً إلى المهاجرين غير الحاصلين على تصاريح إقامة أو وظائف، مؤكداً احترامه لمن يلتزم بالقوانين الألمانية. وتشهد ألمانيا منذ أيام احتجاجات متواصلة شارك فيها الآلاف، تعبيراً عن رفضهم لما وصفوه بـ“الخطاب المعادي للمهاجرين” والدعوة إلى “مجتمع منفتح ومتعدد الثقافات”.

مادورو يتهم واشنطن باختلاق حرب أبدية في الكاريبي

كراكاس ـ وكالات

اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالسعي لاختلاق حرب جديدة في منطقة البحر الكاريبي، وذلك بعد تعزيز واشنطن وجودها العسكري بإرسال حاملة طائرات إلى المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام فنزويلية رسمية، عن مادورو قوله: "إنهم يختلقون حرباً أبدية جديدة... لقد تعهدوا بعدم التورط مجدداً في الحروب، وها هم يستعدون لحرب سنمنعها"، موجهاً نداءً إلى واشنطن باللغة الإنكليزية قال فيه: "لا لحرب مجنونة، أرجوكم".

وجاءت تصريحاته عقب تلويحه باستخدام آلاف الصواريخ الروسية الصنع من طراز “إيغلا-إس” المنتشرة في مواقع دفاع جوي رئيسية بفنزويلا، مؤكداً أنها مخصصة لـ“ضمان السلام”. وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشر مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس غيرالد آر فورد" بزعم مواجهة تهريب المخدرات، إلى جانب تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة مع ترينيداد وتوباغو قرب السواحل الفنزويلية. وتأتي هذه التحركات ضمن حملة عسكرية أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الكاريبي، أسفرت عن غارات جوية أدت إلى مقتل أكثر من 40 شخصاً، تقول عائلاتهم إنهم مدنيون وصيادون.

غوتيريش: مجلس الأمن بحاجة ماسة إلى إصلاحات عاجلة

نيويورك ـ وكالات

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن مجلس الأمن الدولي يحتاج إلى إصلاحات عاجلة لضمان فعاليته وشرعيته، خلال كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو بمناسبة الذكرى الـ 80 لتأسيس الأمم المتحدة، تحت عنوان "الأمم المتحدة: رؤية إلى المستقبل".

وأوضح غوتيريش أن المجلس أمر حيوي لكن شرعيته هشة، مشدداً على أن بعض أعضائه تصرفوا بما يخالف ميثاق الأمم المتحدة، مما قوض الثقة بالمنظمة الدولية. وأشار إلى ضرورة معالجة اختلال التوازن داخل المجلس من خلال توسيع عدد أعضائه، لافتاً إلى أن نصف مهام حفظ السلام تتم في أفريقيا رغم عدم حصول القارة على مقعد دائم، بينما التمثيل في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي محدود، وآسيا والمحيط الهادئ الذي يضم أكثر من نصف سكان العالم لديه مقعد دائم واحد فقط. وأكد غوتيريش أن توسيع المجلس لا يهدف فقط لتحقيق عدالة التمثيل، بل أيضاً زيادة قدرة المجلس على حل الأزمات وتحقيق الاستقرار في عالم متجه نحو تعدد الأقطاب، مشدداً على أن العالم سيظل في خطر كبير دون مجلس أمن قادر على أداء مهامه.

حقوقيون ينتقدون محاكمات محتجين في المغرب

الرباط ـ وكالات

اعتبر حقوقيون مغاربة أن الاعتقالات التي طالت محتجي حركة "جيل زد 212" شابتها انتهاكات واضحة، مؤكدين أن محاكماتهم كانت سياسية ولم يتمتع المعتقلون فيها بكافة الضمانات العادلة.

وأوضح نشطاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن الاعتقالات كانت "عشوائية"، شملت أحياناً أشخاصاً لم يشاركوا في الاحتجاجات بل كانوا في مقاهٍ مجاورة، وأن المحاكمات كانت سريعة وأجبرت بعض المعتقلين على توقيع محاضر تحت الضغط والترهيب.

وأكدت الحقوقية خديجة الرياضي أن الأحكام كانت "قاسية" ووصلت إلى 15 عاماً، مع تنفيذها فوراً، مشيرة إلى أن روايات الجهات الرسمية بشأن أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات شابتها خروقات واضحة.  وأضافت أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم خلال محاولة اقتحام مقر أمني في منطقة القليعة قرب أغادير، إلا أن إصاباتهم كانت في الظهر، ما يشير إلى أنهم لم يكونوا في حالة هجوم.

وكانت حركة "جيل زد 212" قد دعت إلى مظاهرات يومي 27 و28 أيلول للمطالبة بمحاربة الفساد وتحسين خدمات الصحة والتعليم، في وقت يستعد فيه المغرب لاستضافة بطولة الأمم الأفريقية 2026 وكأس العالم فيفا 2026 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال.

 

مؤتمر الشيوعي النمساوي الـ 39: مواجهة التضخم والنضال من أجل السلام

رشيد غويلب

يوما 18 و19 تشرين الأول 205، عقد في في منطقة فافوريتن في العاصمة النمساوية فيينا، المؤتمر 39 للحزب الشيوعي النمساوي، بمشاركة 250 مندوبا.  وكانت باربرا أوربانيك، المتحدثة باسم ولاية فيينا، قد رحبت بـ "الرفاق من جميع الولايات الفيدرالية" في فافوريتين، حيث تأسس الحزب الشيوعي النمساوي قبل 107 عام. وقالت: "إنها علامة جيدة، كما أعتقد". فحتى بعد 107 أعوام، لا تزال هناك حاجة مُلحة إلى "قوة سياسية تُدافع بلا قيد أو شرط عن مصالح الطبقة العاملة".

مؤتمر ترسيخ وحدة الحزب

يعد المؤتمر، مؤتمرا لترسيخ وحدة الحزب. لقد كان المؤتمر التاسع والثلاثون للحزب مؤتمرًا توحيديًا، حيث شارك فيه ممثلو تنظيم الحزب في ولاية ستيريا، وعاصمتها مدينة غراتس، الذين عملوا باستقلالية إلى حد كبير لسنوات منذ عام 2004. وانتُخب ممثلون من ستيريا لعضوية المجلس التنفيذي الاتحادي، وهم يمارسون هذه المهام القيادية لأول مرة، وفقًا لما أوضحه متحدث باسم الحزب في الولاية. وقد شهد التقارب بين الشيوعيين الفيدراليين، وتنظيم الحزب في ستيريا تطورًا في السنوات الأخيرة. والمعروف أن خلافات على تحديد السياسة العامة للحزب سادت العلاقة بين الطرفين، لكن التنظيم الشيوعي في ستيريا لم ينفصل عن الحزب، بل ابتعد لعقدين تقريبا من المشاركة في فعاليات الحزب التنظيمية المركزية. ويبدو ان النجاحات التي حققها الحزب، وفرت أجواء أفضل للحوار والتواصل، توجت بالمشاركة في أعمال المؤتمر والمشاركة في قيادة الحزب الاتحادية.

نجاحات وثقة بالمستقبل

 ويتطلع توبياس شفايغر المتحدث الاتحادي باسم الحزب، ونائب الرئيس، الذي أعيد انتخابه مجددا، بثقة نحو المستقبل: "إن التطورات التي تلت مؤتمرنا الحزبي الأخير عام 2021 خير دليل على ذلك. لم نحتفل فقط بنجاحاتنا الانتخابية الكبيرة على مدى السنوات الأربع الماضية، بل وسّعنا أيضًا عضويتنا وتواجدنا في جميع أنحاء النمسا". منذ مؤتمر الحزب الأخير، حقق الحزب نجاحات استثنائية: الفوز بانتخابات عمدة غراتس، وحصل على مقعد نائب عمدة سالزبورغ، وانتُخب لعضوية جميع مجالس مقاطعات العاصمة فيينا، ودخل برلمان ولاية سالزبورغ ومجلس مدينة إنسبروك لأول مرة منذ عقود، وشكل الحزب كتلة في مجلس مدينة لينز، ودخل مجالس المدن في العديد من البلديات لأول مرة.

تم في المؤتمر إقرار مشروع الوثيقة السياسية الرئيسي والاقتراحات الأخرى المتعلقة بتطوير الحزب والمهام المقبلة بأغلبية كبيرة.

قيادة جديدة ووجوه معروفة

انتخب المندوبون قيادة اتحادية جديدة للحزب، أعاد المؤتمر انتخاب الرئيس الاتحادي الحالي، غونتر هوبفغارتنر، والمتحدث باسم الحزب ونائبه، توبياس شفايغر. وستتولى سارة بانسي، عضوة برلمان ولاية سالزبورغ ورئيسة الحزب في الولاية، مهمة السكرتيرة السياسية والتنظيمية للحزب. وانتُخب ديدي زاك، المتحدث باسم الحزب في فيينا منذ فترة طويلة، مسؤولا للمالية. وانتخبت الجمعية النسوية العامة للحزب، ناتالي هانغوبل، عضوة برلمان ولاية سالزبورغ، رئيسةً جديدةً لتنظيم الحزب النسوي.

تعبئة ضد ارتفاع الأسعار

بشأن ارتفاع الأسعار ومعها معدلات التضخم أشار المتحدث الاتحادي للحزب شفايغر إلى: إن "ما لاحظناه في السنوات الأخيرة من ارتفاع الأسعار هو حملة إعادة توزيع تصاعدية، من قبل الأحزاب السائدة، من قاعدة إلى القمة. ويواجه الحزب الشيوعي هذه السياسة الآن بحملة لمكافحة التضخم". ويدعو الحزب الشيوعي إلى التدخل في تحديد أسعار المواد الغذائية الأساسية، وإنشاء مقاصف عامة (موائد مفتوحة)، واتخاذ موقف واضح ضد احتكارات الغذاء "المعادية للمجتمع والمتعطشة للربح" من خلال إنشاء أسواق أغذية بلدية. ويضيف شفايغر، منزعجًا من السياسة الرمزية للحكومة الفيدرالية: ان "أرباح سلاسل المتاجر الكبرى ترتفع بشكل هائل، والإيجارات لا تُكبح أيضًا، رغم ما يُسمى بضبط الإيجارات. هذه الإجراءات الزائفة لمكافحة التضخم ليست سوى استهزاء بكل من تصبح إمكانيات تحملهم أقل فأقل كل شهر".

الحياد بدلا من سباق التسلح

يقول زعيم الحزب الشيوعي النمساوي، هوبفغارتنر: "الحزب الشيوعي النمساوي هو حزب السلام الوحيد في النمسا. إن حياد النمسا يتآكل تدريجيًا، ويصبح إما شوكة في خاصرة التجانس في المشهد الحزبي السياسي، أو في أحسن الأحوال مجرد كلام فارغ". يتمتع الحزب الشيوعي النمساوي بمهمة واضحة لمواجهة جنون التسلح على حساب غالبية السكان. ينتقد هوبفغارتنر الحكومة الفيدرالية قائلًا: "من خلال سنوات صمتهما وتضامنهما المضلِّل مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، تُحمِّل الحكومة الفيدرالية النمساوية والاتحاد الأوروبي نفسيهما مسؤولية مشتركة عن الإبادة الجماعية في غزة". ويطالب الحزب الشيوعي النمساوي الحكومة الفيدرالية باتباع سياسة حياد فعّالة، والنأي بنفسها بوضوح عن سباق التسلح المعتمدة في الاتحاد الأوروبي.

 

ص9

ألكاراز وسينر على موعد جديد في رولكس باريس ماسترز

باريس ـ وكالات

تعرف كل من الإسباني كارلوس ألكاراز المصنف الأول عالميًا، والإيطالي يانيك سينر المصنف الثاني، على مسارهما في بطولة رولكس باريس للماسترز 2025، التي قد تشهد نهائيًا سادسًا بين النجمين الشابين. ويعود ألكاراز للملاعب بعد غياب ثلاثة أسابيع، حيث يبدأ مشواره من الدور الثاني بمواجهة الفائز من لقاء كاميرون نوري وسيباستيان بايز، بينما يفتتح سينر مشاركته أمام المنتصر من مواجهة أليكس ميتشيلسن وزيزو بيرجس. وتعد البطولة، المصنفة من فئة 1000 نقطة، آخر محطة كبرى قبل نهائيات رابطة محترفي التنس في تورينو، ما يجعلها حاسمة لتحديد المقاعد المتبقية. ويتصدر المشهد أيضًا صراع التأهل بين فيليكس أوجيه ألياسيم وكاسبر رود، في حين يسعى الإيطالي لورنزو موسيتي لتثبيت موقعه بين الثمانية الكبار. وتقام البطولة لأول مرة في موقعها الجديد لا ديفانس أرينا بباريس، بين 27  تشرين الأول و2 تشرين الثاني.

 

أربيل يعزز الصدارة وتيميروف يخطف الأضواء الزوراء يبحث عن فوزه الأول في الدوري

متابعة ـ طريق الشعب

تتواصل اليوم وغدًا (الأحد والاثنين) منافسات الجولة الخامسة من دوري نجوم العراق لكرة القدم بإقامة ست مباريات مرتقبة، فيما عزز فريق أربيل صدارته للبطولة بفوز ثمين على الشرطة، ليتحول نجمه الأوزبكي شيرزاد تيميروف إلى حديث الشارع الرياضي بعد أدائه اللافت هذا الموسم. تقام مساء اليوم الأحد أربع مباريات، حيث يواجه فريق ديالى المتألق نادي الميناء عند الساعة السادسة، وفي التوقيت نفسه يلعب النفط أمام بغداد.

وفي الساعة الثامنة والنصف مساءً، يستضيف زاخو نظيره الموصل، فيما يحل الطلبة ضيفًا ثقيلًا على النجف الذي يعاني هذا الموسم من تراجع في نتائجه.

أما غدًا الاثنين، فيلتقي نفط ميسان مع الكرخ عند السادسة مساءً، على أن تُختتم مباريات الجولة على ملعب النجف بمواجهة القاسم والزوراء، في لقاء يسعى فيه الأخير لتحقيق فوزه الأول في المسابقة.

في مباراة مثيرة أقيمت مساء الجمعة على ملعب فرانسو حريري، تمكن أربيل من تحقيق فوز ثمين على الشرطة بهدف دون رد، سجله محترفه الأوزبكي شيرزاد تيميروف في الدقيقة 25، ليعزز الفريق موقعه في صدارة الترتيب برصيد 13 نقطة، فيما تجمّد رصيد الشرطة عند النقطة التاسعة في المركز الرابع. وكان من المقرر أن تُقام المباراة في ملعب دهوك لعدم جاهزية ملعب أربيل بالكامل، إلا أن إقامة حفل انتخابي على ملعب دهوك، إلى جانب اكتمال الصيانة في فرانسو حريري، دفعا لتغيير مكان اللقاء.

وشهدت المباراة تأخر انطلاقها نحو نصف ساعة بعد مطالبة إدارة وجمهور الشرطة بوضع حاجز أمني بين جماهير الفريقين تفاديًا لأي احتكاك، قبل أن تُستأنف المباراة رسميًا بعد تلبية الطلب. خطف المهاجم الأوزبكي شيرزاد تيميروف (26 عامًا) الأضواء في الموسم الحالي بعد أن سجل 5 أهداف في 5 مباريات، ليصبح أحد أبرز نجوم الدوري العراقي.

وانتقل تيميروف إلى صفوف أربيل في آب الماضي، ونجح منذ أولى مشاركاته في كتابة اسمه في تاريخ البطولة كأول لاعب أوزبكي يسجل في دوري نجوم العراق، ليفتح الباب أمام احتمالية استقطاب مزيد من اللاعبين الأوزبكيين في الانتقالات المقبلة.

تيميروف، الذي سبق له تمثيل أندية ناساف قرشي وباختاكور في أوزبكستان، وبرسيبوليس وبيكان في إيران، وكيتشي في هونغ كونغ، يمتلك سجلًا حافلًا بالإنجازات، أبرزها التتويج بلقب الدوري والكأس وكأس السوبر الأوزبكية عامي 2020 و2021، إضافة إلى درع تحدي هونغ كونغ موسم 2023–2024.

يعود جانب كبير من تألق تيميروف إلى التوظيف التكتيكي الناجح الذي منحه مدرب الفريق باسم قاسم، إذ شكّل المهاجم الأوزبكي مع زميله مصطفى قابيل ثنائيًّا هجوميًا خطيرًا، سجّل ثمانية أهداف في خمس جولات، ليقودا أربيل إلى قمة جدول الترتيب متفوقًا على فرق جماهيرية كبيرة مثل الشرطة والقوة الجوية والزوراء والطلبة والكرمة.

 

أبطال العراق للمواي تاي يتألقون في دورة الألعاب الآسيوية للشباب

متابعة ـ طريق الشعب

حقق منتخب العراق للمواي تاي انطلاقة قوية في اليوم الأول من منافسات دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب، المقامة حاليًا في مملكة البحرين، بعدما حقق لاعبوه ثلاثة انتصارات مميزة في مختلف الأوزان. وتمكن اللاعب مهدي قائد من الفوز على منافسه الصيني في وزن 45 كغم، ليحجز مقعده في دور نصف النهائي بانتظار منافسه المقبل.

كما نجح زميله إبراهيم محمد في تحقيق فوز مثير ضمن وزن 54 كغم، متفوقًا بفارق نقطة واحدة على نظيره الأردني في مواجهة قوية اتسمت بالندية حتى اللحظات الأخيرة.

وفي وزن 51 كغم، واصل العراق تألقه بعد فوز اللاعب رضا قيصر علي على منافسه المنغولي بادام بابتيخ في نزال مثير تميز بالقوة والحماس.

ويواصل المنتخب العراقي للمواي تاي عروضه اللافتة في مستهل مشاركته الآسيوية، وسط طموحات كبيرة بتحقيق نتائج مشرفة واعتلاء منصات التتويج في هذا المحفل القاري.

 

العراق في المستوى الثاني لقرعة كأس آسيا لكرة الصالات

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اليوم السبت، عن تصنيف المنتخبات المشاركة في قرعة كأس آسيا لكرة الصالات 2026، التي ستُقام في إندونيسيا، حيث جاء المنتخب العراقي في المستوى الثاني إلى جانب أوزبكستان وفيتنام وأفغانستان.

ومن المقرر أن تُستضيف إندونيسيا البطولة خلال الفترة من   27 كانون الثاني ولغاية    7 شباط 2026، بمشاركة   16 منتخبًا في الدور النهائي. فيما ستُقام مراسم القرعة في الخامس من تشرين الثاني 2025 في العاصمة جاكرتا.

وجاء توزيع المنتخبات على أربعة مستويات، استنادًا إلى التصنيف العالمي لكرة الصالات لشهر تشرين الأول، حيث ضم المستوى الأول كلًا من: إندونيسيا (البلد المضيف)، وإيران، وتايلاند، واليابان.

أما المستوى الثالث فقد ضم الكويت وطاجيكستان والمملكة العربية السعودية وقيرغيزستان، بينما جاء في المستوى الرابع كل من أستراليا ولبنان وكوريا الجنوبية وماليزيا.

ويأمل المنتخب العراقي أن يواصل عروضه القوية في النهائيات المقبلة، بعد أن أثبت قدرته على منافسة أبرز المنتخبات الآسيوية في بطولات سابقة.

 

وقفة رياضية.. قيم عالية وتنافس شريف

منعم جابر

لم تكن الرياضة ومنافساتها جزءًا من التنافس والصراع من أجل الفوز والنتائج فحسب، بل هي قيمٌ عليا، وهدفٌ سامٍ، ومنافساتٌ راقية من أجل تحقيق الإنجاز الرياضي العالي. وهذا الأمر يشكل هدفًا كبيرًا في الممارسة الرياضية؛ لذا فإن الهدف الأول للرياضي هو حب المنافسة واحترام الأنظمة والمنافسين.

الرياضة قضية وهدف كبير، لذا وجدنا أن العالم المتحضر اتخذ منها وسيلةً سامية لتعزيز روح الحب والتضحية، ودعم أواصر السعادة والتفاهم من أجل الأخوّة والإنسانية. فالرياضة لم تعد وسيلةً للهو وملء الفراغ، بل أصبحت وسيلة لبناء الصداقة والحب والاحترام، وإيجاد المنافسات الشريفة، وخلق الأجواء الأخوية التي تسهم في تعزيز التنافس بين رياضيي العالم.

إن المعاني السامية للعلاقات الرياضية، والتمسك بالأخلاق العالية، وطيب المعشر، واحترام المنافس والمنافسات وأهدافها، تشكل الأساس المتين لأي ممارسة رياضية. والشيء المهم والجوهري هو اتباع الطرق القانونية في هذه المنافسات، والابتعاد عن الغش والخداع وتعاطي المنشطات. فكل تلك القيم يجب أن يتحلى بها الرياضي في المنافسات، إذ إنها تشكل منظومة تربوية تساعده على النجاح والتقدم، وهي في جوهرها صفات حضارية.

لذا نقول للرياضيين: عليكم أن تلتزموا بأخلاقيات أهل الرياضة وقيمها، وأن تكونوا مثالًا حيًّا في الدفاع عن الرياضيين وسلوكهم وأخلاقهم.

غير أن بعض الرياضيين نراهم يخرجون عن حدود الحوار، ويفقدون أعصابهم لأسباب بسيطة، أو لتصرف غير مسؤول من بعض اللاعبين المنافسين، فنراهم يخرجون عن أطوارهم ويتسببون في طردهم من المباريات، وقد يؤدي ذلك إلى خسارة الفريق وضياع جهد اللاعبين والجهاز التدريبي والاتحاد الرياضي المعني باللعبة.

وعليكم ألّا تفقدوا أعصابكم، ولا تتصرفوا بعنفٍ أو عصبيةٍ تؤثر في عطائكم وتفقدكم توازَنكم، فقد يؤدي هذا التصرف غير المنضبط إلى نتائج وخيمة وضياع للجهود. فالسلوك السويّ هو انعكاس لثقافة الرياضيين، وعلينا كمجتمع رياضي أن نضبط إيقاعنا داخل الملعب وخارجه. كما ينبغي على الإدارات الرياضية في الأندية والمؤسسات أن تبذل جهودًا متواصلة من أجل بناء ثقافة أبناء الرياضة، وظهورهم بمستويات راقية في السلوك والتصرف داخل الميدان الرياضي وخارجه.

 

الكلاسيكو.. مواجهة تكتيكية نارية بين فليك وألونسو في صراع العقول

مدريد ـ وكالات

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم نحو ملعب “الكلاسيكو” المنتظر، الذي يجمع برشلونة وريال مدريد في أول مواجهة تجمع بين المدربين هانز فليك وتشابي ألونسو، في صراع تكتيكي يُتوقع أن يحمل الكثير من الإثارة والدهاء قبل حتى أن تُطلق صافرة البداية.

المواجهة لا تقتصر على النجوم داخل المستطيل الأخضر، بل تمتد إلى مقاعد التدريب، حيث يسعى كل من فليك وألونسو لإثبات بصمته في أول اختبار حقيقي له على مسرح الكلاسيكو، وسط ترقب جماهيري ضخم يعدّه الحدث الكروي الأهم في أوروبا والعالم.

الكلاسيكو هذه المرة يتجاوز حسابات النقاط، فهو معركة ذكاء وتوازن نفسي، حيث ستكون التفاصيل الصغيرة — من الخطة والتبديلات إلى إدارة الضغط — حاسمة في تحديد الفائز.

وتشير تقارير صحيفة سبورت الإسبانية إلى أن الفريق الذي يجيد التمرير السريع والتحكم بالإيقاع وتجنب الأخطاء ستكون فرصه أوفر لتحقيق الانتصار. وقد تحسم النتيجة لمسة من لامين يامال أو بيدري أو راشفورد أو مبابي أو فينيسيوس حتى دون سيطرة كاملة على مجريات اللعب.

يدخل ريال مدريد اللقاء بقيادة ألونسو بعد سلسلة نتائج إيجابية أوروبية ومحلية. الفريق تحسّن في سرعة التمرير والضغط الجماعي، مع بروز مبابي كقائد هجومي، وعودة الانسجام بين الخطوط.

غير أن بعض الشكوك ما زالت قائمة في البناء الهجومي، إذ يبرع تشواميني وكامافينغا في الاسترجاع أكثر من صناعة اللعب، بينما يمتلك الثنائي أردا غولر وبيلينغهام القدرة على الإبداع الهجومي، ما يجعل إشراكهما معًا مغامرة تكتيكية.

ومن المرجح أن يعتمد ألونسو على غولر في الجهة اليمنى وبيلينغهام خلف المهاجمين، مع مراقبة خاصة من دفاع برشلونة لهما، نظرًا لتأثيرهما في فتح المساحات أمام مبابي وفينيسيوس.

أما غياب كارفاخال وأرنولد عن الجاهزية التامة فيُتوقع أن يدفع المدرب للاعتماد على كارّيراس وفالفيردي على الأطراف، مع إمكانية إشراك هويسن وميليتاو في قلب الدفاع لتعويض غياب روديغر وألابا.

على الجانب الآخر، لم يبلغ برشلونة بعد مستواه المعهود، إذ أثّرت الإصابات والإرهاق على توازنه. ويحاول فليك استعادة النسق العالي الذي ميّز الفريق الموسم الماضي من حيث التحولات السريعة والضغط العالي.

انضمام ماركوس راشفورد شكّل دفعة هجومية كبيرة، لكن غياب رافينيا يبقى خسارة مؤثرة في توازن الخطوط، ما أجبر المدرب على إعادة توزيع الأدوار الهجومية.

ويعوّل برشلونة على الثنائي بيدري ودي يونغ في بناء اللعب والتحكم بإيقاع المباراة، إلى جانب سرعة لامين يامال واختراقات بالدي وكوندي. عودة فيران توريس تشكّل إضافة إيجابية لما يملكه من نشاط هجومي ومساهمة دفاعية.

كما سيكون وجود أراوخو أساسيًا لمواجهة سرعة مبابي وفينيسيوس، مع التركيز على الضغط المبكر وحرمان ريال مدريد من بناء اللعب بأريحية.

الكلاسيكو القادم لا يَعِد فقط بالإثارة الكروية، بل بصراع عقول بين مدربين يمثلان مدرستين مختلفتين في الفكر التكتيكي. وبين رغبة ريال مدريد في تأكيد الصدارة وطموح برشلونة في استعادة الهيبة، تبدو كل التفاصيل الصغيرة كفيلة بقلب موازين أكبر مباراة في العالم.

 

ص10

مسألة الحزب / فيفيك تشيبر*

ترجمة: حازم كويي

إن عجز اليسار اليوم عن التأثير ليس صدفة، بل هو نتيجة لبنيته التنظيمية. وإذا كان يريد أن يبني قوة جديدة، فعليه أن يغيرهذه البنية من الأساس.

اليسار الحديث نشأ كتعبير سياسي عن المصالح المادية للطبقة العاملة.

ففي بداياته كان مجرد تجمع فضفاض يضم مثقفين ونقابيين وأعضاء متعاطفين من النخب السياسية، واقتصرت أنشطتهم في الغالب على الصحافة، والمناظرات الأخلاقية، والعمل الاجتماعي، وفي بعض الحالات على الرعاية السياسية. غير أنّ الطبقة العاملة وحلفاءها من الأوساط الأكثر نخبوية أدركوا في أواخر القرن التاسع عشر أنّ عليهم أن ينظموا أنفسهم كطبقة من أجل فرض مصالحهم السياسية والاقتصادية.

من المهم التأكيد على أن هذا الإدراك لم يأتِ إلّا من خلال تجارب قاسية. ولم يكن الأمر نتيجة تحول ثقافي أو تبدل في أذواق فكرية جعلت التنظيم الطبقي يتقدّم على أنشطة أخرى.

في الواقع، لم يجرِ التخلي عن أيٍّ من تلك الأنشطة:

إذ واصل الاشتراكيون الاعتماد على الحجج الأخلاقية ضد الرأسمالية، وانتقدوا في الصحافة مظالم الطبقة العاملة، كما استخدموا ما لديهم من نفوذ سياسي لتحسين الأوضاع.

لكنهم اكتشفوا أنّ مطالبهم، من دون قوة فعلية، كانت تُتجاهل في أحسن الأحوال، أو تُقمع بالقوة من قبل أصحاب العمل وممثليهم السياسيين في الدولة. ومن خلال هذه التجربة التعليمية تحولت «المسألة الاجتماعية» في أوائل القرن التاسع عشر إلى «مسألة طبقية» مع نهايته.

ركيزتا الحركة العمالية

تشكلت مؤسستان أصبحتا الركيزتين الأساسيتين للحركة العمالية المنظمة: النقابات والأحزاب الاشتراكية. ففي بعض البلدان ظهرت الأحزاب أولاً، فمهدت الطريق لتنامي قوة النقابات. وفي حالات أخرى اجتمعت النقابات نفسها لتؤسس أحزاباً تشكّل ذراعها السياسي. وبغض النظر عن ترتيب النشأة، تشكلت هاتان المؤسستان في معظم أنحاء العالم، باستثناء الولايات المتحدة، حيث استُبعدت الأحزاب الاشتراكية فعلياً من المشاركة السياسية - الأساس الذي قامت عليه إنجازات الحركة الاشتراكية في القرن العشرين.

وبعد أكثر من قرن ما تزال النقابات في صميم الاستراتيجيات الاشتراكية. والسبب في ذلك بسيط: مكان العمل هو الموقع الذي يلتقي فيه العمال بأعداد كبيرة في كل مجتمع رأسمالي. لكن هذه ليست الميزة الوحيدة التي تجعل مواقع العمل بهذه الأهمية، إذ يمكن لأبناء الطبقة العاملة أن يجتمعوا أيضاً في أحيائهم، على سبيل المثال.

غير أنّ الأهمية المركزية لمكان العمل تنبع من كونه الموضع الذي تنتَج فيه «القيمة». ووقف تدفق عملية إنتاج القيمة هو جوهر القوة التي تملكها الطبقة العاملة. فالنقابات تجمع العمال وتستخدم سيطرتهم على القيمة الاقتصادية كوسيلة ضغط على أصحاب العمل. ومن ثم، عندما يسعى الاشتراكيون إلى تنظيم العمال على أساس مصالحهم، فإن نجاح ذلك ببساطة لا يمكن تصوره من دون أن تكون النقابات في مركز هذا التنظيم. ومع أن النقابات لا غنى عنها لتنظيم العاملات والعمال، فإنها لا تستطيع تنظيمهم كطبقة إلاّ جزئياً. فكما لاحظ فلاديمير لينين، تمكّن النقابات الطبقة العاملة من النضال من أجل مصالحها، لكن في حدود ضيقة. فهي تساعد على تحقيق تحسينات في الأجور، وظروف العمل، وساعات العمل وإيقاعه.

وتشكّل وسيلة للعمال من أجل الدفاع عن مصالحهم في مواقع العمل والحفاظ على قدر من الكرامة الإنسانية داخل النظام الرأسمالي.

لكن حدودها تكمن في أنها تركز الاهتمام على تفاصيل العقد الفردي لكل عمل، بدل التشكيك في المبدأ الكامن وراء العقد نفسه. وهنا يواجه الاشتراكيون مفارقة واضحة: فالنقابات لا غنى عنها لحماية مصالح العمال داخل الرأسمالية، لكنها في الوقت ذاته تضفي الشرعية على النظام الذي يسعى الاشتراكيون إلى تجاوزه. وهذه ليست مسألة أيديولوجية فحسب، بل عملية أيضاً: إذ إن مسؤولي النقابات تقع على عاتقهم مهمة الدفاع عن مصالح العاملين في أماكن عملهم، ولذلك يميلون إلى التركيز بشكل أحادي على مشاكل ذلك المكان المحدّد، بدل الانشغال بالنظام ككل.

وفوق ذلك، وبحكم أن النقابات نشأت لضمان رفاه أعضائها المباشرين، فإن لديها نزعة داخلية إلى تفتيت الطبقة العاملة. ويتضح هذا بشكل جلي في حالة النقابات الحرفية أو نقابات الأصناف التي سادت في القرن التاسع عشر، حيث كان العمال يُنظَّمون بحسب مهاراتهم أو مهنهم. لكن الأمر لا يقتصر على ذلك، بل يشمل أيضاً الشكل النقابي الصناعي الذي ساد منذ ثلاثينيات القرن العشرين: صحيح أنه ينظم عمال مؤسسة أو قطاع بعينه، لكنه لا يحمل في طبيعته توجهاً نحو جمع العمال جميعاً في وحدة طبقية شاملة.

هذه القيود هي السبب في أنّ الجناح الاشتراكي من الحركة العمالية اعتبر على الدوام أن وجود حزب سياسي أمر لا غنى عنه. فالأحزاب العمالية أو الاشتراكية تميّزت تاريخياً بميزتين اثنتين تفتقر إليهما النقابات بحكم طبيعتها: الأولى أنها لا تنظَّم فقط على أسس اقتصادية، بل أيضاً على أسس أيديولوجية. فهي تسعى إلى تغيير البنية الأساسية للرأسمالية لصالح الطبقة العاملة ـ أو، في صيغة أكثر طموحاً، إلى تجاوز الرأسمالية كلياً. يمكن تلخيص هذه العلاقة على النحو التالي: بينما تناضل النقابات من أجل المصالح اليومية لأعضائها، تضع الأحزاب استراتيجية طويلة المدى تخص الطبقة ككل. فالأحزاب تميل إلى النظر إلى الاقتصاد في مجمله، في حين تبقى النقابات مركّزة باستمرار على خصوصيات قطاعها أو مهاراتها المتخصّصة.

ومن الخصائص المهمة الأخرى أن الأحزاب تمتلك منفذاً إلى الدولة. ففي القرن التاسع عشر لم يكن لهذا الأمر أهمية كبرى، إذ إن معظم العمال كانوا مستبعدين أصلاً من المشاركة في النظام الانتخابي.

غير أن ديمقراطية الدولة الرأسمالية جعلت من إمكانية تغيير ميدان الصراع الطبقي عبر الوسائل التشريعية ركيزةً مركزية في استراتيجية الطبقة العاملة. وهكذا صارت الأحزاب الناشئة الأداة الأقوى لدفع مصالح الطبقة العاملة إلى الأمام.

لقد عملت هذه الأحزاب مع النقابات، لكنها احتفظت ببنية تنظيمية خاصة بها. وبكثير من الجوانب كانت الأحزاب، شأنها شأن النقابات، منظمات كفاحية: فقد كانت متجذرة مادياً في الأحياء العمالية، تستقطب أغلب أعضائها منها، ومرتبطة بعمق بحياة الطبقة العاملة، إلى درجة أن الحزب والجماهير شكّلوا وحدة عضوية واحدة.

غير أنّ دور الأحزاب لم يقتصر على استخدام العمال كقاعدة جماهيرية، بل سعت بنشاط إلى تشكيل الثقافة الأيديولوجية والسياسية للطبقة بأسرها. كانت لها رسالة سياسية متماسكة، وثقافة غنية من النقاشات والجدالات الداخلية، مع معايير واضحة في صفوفها، وفرص للصعود إلى مواقع القيادة.

وقد كانت جميع الأحزاب الاشتراكية في القرن العشرين تفخر بانضباطها الداخلي وبالعزم الذي انخرطت به في العمل السياسي. بدا أن الاشتراكية وكأنها تلوح فعلياً في الأفق؛ لم يكن الأمر ليطول بعد. فما الذي حدث إذن؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فيفيك تشيبر: أستاذ علم الاجتماع في جامعة نيويورك، ورئيس تحرير مجلة «Catalyst: A Journal of Theory and Strategy»، ومؤلف أعمال عديدة بينها كتاب «أبجدية الرأسمالية».

 

قاموس اقتصادي فلسفي  الرأسمال الصوري

إعداد: د. صالح ياسر

تطلق تسمية الرأسمال الصوري على الرأسمال الذي يتكون نتيجة للقروض والذي يظهر في صورة الاوراق المالية (كالاسهم والكمبيالات والسندات وقوائم البنك العقاري..الخ)، والذي لا يتمتع بقيمة ذاتية، وانما هو فقط يخول حق الحصول على دخل ثابت في صورة فوائد وعائدات. ان نمو الرأسمال الصوري يعبر عن تطور طابع الرأسمالية الطفيلية.

والرأسمال الصوري ليس مجرد جزء من الرأسمال الاقراضي، بل هو كيان اقتصادي جديد تتعارض قوانين حركته في كثير من الملامح مع قوانين حركة الرأسمال الاقراضي. وفي ظل الظروف الأخرى المتماثلة يتحدد معدل الفائدة طبقا لمقدار الرأسمال الاقراضي. أما مقدار الرأسمال الصوري فهو دخل الاوراق المالية بصورة رأسمال وفقا لمستوى الفوائد السارية، أي ان هذا المقدار ذاته يتوقف على معدل الفائدة، وهو في اطاره الخارجي لا يرتبط على أي نحو بمقدار الرأسمال الصناعي العامل بالفعل.

وهنا يصل التناقض بين الرأسمال كملكية والرأسمال كوظيفة اقصى مدى تطوره، ويظهر من خلال المواجهة الخارجية بين الرأسمال الصوري والرأسمال الفعلي أي الرأسمال الصناعي بكل صوره الوظيفية. إلا أنه في نهاية المطاف يقع نشاط الراسمال الفعلي في أساس حركة الراسمال الصوري. وبصورة خاصة تظهر وهمية الرأسمال الصوري في فترات فشل البورصة (سوق الاوراق المالية) حين يحدث هبوط حاد سريع في أسعار الأوراق المالية.

لقد أدى نمو الرأسمال الصوري في نهاية القرن التاسع عشر وتطوره العاصف في العقود التالية الى زيادة اهمية البورصة على نحو بارز مما جعلها من اهم المراكز الحيوية للاقتصاد الرأسمالي.

والبورصة أشبه ببارومتر يسجل على الفور التغيرات التي تطرأ على الوضع المالي لمؤسسات أو قطاعات معينة بل وبلدان بأسرها وهي تكشف للرأسماليين عن موقع الحصول على أعلى الأرباح. ومع تطور الرأسمالية يزداد أكثر فأكثر نمو الرأسمال الصوري عن نمو الرأسمال الفعلي.

وقد أدى التوجه المتزايد في العقود الأخيرة نحو الإنفتاح والتحرير المالي عبر مختلف دول العالم، إلى زيادة  تدفقات رؤوس الأموال عبر الحدود من خلال بورصات الأوراق المالية لتزيد بذلك درجة الإرتباط بين هذه البورصات وليتولد معها مفهوم عولمة بورصات الأوراق المالية.

تشير العولمة إلى الإعتماد المتبادل المتنامي بين الأسواق القومية الذي يقود نحو سوق عالمية موحدة، علما ان اندماج كل الأسواق القومية، أو على الأقل القاريّة، يمضي قدماً بسرعة. سابقا، عندما كان الطلب ينخفض في بلد ما، كان هناك أمل في التعويض عن ذلك بتوسيع الأسواق في بلدان أخرى. أما اليوم، فإن قارة بأكملها أو حتى الكتل الإقليمية الكبيرة تجد نفسها في حالة سقوط.

إن نسبة متزايدة من الدخل القومي الذي لايستهلك بشكل تلقائي تتم مراكمته كأصول Assets مالية. هذه الأصول (الموجودات) بدورها تثمر أرباحاً سهمية dividends   وفوائد  interests، تزيد دخل الطبقات الأكثر ثراءً الذي يتم ادخاره فوراً. بالطبع، تتصارع هذه الكتلة المتنامية من النقد على الأسهم (أسهم ملكية الشركات) وسندات الدين (الإعتراف بالدين من قبل الدول والشركات).

و هكذا تزداد أسعار هذه السندات وتزداد معها قيمة ثروة أصحاب الأسهم. هذه القيمة الزائدة المالية ترفع مرة أخرى دخل مالكي الأسهم، لكن بشكل افتراضي فقط: فالقيمة الزائدة لاتؤخذ إلاّ إذا بيعت السندات وهذا يتطلب التوقيت. مع ذلك، فإن الزيادة في سعر الأصول يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي: إذ أن أرباب الأسر الأثرياء، مدفوعين بإعادة تقييم موجوداتهم، قد يستهلكون أكثر أو يشترون سندات جديدة. في الحالة الأخيرة نشهد "  تضخماً " حقيقياً " للأصول ".

في البحث عن أرباح الأسهم الكبيرة، يتم توجيه كتلة هذا النقد المضارب بشكل فوري نحو الشركات " الأكثر  ربحية juiciest "، تلك الإسترتيجيات قصيرة الأمد الساعية لتحقيق الحد الأعلى للقيمة الموزعة على أصحاب الأسهم، و أولئك الأكثر فعالية في عصر (إرهاق)  عمالهم، والذين يشذبون " دهنهم الزائد "، و يوزعون أكبر حصة من الربح بدلاً من إعادة استثماره. كل هذا يفاقم التمزق الإجتماعي واللااستقرار الاقتصادي.

إن عولمة الأسواق المالية تكثف الأمولة financialization ، لأن الرأسمال المالي، في بحثه عن قاعدة إنتاجية لكي يحلبها، يمكنه أن يستعدي الشركات (أو الحكومات إذا فضلت سندات الدين) ضد بعضها بعضاً على الصعيد العالمي. هذا هو ما يطلق عليه مجتمع الكازينو العالمي  World Casino Society.

 ضمن هذه الكتلة من رأسمال المال الباحث عن البلدان الأكثر ربحاً، فإن صناديق التقاعد المرسملة تمثل اللاعبين الأكثر أهمية. هذه الصناديق، التي تجمع اشتراكات العمال وتستثمرها لتمويل تقاعد العمال، تكون ملزمة بشكل مؤسساتي بالبحث بالطريقة الأكثر كلبية وانتهازية عن أعلى الغلال لخدمة مصالح أعضائها. لا تنجو من هذا الأفق القصير الأمد سوى بعض المناطق مثل ايطاليا الشمالية أو ألمانيا الجنوبية، نظراً لأن رأس المال المصرفي، لأسباب ثقافية، يبقى (في الوقت الحالي!) مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً برأس المال الصناعي. ليس صدفة أن هذه المجتمعات المحلية هي أيضاً المجتمعات التي تفضّل الحشد المتفاوض عليه للموارد البشرية للخروج من أزمة الفوردية.

 

كتاب تيري إيغلتون.. {ما بعد النظرية} بالعربية

 صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب (ما بعد النظرية) After Theory  ضمن سلسلة ترجمان، من تأليف تيري إيغلتون وترجمة ثائر ديب، ويقع في 272 صفحة، شاملًا ملاحظة تمهيدية وثمانية فصول وتذييلًا، إضافة إلى ثبت مصطلحات ومراجع وفهرس عام. يعدّ كتاب (ما بعد النظرية)، الصادر باللغة الإنكليزية في عام 2003، للمفكر والناقد الثقافي البريطاني تيري إيغلتون، من أبرز المساهمات النقدية التي تتناول وضع الفكر والنظرية الثقافية، بعد انحسار موجة ما بعد البنيوية وما بعد الحداثية. فهو يمثل مراجعة شاملة لنحو ثلاثة أرباع القرن من التنظير في مجالات الفكر والثقافة والأدب والمجتمع، مع محاولة لإعادة طرح الأسئلة الأساسية عن جدوى النظرية، وحدودها، ومسؤولياتها في عالم معقد ومتغير. ولا يطرح الكتاب بوصفه رفضا للتنظير، بل باعتباره دعوة إلى إعادة النظر في وظيفته، ومحتواه، وآفاقه المستقبلية.

من ازدهار النظرية الثقافية إلى خفوت بريقها

يبدأ إيغلتون بتحليل السياق التاريخي الذي ازدهرت فيه النظرية الثقافية في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث كانت لحظة تحول جذرية في الفكر الغربي. فقد شهدت تلك المرحلة صعود عدد من المفكرين البارزين، مثل ميشيل فوكو، وجاك دريدا، وجاك لاكان، ولوي ألتوسير، الذين أسهموا في زعزعة المفاهيم التقليدية للهوية، والحقيقة، والمعرفة، والأخلاق، مؤسسين بذلك لما يُعرف بـ "النظرية" أو "النظرية الكبرى" High Theory. وقد تمثّلت إنجازات هذا التيار في كشف البنى الخفية للسلطة والهيمنة، وفي مقاربة الثقافة بوصفها ميدانا للصراع الأيديولوجي، وليست مجرد انعكاس سلبي للواقع. مع ذلك، يلاحظ إيغلتون أن هذا الزخم الفكري سرعان ما فقد كثيرا من تأثيره بحلول التسعينيات، حيث تراجع الاهتمام بالقضايا الكونية والجماعية، وبرز خطاب فردي يركز على الهوية، والاختلاف، ونمط الحياة الخاص، على حساب القضايا السياسية، والاقتصادية، والأخلاقية. ويعبر المؤلف عن استيائه مما يسميه "التمركز حول الذات" في النظرية المعاصرة، ويعتبر أن هذا الاتجاه أدّى إلى تهميش الموضوعات الكبرى التي ينبغي للنظرية أن تتعامل معها، مثل العدالة، والحقيقة، والمسؤولية، والحرية. جاء انسحاب النظرية من ميدان الأخلاق والسياسة نتيجة هيمنة النسبوية الفكرية التي أفرزتها ما بعد الحداثة، والتي رفضت "السرديات الكبرى"، واعتبرت أن كل حقيقة هي مجرد بناء اجتماعي أو لغوي. لكن هذا الرفض، بحسب إيغلتون، لم يؤدِّ إلى تحرر فعلي، بل إلى فراغ مفهومي جعل النظرية عاجزة عن تقديم أدوات فعّالة لفهم العالم أو تغييره. ومن هنا تأتي دعوته إلى استعادة النقاش حول المفاهيم التي جرى تجاهلها، مثل "الخير"، و"الحق"، و"الواجب"، و"الطبيعة الإنسانية"، باعتبارها ضرورية لأي ممارسة فكرية جادة ترتبط بالواقع الإنساني.

العودة إلى الإرث الماركسي وإعادة البناء على المكتسبات

يشدد الكتاب، من ناحية أخرى، على ضرورة إعادة ربط النظرية بالسياقات المادية والاقتصادية. فبحسب رؤية المؤلف، لا يمكن فهم الثقافة بمعزل عن علاقات الإنتاج، والبنية الطبقية، والتفاوتات العالمية. وهو يستحضر في هذا السياق الإرث الماركسي الذي يرى أن الثقافة ليست مجموعة من الرموز والمعاني فحسب، بل هي أيضا نتاج لشروط اجتماعية واقتصادية محددة. ويشدد على أن تجاهل هذه العوامل يجعل النظرية غير قادرة على تفسير الديناميات الحقيقية التي تدفع المجتمعات الحديثة وتصوغها. لا يدعو المؤلف، في المقابل، إلى القطيعة مع ما قدمته النظرية الحديثة، بل يرى ضرورة البناء على مكتسباتها مع الانفتاح على أسئلة جديدة تتجاوز النزعة التفكيكية والانشغال المفرط بالذات. ويطمح إلى إعادة توجيه النظرية نحو الانخراط في قضايا الواقع، لا بوصفها أداة تحليلية فحسب، بل باعتبارها وسيلة للمساهمة في التغيير الاجتماعي والسياسي. في الختام، يشكل كتاب (ما بعد النظرية) نداء فكريا لإحياء دور النظرية الثقافية، في زمن تتفاقم فيه الأزمات العالمية على مختلف المستويات. ويدعو إيغلتون إلى نظرية أكثر التزاما، وأكثر جرأة، وأكثر اهتماما بالشأن الإنساني، ترى في الثقافة ميدانا للصراع والمقاومة، وليس مجالا للتأمل المجرد أو التحليل النصي. وهو يسعى، من خلال ذلك، لاستعادة دور النظرية بصفتها قوة معرفية وأخلاقية، تساهم في فهم العالم وتغييره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات – 19 تشرين الأول 2025

 

ص11

الجديد في المكتبة

- جمرة الله/ رواية كريم شعلان، اصدار: دار ابداع- بغداد.

- توقيت آخر للحياة/ رواية بشرى الهلالي، اصدار: دار الحكمة- لندن.

- الدجل/ تاريخ موجز لأسوأ الطرق لعلاج كل شيء/ تأليف د. ليديا كانغ وليت بيدرسن. ترجمة رؤى الشيخ، اصدار نابو – بغداد.

- مورفين/ رواية ميخائيل بولفاكوف، ترجمة تحسين رزاق عزيز، اصدار: دار الرافدين – بغداد.

- بتوع السيما/ تأليف بلال فضل، اصدار: دار المدى – بغداد.

- دفتر البذاءة الرفيعة/ اختيار وتقديم: محمود هدايت، اصدار: دار الاهوار – بغداد.

- حارس المقبرة الانكليزية/ رواية نعيم عبد مهلهل، اصدار: دار نينوى- دمشق.

 

ضيوف السماوة والنخلة السِفر

د. بدرخان سندي

 

في السماوة

ومع عنف الصيف

اورقت فسيلة تمر غريبة

على غير طبع النخيل

 نمت وعلت

 واحداق اهل المدينة

ترقب النخلةَ العجيبةَ

طال جذعها

 يسابق الايام  مسرعا

  وبدا السعفُ داكناَ

ثم طالَهُ السواد

حتى غدت النخلة

سوداء فاحمة

حملت بدایات اعذاق

 واهنة تتدلی !

وتوالت الاسابيع

وٲهل السماوة الطيبون

يرقبون النخلة الغريبة

ترتدي السواد...

اختلف القوم تفسيرا

اقترح بعضهم حرقها

اخرون عارضوا

فقد ظن بعضهم

ان تكون نذر سوء

وخشي  اخرون

 ان  يسفر قطعها

 عن كارثة

تحل بالمدينة

مرت الايام ثقيلة

و اهل المدينة الطيبون

 يرقبون بعيون قلقة

وقلوب واجفة

 والنخلة العجيبة

حديث الناس ينمو..

راع اهل المدينة

 ان نخلتهم اثمرت

اعذاق رطب

 مثقلة تتدلى

زاد في عجبهم  المذعور

وهم يقتربون من النخلة

المريبة

بتوجس وحذر

عناقيد  تدلت

في اسابيع معدودات

بدا رطب النخلة

 قاني الحمرة..!

 عقلت الدهشة لسان القوم..

  رطب بلون الدم !!

اقترح كبيرهم

  ليتسلق احدهم

ويجني عذقا منها

علّهم يدركون

 احجية النخلة الغریبة

صعد احدهم 

 و سكينة القطف تلتمع

ما ان  نزل

 یحمل عذقا

يزخر بالرطب  

حتی تحول

 اهل المدينة

الی احداق

 تلتهم

 الرطب السحري نظرا

كل تمرة

 تحمل اسما

كرديا او دینیا

وتاريخَ ميلادِ

خط جميل

 ناصع البياض

الرطب الاعجوبة

نال من القوم رعبا

وعلا لغطهم

يشخصون لبعضهم

حتی صاح عاقلهم

 كبير المدينة....

ايها الناس هاهنا

حول هذه النخلة

 دفنوهم احياء

هاهنا دفنَ الاوغاد

 ضيوفَنا

 في ليلة دهماء

ضيوف السماو

ة واطفالهم۔۔۔

هذه اسماؤهم

منقوشة

 تطوق الرطبَ

الدامي

ايها الناس

ليٲخذ كلا منكم

  تمرة واحدة

يجففها ويحفظها

لٲولاده واحفاده

انه تمر مبارك

 قدسي ..

ويقص عليهم

اسطورة ضيوف السماوة

والنخلةُ السِفر

 

 

قصة قصيرة    مقابر الوفاء

سلام حربه

زرع جدي خضير فينا حب الأراضي الزراعية والبساتين، كان لا يدّخر المال للغد وحين تسيل الدراهم في يديه يركض مسرعا لشراء أرض زراعية أو بستان قريبة من مدينته الحلة، حتى أن أبي وأعمامي وعماتي يسألونه لماذا لا تشتري البيوت والقطع السكنية في المدينة، كان يسخر منهم ويقول لهم المتر الواحد في البساتين يعادل عندي آلاف الأمتار في المدينة. لم يترك لأبنائه سوى بيت صغير في محلة الوردية يبعد أمتارا قليلة عن شط الحلة حشرهم فيه، ذكورا واناثا، وحين يقرأ الحزن واللوم والعتب في عيونهم كان يقول لهم إن تضايقتم وتأزمت نفوسكم في أي وقت، لا عليكم الا الذهاب الى بساتيني المحاذية للمدينة التي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن البيت، هناك تطيب النفوس وتجدون الهواء النقي وتسمعون خرير الماء في السواقي وحتى غناء الطيور أجمل وصوتها صادح وعذب تتمايل له الطبيعة طربا. أنا طفل صغير كنت أسمع هذا الكلام من جدي الذي لا يملّ من ترديده على أبنائه وأحفاده كل يوم. توفى جدي وحين شب عودي علمت بأنه ترك لورثته بساتينا عامرة تقدر بمئات الدونمات في منطقتي كريطعة والعتايج لا تبعد عن مركز المدينة الا شمرة عصا كما يقول المثل الشعبي، كنا نذهب اليها مشيا على الأقدام وهناك حقا تتفتح القرائح بالكلام والغناء وتحلق الأرواح مع الطيور التي تغزو الأشجار العامرة بالثمار الناضجة. انتقل حب البساتين والهيام بها لي، أكثر من أخوتي وأبناء عمومتي، كشفرة وراثية عن جدي. هذا الحب يُخزن كما هو معروف في الجينات ينتقل من جيل الى جيل، كنت أقضي معظم وقتي في البساتين حتى أني حسبت كم عدد النخيل في كل بستان وعدد أشجار الفاكهة الملونة، نمرّ على الفلاحين واحدا واحدا أتبادل معهم الحديث وأوفر لهم ما يطلبونه من بذور ومعدات لإدامة الزراعة في بساتينهم وعندما نتعب من الدوران انا وأبي حمود، كنا نرتاح في بستان جدي الأثيرة ويسميها (البكشة)، كان يرعاها بنفسه ورفض أن يشاركه بزراعتها أحد الفلاحين. كان دار استراحته، كوخ من سعف النخيل مشيد بطريقة هندسية بارعة في جدرانه نوافذ صغيرة لدخول الهواء، تحيطه الأشجار من كل جانب، على مقربة منه، قريبا من الشارع قبر قديم مبني بالجص والطابوق يرتفع عن الأرض مترا وحدا وسطح القبر مرصوف بالحجارة العريضة الخضراء، مضلل سقفه بغطاء حديدي مقوس يحمي القبر من الأمطار وحرارة الشمس الحارقة، غالبا ماكنت أرى شموعا متقدة على القبر وأحيانا أغصانا خضر عليه. كان الأمر طبيعيا ومن يوم درجت قدماي في هذا البستان وأنا أرى هذا القبر ولم أفكر يوما أن اسأل من يرقد فيه. أنا الآن في الخامسة والعشرين من العمر،لكني كنت أنظر اليه بتوجس وأخشى التقرب منه فقد منح بستان جدي البكشة الهيبة والخشية والوقار ولم يجرأ أحد أن يمد يده لسرقة أية حاجة منه حتى لو كانت فردة تمر لأن البستان بحماية هذا القبر وروح خفية تحوم حوله، هكذا تصور الناظرون اليه، تزوره النساء وبعض الرجال لأن أي شاخص مجهول بلا تأريخ معلوم تحاك حوله القصص والأساطير. في آخر دورة لي وأبي في البساتين جلسنا في كوخ جدي وقد هدّنا التعب وتصلبت له مفاصلنا، بعد أن شعرت بالراحة تدب في جسدي وداعبت نسائم باردة وجهي المبلل بالعرق، التفتُ ناحية القبر، تأملته، وكمن تذكر شيئا، سألت والدي..

_ أبي، لمن يعود هذا القبر..؟           

حدجني أبي بنظرة طويلة وقد استفزه سؤالي هذا، أكيد لم يخطر على باله يوما أن يُسأل هذا السؤال..بعد مرور أكثر من دقيقة وهو يتفحصني بدقة، تنحنح وكأن المفاجأة حشرت في مجرى تنفسه، أجابني بصعوبة..

_ كل الذي سمعته من أبي خضير أن في هذا القبر مخلوق صالح..

سألت وقد اجتاحتني رغبة عارمة..

_ هذا المخلوق الصالح بشر أم أي شيء آخر..؟

أجاب بعدم ارتياح..

_ لا أعلم، لكن أبي اشترى هذه البستان من سيد رحيم مالك الأراضي الشهير..

قاطعته سائلا..

_ سيد رحيم والد نبيل المقاول والثري في مدينة الحلة..

هزّ أبي رأسه وقال:

_ نعم والد نبيل، وكان من شروط البيع الذي دون في العقد أن يحافظ أبي على هذا القبر، ومن يومها وأبي خضير حريص على الاعتناء به والحفاظ عليه لأن سيد رحيم حمّله أمانة وقد صان أبي هذه الأمانة وأوصانا أن نحافظ على القبر حتى وهو يحتضر..

تراكمت الحيرة طبقات في صدري وسرح بصري متأملا هذا القبر الذي لم يكن طوله سوى متر واحد وعرضه أقل من متر، سألت ابي:

_ لكن القبر صغير قد يكون لطفل أو مخلوق صغير وليس لرجل كبيرو قد يكون قبرا لأحد أبناء سيد رحيم..؟

قال أبي بثقة:

_ أنا عاصرت سيد رحيم ولم يكن له سوى ولد واحد اسمه نبيل وهو صديقي وعمره كعمري ستين عاما ولم أسمع أن السيد فقد ولدا لأنه كان صديق أبي ولا يفترقان، كل الذي أعرفه أن في هذا القبر مخلوق صالح والناس تجلّ القبر وتهابه، لم اجرؤا يوما أن سأل أبي مرة اخرى..

بقي القبر هاجسا يلاحق تفكيري وينغص عليّ نومي، أصبح شغلي الشاغل، أخذت اجازة من الدائرة الزراعية التي أعمل بها، بقيت أدور حول القبر أياما وأصبح القبر لغزا يجب أن أفك طلاسمه وشفراته الى أن تفتق فكري عن حل جهنمي لا يخطر الا في عقول المجانين أن أنبش هذا القبر لأعرف من يرقد فيه.

في ليلة ظلماء غاب فيها القمر عن السماء وفي ساعة متأخرة من الليل سكن فيها كل شيء الريح وعواء الكلاب وحتى أزيز الحشرات، أحضرت عدّة الحفر في سيارتي الخاصة الفأس والمسحاة ومجرفة صغيرة أزيح فيها التراب المتجمع وكيسا من الجص وكوما من الطابوق، اخترت حائط القبر المطل على البستان حتى لا يرى أحد من المارة في الشارع ضوء المصباح الذي كان ينير لي جانب القبر، عملت ثقبا كبيرا في الجدار وأزحت التراب المتراكم، على سطح الأرض تلمست يدي عظاما مرصوفة، اقشعر بدني وتقلصت أصابعي وهي تتلمس العظام الباردة..أدخلت رأسي في الثقب الكبير، أنرته بالمصباح لأرى عظام كلب ممدد على الأرض وجمجمة الكلب الصغيرة وفيها ثقوب عديدة. كان جوف القبر باردا يبعث على الرهبة والخشوع والكلب ينام وطيف ابتسامة، هكذا تصورت، تنفرج عن فمه، شعرت أن الكلب ما زال حيا، أخرجت رأسي من القبر، شعرت أن آلافا من الكلاب تحاصرني في البستان، أنيابها قاطعة وعيونها حمر وكلها تريد أن تنقض  لتأكلني، كنت أرتجف هلعا وخوفا وكاد أن يغمى عليّ وأنا أقف ما بعد منتصف ليلة تموزية حارة لم تقو أنفاس النباتات الباردة أن تكاسر موجات هوائه الحارة. التقطت أنفاسي بصعوبة، لكن دقات قلبي كادت أن تطرش أذنيّ، أرجعت التراب على هيكل الكلب وبنيت ثقب الجدار بالطابوق والجص والماء الذي كنت أحضره من ساقية قريبة، كل حلمي أن أهرب من البستان في تلك اللحظة وأن لا أغامر في التنقيب في أي قبر ثانية..       

في صبيحة اليوم التالي، لم أنم تلك الليلة، كنت في مكتب المهندس نبيل، لم يتعرف عليّ في البداية لكن حين أخبرته باسم والدي حمود وجدي خضير رحب بي وأكرم ضيافتي ، لكن عينيه فيهما لغز يتراقص عن سر زيارتي، لم يحاول أن يسألني عن حاجتي، خمنت ما كان يفكر فيه، كسرت جدار الصمت والحرج بسؤاله..

_ أستاذ نبيل، ماذا تعرف عن القبر في بستان البكشة الذي باعه والدك السيد رحيم الى جدي خضير..؟

تململ في جلسته، بدا عليه عدم الارتياج، أجاب باقتضاب..

_ الذي سمعته من والدي رحمه الله أن هذا القبر لمخلوق صالح..

ركزت نظري عليه لأرى ما سيعتريه من انفعال حين أكاشفه بالحقيقة..

_ لقد حفرت القبر، ووجدت فيه هيكلا عظيما لكلب، أكيد تعرف سر هذا الكلب وقبره منذ عشرات السنين..

دب القلق في كامل جسد نبيل، أشعل سيكارة، سحب نفسا عميقا منها، تجهمت ملامحه، توقعت أن يطردني في أية لحظة، بنبرة خشنة سألني..

_ لماذا حفرت القبر..؟

_ لأعرف حقيقة المدفون فيه، فضول أرقني طويلا وقلق ظل يلاحقني نهارا وليلا، لم أطفئ حيرتي الا بحفر القبر..

زفر بقوة وأضاف..

_ هل عرف أحد بهذا الأمر، أبوك، أخوتك..؟

أجبت بثقة:

_ أبدا، هذا السر سأحتفظ به طيلة حياتي، لن أفشيه لأحد..

نهض من كرسيه، وأخذ يدور في الغرفة، عيناه سارحتان تلاحقان ظلالا غير مرئية تحاولان اللحاق بها..جلس أمامي بوجه شاحب كدر والأنفاس من سيكارته متلاحقة..نطق بشفتين يابستين..

_ سأطلعك على سر هذا الكلب وما أخبرني به والدي سيد رحيم رحمه الله. كان والدي شابا يملك هذه البستان البكشة، لم يتزوج بعد، ربى كلبا كان يلازمه كظله، شرس يمنع أي غريب من دخول البستان، لم تكن كثيفة النخل وكان والدي يزرعها صيفا وشتاء، لم تكن البساتين مأهولة بالبيوت والناس، في الظلام الدامس كان سكونها مخيفا، في ليلة قمرية وحين كان يسقي الزرع هجمت عليه ثلاثة ذئاب، إنقض أحد الذئاب على رقبة والدي وكاد أن يقطع حنجرته لولا هجوم الكلب على الذئب ، في سكرة الموت الأخيرة لوالدي، استطاع الكلب أن يحرر رقبة والدي من أنياب الذئب وانقض على الذئب ليقلع حنجرته في عضة واحدة، رفس الذئب ومات في ثوان، هاجم الذئبان الآخران كلب أبي الذي قاومهما بشراسة ولكنهما تمكنا منه وقتلاه وهربا ، لم يصدق والدي أنه بقي حيا وقد رأى الموت بعينيه لم يفصله عنه الا نَفَسُ واحد، قرر أبي أن يقيم قبرا لهذا الكلب الذي أنقذ حياته، باع البستان الى جدك لأنه لم يستطع ان ينسى كلبه الوفي وهو يلازمه طيلة الوقت وبين رجليه، وضع شرطا أن يبقى هذا القبر قائما في البستان وحين سأله جدك خضير عن صاحب القبر قال له مخلوق صالح. أرجو أن تحفظ هذا السر ليبق أبي مرتاحا في قبره، اذ لولا هذا الكلب لما كان سيد رحيم موجودا ولا أي أثر لعائلته..الوفاء نعمة زرعها الله في مخلوقاته جميعا..

لم أنبس ببنت شفه، كانت عيناي مسمرتان على وجه نبيل وأرى الكلب وهو يسرح ويمرح فرحا في عينيه. خرجت من المكتب من دون أن أودعه، كل ليلة كنت أضيء قبر المخلوق الصالح بشمعة. وبمرور الأيام تزاحمت الشموع والأغصان الخضر على هذا القبر الذي أصبح النظر اليه بلسما لسلامة الروح والخشوع..              

 

التجاوز وهواجس التحوّل الشعري

علي حسن الفواز

لا شيءَ يصنع التجاوز سوى الوعي بهذا التجاوز، وبطبيعة الأسئلة التي يُثيرها، والأفق الذي سيفتحه، وعلى النحو الذي يجعل منه مفهوما للتعرّف على المخفي من الصراعات والتحولات والرهانات التي تعنى بصياغة هوية الخطاب الثقافي، وبأسئلة ما يستدعيه من وعي نقدي..

المجال الثقافي العراقي حافل بمتغيرات كبيرة، وبصراعات ظل يشتبك فيها الثقافي والتاريخي بالأيدولوجي، عبر رؤى تعددت، مع اتساع الحاجة الى حساسية الى التجاوز، والى وعي ضرورة المغايرة، وبالاتجاه الذي وضع ذلك الثقافي في سياق اشكالي، وفي سياق مفارقات وتناقضات ليست بعيدة عن التاريخ العراقي، بوصفه تاريخ تحولات كبرى، اخفت كثيرا من ازماتها تحت ما صنعته من سرديات، ومن اقنعة، ومن اشتباكات معرفية وايديولوجية بدت واضحة في الواقع الثقافي، وفي علاقة الثقافة بالسلطة والنظام الاجتماعي.

جماعة الخمسينات لم تكن بعيدة عن هذا التحول، وربما كانت تعيش ازمته الوجودية وقلقه العميق، وشغفه بالتمرد على " تأطيرات" جعل منها التاريخ رهينة بعلاماته ومهيمناته المركزية، فكان البحث عن التجاوز وكأنه بحث عن الغائب، وعن الأنموذج الذي يعي خطورة خطاب المغايرة، فيستدعي له أسئلة تملك مجسات التعرّف على المخفي في الجسد الشعري والقصصي والروائي، وحتى التشكيلي، فكانت أحلام المغامرين تتوق الى اثارة مزيد من تلك الأسئلة، والى تغذية مفهوم التجاوز بقوة المعرفة وبحساسية التجاوز ذاته.

المكان/ المقهى، والحانة/ اللذة، والكتابة/ الجريدة، والاحتجاج/ الشارع ثنائيات تبحث عن اوديسات تدرك سرائر تلك المغامرة، على مستوى علاقتها بمواجهة اسطورة البطل السياسي المهزوم على طريقة ادويسوس، أو على مستوى تحويل مفهوم الانتظار الى قوى استعادية تتمثلها صناعة الحلم، حيث تتحول خيوط بينلوب الى اغواء، والى تحفيز على استعادة فكرة البطولة الغائبة.

الزمن/ السلطة، والحلم/ التمرد، والرؤيا/ استجلاء الغائب، الاستعارة/ الوضوح ثنائيات لا تقل شغفا عن الأولى، ولا عمّا تدعو اليه من الأسئلة، حيث يتحول التجاوز الى مغامرة تُحرّض على استدعاء فرضية الكتابة الجديدة.

هذه الكتابة تحولت الى ميدان صاخب، والى رؤى مُحرِّضة، والى ارهاصات للتمرد على واقع رمادي، وعلى نحو بدا فيه المكان وكأنه بيت للأشباح، مثلما تحول الزمن الى "سيولة" لم تنفع معها كل قيود الأيديولوجيا، ومراثي الواقع العراقي، فكانت البيانات الفنية التشكلية أول علامات التمرد، والبحث عن توصيف آخر للصخب الثقافي، مثلما تحول المقهى، وتحولت الحانة الى امكنة ماكرة، للحوار حول هوية المغامرة، والخروج عن عتمة ذلك البيت، واللجوء الى رصيف أو شارع لم يعودا آمنين.

ما كتبه بدر شاكر السياب وهو يبحث عن تجاوزه الشخصي، جعل من البياتي يدرك خطورة البقاء قلقا عند حافة القصيدة، وعلى نحو بدا التجاوز مثيرا ومحرضا، ومهووسا بصناعة الأحلام التي لا تقل صخبا عن أحلام الثورة، وبما يجعل مفهوم ذلك التجاوز قرينا بفكرة الثورة وبأسئلتها المواربة، الثورة هنا، لا تعني تمثيل الهاجس الانقلابي العسكري والسياسي، بل تمثيل الوعي المتعالي بفكرة تلك المغايرة، وبما تحمله من سؤال نقدي جديد، لكن ما جرى من تشابكات ومفارقات، افقد حساسية التجاوز بعض شغفه، فتصدعت " بنية الشعري" إزاء مركزية الأيديولوجي، مثلما بدأ الشوفيني يتسلل الى الواقع والى المنبر، فكان انقلاب شباط الأسود علامة فاجعة ل"الموت" الانطولوجي الذي صنعته القوى الرجعية، وهي تمارس رعبها في القتل الوطني، والقمع الأيديولوجي، والقهر الثقافي، وفي صياغة هوية الواقع الثقافي وعمل مؤسساته.

ما بدا أكثر اثارة في إعادة صياغة سؤال التجاوز بدا أكثر وضوحا في الستينيات، إذ تحوّل الانكسار "الوطني" الى تعالٍ شعري، والى مواجهة عميقة مع التاريخ والواقع، حيث الاشتباك اللغوي، الذي انفتح على اشتباك وجودي مفتوحا على رؤى جديدة، وبحساسيات "صاخبة" إزاء الأنموذج الشعري الجديد، فبدت تجارب سعدي يوسف ويوسف الصائغ وفاضل العزاوي وصادق الصائغ وغيرهم علامات فارقة للتجريب الشعري، ولتجديد ادواته ورؤاه واسرار ما يحفل به البيت الشعري الذي هواجس يعرف خفاياها أولئك الشعراء الذين وضعوا التجاوز رهانا على العبور الى عوالم الكتابة الجديدة..

 

ص12

 

أمسية ثقافية في ستوكهولم {رحلة مع الأغنية العراقية}

ستوكهولم - محمد الكحط

بحضور عدد من أبناء الجالية العراقية، ضيّفت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في ستوكهولم وشمالي السويد بالتعاون مع "مؤسسة سنسوس"، أخيرا، الفنان عباس نجم في أمسية ثقافية حملت عنوان "رحلة مع الأغنية العراقية.. تنوعها ومراحل تطورها".

الأمسية التي أدارها الرفيق سعد شاهين، استهلها نجم بالحديث عن الموسيقى وتاريخها وتطورها في الشرق الأوسط. وألقى الضوء على بدايات. إذ ذكر أن الموسيقى العراقية قبل تأسيس الدولة، تأثرت بموسيقى تركيا وإيران. في حين تأثرت موسيقى تَينَك الدولتين بالموسيقى الأذربيجانية.

وأوضح أن الموسيقى العراقية ولّدت أشكالا غنائية كلاسيكية، كالمقام، الذي يتشابه في الشكل مع المقامات المُغناة في الدول المجاورة. ثم قدم نماذج تطبيقية يُقارب فيها بين الموسيقى العراقية والموسيقى الأذربيجانية.

وتحدث نجم عن العوامل الداخلية التي أثرت في الأغنية العراقية. وأشار إلى ان هناك نشوءا للأغنية في كل منطقة وقرية، وان كل رقعة جغرافية في البلد لها أطوار وألوان غنائية خاصة بها، ما خلق تنوعا كبيرا في الغناء بموازاة تنوع الطيف الاجتماعي. 

وعرّج على الموسيقى والغناء خلال الاحتلال الفارسي والتركي. وذكر أن كل احتلال كان يعمل على طمر ما قبله من ثقافات وفنون وتأسيس أخرى بديلة. فيما تحدث عن المقام العراقي من الناحية التاريخية. واستذكر رموزه مثل محمد القبانجي الذي كان له دور كبير في تأسيس الأغنية البغدادية التلقائية والبسيطة. كما أشار إلى الدور الريادي للملا عثمان الموصلّي في الموسيقى العراقية.

بعدها تحدث عن الموسيقى والغناء بعد تأسيس الدولة، مستذكرا أبرز المطربات في فترة الثلاثينيات والاربعينيات. 

وأشار إلى أنه في فترة ما بعد تأسيس الدولة، برز محمد القبانجي والأخوان صالح وداود الكويتي، وقدموا نماذج من الغناء البغدادي، منوّها إلى أن صالح الكويتي هو الذي صنع الأغنية البغدادية الجديدة، وأضاف مقدمات موسيقية وغيّر طريقة التعبير وركز على تعدد المقامات والإيقاعات في الأغنية الواحدة. ولفت نجم إلى أن الدولة في تلك الفترة أولت اهتماما أكاديميا بالفن، وأنشأت مدارس متخصصة، ما ساعد في بروز جيل فني أكاديمي، وبالتالي ساهم في الانفتاح الثقافي والتبادل الفني مع بعض الدول العربية.

وفي السياق، تحدث الضيف عن تأثير الاضطرابات السياسية في المشهد الموسيقي، لا سيما منذ عام 1963. كذلك تحدث عن خصوصية الحزن في الأغنية العراقية. بينما توقف عند فترة السبعينيات. حيث نشأ جيل موسيغنائي واعٍ، مشيرا إلى تأثير المدرسة المصرية على الموسيقى العراقية.

ومرّ نجم على واقع الأغنية العراقية في فترة الحرب، وما أصابها شأن الفنون الأخرى، من تراجع. حيث انتشرت الأغنية التعبوية وأغنيات الحرب، وغابت العاطفة والوجدان وساد الحزن.

ثمّ عرّج على الأغنية العراقية فترة التسعينيات، وما شابها من انحطاط بفعل هيمنة النظام المباد على مفاصل الثقافة والفن. كما تحدث عن الأغنية في مرحلة ما بعد 2003.

وفي الختام، جرى تكريم الفنان عباس نجم بباقات ورد. 

 

شيوعيو ميسان يستذكرون الشاعر الراحل كاظم لاله

العمارة – طريق الشعب

استذكرت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان، أخيرا، الشاعر اليساري الراحل كاظم لالة، في جلسة ثقافية حضرها جمع من المثقفين والأدباء.

وخلال الجلسة، استذكر الحاضرون الشاعر الفقيد، وما تركه من بصمة واضحة في المشهد الأدبي والثقافي العراقي من خلال شعره الملتزم وقلمه الذي حمل هموم الناس والوطن. حيث تحدث عنه كل من عبد السادة العلي، كاظم غيلان، نصير الشيخ، سالم حميد، حسين عبد الكاظم وعلي كرم الخليفة. وقدّموا مداخلات وأوراقا نقدية، وقرأوا قصائد جسّدوا فيها عمق التأثر بتجربة الشاعر وإرثه الإبداعي.

كذلك استعرضوا محطات من حياة الراحل، وما مثّله من صوتٍ يساريٍّ صادق ظلّ قريباً من الناس والبسطاء، مدافعاً عن قيم الحرية والعدالة والجمال، مشيرين إلى مكانة كاظم لالة بين أبناء جيله من الشعراء المبدعين.

وفي الختام، أكدت محلية ميسان حرصها الدائم على دعم الثقافة الوطنية والتنويرية، وإبقاء ذكر المبدعين اليساريين حيّاً في وجدان الناس والأجيال القادمة.

 

في البصرة عبد المنعم الديراوي يوقّع {عواصف خليجية}

البصرة – طريق الشعب

أقام "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة و"دار الادب البصري"، أخيرا، حفل توقيع للكتاب الموسوم "عواصف خليجية"، جديد الرحالة والصحفي عبد المنعم الديراوي.

حضر الحفل الذي أقيم على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمع من المثقفين والأدباء، وأداره الشاعر جلال عباس.

وخلال الحفل، قدم عدد من الحاضرين أوراقا نقدية عن تجربة الديراوي، وهم كل من علي الإمارة، أزهار محسن، ماجد قاسم، عبد السادة البصري، سرى حداد، فضلا عن د. يسر الفرطوسي الذي قرأ ورقة مرسلة من حمدي العطار.

وأشار المتحدثون إلى أن ما قدمه الديراوي في كتابه، نموذجا معاصرا لأدب الرحلات، الذي بدأ بوصف الاكتشافات الجغرافية، ثم تحوّل إلى فن أدبي يجمع بين المتعة والمعرفة.

وفي الختام، وقع الديراوي كتابه. فيما تسلم هدايا تذكارية من "دار الأدب البصري" و"مؤسسة ثغر الفيحاء".

 

قف.. انتخب {البديل}

عبد المنعم الأعسم

بوجيز الكلام، ساضع بطاقتي الانتخابية في جيب تحالف البديل، وفي بالي، جيوبٌ اخرى لتحالفات صديقة تستحق صوتي لو اني املك اكثر من صوتٍ، وساختار رائد فهمي، من بين مرشحات ومرشحي البديل وغيره، ولا شكّ لديّ بانهنّ (وهم) بقدر المسؤولية والثقة وبمقاس تطلعاتنا النبيلة، متمنياً لهنّ، ولهم، النجاح بكسب ثقة ابناء العراق. رائد فهمي قدم نفسه بمنتهى البساطة والتواضع، وقدم مشروعه بوضوح وأفقٍ يلامس اشواق الشارع والنخب، وقدم سيرته بشواهد النزاهة، وعفاف اليد والمصداقية: وزيرا ونائبا، وقائدا سياسيا..

الى ذلك، أغاضني، مثلما أغاضكم، انهم فرضوا علينا نظاما انتخابيا، جائرا ومخاتلا، باسم  سانت ليغو- المعدل، حيث لووا عنقُه ليحرمني (ويحرمكم) من حق الاستثمار الأعدل، والانصف، لبطاقاتنا الانتخابية، ووضعونا في مفترق الامتحان القاسي، بأمل ان نهرب، ليستفردوا بالمقاعد والعراق، والحال، فان صوتي، ثمين، وذو قامة سامقة، مثل صوت اي  منكم، شركائي في ارادة التغيير والكفاح لانهاء العوالق الضارة والكريهة التي تسلقت، وتتسلق، مشيئة بلادنا، ما يستحق ان نحميه، رقم ليس كباقي الارقام، وما يجدر ان نتباهي به، بوصفة وجداناً غير صالح للبيع بثمن بخسٍ الى حثالة تتسلق به المناصب وتنهب العراق، وتهينه، وتبيعه الى كل من هبّ ودبْ

صوتنا عزيز علينا، إذْ نميّز قامته، عن اصوات، أخرى، يحملونها بشاحنات البلدية الى صناديق الاقتراع.

*قالوا:

"الحرية هي حقك في الاختيار بين عدة بدائل"

 

ارشبيد ماكليش (شاعر امريكي)

 

 

ورشة عمل حول {مشروع طريق التنمية}

 بغداد – طريق الشعب

 

نظم "مركز بغداد" للتنمية القانونية والاقتصادية، الخميس الماضي، ورشة عمل بعنوان "نحو مسوغات ومؤهلات مشروع طريق التنمية"، بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين بالشأنين الاقتصادي والاستراتيجي.

استهل الورشة الباحث الاقتصادي إبراهيم المشهداني بكلمة نوّه فيها إلى أهمية مشروع طريق التنمية في دعم الاقتصاد، وإعادة تنشيط البنية التحتية التي عانت الإهمال خلال العقود الماضية.

بعدها قدم الباحث الاقتصادي ثامر الهيمص، ورقة عمل تضمنت ثلاثة محاور بشأن المشروع، الأول عن الإطار العام والإشكالية، والثاني عن المسوغات والمؤهلات الاقتصادية والجيوسياسية، والأخير عن التحديات البنيوية والرؤية المستقبلية للمشروع.

وأشار الهيمص إلى ان هذا المشروع يمكن أن يشكّل امتدادًا تكامليًا لمبادرة الحزام والطريق الصينية، بما يعزز الترابط الاقتصادي الإقليمي ويمنح العراق موقعًا محوريًا على خريطة التجارة العالمية.

كما تناول أبرز التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي قد تواجه المشروع، لا سيما من قبل بعض الدول التي قد تتأثر بتنفيذه.

وشهدت الورشة نقاشات موسعة. حيث أشار أحد الباحثين إلى أن فكرة هذا المشروع ليست جديدة، بل تمتد جذورها إلى مشروع خط برلين – بغداد الذي طُرح في بدايات القرن العشرين، إضافة إلى مشاريع مماثلة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لتطوير شبكات الطرق والسكك الحديدية العراقية.

وأكد المشاركون أهمية المشروع في إنعاش البنية التحتية، لا سيما في مجال السكك الحديدية التي تحتاج إلى تحديث شامل، مشددين على ضرورة إشراك القطاع الخاص والشركات العالمية ذات الخبرة في التنفيذ لضمان الشفافية والكفاءة، بعيدًا عن البيروقراطية والفساد الإداري.

كما دعا المشاركون إلى اعتماد مقاربة مهنية وموضوعية في التعامل مع هذا المشروع، تأخذ في الاعتبار جميع الأبعاد الاقتصادية والفنية والسياسية، وتعتمد على بلورة آليات عملية تضمن تنفيذه وفق أسس تخطيطية واضحة.

وفي الختام، جرى الاتفاق على إعداد ورقة توصيات تتضمن ملاحظات ومقترحات حول المشروع، لرفعها إلى الجهات المعنية وإتاحتها للرأي العام.