اخر الاخبار

الصفحة الاولى

 

استغلوا قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي

انواب يُهملون دورهم التشريعي ويُغازلون الناس بالخدمات

بغداد – طريق الشعب

تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة ظاهرة تدخل نواب في البرلمان بالعمل الخدمي والوقوف على عمليات تعبيد الشوارع وما شابه ذلك، ومحاولة تجيير العمل إلى صالحهم.

بينما يقول مراقبون إن قانون الانتخابات الذي أقره المجلس النيابي السابق، عزز الروح المناطقية، وجعلها أكثر أهمية من الصفة التمثيلية لعموم الشعب، ما جعل الكثير ينشغلون بإرضاء الجماهير في مناطقهم السكنية حصرا، وذلك عبر استغلال الآليات الحكومية أو الجهود البلدية، وهو نشاط بعيد كل البعد عن مهام النائب وصفته الرسمية.

 

تحركات بين نواب ومحافظين

يتحدث مراقبون عن لجوء عدد من المحافظين والمسؤولين الذين لا يتمتعون بنفوذ سياسي إلى الكتل الكبيرة للحفاظ على مناصبهم، وذلك من خلال توظيف الجهود الهندسية والخدمية وإشراك هذه الجهات فيها لتحقيق جانبين؛ الأول هو الحفاظ على المنصب. والثاني لأجل الاحتماء بالجهة الأقوى، لكن ذلك يجعل المتنفذين يسيطرون على مقدرات المحافظات.

ومن ضمن المآخذ التي تطرح ما يتعلق بـ”قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية” والفقرات الجدلية فيه التي لا تمت للأمن الغذائي بأية صلة.

ويخصص القانون في المادة 3/ أولا، مبلغا قدره ثمانية تريليونات دينار من أصل تخصيصات أخرى، لإعمار وتنمية مشاريع في المحافظات غير المنتظمة في اقليم، يتم توزيعها بحسب النسب السكانية وخط الفقر لكل محافظة. ووفق هذه المادة، على المحافظ اعداد خطة المحافظة والاقضية والنواحي وارسالها الى التخطيط لدرستها والمصادقة عليها. كذلك يخصص القانون نسبة 30 في المائة من تخصيصات محافظة بغداد الى أمانة بغداد، وتمول هذه النسبة من كل دفعة تمويل من تخصيصات العاصمة.

 

تعزيز المناطقية

يقول المحلل السياسي حسين الجاف، ان قانون الانتخابات هو سبب من أسباب هذه المظاهر، لأنه عزز المناطقية بشكل كبير.

ويؤكد الجاف لـ”طريق الشعب”، أن “النائب تحول إلى شخص مشغول بالقضايا الخدمية التي لها مؤسساتها ومسؤولوها، وذلك من أجل كسب رضا الجماهير ومجاملتهم لكن لو أردنا الحديث عن جدية النواب لرأيناهم دخلوا في عطلة تشريعية دون تقديمهم أي شيء يذكر على المستويين التشريعي والرقابي”، مضيفا ان “هذه الظاهرة أخذت منحى استرضائيا وهمّشت القضية الكبرى: الرقابة النيابية والمتابعة وتشريع القوانين التي تهم حياة الناس”.

ويتفق الجاف مع فكرة “محاولة بعض النواب والمحافظين الاستفادة من تخصيصات قانون الأمن الغذائي وتجييرها بهذه الطريقة”، مردفا بأنه “ليس من العيب أن يحاول النائب تقديم الخدمات إلى أهله، لكن لا بد أن تكون معايير حقيقية ومتابعة الدوائر عبر المراقبة الدقيقة”، لافتا إلى أن “الهدف من هذا السلوك هو الاستعداد للانتخابات القادمة التي يقال أنها ستقام بعد عام، وهذا نوع من التأسيس لعلاقة قادمة بين أطراف عديدة. كما أن الرقابة غائبة تقريبا عن أوجه الصرف في الوقت الحالي. هناك حاجة ماسة إلى قوانين حيوية ورقابة فعّالة، وليس الانشغال بتقديم خدمات وقتية، لا تحل جوهر المشكلة”.

 

هل هذا دور النائب؟

أما الناشط البصري عمار القنصل، فيرى أن ما يقوم به بعض النواب لا يليق بهم، ولا يرتقي بمستوى عضو في أعلى سلطة تشريعية في البلاد.

يقول القنصل خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، أن “بعضا من النواب أصبحوا حاليا يفضلون الحضور والنقاش مع مدراء شعب صغيرة ودوائر خدمية عوضا من الذهاب إلى الوزير نفسه أو استدعائه، وذلك بسبب بحثهم عن المنافع من هذه الخدمات”.

ويعتقد الناشط أن مردود هذا السلوك سيكون “سلبيا على أداء مجلس النواب، لكن المجتمع يضغط أيضا على النواب ليأخذوا هذا الدور. مع هذا، فإن أغلب النواب يدركون ما هو الصواب لكنهم يستغلون الأوضاع ومطالبات المجتمع ولا يصححون مسار السلطة التشريعية”.

وعن كيفية الخلاص من مشاهد كهذه، يقول المتحدث أنه لا بد من “إيجاد قانون انتخابي جديد يرتقي بالصورة التمثيلية لعضو مجلس النواب، ويجعله منشغلا بالرقابة ودوره التشريعي، لا أن يتحول الى قائم مقام أو مدير بلدية”.

----------

 

الوفرة المالية

والتنمية المطلوبة

اعلن البنك المركزي العراقي يوم  الثلاثاء ( ١٣-١٢-٢٠٢٢ ) انه تسلم المبلغ المتبقي في صندوق تعويضات الكويت بقيمة تزيد عن سبعة ملايين دولار، واعيد المبلغ  بعد تدقيق الحسابات وفقا لقرار مجلس الامن الدولي، وبعد تسديد العراق كامل التعويضات التي بلغت ٥٢ مليار دولار وبمعدل ملياري دولار سنويا، كانت تستقطع من الموازنة الاتحادية. وتزامن هذا مع  ارتفاع احتياطي العملة وحيازة العراق من السندات الامريكية والذهب.  وكان قد اعلن في وقت سابق ان احتياطات البنك المركزي وصلت الى اعلى مستوياتها في تاريخ الدولة العراقية، متجاوزة ٩٠ مليار دولار، وان هناك وفرة مالية جراء ارتفاع صادرات النفط العراقية.       

هذه الأموال المتوفرة تبعث برسالتين متناقضتين. فمن جهة هي موضع ترحيب وأمل، خصوصا من جانب الفقراء والكادحين والمحرومين والمهمشين وذوي الدخل المحدود، الذين لم يجدوا لها حتى الآن وللأسف انعكاسا في أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، ولا اسهاما في انقاذ البلد مما هو فيه. لكن هذه الوفرة  تسبب في الوقت ذاته قلقا بشأن الكيفية التي سيتم بها التعامل معها، ووجهات توظيفها وصرفها، وحجم ما سيهدر او يسرق، كذلك إمكان استثمارها في مشاريع التسويق السياسي وشراء الذمم وتضخيم جهاز الدولة عبر التوظيف السياسي والزبائني، اضافة الى تضخيم عديد  التشكيلات المسلحة والأمنية ورفدها بالانصار والمريدين، بل وتوظيفها في مشاريع استعراضية وحتى وهمية، كما كشفت النزاهة مؤخرا.

الحريصون على العراق ومستقبله ورفاه وسعادة شعبه،  يرون في هذه الوفرة فرصة قد لا تعوض لاعادة توزيع الدخل وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية، وبضمن ذلك تأمين التقاعد للمواطنين جميعا، وتفعيل نظام الرعاية الاجتماعية والصحية وإعانات العاطلين عن العمل، وتوفير السلال الغذائية المدعومة لمن يستحقونها، وبناء اقتصاد قوي متنوع ومتعدد المصادر، مع تنمية القطاعات المنتجة مثل الصناعة والزراعة، واعمار البنى التحتية، والتقليل التدريجي من الاعتماد على الريع النفطي، واتباع سياسة مالية ونقدية واقتصادية توجد ركائز قوية للتنمية المستدامة، وإيجاد فرص عمل للمواطنين وتوفير الخدمات العامة، لاسيما في قطاعات الكهرباء والماء الصالح للشرب والصحة والتعليم والنقل والسكن، لهم جميعا. 

ان الحكومة ومجلس النواب مطالبان اليوم وقبل كل شيء بإعلان صريح وواضح للرأي العام عن هذه الوفرة المالية الموجودة، والوجهة التي ستستخدم فيها. ونحن نقول هذا استنادا الى دراسات تذكر ان في العراق منذ سنة ٢٠٠٣ حتى سنة ٢٠٢٠ وفرة مالية قدرها ١١٠ مليارات و٦٣٢ مليون دولار، وهو ما لم تفصح عنه الحكومة ووزارة المالية ولا مجلس النواب!

وحيث يجري الآن اعداد موازنة ٢٠٢٣، التي تأخرت رغم الوعود  بانجازها في وقت مبكر، فلابد من تأكيد أهمية وضرورة ان تصاحبها الحسابات الختامية، التي جرى التغاضي عنها طيلة السنوات الماضية، رغم الأصوات المطالبة بالكشف عنها وتقديمها الى البرلمان. وفي هذا السياق يُذكر ان الموازنات السابقة كانت تقدم بعجز، ليتضح لاحقا انها جميعا انتهت بوفرة، وان الاستثناء الوحيد كان في سنة ٢٠٠٩.

ولقد بات ضروريا وملحا اعتماد موازنة تنموية متوازنة،  يخصص حيز جيد فيها للمشاريع  الاستثمارية ولتشجيع الاستثمار الوطني والمختلط والأجنبي، وان يكون التركيز فيها على المشاريع ذات البعد التنموي الداعمة للاقتصاد الوطني ولتلبية حاجات المجتمع من البضائع والحاجات باختلاف أنواعها، وتوفير مستلزمات تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي. وهذا يتطلب تغييرا جذريا في وجهة اعداد  الموازنة والسياسة الاقتصادية – والاجتماعية المعتمدة فيها.

ان التوظيف السليم للموارد وللوفرة المالية الراهنة، يوجب الشروع فورا بتأسيس الصناديق السيادية المتعددة، وان توكل اليها إقامة المشاريع العامة متوسطة المدى والاستراتيجية، وان تكون لها هيئاتها المستقلة والمتخصصة، المكونة من ذوي الكفاءات الوطنيين والنزيهين والمهنيين.

وانطلاقا من حقيقة ان لا تنمية بوجود الفساد المستشري، يتوجب اطلاق الحملة الوطنية لمكافحة الفساد ولفتح ملفاته الكبيرة والصغيرة، وتقديم المسؤولين عنها  الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، بعيدا عن المحاصصات والصفقات والتوافقات السياسية والمناطقية والاجتماعية والعشائرية، وهذا هو المطلوب اعتماده أيضا في اسناد الوظيفة العامة.

  ويبقى مطلوبا وملحا دور الرقابة الشعبية والضغط الجماهيري، والحراك الدائب لكل القوى المتطلعة الى إقامة عراق مختلف يستحقه العراقيون، بعد طول صبرهم ومعاناتهم.

--------

 

وين الطحين؟ وين الشكر؟

عند إقرار قانون الدعم الطارئ للامن الغذائي بداية حزيران الماضي، كان ابرز ما وعد به المسؤولين هو توفير مفردات البطاقة التموينية.

ورغم تخصيص حوالي  5,5 تريليون دينار لرفد البطاقة خلال 6 اشهر فقط، لم ينتظم توزيع مفرداتها، ولم تبلغ مستوى الأموال المخصصة لها في القانون.

ويأتي ارتفاع سعر كيس الطحين الى حوالي 55 الف دينار والسكر الى حدود 70 الف دينار، مؤشرا يثير القلق ويزيد من أعباء الحياة على محدودي الدخل والفقراء الذين تمس حاجتهم للعون في مواجهة متطلبات الحياة القاسية.

ولابد من معالجة التذبذب في توزيع مفردات التموينية، وتباينها بين مكان وآخر، فهناك مناطق لم يصلها الطحين منذ 4 اشهر، كذلك الحال بالنسبة للسكر.

ونتساءل اين ذهب المخصص للبطاقة بموجب القانون؟ ومن المسؤول عن التصرف به؟ وأين الوعود بانتظام التوزيع؟

ان كانت هناك حسنة للحكومة السابقة فهي تعدد وتنوّع مفردات البطاقة، رغم عدم بلوغها المستوى المطلوب.

وتبقى الحكومة ووزارة التجارة مطالبتين باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان انتظام إيصال مفردات البطاقة، وللتحقق من التناسب بين المواد الموزعة على المواطنين والاموال المرصودة لها.

 

الصفحة الثانية

 

نائب: احزاب متنفذة استغلت فساد بيع الدولار!

بغداد ـ طريق الشعب

كشف عضو اللجنة المالية النائب جمال كوجر، امس الجمعة، أسباب تذبذب وارتفاع أسعار الدولار في الأسواق المحلية.

وقال كوجر في تصريح صحفي، إنه “بعد أن كان هناك 42 مصرفا تشارك في مزاد بيع العملة في البنك المركزي تم استبعاد 7 مصارف من المزاد، جراء الضغوط الأميركية على البنك المركزي العراقي، بسبب الفساد وتبييض الأموال”.

وشدد على ضرورة “تشديد الرقابة على المصارف الـ 35 المشاركة في المزاد الآن، لتجنب تداعيات الأمر على سمعة البنك المركزي العراقي والثقة به على المستوى الدولي”، موضحا أن “انخفاض أسعار النفط بمقدار 20 دولاراً للبرميل، هو سبب آخر يدفع الحكومة الجديدة لأن لا تكون جادة في ضبط سعر الصرف، لأنها قطعت وعوداً للمواطنين”.

وأضاف، أنه “في السابق كانت هناك فوضى والكثير من الفساد في بيع الدولار، وقدمت مصارف وثائق مزورة، واستغل بعض الأشخاص والأحزاب هذا الأمر”.

----------

 

الاستثمار.. من يحل مشاكله؟

محمد عبدالرحمن

صدر امر ديواني بالرقم ٢٢٤٩١ في ١٥ كانون الأول الجاري، يقول انه بناء على مقتضيات المصلحة العامة وموافقة  رئيس مجلس الوزراء،  تقررتشكيل خلية باسم “خلية تطوير الاستثمار” وباشراف احد مستشاري السيد السوداني. وحدد الامر الموقع من قبل مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء وكالة لهذه الخلية خمسة مهام:

- تفعيل الاستثمارات الداخلية وإدخال الاستثمارات الخارجية الى العراق،

- تطوير إدارة شؤون المستثمرين وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجههم،

- توفير منصة حاضنة للمستثمر الجديد المحلي او الخارجي، لحين الحصول على إجازة الاستثمار،

- اجراء البحوث والدراسات وإقامة الانشطة والفعاليات الخاصة بالاستثمار والمستثمرين،

- تشكيل صندوق تنمية العراق.

ويثير صدور الامر الديواني المذكور على هذا النحو، من جديد، موضوعة الاستثمار بنوعيه المحلي والأجنبي، وما حصل في هذا المجال منذ صدور قانون الاستثمار ذي الرقم  ١٣ لسنة ٢٠١٣ والتعديلات اللاحقة التي ادخلت عليه.

لم يذكر الامر  شيئا عن هيئة الاستثمار الوطنية المشكلة بموجب القانون أعلاه، واكتفى بارسال نسخة منه  الى الهيئة/ مكتب الرئيس للتفضل بالاطلاع. فما هو دور الهيئة؟ وهل ما جاء في الأمر بمثابة تقييم لها؟  وهل الخلية بديل عن هيئة مشكلة قانونا؟ وما هو دورها إذاً، راهنا ومستقبلا؟ وهي التي تتبعها ايضا هيئات استثمار في المحافظات! وماذا عن الخطط والمشاريع التي وضعتها الهيئة، وبضمنها الخارطة الاستثمارية لسنة٢٠٢٢؟ فهل هي عجزت عن أداء المهمة؟ واذا كان الامر كذلك فلماذا بقاؤها، مكلفة الدولة مبالغ كبيرة  ليس آخرها رواتب المئات من الموظفين؟ 

من جانب آخر لم يقل لنا الامر الديواني الذي نشرته وسائل الاعلام شيئا عن تركيبة الخلية، وممن تتشكل، وما هي آلية عملها وصلاحياتها، باستثناء تأكيده على المستشار المكلف ان يتفضل “بالعلم واخذ ما يلزم”.

واناط  الامر بالخلية غير المعروفة ولا المعلومة التكوين مهمة كبيرة، تتعلق بتشكيل صندوق تنمية  العراق. وهنا  أيضا تثار تساؤلات كبيرة عن صلاحية مثل هذه الخلية لتشكل صندوقا سياديا كهذا، في حين ان كل المطالبات التي شددت على أهمية وضرورة تشكيل الصناديق السيادية، قالت بوجوب ان تكون مستقلة ولها هيئاتها المتخصصة، وان تشكل بقانون خاص ينص بوضوح على مهامها وصلاحياتها ومصادر تمويلها. فهي صناديق يراد لها ان تكون صناديق الأجيال وان تسهم بشكل فاعل في إيجاد ركائز تنموية.

صحيح ان الاستثمار متلكئ والمشاريع المنتجة تكاد لا تذكر، بما فيها المشاريع الاستثمارية الحكومية التي ذكر ان المتلكيء والوهمي منها بلغ ٩ آلاف مشروع، وان قيمتها النقدية تقدر بنحو ٣٠٠ مليار، وذلك حسب مصادر نيابية قالت أيضا ان “اغلب هذه المشاريع استثمارية وخدمية، وقد وزعت على رجال اعمال وشركات ليست سوى واجهات لجهات سياسية نافذة”!  في حين ان هناك تقديرات رسمية حكومية  تذكر ان عدد هذه المشاريع هو حوالي ٦ آلاف وان قيمتها تتراوح بين ١٦٠و٢٠٠ مليار.

يذكر ان حكومة السيد السوداني قالت في منهاجها الوزاري الذي اقره مجلس النواب، انها ستدعم فقط المشاريع التي تحققت فيها انجازية تفوق ٧٠ في المائة! اما عن البقية والأموال التي صرفت عليها فالصمت مطبق!

هنا لابد من القول ان الاستثمار مطلوب: المحلي منه والمختلط ( الذي لم يذكره الامر الديواني ) والأجنبي، ولابد من توفير بيئة مناسبة له بعيدا عن الاستثمار تحت الضغط والتهديد وقوة السلاح، وعن الرشاوي والمحسوبيات والحسابات والنعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية، وان يتوقف ابتزاز المستثمرين بانواعهم المختلفة وفرض “الخاوات” عليهم. وان تحدد كذلك الأولويات وحاجة البلد ككل، والمناطق أيضا، وان تؤشر المشاكل والمعوقات والروتين والبيروقراطية المعرقلة والطاردة للمستثمرين الجادين.

فما عسى خلية الامر الديواني ٢٢٤٩١ فاعلة ياترى؟!

--------

 

تنديد بالاعتداءات التركية 

وقفات احتجاجية لرفض التضييق على الحريات

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من مدن البلاد المختلفة خلال اليومين الماضيين وقفات احتجاجية للقوى المدنية والديمقراطية لرفض محاولات تمرير مسودة قانون حرية التعبير، فيما واصل المحاضرون في المجان احتجاجاتهم امام مديريات التربية، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

 

الناصرية تستنكر خنق الحريات

وفي مدينة الناصرية، نظمت قوى التغيير الديمقراطية وقفة احتجاجية في شارع الثقافة وسط المدينة، لرفض مسودة مشروع قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي.

وقال مراسل “طريق الشعب”، باسم صاحب ان الوقفة تهدف الى إيصال رسالة لرفض مسودة القانون، الذي تزامن مع اصدار حكم قضائي بحق الشاب حيدر الزيدي على خلفية تعليق له على منصات التواصل الاجتماعي، مشيرا الى ان المشاركين في الوقفة اكدوا رفضهم القاطع لتمرير القانون بشكله الحالي.

وتلا الناشط المدني محمد كاطع بيانا مقتضبا، دعا فيه الى الافراج عن الزيدي وإلغاء الحكم القضائي.

وتوجه المحتجون مع مجموعة من رابطة مثقفي الناصرية وجمعية ابناء الناصرية الى بهو بلدية الناصرية، مستنكرين الفعل الجبان الذي اقدم عليه ثلة من خفافيش الظلام بحرق معلم حضاري وتاريخي، مطالبين بالكشف عن المجرمين الذين قاموا بهذا الفعل المشين.

 

السماوة ترفض تكميم الافواه

من جانبها، نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة السماوة وقفة احتجاجية في كورنيش المدينة، لرفض محاولات التكميم على الافواه والتضييق على الحريات.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، عبد الحسين السماوي الى ان عددا من الشيوعيين في المدينة نظموا وقفة احتجاجية على كورنيش السماوة، لرفض محاولات القوى المتنفذة التضييق على الحريات.

وذكر الرفيق جاسم شراد ان الوقفة تأتي بالضد من محاولات تشريع قوانين تهدف الى تكميم الافواه والتضييق على حرية التعبير المكفولة دستوريا.

واضاف الرفيق شراد، أن اي انتهاك يؤدي إلى الرجوع الى العهود الديكتاتورية التي ذقنا فيها الويل، داعيا البرلمان الى رفض أي قانون يقيد الحريات العامة.

وفي السليمانية، ندد العشرات من المواطنين بالاعتداءات التركية والإيرانية المتكررة على مدن الإقليم.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بان العشرات من المواطنين نددوا خلال وقفة احتجاجية في المحافظة بالاعتداءات المتكررة، مطالبين بوضع حد لها.

 

احتجاجات المحاضرين تتواصل

وفي محافظة النجف، واصل المحاضرون في المجان والخريجون تظاهراتهم الداعية الى تثبيت المحاضرين وتوفير فرص عمل للخريجين.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس ان المتظاهرين جددوا تظاهراتهم امام مديرية التربية، منوها الى ان المحاضرين اقدموا على اغلاق بناية المديرية والشوارع المحاذية لها في تصعيد احتجاجي على تجاهل مطالبهم المشروعة.

ونظم متعاقدو هيئة تقاعد البصرة مسيرة راجلة في ساحة الطيران للمطالبة بالتثبيت على الملاك الدائم.

وطالب المتظاهرون عبر هتافاتهم في المسيرة الاحتجاجية بإنصافهم أسوة بالمتعاقدين في الدوائر والمؤسسات الحكومية الذين جرى تثبيتهم بعد استيفائهم الشروط.

من جهتهم، اغلق العشرات من محاضري ديالى، تقاطع البلدة وسط بعقوبة ما أدى الى شلل الحركة المرورية في مركز المحافظة.

وقال علي غانم احد المتظاهرين في حديث صحفي، ان “المئات من المحاضرين خرجوا في تظاهرة سلمية امام مديرية تربية ديالى ثم انتقلت الى تقاطع البلدة وسط بعقوبة، ما ادى الى قطعه بالكامل وسط هتافات تطالب بالتثبيت على ملاك الدائم”.

وأضاف ان “الحراك الاحتجاجي للمحاضرين مستمر، والى اشعار اخر، وهناك خطوات تصعيدية تدرس حاليا من قبل تنسيقية المحاضرين سيتم اعلانها في الايام المقبلة اذا لم تكن هناك اي استجابة لمطالبنا المشروعة”، مؤكدا “عدم وجود اي مصادمات مع قوات مكافحة الشغب والاوضاع هادئة حاليا”.

من جانب اخر، نظم العشرات من ذوي أطفال مرضى السكري في محافظة ذي قار وقفة احتجاجية في احدى الحدائق العامة وسط مدينة الناصرية، مطالبين بتوفير العلاجات الخاصة بالأنسولين ومن النوع الأول.

وقال رئيس جمعية رعاية مرضى السكري في العراق فريد سلمان، ان مطالب المحتجين تأتي على خلفية نقص العلاجات في المستشفيات الحكومية وتكاليفها المرتفعة في الصيدليات الخاصة في حين يعاني مرضى السكري ومنهم شريحة الأطفال من الحصول على العلاج الكافي وبنوعية جيدة، مع توفير أجهزة الفحص المتطورة بعيدا عن طريقة الوخز باليد.

وطالب المئات من خريجي الاختصاصات الهندسية الحكومة بانصافهم وشمولهم في تخصيصات اقرانهم في التعيين.

وقال عدد من المهندسين خلال تظاهرة نظموها في بغداد: “نحن مجموعة من المهندسين المعتصمين في بغداد من كافة الاختصاصات الهندسية نطالب الحكومة العراقية بحقوقنا العادلة بالتعيين كوننا طاقات شبابية كبيرة مهمّة ومهمشة بنفس الوقت، وأن تكون لنا فرصة للازدهار بالواقع الخدمي والتكنولوجي والعمراني”.

--------

 

المنتدى الاجتماعي العراقي: عراق آخر ممكن

بغداد – طريق الشعب

افتتح المنتدى الاجتماعي العراقي، الخميس الماضي، ابوابه ليعلن انطلاق موسمه السابع تحت شعار “عراق اخر ممكن”، واستمرت فعالياته ليومين، تضمنت ورشا وندوات تنوعت جهات تقديمها. ويهدف الى بناء حلقة وصل بين الجهات المشاركة لأجل العمل في القضايا التي حددها الموسم لهذا العام.

وسبق يوم انطلاق فعاليات الموسم السابع للمنتدى الاجتماعي حفل افتتاح في قاعة اباء الدومينكان حضرتها مجموعة من منظمات وشخصيات المجتمع المدني، تم فيها القاء كلمة من قبل اللجنة الوطنية، وكلمة أخرى من قبل جمعية الامل العراقية، وتخللتها عروض موسيقية ممتعة. ويشار الى ان جلسة ختام الموسم ستكون يوم الأربعاء المقبل وتعقد بشكل خاص ليتم النقاش فيها عن المخرجات والتوصيات التي طرحت في أيام الموسم.

 

عراق آخر ممكن

رند حسن، وهي مساعد منسق في فضاء المنتدى الاجتماعي العراقي، تقول ان “الموسم السابع لمنتدى الاجتماعي العراق يحمل شعار (عراق اخر ممكن)”، مضيفة ان “الورش والندوات التي احتضنها الموسم لهذا العام تشترك في نفس هدف الشعار”.

وتبين في حديثها مع “طريق الشعب”، انه “تم التركيز في هذا الموسم على عدد من القضايا منها موضوعة البيئة والمياه والمرأة والمساواة إضافة الى حقوق التعليم والحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال”، مشيرة الى أن “اهم قضية تبناها الموسم هي موضوع الأقليات والتنوع الثقافي وقضايا التصحر والتغير المناخي الموجود في البلد”.

وتوضح ان “هناك استمارة خاصة بالورش والندوات تم نشرها على مواقع التوصل الاجتماعي، وكان هناك الكثير من التسجيل لكن تم اختيار فقط المواضيع التي تتناسب مع قضايا محددة من قبل المنتدى، وتم استثناء فقط المنظمات التي قدمت أفكارا لا صلة لها بثيمة الموسم”.

 

قضايا ذات اولويه

بدوره، ذكر سكرتير المنتدى الاجتماعي العراقي، محمود الهيتي، ان “الموسم السادس للمنتدى الاجتماعي العراقي، نظم هذا العام بظرف استثنائي”، موضحا انه “بالعادة ينظم ثلاث فعاليات؛ الأولى، هي الورش والندوات بمساهمة واسعة من منظمات الاجتماعية والنقابات والاتحادات ومنتديات محلية. والفعالية الثانية هي مارثون بغداد للسلام، وثالثا مهرجان عراق اخر ممكن”.

وبيّن في حديثه لـ”طريق الشعب”، انه تم التركيز على بناء هذا الموسم بطريقة مختصة بقضايا محددة ذات أولوية، قد لا تكون هناك التفاتة اليها من قبل المجتمع المدني”.

وزاد انه “تم تصميم الموسم لهذا العام بشكل مختلف عن السنوات السابقة، برغم اعتماد الطريقة التقليدية، لكن تم استخدام اليات وأدوات مختلفة”. ومن بين القضايا التي اعتبرها مهمة هي “المشاركة السياسية للنساء بعد احتجاجات تشرين إضافة الى وضع الاهوار العراقية وتأثير الجفاف عليها وعلى الحياة العامة لسكانها، إضافة الى تبني ملف الحقوق بجزأيها الاجتماعي والاقتصادي، والامن الرقمي للمدافعين”.

ونوه بان هذا الموسم احتوى على عدد ورش اقل بالنسبة للسنوات السابقة، وهذا يعود الى “التركيز والتخصص في تحديد القضايا التي وضعت وفق تصورات مسبقة من قبل المنظمين”.

وفي ختام حديثه ذكر الهيتي ان “الموسم السابع للمنتدى الاجتماعي العراقي هو مساحة واسعة، يضم تحت سقفه منظمات المجتمع المدني، ويوفر لهم فرصة للنقاش والحوار في قضايا تهم جميع الأطراف، وهذا ما يولد شراكات مجتمعية مستقبلا بينهم”، مضيفة ان “هناك ضرورة لتعزيز روحية العمل التشاركي، وجعل العلاقات تكاملية، كون الهدف واحدا”.

 

موسم استثنائي

اما عضو سكرتارية المنتدى الاجتماعي العراق، براء محمود، فتقول ان “كل عام بعد انتهاء المشاريع والبرامج الخاصة بالمنتدى تنطلق فعاليات الموسم التي تتمثل بتقديم مجموعة من الورش مع ماراثون ومهرجان عراق اخر ممكن”.

وتوضح في حديثها مع “طريق الشعب”، ان “هذا الموسم كان استثنائيا؛ حيث تضمن تقديم ندوات على مدار يومين، والمهرجان والماراثون سينطلقان بداية العام القادم”.

وتتحدث محمود عن دور النساء في نجاح هذا الموسم، إذ تقول: “لا نستغرب من وجود مشاركة نسوية في الموسم الحالي سواء في التنظيم العام ام في مجال التطوع”، لافتة الى ان “وجودهن في هذه الحركة الاجتماعية ساهم في انجاحها”.

 

الصفحة الثالثة

 

تزاحم ملايين العراقيين العاطلين عن العمل

آليات تنظيم دخول العمالة الأجنبية الى البلاد

متى تنفذ؟

بغداد ـ طريق الشعب

بزر في السنوات الأخيرة ظهور العمالة الاجنبية التي باتت تزاحم ملايين الشباب العراقيين العاطلين عن العمل، فهذا النوع من العمالة وطبقاً لمختصين يعود الى كون هذه الشريحة تتعرض لانتهاكات عديدة تتعلق بساعات العمل الطويلة والعمل في اكثر من مهن، ما يجعلها مفضلة لدى الكثير من أرباب العمل، بالاضافة الى كونها غير منظمة اذ ان كثيرا من العمال الاجانب دخلوا بصورة غير شرعية.

 

ضمان حقوق عمال العراق

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، الاربعاء الماضي، اتخاذها اجراءات لتنظيم العمالة الاجنبية في العراق، محددة شرطاً لدخولهم.

وفي بيان تلقته “طريق الشعب”، صدر على هامش لقائه سفير بنغلادش محمد فاضل باري، قال وزير العمل احمد الاسدي ان “سياسة الوزارة هي الانفتاح على دول العالم وفق التعليمات والقوانين المعمول بها”، مشيرا الى “ضرورة ان يكون دخول العمالة الاجنبية بصورة شرعية وقانونية، وان لا يكون هناك اي اثر على سوق العمل”.

وشدد على “الحاجة الى تعديل مذكرة التفاهم بين البلدين وتنظيم بعض فقراتها من اجل ضمان حقوق العاملين من العراق، وبنغلادش وتسوية وضع العمالة الأجنبية قانونيا”.

 

تنظيم الية دخول العمال !

وللإيضاح اكثر قال المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية نجم العقابي ان وزارته “تسعى لتطبيق قانون العمل رقم 36 لسنة 2015 وتشغيل 50 في المائة من العمالة الوطنية ويقابلها ذات النسبة من العمالة الاجنبية”.

وعن أعدادهم في البلاد أوضح في حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلا “لدينا اليوم 160 الف عامل اجنبي حاصل على رخصة من وزارة العمل يقابلهم اكثر من مليون عامل لا يملكون رخصة عمل وغير داخلين من خلال الوزارة”، مبينا انه “قبل ايام كان هناك اجتماع في وزارة الداخلية وحضره وزراء العمل والداخلية والخارجية والهجرة، لتنظيم الية دخول العمالة الاجنبية للبلاد، حيث شددوا على عدم دخول اي عامل اجنبي الى العراق دون الحصول على رخصة عمل من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وبعد ذلك تتم إجراءات وزارة الداخلية التي تتعلق بالإقامة وغيرها”.

ونوه في سياق حديثه الى انه في السابق “كان العامل الاجنبي يدخل بعد حصوله على فيزا المرحلة الاولى، وفي المرحلة الثانية يحصل على رخصة العمل، اما الان فيجب اولا قبل دخوله الى العراق ان يحصل على رخصة عمل من قبل وزارة العمل حتى يسمح له بالدخول، وتتبع ذلك اجراءات وزارة الداخلية ودائرة الاقامة”.

واكد ان هنالك “تنسيقا وتنظيما واجراءات بين وزارتي العمل والداخلية بخصوص من يدخل الى العراق بداعي السياحة الدينية، ومن بين هذه الاجراءات فان أي شركة معنية بالسياحة ونقل السياح من القطاع الخاص لن تمنحها دائرة الاقامة فيزا، قبل تأكد وزارة العمل من ان غرض الزيارة هو زيارة دينية، كذلك ايضا تم ايقاف شركات جديدة مرخصة عن إدخال العمالة الاجنبية حتى ايجاد اليات لتنظيم العمل”.

 

حقوقهم منتهكة ؟

الى ذلك، قال المحامي المختص بحقوق العمال مصطفى قصي: ان “قضية العمال الاجانب بكل تأكيد هي بحاجة الى تعاون مع سفارات الدول التي تعتبر هي مصدر الهجرة، ونحتاج لان يكون هناك احصائية بعدد العمالة الاجنبية وجنسياتها، فالكثير من العمالة الاجنبية هي داخلة بشكل غير رسمي، وبالتالي فان هذه العمالة تعمل بالأسواق السوداء وتتعرض للكثير من الانتهاكات لحقوقها”.

واضاف لـ”طريق الشعب”، قائلا: ان “السعي الى تنظيم هذه العمالة وضمان حقوقهم كبشر بالدرجة الاولى يتطلب ان يتم عمل مسح لسوق العمل وبيان جنسيات العمالة الاجنبية في البلاد، وبالتالي فان وزارة العمل تستطيع ان تفاتح بقية الدول. هناك عمالة غير رسمية من باكستان ودول اخرى يقدمون الى العراق بصفة زيارة سياحية، وهذه اول مخالفة يقعون فيها”.

وعن وجود الإحصائيات بيّن قصي ان “الإحصائية لا تكون دقيقة من جانبين؛ الأول يتعلق بوزارتي العمل والشؤون الاجتماعية والتخطيط حيث لا يوجد لديهما مسح دقيق لسوق العمل، وهذا يتطلب موارد مالية كبيرة لكي يتم مسح سوق العمل في العراق من الشمال الى الجنوب. ومن جانب اخر فأن دخول هؤلاء العمال غالبا ما يتم بتأشيرة سياحية محددة، ومن ثم يغيبون عن دائرة الاقامة، وهذا يتطلب تعاونا اوثق بين وزارتي العمل والداخلية لاحصاء عدد الداخلين وغير المغادرين، وفي نفس الوقت معرفة أعداد من لا يمتلكون تجديدا للإقامة”.

وخلص قصي الى انهم “مع حقوق العمال اينما كانوا يعملون، وان قانون العمل العراقي يساوي ما بين العامل الاجنبي والعراقي من حيث الحقوق ويمنع التمييز على اساس الجنسية والعرق والدين واللون، لكن العمالة الاجنبية مرغوبة الان في سوق العمل، لأنها تتعرض الى جملة من الانتهاكات منها ساعات العمل الطويلة وتأدية اكثر من مهنة في وقت واحد، لهذا يفضلها بعض اصحاب العمل على العمالة العراقية، ولو نظرنا من جانب حقوقي اليهم لوجدنا ان حقوقهم منتهكة”.

 

العراق في الصحافة الدولية

دولة مركزية ضعيفة أم فيدرالية قوية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

أشار مقال كتبه الباحث بلال وهاب لموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى أن أفضل وسيلة لتجنب العودة إلى متلازمة الاستبداد والفساد في العراق، كان تبني النظام اللامركزي، لكن القوى السياسية المتنفذة فضلت إعتماد الحكم المركزي، مما أدى إلى أن تفقد مفاهيم الفيدرالية واللامركزية الإدارية (كمجالس المحافظات) الكثير من جاذبيتها. غير أن المفارقة الكبرى التي يراها الكاتب تتمثل في وضع الأحزاب والفصائل الأثنية والطائفية، الفيدرالية في تعارض مع وحدة البلاد في ذات الوقت الذي تتبنى فيه علناً محاصصة سياسية وإدارية، صارت بؤرة للفساد ولخلق الإستقطاب وشبكات المحسوبية والسيطرة على الإمتيازات، بحيث يبدو وكأن إضعاف الدولة وتمركز القوة والثروة لدى “ممثلي” المكّونات، هو الهدف المشترك لتلك القوى.

 

عقدان على التغيير

ويشير الكاتب إلى أنه ومع اقتراب الذكرى العشرين لتغيير النظام، بات السؤال الأكثر وجاهة اليوم عما إذا كان العراق دولة ديمقراطية، حيث تمثل اللامركزية ضمانة جزئية للتحول الديمقراطي، واعترافاً أكبر بالتنوع العرقي والطائفي والجغرافي، وهو ما حاول تكريسه الدستور، قبل أن تحاول القوى المهيمنة على السلطة الإنقلاب عليه، وإعادة ترسيخ المركزية، وإلغاء مجالس المحافظات، والتلكؤ في إقامة إنتخابات محلية جديدة منذ عام 2019.

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأنه مع نظام الدولة القوية ذات السلطة المركزية، يصبح يسيراً إزدهار الإقطاع العرقي والطائفي في الدولة، مما يسمح للكتل السياسية التي تصل إلى مجلس النواب، بتقاسم مؤسسات الدولة وأصولها والقيام بإستنزافها. وحين تتصارع هذه الجهات داخل كل مجموعة من المجاميع المهيمنة على القرار المركزي، يتم التخلي عن اللامركزية لصالح حكومة مركزية ضعيفة من الداخل.

 

ممكّنات المركزية

ويضيف الكاتب إلى أن الحكم اللامركزي بدا، كما هو حال الديمقراطية، غريباً إلى حد ما على العراق، الذي حُكم منذ نشأته كدولة بحكومة مركزية. كما أن نظام الحكم الفيدرالي يبدو هو الآخر غريباً على المنطقة بأجمعها، حيث تتبع جميع دولها نظاماً مركزياً، فيما تشكل المخاوف الإيرانية والتركية من وجود إقليم فيدرالي للكرد، قد يقدم نموذجاً للأقليات الكردية لديهما، عائقاً آخر أمام هذا النظام، إضافة إلى تخلي العديد من قوى المعارضة العراقية عن الفيدرالية، التي كانت قد تبنتها كنظام لحكم البلاد قبل سقوط النظام.

من جانب آخر، يعتقد الكاتب بأن الاقتصاد العراقي القائم على النفط، عامل مساعد مهم لتبني المركزية، حيث تسعى بعض الأطراف إلى احتكار الهيمنة على إيراداته وعلى السياسات المتعلقة بإنتاجه أو إعادة توزيع تلك الإيرادات الضخمة، وإستخدامها في احتواء أي معارضة يواجهها حكمها وإجبارالجميع على الطاعة، لاسيما أن قطاع الطاقة، وخلافاً للقطاعات التي تستخدم اليد العاملة بكثافة، مثل الصناعة والزراعة، يقوم على كثافة رأس المال ويتيح توليد الثروة وإعادة توزيعها مركزياً.

دولة مركزية متصدعة

ويستطرد الكاتب فيقول بأن العراق عائد إلى المركزية بوتيرة بطيئة ولكن ثابتة، لاسيما مع هيمنة القوى المتنفذة على الثروة والسلطة، وبحثها عن دولة تهيمن على كل مقدراتها، بدل الهيمنة على جزء من تلك المقدرات، مهما كان ذلك الجزء كبيراً. وهذا ما يفسر، حسب تصور الكاتب، عدم قيام مجلس النواب العراقي من إقرار القوانين المطلوبة وبناء المؤسسات اللازمة لترسيخ الفيدرالية، مثل مجلس الأتحاد والمحكمة الإتحادية الكبرى وغيرها. كما أن بقاء الروابط بين بغداد وأربيل غير قوية بحيث تحفظ حقوق الطرفين وغير ضعيفة بحيث تسمح لأربيل بالانفصال وخلق نظام مأزوم.

ويرى الباحث أن الحكومة المركزية التي تتركز في قبضتها السلطة والثروة ولكنها تنقسم أيضاً بين عشرات الكيانات السياسية النافذة، هي حكومة ضعيفة بطبيعتها ولا يمكن التنبؤ بها وتفتقر إلى الاستقرار، وتفشل في حماية السيادة ودرء الإرهاب وتحقيق الازدهار. إضافة إلى أنها توفر فرصاً للعائلات السياسية والزعماء للاستحواذ على الجهات الحكومية والاستفادة من مواردها.

 

شريط الاخبار

أنتم السبب!

في الوقت الذي تجاوزت فيه نسب البطالة بشكل عام 16.5 في المائة، وبين النساء والشباب 36 في المائة، تم الكشف عن وجود أكثر من مليون عامل أجنبي، يعمل أغلبيتهم بطريقة غير قانونية. وإذ يشير المراقبون إلى أن التحويلات الشهرية لهؤلاء العمال تصل إلى أكثر من 2.4 مليار دولار سنوياً، يحاول المتنفذون إعتبار هذه العمالة سبباً وحيداً لتزايد البطالة، متناسين بأن فشل سياساتهم في تطوير القطاعات الإنتاجية، صناعية وزراعية، والنهب الذي سببوه للمال العام، وغياب أية إستراتيجيات تنموية وأي أصلاح اقتصادي، هي السبب الحقيقي لهذه المشاكل، إضافة إلى الفساد الذي يقف وراء دخول العمالة الأجنبية غير الشرعية.

 

عساكم بأبو زايد!

ذكر مصدر مطلع في مصرف لبنان المركزي أن أكثر من 18 مليار دولار كانت مقيدة بأسماء متنفذين عراقيين، قد ضاعت بسبب الأزمة المصرفية، إضافة إلى أرصدة أخرى لهم، لا يمكن حصرها لأنها سُجلت بأسماء غير عراقية، أو كانت جزءًا من عمليات تبييض للأموال. هذا وكانت محاولات بعض هؤلاء المودعين إنقاذ أرصدتهم، بتحويل قيودها المصرفية إلى مصارف حكومية عراقية، قد فشلت، بعد أن أوقفها القضاء العراقي الذي إكتشف بأن عملية النقل تقتصرعلى الورق دون أن تُنقل الأموال في الواقع إلى المصارف العراقية، مما كاد أن يسبب خسارة كبيرة لهذه البنوك.

 

الخراب والفساد

في مطار بغداد

كشفت صحيفة ذا ايكومنست عن معاناة الفاسدين في العراق من صعوبة نقل أموالهم المسروقة إلى خارج البلاد مؤخراً، نتيجة لرفض البنوك الكبرى القبول بالتحويلات المالية الكبيرة، مما دفعهم لإستخدام مطار بغداد الدولي لهذا الغرض. وبينت الصحيفة أن تغييرات إدارية قد أجريت في الشركة المسؤولة عن فحص البضائع والأمن داخل المطار لتأمين هذه العمليات، خاصة مع غياب أية إجراءات حكومية لمكافحة تهريب الأموال، على الرغم من إعلان الحكومة عن نيتها تخليص البلاد من الفساد. هذا وشهد مطار بغداد مؤخراً، الكثير من الحوادث التي تُضعف الثقة بإجراءات السلامة فيه، دون أن يكون هناك سبب واضح لهذه المشاكل.

 

إدعاءات غوبلزية!

ذكر مسؤول في وزارة الكهرباء، أن معدلات التجهيز بالطاقة في بغداد بلغت 18 ساعة في اليوم، مؤكداً وجود مساعي لفك اختناقات فصل الصيف، من خلال إنشاء محطات التوزيع التحويلية واستحداث 2800 مغذ لاستيعاب وفك اختناقات الشبكة الهوائية. هذا وإذ تقلل هذه التصريحات غير الواقعية من مصداقية الأجهزة الحكومية، تثير دهشة الناس، الذين ما إنفكوا يتساءلون عما إذا كان الهدف منها إيهام النفس أو محاولة خداع المواطنين، الذين يفتقدون لهكذا مكرمات كهربائية، فيما ترهق دخلهم المحدود، التكاليف الباهضة للتزود بالطاقة من المولدات الأهلية، التي صار قسم منها محمياً بالسلاح المنفلت ومصدراً لتمويل الفاسدين.

 

إنما الأعمال بالنيات!

ذكر أحد النواب بأن مؤشرات الفساد في الدولة العراقية قد شهد إنخفاضاً شديداً منذ تشكيل الحكومة الجديدة، لأن لديها النية في مكافحة الفساد. ودعا إلى وضع خارطة طريق لأتمام هذه المهمة، مبيناً بأن 75 في المائة من الفاسدين قد هربوا عندما تسلم رئيس الحكومة الجديد مهمته. هذا ولم يذكر السياسي المستقل مصدر الإحصائيات التي أعلن عنها، وما إذا كان مجرد النية كافياً لأنجاز هذه المهمة الجليلة، التي فشلت كل الحكومات السابقة في تحقيقها رغم الإعلان عن نيتها بذلك، لاسيما وقد كان تشكيل هذه الحكومة مشابهاً تماماً لتشكيل تلك الحكومات، في الأسس والقوى المشاركة. 

 

الصفحة الرابعة

الوضع الأمني في العراق عام 2022:

سيادة منتهكة.. مواجهات مسلحة.. ضحايا مدنيون

بغداد ـ محمد التميمي

أيام قليلة وتطوى صفحة عام 2022 الذي وُصف على انه عام صعب وعلى صعد مختلفة، ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة للوضع الأمني في البلاد، فعلى الرغم من كونه جيدا بمقارنته مع الأعوام السابقة إلا انه لم يكن مستقر بمواضع كثيرة.

وواجهت البلاد في هذا الجانب مشاكل كبيرة رافقت هذا العام، تمثلت بمواجهات مسلحة بين الأطراف السياسية المتصارعة من جهة، وانتهاك صارخ متكرر للسيادة العراقية أسفر في الكثير من الاحيان عن وقوع ضحايا مدنيين من جهة أخرى، كذلك شهدنا أيضا تنفيذ عصابات داعش عمليات إرهابية ضد قواتنا الأمنية ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى.

 

لا نملك القوة

وفي هذا السياق، يرى الخبير الأمني مخلد الدرب ان “الوضع الأمني في العراق عام 2022 قياساً بالسنوات الماضية مختلف. نلاحظ ان هناك استقرارا أمنيا ملحوظا، لا سيما في المحافظات؛ فالقوات الأمنية خلال هذه الفترات سعت بكل جهودها الى ان تجعل من الداخل العراقي آمنا نوعا ما”.

ويضيف في حديثه لـ “طريق الشعب”، انه كانت هناك “عمليات نوعية قامت بها هذه عصابات تنظيم داعش الإرهابي خلال عام 2022 ضد قواتنا الأمنية، وهذا نعزوه الى وجود خلل أمني واستخباراتي من قبل القطاعات الماسكة للأرض، والذي كان سببا في توغل هذه العصابات في مناطق هي غير ممسوكة امنياً وغير مسيطر مثلا في صلاح الدين وديالى وكركوك”.

ويتابع الخبير قائلا انه “في العام 2017 بعد انتهاء العمليات العسكرية مع داعش، حدث فراغ أمني في منطقة كانت تمسكها قوات مشتركة بين الحكومة الاتحادية وقطاعات من البيشمركة، وهي المنطقة المحاذية بين حدود إقليم كردستان ومنطقة كركوك، فأصبحت هذه المناطق ملاذات آمنة لدى عصابات داعش”.

ويؤكد على انها “تتحرك بأريحية في هذه المناطق، ودائماً ما تدخل وتخرج الى مناطق وتنفذ عملياتها، على اعتبار ان هذه المنطقة وعرة جداً ذات بساتين ومبازل أيضا، مثل مناطق حوض حمرين، فمن الصعوبة السيطرة على هذه المناطق”، عازياً ذلك الى “ضعف الجهاز الأمني هناك، ما جعل هذه العصابات تتحرك بأريحية وتختار الزمان والمكان المناسبين لتنفيذ عملياتها الاستباقية”.

وفي سياق حديثه، تطرق الدرب الى الهجمات التركية والإيرانية التي وصفها بانها انتهاك صارخ للسيادة العراقية. ونوه بأن هناك حاجة ماسة لان تكون لدينا “قوة عسكرية عالية المستوى ذات إمكانيات متوفرة على كافة الصعد، سواء الجوية والدفاع الجوي والاستخباراتية، إضافة الى ضرورة ان يكون هناك تعاون بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية من اجل نشر قطاعات على الشريط الحدودي الفاصل بين العراق وإيران وتركيا، وهذا الشريط يمتد لأكثر من 1800 كم”.

وأكد ان كبح جماح هذه التدخلات مرهون بتوفر “الإرادة السياسية الحقيقية، لان الضحايا كثيرون نتيجة القصف التركي والإيراني، كذلك نحن أيضا بحاجة الى دعم المؤسسة العسكرية خصوصا الدفاع الجوي والقوة الجوية، بأحدث أنواع الأجهزة والتقنيات وان يكون لدينا طائرات مسيرة، وهي بواقع الحال ذات تكاليف قليلة على المؤسسة العسكرية، وتحقق نتائج إيجابية أكثر على مستوى المعلومات والرصد”.

وربط الخبير الأمني افتقارنا الى هذه المعدات بوجود “إرادة خارجية تمنع العراق من ان يمتلك هذه الأسلحة، وبالتالي معركتنا هي في شقين؛ واحد مع عصابات داعش، والآخر مع من ينتهك السيادة العراقية”، مشيرا الى “اننا لدينا أوراق يمكن ان نتحرك بها كمؤسسة امنية، وهي الرد بالمثل ولكننا للأسف لا نملك القوة للرد، ونحتاج الى دبلوماسية عالية المستوى وتدويل القضية في بعض الأحيان، وهو يقع على عاتق الحكومة العراقية”.

 

الموقف الشعبي من الانتهاكات

وخلفت احدى عمليات القصف التركي 9 شهداء من العوائل التي كانت في منتجع سياحي في إقليم كردستان، وأعلن وقتها رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي يوم حداد وطني في العراق.

وشهدت البلاد حينها موجة احتجاجات غاضبة نددت بالقصف التركي واستمراره دون رادع، حيث أقدم محتجون وأصحاب شركات للسياحة والسفر على محاصرة القنصلية التركية في بغداد وتنكيس العلم التركي، احتجاجا على الانتهاكات الفجة.

وشملت هذه الاحتجاجات مختلف المدن والمحافظات العراقية، أبرزها كان أمام مراكز منح تأشيرات الدخول، مثل كركوك شمالاً، والنجف وكربلاء، حيث حرق المتظاهرون الأعلام التركية، ورفعوا صوراً للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، كُتب عليها “إرهابي”.

مواقف خجولة ووضع امني مرتبك

من جانبه، أكد المحلل السياسي د. احسان الشمري ان القوى السياسية تمتلك “القدرة على ارباك الوضع الأمني، فما جرى في نهاية شهر اب من مواجهات في المنطقة الخضراء، وهي تضم المكاتب الحكومية ومكاتب البعثات الدولية، اعتقد بانها كانت محاولة لنقل البلد الى حرب أهلية ما بين الأطراف التي تصارعت هناك”.

وأشّر في حديث خص به “طريق الشعب”، وجود محاولات لبسط قوى السلطة نفوذها على المؤسسات الأمنية ويقول: “بالتزامن مع تشكيل الحكومة نلاحظ ان هناك محاولة لسيطرة بعض الجهات، او الفصائل المسلحة على بعض المؤسسات الأمنية أيضا، وهذا يعكس مدى تدخل هذه الأحزاب السياسية في الملف الأمني العراقي ومحاولة السيطرة عليه”.

وعلّق الشمري على مواقف القوى السياسية تجاه اعتداءات تركيا وإيران قائلا انها “لم تكن بمستوى انتهاك السيادة، خصوصا ان بعض الأطراف قدمت تحالفاتها مع هذه الدول سواء إيران او تركيا على حساب المصلحة العراقية، لذلك جاءت مواقفهم خجولة او التزموا الصمت في أحيان كثيرة، وهذا شجع على تمادي تلك الدولتين وأضعف من قرار المواجهة الدبلوماسية الذي يمكن ان تتخذه الحكومة العراقية تجاه هذه الانتهاكات او نتيجة سقوط الضحايا”.

وبالحديث عن القصف التركي، فقد جددت الطائرات التركية، الأسبوع الماضي، قصفها المكثف على مناطق وقرى تابعة لقضاء العمادية وناحية باطوفا ضمن محافظة دهوك، مسببة الخوف والهلع لدى سكان القرى المحليين خاصة أصحاب البساتين والمواشي في تلك المناطق.

 

عام غير امن للناشطين وأصحاب الرأي

وعلى صعيد ذي صلة بالنسبة للناشطين والصحفيين والمدونين من أصحاب الرأي، يرى الناشط حسن المياحي ان هذا العام هذا لم يكن عاما امنا لهم، نتيجة الانتهاكات التي تعرض لها زملاؤه، والتي لا تزال مستمرة ومتعددة الصور.

يقول المياحي لـ “طريق الشعب”: “لا نزال حتى الان نشهد حملات اعتقال وترهيب وتخويف، بينما اختطفت القوى الظلامية حرية التعبير وانتهكت الحقوق التي يحميها الدستور ويقر بها، وهذا التخويف وقمع الأصوات الحرة اخرها كان مع حيدر الزيدي”.

ويؤكد في سياق حديثه، أن قوى السلطة تريد ان “تجعل من قضية حيدر الزيدي نموذجاً لكل من ينتقد او يكتب ضد السلطة في العراق”.

 

الأرقام ارتفعت في 2022

آفة المخدرات في تفاقم مستمر.. ومراكز العلاج شحيحة

بغداد - طريق الشعب

أرقام كثيرة تعلن عنها الجهات الأمنية والصحية بخصوص المدمنين على المخدرات يقابلها عدد محدود من المراكز العلاجية المعنية بتأهيل هؤلاء وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية.

ويقول مراقبون ومختصون إن هذا يعود إلى تقصير كبير أو سوء تخطيط وعدم اهتمام في مواجهة ظاهرة الادمان التي اجتاحت البلاد، والقضاء عليها تماما.

وفي الآونة الأخيرة، ترددت أنباء مفادها بأن الحكومة مقبلة على توسعة المراكز المختصة بهذا الجانب، فيما قال أشخاص قابلتهم “طريق الشعب”، أن أسباب الإدمان كثيرة ولكن في مقدمتها العوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، فيما يقع الكثير أحيانا ودون قصد ضحية الخداع ويتحولون إلى مدمنين بطرق ملتوية عديدة.

 

مؤشرات مقلقة وخطرة

في مطلع شهر حزيران الماضي، أعلن مجلس القضاء الأعلى أن نسبة الإدمان على المخدرات قد تصل إلى 50 في المائة وسط فئة الشباب.

وقال المجلس في بيان له: أن “حوالي 70 في المائة من المتعاطين الشباب هم من المناطق والأحياء الفقيرة التي تكثر فيها البطالة”.

أما خلال العام الجاري، فقد أعلنت السلطات الأمنية القبض على “12 ألف متعاطي ومروج ومتاجر بالمخدرات” وهو رقم كبير جدا يضاف أليه من هم ليسوا أمام أنظار القوات الأمنية أو الجهات الصحية.

وبالتزامن مع الإعلان عن مثل هكذا أرقام، قالت وزارة الصحة أنها أعادت فتح مستشفى “العطاء” لمعالجة مدمني المخدرات بطاقة استيعابية تصل الى 150 سريرا، معتبرة في الوقت ذاته أن المراكز الموجودة لمعالجة الإدمان والتأهيل النفسي لا تكفي للأعداد المتزايدة من المتعاطين الحاليين.

وفي وقت سابق، قال متحدث في وزارة العدل طلب عدم كشف اسمه، لـ”طريق الشعب”، ان “سجون الوزارة تغص بالمدانين بقضايا المخدرات (المتعاطين والتجار) خصوصاً من الاحداث والشباب وبالتالي هناك ضغط على السجون بهؤلاء، وقد نعلن عدم امكانية استقبال آخرين، فمن ناحية هم يؤثرون على بقية السجناء، ومن ناحية أخرى، ليس لدينا كوادر مدربة على التعامل مع هؤلاء”.

وفي هذا السياق، تحدث الدكتور عماد عبد الرزاق (مستشار الصحة النفسية في وزارة الصحة) عن المراكز الموجودة والتي “لا تغطي أعداد المتعاطين والمدمنين”، مشيرا الى وجود “خطة مستقبلية لفتح مركز نموذجي يعزز عمل المراكز الموجودة، وهي مستشفيا ابن رشد والعطاء”.

وقال عبد الرزاق لـ”طريق الشعب”، أنه “خلال الشهور الستة القادمة سيكون هناك توسع بواقع ٥٠ - 150 سريرا في مستشفى العطاء، وكذلك تحويل مراكز الشفاء لعلاج كورونا الى مركز نموذجي وطني لعلاج المدمنين يحتوي على اكثر من ١٠٠ سرير”، منوها الى “وجود مراكز في المحافظات منها في ذي قار، البصرة، ديالى، بابل وغيرها من المحافظات الاخرى”.

واكد عبد الرزاق على وجود “خطط لفتح مراكز اخرى في مستشفى الرشاد واليرموك حسب خطة ٢٠٢٣، حيث تصبح عدد الاسرّة والردهات كافية وتزيد، فيما يوجد في بغداد مركزان وفي كل محافظة مركز واحد، وبعض منها ردهات لعلاج امراض نفسية والإدمان”، لافتا إلى وجود احصائية شهرية وسنوية “تجمع من كل دوائر الصحة”.

وزاد بالقول: ان “عدد المراجعين المتعاطين لعام ٢٠٢٢ وصل تقريبا ٥٠٠٠ شخص متعاط ومدمن، وقد تشافوا واستمروا في حياتهم الطبيعية بعد تخلصهم من الادمان”.

 

تفعيل دور الرقابة

وفي المقابل، هناك من ينتقد اداء وزارة الصحة في هذا الجانب. وتتزايد الدعوات لتوفير مراكز علاجية اكثر عددا وبطاقة استيعابية اكبر، فضلا عن وضع استراتيجية خاصة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، وعلى مختلف الأصعدة.

وعن هذه القضية قال الصحفي علي الحبيب (ناشط في التوعية من آفة المخدرات)، ان “وزارة الصحة لديها ردهات، ولكنها غير كافية، فنحن نتحدث عن آلاف ممن يتعاطون المخدرات أو يقعون في فخها”.

واضاف حبيب لـ”طريق الشعب”: “نحتاج إلى بناء مؤسسات لعلاج الشباب المتعاطين الذين وقعوا في فخ المخدرات. إن البعض يضع المخدرات مع (مادة المعسل) داخل الاركيلة والبعض الآخر يقنع الطلاب لتسهيل الدراسة، وبالتالي يصبحون متعاطين وهم لا يدركون”، مشيرا الى “ضبط ١٥ الف شخص بين مروج ومتعاطٍ خلال 11 شهرا فقط، وفق إحصائية وزارة الداخلية، ناهيك عن وجود احصائيات اخرى”.

وشدد الناشط والصحفي على ضرورة ان “تلتفت الحكومة ووزارة الداخلية إلى هذه الظاهرة وما تسببه من ارتفاع بنسب الجرائم والعنف الأسري والطلاق، وكذلك ما لها من تأثيرات كبيرة وعقلية على الأفراد. خاصة أن الشباب هم أكثر فئة ممكن أن تدمر عن طريق المخدرات”، منتقدا “عدم توحيد الجهود الأمنية وقاعدة البيانات من أجل تعزيز حملات مكافحة المخدرات والقضاء على تجارتها، إضافة إلى عدم وجود حملات أمنية كبيرة في المناطق الحدودية”.

ومضى بالقول “استشرت الظاهرة بشكل هائل منذ السنوات الخمسة الاخيرة، إذ أن المناطق الجنوبية هي الأكثر ضررا منها، فيما تفنن المتاجرون بأساليب نشرها واستخدموا حتى من قبل النساء والأطفال”، مردفا أن ما يجري هو “استهداف مباشر للشباب”.

واختتم حديثه بالقول: “نحتاج إلى حملة حقيقية وتوعوية تشترك فيها الجهات الحكومية والعائلات والمؤسسات التربوية والمنظمات المدنية وغير الحكومية، إضافة إلى المؤسسات الدينية التي يغيب دورها عن هذه القضية”.

 

مراكز غير كافية

من جانبها، تقول ايناس كريم (رئيس مؤسسة عراق خالٍ من المخدرات)، أن هناك مراكز لعلاج الإدمان لكنها “ليست بالعدد الكافي”.

ووفق حديث كريم مع “طريق الشعب” فأن “مراكز علاج الادمان في بغداد غير كافية، ويوجد مركز واحد متخصص هو مستشفى العطاء المتخصص بمعالجة الادمان، لكن هذا ليس كافيا، ويحتاج لأن يكون في كل المحافظات مركز أو مركزان مخصصة ومعززة بكوادر صحية متدربة على علاج المدمنين”. وتصف ظاهرة المخدرات بأنها “جديدة على المجتمع. ففي السابق كانت قليلة جدا لكن الآن تحول البلد من منطقة لعبور المواد المخدرة إلى منطقة استهلاكية إضافة إلى كونها معبرا للمتاجرين، الأمر الذي يتطلب من الجهات الرسمية والتنفيذية أن تأخذه على محمل الجد ومعالجته من جذوره”، مبينة أنه “لا يوجد اهتمام كبير بهذه الظاهرة، فالمجتمع وحتى الجهات المسؤولة لا تأخذه بمحمل جد. يجب السيطرة على هذا الآفة والقضاء عليها من جذورها”.

 

الصفحة الخامسة

 

مواطنون: الروتين يؤخر إصدار بطاقاتنا الوطنية

بغداد - رقية مجيد

نقل مواطنون يحاولون الحصول على بطاقاتهم الوطنية معاناتهم بسبب الروتين وضعف الإجراءات ومعوقات كثيرة تحول بين طلبهم وتلبيته، فيما أكدوا أن بعض المشاكل تتعلق بالأجهزة والإنترنت وهي تؤرق الموظفين أيضا، وتحد من قدراتهم على الانتاج وتمشية مصالح المواطنين. ورغم أن الحصول على البطاقة في وقت سابق كان لا يتجاوز اسبوعين تقريبا، لكن الأمر اصبح يستغرق حاليا أشهرا طويلة وفق ما يؤكده عدد ليس بالقليل، منهم من نقل شكواه عبر “طريق الشعب”، ودعا إلى معالجة الأمر.

 

شكاوى المواطنين

ويشكو العديد من المواطنين من معوقات تواجههم من أجل الحصول على البطاقات الخاصة بهم، وتتمثل بالروتين وأسلوب التعامل وغيرها من القضايا.

وقال المواطن علي مجيد (من مدينة الصدر)، أن “هناك تعاملا غير مريح من بعض الموظفين في دائرة البطاقة الوطنية، ويضعون الكثير من الخطوات السلبية أمامنا مع تصرفات متعالية ونرجسية مع المراجعين لا مبرر لها أبدا”.

وبيّن مجيد لـ”طريق الشعب”، أن هؤلاء الموظفين وعند سؤالهم عن سبب تصرفهم بهذه الطريقة يجيبون بكلمات محدودة مثل “مو يمي” رغم عدم اطلاعهم على أوراق المعاملة، بينما هناك آخرون جيدون ويساعدون المراجعين، لكن الأسلوب السيء للبعض ينتج الكثير من المشاكل للأسف، لافتا إلى أنه “في السابق كانت معاملة البطاقة الوطنية لا تتجاوز مدة أسبوع واحد وبعدها يتم استلامها، لكن الآن وجدت العكس أنا وعائلتي فقد قدمنا من تاريخ 10 / 5 / 2022 وحتى الآن لم نستلم أي بطاقة، وبعد مراجعة الدائرة لثلاث مرات، كانوا يجيبون بأنها لم تطبع وسيتم الابلاغ عبر رسالة على تطبيق (الواتساب) بحالة الانتهاء من طباعتها”.

فوضى مزعجة

من جانبه، نقل المواطن حسين سلمان (من سكنة الكرادة)، معاناته عندما راجع إحدى مديريات البطاقة الوطنية لغرض الحصول على بطاقة جديدة.

وأوضح سلمان لـ”طريق الشعب”، أنه “عند المراجعة يعاني المواطنون من عدم التنظيم من قبل الدائرة المعنية، بحيث تكون طوابير المراجعين مكتظة وأن البناية ليست بالمستوى المطلوب، إضافة الى عدم وجود المصاعد الكهربائية في البناية، ما يرهق المواطن عند مراجعة الدائرة، خصوصا للمرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يقولون أنهم لا يحظون بأي اهتمام في مراجعات الدوائر، ناهيك عن الروتين الإداري القاتل الذي أصبح مصدر قلق لكل من يريد مراجعة دائرة حكومية”.

ويشدد سلمان على أن الدائرة التي راجعها “تتعامل بشكل محترم مع المواطنين، ولا توجد أية حالات للفساد لكن ما أشرت إليه هو هم كبير، ويتعب المراجعين بشكل كبير جدا، فضلا عن التأخر بإصدار البطاقات حيث تتأخر ما يقارب 10 اشهر لاستلامها وهذه كارثة كبرى، بحيث موعد استلامي يوم 24/4/2022 بينما حتى اللحظة لم أتسلم بطاقتي”.

أما المواطن محمد سعيد (من سكنة ذي قار) فيشيد بجهد الموظفين عند مراجعته، لكنه يقول أن هناك مشكلة كان تعيق عملهم وهي “سوء خدمات الإنترنت في الدائرة وقدم الأجهزة التي يعلمون عليها كالحاسبات وغيرها”.

تعليق رسمي

وقبل أسابيع قليلة مضت، أظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وزير الداخلية وهو يوبخ العاملين في الدوام المسائي بدائرة البطاقة الوطنية في مديرية أحوال مدينة الصدر، حيث كان يخاطبهم على عدم جديتهم بالعمل، ويقول (حلوا مشاكل الناس.. أنتم دوامكم المسائي إسقاط فرض).

من جانبه، قال مدير شعبة العلاقات والاعلام في مديرية البطاقة الوطنية، الرائد حاكم عيسى عديل، ان “الاجراءات المطلوبة للحصول على البطاقة تتمثل بسحب استمارة، وهي متاحة على الموقع، تملأ من قبل المواطن وتجلب مع المستمسكات الأصلية للفرد والحضور عند الدائرة المعنية لإدخال هذه البيانات”.

وأضاف عديل لـ”طريق الشعب”، ان “البطاقة هي مستمسك رصين يحمل خصائص أمنية تكاد تكون مستحيلة على التزوير والتلاعب، وتعتبر انعطافة كبيرة في التحول من العمل الورقي وما يشوبه من مشكلات كبيرة الى العمل الإلكتروني الذي قضى على مشكلة تشابه الاسماء وعلى الروتين المقيت الذي انهك المواطنين”، معتبرا مشروع البطاقة الوطنية “الحجر الأساس للحوكمة الإلكترونية الذي تعمل الحكومة على تحقيقه خدمة للصالح العام”.

وعن التأخير في إصدار البطاقات، أكد عيسى ان “الخلل حصل بسبب عدم توفر المادة الخام لهذه البطاقات ولكن بعد إقرار وتأمين المبالغ المخصصة للتعاقد من قبل الوزارات المعنية انتهت الازمة وستعود الأمور إلى نصابها”.

 

تربويون: نرفض العقوبة الجسدية داخل المدارس ونطالب بحمايتنا

بغداد – سيف زهير

تقول منظمة اليونيسيف أنه لا ينبغي أن يخشى أي أحد الذهاب إلى المدرسة. ومع ذلك، يتعرض طلبة كثيرون إلى أنواع عديدة من العقاب الجسدي والنفسي ظهر بعضها في مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت الرأي العام. وخلال العام الحالي، رصدت الكثير من هذه الانتهاكات، كان أبرزها ما حدث في مطلع العام الجاري بعد وفاة طفلة نتيجة طردها من المدرسة بسبب عدم ارتدائها الحجاب، وصولا إلى نهاية العام والحادثة التي أثارت الرأي العام بقص شعر تلميذة في إحدى المدارس، وما رافق ذلك من تفاصيل أخرى.

 

أصل الفكرة

وبغض النظر عن نتائج التحقيق التي ظهرت أو ستظهر بشأن هذين النموذجين، إلا أنهما أثارا الكثير من الحديث عما يجري أحيانا في بعض المدارس والإساءة التي تبدر تجاه التلاميذ والطلبة رغم أن الجهود التي تقدمها الكوادر التعليمية لا تقدر بثمن. وعلى النقيض من ذلك تماما، يتعرض في أحيان كثيرة اساتذة في المدارس الابتدائية والثانوية إلى الاعتداءات أيضا، بينما لم تنته هذه المشكلة رغم التهديدات القانونية بفرض العقوبات الرادعة. وبشأن ذلك، يقول صباح محسن، وهو معاون في إحدى مدارس العاصمة المتوسطة، أن “سنوات طويلة من تدمير الإنسان والقطاع التعليمي، أصبحت تعطي نتائج خرابها الآن والطلبة واساتذتهم يكونون ضحية دائما مع كارثة ضعف القانون”.

 

العنف لم ينتهِ

ووفق وجهة نظر محسن، فإن “العنف لم ينته داخل المدارس بل هنالك حالات متصاعدة تكشفها أحيانا مواقع التواصل الاجتماعي أو بعض الوسائل الإعلامية، حيث ان ذلك مرتبط بمشاكل نفسية واجتماعية ومؤسساتية كثيرة”، مضيفا أن “العراق بلد يتعرض إلى الحروب والحرمان وأصبحت مظاهر العنف فيه مألوفة، أما الجانب النفسي فهو من أسوأ ما يكون في ظل هذه المعطيات بالتأكيد، فضلا عن قلة أعداد الكوادر التعليمية مقابل أرقام هائلة للطلبة والتلاميذ يتوجب على الاساتذة تعليمهم وتربيتهم بنفس الوقت، وفيهم من يأتي من مناطق فقيرة جدا أو بيئات اجتماعية ليست سليمة من حيث التعامل مع الاساتذة أو الالتزام”.

ويوضح المعاون لـ”طريق الشعب”، أن القضية “مركبة ومتداخلة مع بعضها البعض. هذا لا يعني أن الطالب بريء ومنزه من الأخطاء والسلوكيات السلبية، ولكن في كثيرٍ من الأحيان تكون العقوبة والردع مبالغ فيه وهذا ما نرفضه. من الواجب أن يتم تأهيل الكوادر التربوية نفسيا أو تدريبهم على التعامل مع هذا الجانب”، مشددا على وجود “جانب آخر من التعنيف وهو (معنوي) فهنالك سلوكيات سيئة جدا مثل منع بعض الاساتذة طلبتهم من شرب الماء في الدرس وخصوصا للصغار منهم. أن شرب الماء هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ويعادل حرية الإنسان في استنشاق الهواء، ولا يحتاج إلى أذن، هناك من يمنعه بسبب مفاهيم خائطة وعقد نفسية، ولا يجب أن يحصل مثل هكذا نوع من السلوكيات داخل المدارس”.

ويتابع المتحدث أن “اساتذة كثيرين يتعرضون إلى اساءات لا حصر لها، وهنالك خلل واضح من قبل الجهات المعنية في توفير الحماية لهم من الاعتداءات المتكررة”.

 

حادثة “اعتداء” جديدة

وقبل يومين، أثار ما أعلنته الشرطة المجتمعية جدلا واسعا بعدما قالت إنها “توجهت إلى متوسطة الحضارة للبنات ضمن منطقة بوب الشام واللقاء بمديرة المدرسة والمُدرّسة وبحضور الإشراف التربوي ووجهاء المنطقة وفندت المدرسة قصها لشعر الطالبة “غدير عبد الأمير” الطالبة في صف الأول متوسط وذلك بشهادة الكادر التعليمي وبعض الطالبات وبعدها تم التوجه الى منزل الطالبة ضمن قرية الاصلاح واللقاء بها وبحضور والديها والتحدث معها، قالت الطالبة: إن مدرّسة المادة هي من قامت بقص شعرها بدون سبب وبشهادة بعض الطالبات وصاحب الخط”. وبالرغم من العقوبات القانونية لمرتكبي العنف ضد الطلبة والتلاميذ في المدارس، إلا أن هذه الظاهرة تتفاقم يوماً بعد آخر، لكن الحقّ أحيانا يضيع بين الجانبين، وكثيرا ما يكون أولياء الأمور غير متعاونين أو يبررون اساءات أبنائهم وبناتهم خلافا لما كانت عليه التقاليد الاجتماعية قبل عقود من الزمن، بحسب ما يقول المهتمون بهذا الجانب.

 

ارقام صادمة

ويتحدث الأستاذ حازم أحمد (مشرف تربوي متقاعد) عن أرقام صادمة بخصوص العنف الذي يطال الأطفال بشكل عام في العراق. ويقول لـ”طريق الشعب”، إن “خبرة العمل والتماس المباشر مع الأطفال داخل المدارس يتبين بوضوح أن الغالبية منهم تعرضوا في مرحلة ما من حياتهم إلى العنف سواء كان جسديا أم نفسيا”، مشيرا إلى أن “البعض يذهب إلى أن الضرب ينسجم مع حق التأديب المقرر شرعا وقانونا، خصوصا في المادة 41 من قانون العقوبات العراقي والتي نصت على: (لا جريمة اذا وقع الفعل استعمالا لحق مقرر بمقتضى القانون، ويعتبر استعمالا للحق تأديب الآباء والمعلمين ومن في حكمهم للأولاد القاصرين) وأن ذلك تشريع قانوني يتيح هكذا نوع من العقوبات وهو يدمر التعليم ولا ينفعه بشيء”.

وضمن أول دراسة شاملة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، منذ 7 سنوات عن وضع الأطفال في العراق، قالت في عام 2018 أن “81 في المائة من الأطفال العراقيين تعرضوا للتعنيف الجسدي أو النفسي. وأن الأسر تميل لضبط سلوك الأطفال من خلال معاقبتهم، عندما يسيئون التصرف والسلوك”. وبحسب قول المشرف فأنه لا بد من الحذر من تبعات العنف المتمادي ضد الأطفال في المدارس، ولا بد أيضا من “مواجهة الظاهرة عبر التعاون المشترك بين الأهالي والمعلمين بشكل مدروس وتوفير الأجواء المدرسية الصحيحة والمتابعة المستمرة بين الجانبين، وقبل كل ذلك، يتوجب أيضا حماية الكوادر التربوية من التجاوزات لأنها أصبحت مسألة موجودة ويمكن ملاحظتها بوضوح، الأمر الذي دعا جهات قضائية وأمنية كثيرة لأن تصدر مواقف عدة بهذا الخصوص”.

 

 

الصفحة السادسة

نسب مقلقة وتحذيرات من الأسوأ

الهواء الملوّث يخنق بغداد ويسمم أهلها!

متابعة – طريق الشعب

تعاني بغداد ارتفاعا حادا في نسب التلوث الهوائي. فبالإضافة إلى الغبار الناتج عن التصحر والتغيرات المناخية، تخيّم الأدخنة السوداء الملوّثة على سماء العاصمة طيلة ساعات اليوم، بين دخان حرق النفايات وعوادم السيارات والمولدات الأهلية وانبعاثات المصانع ومحطات الكهرباء ومصفى النفط في الدورة. وتحت هذه السماء الملبدة بالأدخنة، يستنشق المواطن سموما خطيرة مسرطنة.

وتصنف تقارير وإحصاءات محلية ودولية، كتلك الصادرة عن وكالة حماية البيئة الأمريكية، بغداد ضمن المدن الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية حول العالم. فيما تصنف منظمة الأمم المتحدة العراق كخامس أكثر الدول تضررا من هذه التغيرات الآخذة بالتفاقم.

وبالنسبة للتلوث الهوائي، يرجع خبراء أسبابه إلى تضافر جملة عوامل، كالاكتظاظ السكاني بفعل الهجرة الواسعة من الأرياف، وانتشار العشوائيات في أطراف المدن، وتهالك البنى التحتية والخدمية فيها جراء ذلك.

ولمواجهة هذا التلوث والحد من آثاره الخطيرة، يرى اختصاصيون أن المطلوب هو زيادة المساحات والأحزمة الخضراء داخل المدن وحولها، وتشديد الرقابة على مخلفات الغازات والأبخرة المضرة بالبيئة والملوثة للهواء من مصانع ومعامل ومركبات، والعمل على تنظيم التوسع والتخطيط العمراني والسكاني داخل المدن بشكل يضمن عدم الضغط الكبير على منظومات البنى التحتية التي تعاني أصلا التقادم والاستهلاك، والتي هي بحاجة لتحديث وإعادة ترميم وبناء.

 

معادن وفطريات وبكتيريا

بحسب الخبير المناخي العراقي وعضو الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة أيمن قدوري، فإن العراق يعاني تحولات مناخية سلبية حادة نتيجة لتسارع مراحل الاحترار العالمي بشكل عام، وتدهور الواقعين المائي والبيئي في البلد على وجه الخصوص، مبينا في حديث صحفي، أن “تقارير أممية - كتقرير مركز دراسات الحرب في نيويورك لعام 2010 -  تشير إلى أن الغبار في العراق يحتوي على 37 نوعا من المعادن ذات التأثير الخطير على الصحة العامة، إضافة إلى 147 نوعا مختلفا من البكتيريا والفطريات التي تساعد على نشر الأمراض”.

وتابع قوله أن “تقرير وكالة حماية البيئة الأمريكية لعام 2011، لفت إلى ارتفاع تركيز الملوثات في أجواء العراق، كالمواد المتطايرة PM2.5 التي بلغت ما يقارب 39.6 ميكروغراما في المتر المكعب الواحد، في وقت توصي فيه منظمة الصحة العالمية بأن لا يتجاوز متوسط تركيزات هذه المواد 5 ميكروغرامات في المتر المكعب”، مؤكدا أن “هذا التلوث أدى إلى تردي الهواء في العاصمة والبلد بشكل عام، وإلى ارتفاع حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بين السكان”.

وأشار قدوري إلى أن “الأعوام العشرة الأخيرة كانت الأسوأ على العراق من حيث تخلف الواقعين البيئي والمائي، والذي ترافق مع تدهور مستوى نقاوة الهواء، وحصول انحدار حاد جدا في مؤشر جودته”، مؤكدا أن “كميات المواد المتطايرة تجاوزت اليوم حاجز الـ 150 ميكروغراما في المتر المكعب، خصوصا في بغداد التي تشير قراءات الأقمار الصناعية لوكالة ناسا الفضائية الأمريكية، إلى احتلالها المرتبة الثالثة بين عواصم العالم الأكثر تلوثا وتصديرا لملوثات الهواء”.

 

الأسباب والمخاطر

وعن أسباب الارتفاع الخطير في معدلات التلوث في بغداد، قال قدوري: “هي كثيرة، لكن أبرزها الاكتظاظ السكاني الهائل، وعدم اتساع العاصمة للأعداد الكبيرة من النازحين من المحافظات، إضافة إلى من هجروا مزارعهم ومراعيهم بسبب موجات الجفاف القاسية التي ضربت محافظات عديدة طيلة السنوات الماضية، خاصة في الوسط والجنوب”.

وبيّن الخبير المناخي أن “الإحصاءات الحكومية تشير إلى أن عدد سكان بغداد وصل لما يقارب 10 ملايين نسمة، وكربلاء لأكثر من 5 ملايين نسمة، وهكذا.. فهذه الزيادة المهولة في أعداد السكان تؤدي إلى ارتفاع الضغط على البنى التحتية للمدن، كونها غير مهيأة لاستيعاب مثل هذه الأعداد الهائلة، فضلا عن زيادة أعداد السيارات، خاصة التي لم تخضع للسيطرة النوعية أو لقانون يضمن حماية البيئة من انبعاثات عوادم المركبات”. وانتهى قدوري إلى أن “الأسباب آنفة الذكر، أدت مجتمعة إلى زيادة كارثية في انبعاثات الغازات الخانقة والمواد المتطايرة في سماء بغداد، والتي أبرزها الهيدروكربون العطري متعدد الحلقات، المسبب الرئيس للكثير من الأمراض السرطانية، مثل سرطان الرئة، فضلا عن الجلطات الدماغية والقلبية”.

 

مصفى النفط ومحطة الكهرباء

من جانبه، ذكر الأكاديمي المتخصص في علوم الجو، أحمد فتاح، أن “مصفى ومحطة كهرباء الدورة، كذلك محطة كهرباء جنوب بغداد، جميعها أُنشئت في خمسينيات القرن الماضي، وفي تلك الفترة كانت خارج الحدود الإدارية للمدينة وبعيدة عن مركزها، ومنسجمة مع ضوابط الأثر البيئي في ذلك الوقت”، مستدركا في حديث صحفي “لكن بسبب زيادة عدد السكان وتوسع المنطقة الحضرية في العاصمة، أصبحت هذه المنشآت تقع وسط المدينة”.

ونوّه إلى أن “استخدام النفط الأسود في هذه المنشآت يبعث نسباً عالية من الغازات السامة، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، مقارنة بوقود الغاز السائل الذي يعتبر نظيفا نسبيا”، موضحا أن “الانبعاثات من محطة كهرباء الدورة تؤثر بشكل كبير على دائرة يبلغ قطرها 5 آلاف متر”.

 

 

أگـول

بانهيار التعليم ينهار الوطن!

سلام السوداني

إذا أراد أحد تدمير وطن، لا يحتاج بالضرورة إلى صواريخ بعيدة المدى أو قنابل نووية، فبمجرد أن يقوم بإهمال قطاع التعليم أو خفض نوعية خدماته وعدم تزويده بمستلزماته المطلوبة بالشكل الصحيح، أو السماح للطلبة بالغش وفسح المجال لهم للتهرب من المدرسة.. بمجرد أن يقوم بذلك سيتدمر الوطن تلقائيا!

حينما ينهار قطاع التعليم، سيموت المريض على يد طبيب غير كفوء حصل على شهادته بالحيلة والغش والخداع، وستنهار البيوت والمباني التي خططت على يد مهندس فاشل لم يُعد دراسيا إعدادا صحيحا، وسيضيع العدل على يد قاض نال شهادته العلمية عبر الغش ودون جهد دراسي، وسيتفشى الجهل على يد معلم لم يتم تأسيسه تأسيسا صحيحا في فترة دراسته الأكاديمية.

مع بدء العام الدراسي الجديد، واجه طلبة العراق وتلاميذه تحديات كبيرة. فالأبنية المدرسية وبناها التحتية متهالكة، والدوام لا يزال ثنائيا وثلاثيا، والكثير من مدارسنا لا تزال منشطرة إلى مدرستين أو أكثر بسبب اكتظاظ الصفوف. إذ وصل عدد الطلبة في الصف الواحد إلى 50 أو 60 طالبا، ناهيك عن النقص الكبير في الرحلات والكتب المدرسية.. تلك الكتب التي نراها متوفرة في الأسواق بطبعات حديثة وبأسعار باهظة، بينما نجدها مفقودة في المدارس!

مدارسنا تفتقر الى ابسط مقومات الحياة الدراسية، من حانوت نظيف ومرافق صحية ومياه شرب نقية ووسائل تهوية، وسبورات ورحلات وغير ذلك من المتطلبات الكثيرة.

نحن اليوم لا نحتاج إلى إجراءات ترقيعية في علاج مشكلات القطاع التربوي – التعليمي، إنما إلى نهضة كبيرة تنتشل هذا القطاع من أزماته التي تشتد يوما بعد آخر. فالتعليم هو أساس تقدم البلدان وتطورها. إذ لا يمكن لأي دولة أن تتقدم دون أن تحدث ثورة شاملة في مجال التعليم.

سارعوا إلى إنقاذ التعليم.. سارعوا إلى حماية الوطن من الانهيار!

 

مواساة

• تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق المناضل غازي صلال ميدان، مسؤول اساسية النعمانية السابق، الذي فارق الحياة عصر أول أمس الجمعة.

وكان الفقيد قد تعرض إلى الاعتقال وشتى صنوف التعذيب في زمن الانظمة الدكتاتورية، خاصة إثر انقلاب  شباط عام ١٩٦٣. وقد واصل نشاطه الحزبي بعد 2003، وساهم في بناء تنظيمات الحزب، وكان ممثلا للحزب في مجلس النعمانية المحلي.

له الذكر الطيب دوما ولعائلته الكريمة ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان.

• تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الشعلة، الرفيق عبود هدب الطائي (أبو عبير)، وذلك بوفاة عقيلته إثر مرض عضال.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها.

• تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المعقل – اللجنة المحلية للحزب في البصرة، بخالص العزاء والمواساة للرفيق غازي كريم (أبو سلام)، وذلك بوفاة ولده حازم.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان للرفيق غازي وعائلته.

• تنعى رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين الرفيق النصير صباح الوندي (أبو أنيس)، الذي فارق الحياة الخميس الماضي في مدينة مالمو السويدية متأثرا بمضاعفات كورونا.

وعرف عن الفقيد طيبة قلبه وحبه لرفاقه ووفاؤه لمبادئه. ومنذ العام 1963، حينما كان عمره 17 عاما، التحق الفقيد بحركة الأنصار الأولى، واستمر حتى العام 1968. وفي السبعينيات عمل في مقر الحزب في بغداد، حتى أنهى المرحلة الإعدادية من دراسته، فمنحه الحزب زمالة دراسية في موسكو وتخرج في جامعتها مهندسا.

والتحق الفقيد أبو أنس بحركة الأنصار الثانية، وكان من أوائل الرفاق الذين وصلوا إلى جبال كردستان، واستمر في الحركة حتى نهايتها. 

التعازي الحارة والمواساة الصادقة إلى زوجة الفقيد وأبنائه وإلى جميع أفراد عائلته ورفاقه وأصدقائه في الخارج وفي العراق ومسقط رأسه في مدينة خانقين.

لنضاله المجد ولذكراه الخلود الأبدي.

 

ماذا لو دوّرت؟

المياه الثقيلة تقتل دجلة!

بغداد – وكالات

حذر خبير الموارد المائية تحسين الخفاجي، من استمرار إيقاف محطات إعادة تدوير مياه الصرف الصحي في بغداد، ومواصلة إلقاء المياه الثقيلة في نهر دجلة ، مبينا ان هناك تقارير تشير الى تفاقم الامراض البيئية جراء هذه المشكلة.

وقال في حديث صحفي، أن «هناك مواد سمية مسببة للأمراض ناتجة عن تصريف مياه الصرف الصحي مباشرة في الأنهر دون إدخالها الى محطات إعادة التدوير»، مؤكدا «وجود نزاع بين وزارة الموارد المائية وامانة بغداد حول رفع المواد السمية من المياه».

وأضاف قائلا انه «تم اغلاق محطات إعادة تدوير المياه منذ 1983، ولم تعمل الحكومات المتعاقبة على متابعة هذا الملف المهم جدا»، لافتا الى ان «هذه المحطات ليست فقط لإعادة تدوير المياه، إنما تقوم بتنقيتها ورفع المواد السمية عنها قبل إطلاقها في الأنهار».

وتابع الخفاجي قوله انه «من الضروري جدا انشاء محطات من هذا النوع، كي يتم استغلال المياه بعد تصفيتها، في مواجهة الجفاف المميت الذي ضرب العراق».

جدير بالذكر ان غالبية الدول المتقدمة تركز في الفترة الحالية على إنشاء وتطوير شبكات ومحطات لإعادة تدوير المياه وتنقيتها وإعادتها إلى المصادر المائية مجددا، وذلك تلافيا لإهدارها في ظل أزمة الجفاف العالمية.

 

مطبات اصطناعية تشل الحركة في بعقوبة

بعقوبة – وكالات

تسببت مطبات اصطناعية نصبت أخيرا في شوارع مركز مدينة بعقوبة للحد من سرعة المركبات، في شل حركة السير، الأمر الذي اثار انتقادات واستياءات شعبية.

وبحسب فؤاد حسن، وهو موظف حكومي، فإن “الخارطة المرورية لشوارع بعقوبة لم تتغير منذ نصف قرن، رغم ازدياد أعداد المركبات”، مبينا أن “المطبات الجديدة التي نصبت في الشوارع، جاءت بهدف الحد من سرعة المركبات وتقليل الحوادث المرورية، لكنها تسببت في شل حركة السير وأدت إلى حصول زحاما مروريا خانقا”.

وأضاف في حديث صحفي قائلا، أن “معالجة ملف الحوادث المرورية يجب أن تبدأ أولا من تطبيق حقيقي للقوانين، وليس من خلال زيادة عدد المطبات”، مؤكدا أن “المطبات خلقت طوابير من المركبات في شوارع المدينة وضواحيها”.

وفي السياق، أقر قائم مقام بعقوبة عبد الله الحيالي، بحصول زخم مروري حاد في مركز المدينة بسبب تلك المطبات، لافتا في حديث صحفي إلى أن “بعقوبة تحتاج الى أن يعاد النظر في خارطتها المرورية من ناحية فتح طرق جديدة لاحتواء الزخم الهائل للمركبات، خاصة في ساعات الذروة”.

وأوضح أن “المطبات وضعت من اجل خفض الحوادث التي ارتفعت بشكل غير مسبوق في المدينة، جراء السرعة العالية التي تسير بها المركبات والدراجات النارية”.

 

 

ا

الصفحة السابعة

قد تجرد البرلمان من سلطاته

الانتخابات التونسية.. مقاطعة سياسية واسعة

تونس - وكالات

بدأ التونسيون أمس السبت، التصويت في انتخابات عامة لاختيار برلمان يقول عنه المعارضون أنه بلا سلطة تقريبًا، وهو الركيزة الأخيرة لما يسميه الرئيس التونسي قيس سعيد “الإصلاح السياسي”. ودعت الجماعات السياسية المعارضة في تونس إلى مقاطعة التصويت، مؤكدة أن العملية جزء من “انقلاب على الديمقراطية الوحيدة التي خرجت من موجة انتفاضات 2011 في المنطقة”.

 

الرئيس يدعو والمعارضة تقاطع

وأفادت الهيئة العليا للانتخابات بأن نحو 9 ملايين و339 ألفاً و756 ناخباً مسجلين في لوائح الانتخابات، تُنتظر مشاركتهم في اختيار 151 نائباً بالمجلس، معها 10 مقاعد مخصصة للمرشحين بالخارج بدأ التصويت لها يوم الخميس الماضي.

ومن مكتب الاقتراع، قال الرئيس قيس سعيد: “هذه فرصتكم التاريخية فلا تفوّتوها حتى تستعيدوا حقوقكم”. وأضاف: “نعمل للقطع مع من نهبوا البلاد وخربوها، وسنحقق أحلام التونسيين”.

ودعا سعيد التونسيين إلى الإقبال على الانتخابات، قائلاً: ‘’أتوجه لكافة الناخبين والناخبات لأقول في يوم عيد الثورة هذه فرصتكم التاريخية يا أبناء الشعب العظيم في تونس وكل العالم، لا تفوتوها واحتكموا إلى ضمائركم وحدها حتى تستردوا حقوقكم المشروعة في العدل والحرية”.

ويأتي التصويت بعد ثلاثة أسابيع من الحملات الانتخابية التي كانت بالكاد تشاهد في الشوارع، مع وجود القليل من الملصقات وعدم وجود نقاش جاد بين الجمهور المنشغل إلى حد كبير بالمخاوف المالية الملحة.

وفي العام الماضي، بعد شهور من الجمود السياسي والأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا، علق سعيد البرلمان وأرسل آليات عسكرية لتطويقه في انتزاع للسلطة بعد أكثر من عقد من الاضطرابات التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

ومنذ ذلك الحين، دفع سعيد، بدستور جديد يمنح الرئاسة سلطات غير مقيدة تقريبًا ويمهد الطريق لبرلمان مقيد السلطات يضم 161 مقعدًا.

وكانت للهيئة التشريعية السابقة سلطات بعيدة المدى في النظام الرئاسي البرلماني المختلط المنصوص عليه في دستور ما بعد الثورة التونسي. لكن المرشحين في الانتخابات الحالية أصبحوا وفق التعديلات يقفون كأفراد في ظل نظام يحيد الأحزاب السياسية، بما في ذلك خصوم سعيد.

 

غير مناسبة

ويقول المحلل حمزة المؤدب لوكالة فرانس برس إن الانتخابات كانت “غير مناسبة” كما أنه يتوقع أن يصوت قلة من التونسيين فيها.

ويضيف مؤدب، (عضو في مركز كارنيغي للشرق الأوسط) أن “هذه الانتخابات إجراء شكلي لاستكمال النظام السياسي الذي فرضه قيس سعيد كي يركز السلطة بين يديه”، مبينا أن “التونسيون يعلمون أن هذا البرلمان لن يكون له وزن سياسي وسيُجرّد من كل السلطة”.

وقالت جميع الأحزاب والمنظمات السياسية التونسية تقريبًا، بما فيها الاتحاد العام التونسي للشغل، إنها ستقاطع التصويت في انتخابات عديمة الجدوى.

 

مشاركة ضعيفة في الخارج

من جهته، أكد رئيس المنظمة التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات “عتيد” بسام معطر، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “المشاركة ضعيفة جداً في الخارج، في انتظار تحيين معطيات الملاحظين”.

وبين أن “نسب المشاركة هي الأضعف منذ 2011، وهو أمر منتظر بسبب غياب المنافسة حيث يوجد مترشح وحيد وهو فائز، بحيث لا يرى بعض الناخبين بداً من الذهاب للاقتراع لمرشح يعلمون أنه فائز”، لافتا إلى أن “نسب المشاركة في الخارج لا تُعَدّ معياراً لاعتبار أنها أقل من نسب المشاركة في الداخل”.

وقال إن “غياب البعثة الأوروبية للمراقبة عن ملاحظة هذه الانتخابات بعد قرارها الخميس، مؤشر سلبي حيث اعتدنا وجودهم خلال المحطات الانتخابية السابقة، وهذه المرة اختاروا عدم الحضور، ولديهم أسبابهم الخاصة، وهذا القرار ليس اعتباطياً، وقد يأتي تقييماً منهم بأن هذه الانتخابات لا تستجيب للمعايير التي يعتمدونها”.

 

ترامب أمام 3 تهم جنائية مرتقبة

واشنطن – وكالات

يعتزم نواب في الكونغرس الأميركي يحققون في الهجوم على مبنى الكابيتول العام الماضي، التصويت يوم غد، على توصية بتوجيه تهم جنائية للرئيس السابق دونالد ترامب، وفق ما أفاد موقع “بوليتيكو”.

وذكر الموقع الإخباري أن لجنة فرعية في الكونغرس كانت تعمل على تقييم إحالات جنائية محتملة مرتبطة بأعمال الشغب التي جرت في 6 يناير 2021 في الكابيتول، سوف توصي بتوجيه 3 تهم على الأقل إلى ترامب.

وأضاف نقلا عن شخصين مطلعين على تقرير اللجنة، أن التهم هي “التمرد وإعاقة إجراءات رسمية والتآمر لخداع الحكومة الأميركية”.

ومن المقرر أن تعقد لجنة مجلس النواب التي تحقق في أعمال الشغب في الكابيتول اجتماعها الأخير بكامل أعضائها الاثنين القادم، لتصدر تقريرها النهائي بعد ذلك بيومين.

وسيصوت أعضاء اللجنة خلال اجتماع الاثنين حول ما إذا كان يجب إحالة أي أشخاص إلى تهم جنائية محتملة.

 

احصائية دولية:

281 مليون مهاجر حول العالم

جنيف - وكالات

كشفت احصائيات منظمة الهجرة الدولية الأممية، أمس، أن إجمالي عدد المهاجرين حول العالم بلغ 281 مليونًا، وهو ما يشكل 3.6 في المائة من سكان العالم.

ووفقًا لإحصائيات منظمة الهجرة، فإن عدد المهاجرين حول العالم وصل إلى 281 مليون مهاجر حتى عام 2020، بزيادة أكثر من ثلاثة أضعاف عن إحصائية 1970 التي سجلت 84 مليون مهاجر.

ويبلغ عدد المهاجرين الذكور حوالي 146 مليونا والإناث 135 مليونا. وتشير المعطيات إلى أن أعداد النازحين داخل بلدانهم يفوق بكثير أعداد المهاجرين في الخارج، وفقًا لموقع “هابرلر”. ويشكل عدد المهاجرين في قارتي أوروبا وآسيا 61 في المائة من إجمالي المهاجرين في العالم، إذ وصل عددهم إلى نحو 87 مليونًا في أوروبا و86 مليونًا في آسيا.

وتحل أمريكا الشمالية بعد أوروبا وآسيا في استضافة المهاجرين، حيث تستضيف 20.9 في المائة من المهاجرين، وتليها إفريقيا بـ9 في المائة، ثم أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وأوقيانوسيا.

 

استعدادا لعام الانتخابات المحلية والبرلمانية المقبل

اردوغان يوظف القضاء ضد منافسيه

رشيد غويلب

أصدر القضاء التركي المنحاز الى الرئيس رجب طيب أردوغان، الأربعاء الفائت، قرارا يهدف الى حرمان احد اكبر منافسيه من الاشتراك في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2023. وصدر الحكم الابتدائي بحق محافظ إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بالسجن لمدة عامين وسبعة أشهر، مع منعه من النشاط السياسي.

واتهم المحافظ والقيادي في أكبر أحزاب المعارضة التركية، الحزب الجمهوري (الكماليون) بإهانة هيئة دستورية. يقال إنه وصف أعضاء المفوضية العليا للانتخابات بـ «البلهاء» بعد أن ألغوا الانتخابات المحلية لعام 2019 في اسطنبول بعد فوز إمام أوغلو في جولة الانتخابات الاولى على مرشح حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم. وإذا صادقت محكمة الاستئناف القرار القضائي الصادر، فسيتم عزل إمام أوغلو ولم يعد يُسمح له بالترشح. وتعليقا على ما حدث قال اوغلو: «التفويض الذي منحني إياه الشعب لا يمكن أن ينتزعه مني حفنة من الناس».

لم يرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب بزعامة الحزب الجمهوري حتى الآن السياسي البالغ من العمر 52 عامًا رسميًا لخوض الانتخابات الرئاسية. وسبق لرئيس الحزب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو، ان فشل مرارا في هزيمة أردوغان.

  بعد صدور الحكم تجمع الآلاف من أنصار إمام أوغلو أمام مبنى بلدية إسطنبول، وكان بينهم محافظ انقرة منصور بافاس، ورئيس حزب ايلي الفاشي المعارض ميرال أكسينار، للتعبير عن احتجاجاهم على القرار الصادر بحق اوغلو، ولإعلان التضامن معه.

 

تسييس القضاء

وانتقد برفين بولدان، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي اليساري، على تويتر: «إنه ليس حكمًا قضائيا، بل حكما سياسيا». لقد لعب ناخبو حزب الشعوب الديمقراطي دورا رئيسيا في انتصار اوغلو على مرشح حزب الرئيس في اخر انتخابات محلية جرت في البلاد. وجاء ذلك في سياق تكتيك ناجح قام على التعاون بين أحزاب المعارضة، أدى حينها الى هزيمة مرشحي اوردوغان في ثلاث محافظات رئيسية هي إسطنبول، انقرة وازمير.

وأعلن أردوغان أنه سيرشح نفسه للرئاسة للمرة الأخيرة في حزيران 2023.  والمعروف ان الدستور التركي يحظر على الرئيس الترشح لأكثر من ولايتين، الا إذا قرر البرلمان بأكثرية 60 في المائة من أعضائه اجراء انتخابات مبكرة.

 

محاولات ومخاوف

يحاول الرئيس التركي منذ فترة ليست بالقصيرة توظيف العديد من الأوراق لتعزيز مواقعه التي بدت متأرجحة، منها العمل على تصدير أزمات نظامه خارج الحدود عبر شن العمليات العدوانية على منطقة الإدارة الذاتية في سوريا، والقصف المستمر للمناطق الحدودية في إقليم كردستان العراق بحجة مقاومة «الإرهاب». وكذلك من خلال لعبه دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا. ويعتقد أردوغان ان بإمكان نجاحاته في السياسة الخارجية خلق تعاطف سياسي داخلي، يؤثر في حسم مواقف أوساط الناخبين المترددين لصالحه.

مخاوف اردوغان مصدرها إمكانية الحاق الهزيمة به في الانتخابات المقبلة، فاستطلاعات الراي تمنح الرئيس 30 – 40 في المائة، وبالتالي فان إمكانية هزيمته في جولة الانتخابات الثانية ليست صعبة، إذا اتفقت جميع أحزاب المعارضة على دعم اقوى منافسيه.

 

ازمة اقتصادية

يقول أحمد أونال شيفيكوز، عضو البرلمان التركي عن الحزب الجمهوري، ودبلوماسي سابق يقدم المشورة لزعيم حزبه: «ليس لأي من هذه الأشياء تأثير بعيد المدى». وقال تشفيكوز في فعالية نظمتها مؤسسة هاينريش بول الألمانية أخيرا في العاصمة الالمانية برلين: «المشاكل تتزايد، ارتفاع الأسعار، التضخم، الأزمة الاقتصادية». إنه واثق من النصر ومن المؤكد سيتعين على أردوغان التنحي في العام المقبل. وان الأزمة الاقتصادية تحاصر الأكثرية من سكان البلاد. ويتفهم أردوغان هذه الحقيقة، ولذلك وعد، من بين أمور أخرى، بزيادة الحد الأدنى للأجور اعتبارًا من كانون الثاني المقبل.

لكن، قد يؤدي هذا إلى زيادة التضخم المرتفع اصلا. وفق مكتب الإحصاء الوطني التركي أخيرا، فإن الأسعار ارتفعت في تشرين الأول الفائت بنسبة 85.5 بالمائة عما كانت عليه قبل عام. لقد أدى انخفاض قيمة الليرة التركية، إلى ارتفاع الأسعار لفترة طويلة منذ أن اصبحت السلع المستوردة أكثر كلفة. بالإضافة الى استمرار مشاكل سلاسل التوريد العالمية، ما يجعل المنتجات الأولية عالية الكلفة. اضف الى ذلك ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام، بسبب حرب أوكرانيا.

ويبقى السؤال هل ستؤدي الفوارق الاجتماعية الى ابتعاد الناخبين عن أردوغان، والاقتراب من المعارضة؟ النائب هبسار اوزسوي من حزب الشعوب الديمقراطي اليساري، ليس متأكدا من هذا المسار. على الرغم من أن الانتخابات ستجري بعد سبعة أشهر، الا انه لا يرى «أي تعبئة في المجتمع».

 

بعد مقتل عقيد واندلاع أحداث عنيفة في الاردن

احزاب يسارية: الازمة مرشحة للتفاقم

عمان - وكالات

أصدر ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في الأردن، بيانا بشأن أحداث العنف التي رافقت التظاهرات والتي شهدت مقتل العقيد عبد الرزاق الدلابيح، فيما طالب بسرعة الكشف عن القتلة، وتحميل الحكومة مسؤولية استمرار الأزمة. وذكر الائتلاف في بيانه «امتدت يد آثمة مجرمة لتنال من أحد ضباط الأمن العام، الشهيد العقيد عبد الرزاق الدلابيح، وفي هذه اللحظات الحزينة التي تعم الوطن بأسره، يتقدم ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية من أسرة فقيد الوطن وذويه بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، مؤكداً على ضرورة اضطلاع الأجهزة المختصة بمسؤولياتها في الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، وإيقاع العقوبة الرادعة بهم، واطلاع الرأي العام على تفاصيل ما جرى».

وتابع البيان: «يؤكد الائتلاف على ضرورة ان لا يستغل هذا الحادث الأليم والجريمة البشعة لمصادرة حق التعبير السلمي المصان في الدستور ولتعطيل حق الجماهير الشعبية في التعبير عن رأيها بالسياسات العامة المطبقة، وفي المطالبة بتخفيض أسعار المحروقات، وإلغاء الضريبة الخاصة المقطوعة المفروضة عليها، والتي تشكل المصدر الأساس للارتفاع المتواصل في أسعار المشتقات النفطية، الذي بلغ حداً لم تعد الغالبية الساحقة من شعبنا قادره على تحمله أو التعايش معه»، مضيفا «يحمل الائتلاف الحكومة مسؤولية استمرار الأزمة وتصاعدها بسبب غيابها عن المشهد، والتجاهل وإدارة الظهر لكل المطالب الشعبية، ويطالبها باتخاذ قرار عاجل يستجيب للمطلب الشعبي الأساس وهو إلغاء الضريبة الخاصة المقطوعة على المحروقات، وبخلاف ذلك فان الأزمة الحالية مرشحة لأن تتفاقم وتتصاعد».

ولفت إلى أن «الائتلاف الذي يدين بأقسى العبارات جريمة الاغتيال الإجرامية لضابط الأمن العام، الشهيد العقيد عبد الرزاق الدلابيح، ويعبر عن أمنياته بالشفاء العاجل للجرحى، فإنه يدعو الجماهير الشعبية المعتصمة الى اليقظة والانتباه، وعدم السماح لأحد بتخريب وتشويه مقاصد الإضراب، والمحافظة على طابعه السلمي».

 

بروكسل.. تظاهرات تندد بغلاء المعيشة

بروكسل - وكالات

شارك آلاف الأشخاص الجمعة الماضية في احتجاجات بشوارع العاصمة البلجيكية بروكسل على ارتفاع كلفة المعيشة مما عرقل أنظمة النقل العام.

وقالت شرطة بروكسل أن 16500 شخص شاركوا في الاحتجاج الذي نظمته نقابات عمالية تمثل كثيرين من موظفي القطاع العام المطالبين بتحسين الأجور وظروف العمل مع ارتفاع التضخم في جميع أنحاء أوروبا.

ورفع محتج لافتة مكتوب عليها «ادعموا الأجور والمعاشات!».

وارتفعت أسعار الغاز والكهرباء في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وبلغ معدل التضخم الأساسي في بلجيكا 10.63 في المائة في نوفمبر الماضي، وبلغ مؤشر أسعار المستهلك في منطقة اليورو أجمالا نحو 10 في المائة.

وقال أحد المحتجين: “يعود المرء إلى المنزل لأطفاله ويريد أن يكون منزله دافئا.

يجب ألا يضطر إلى إجراء حسابات لاستخدام الطاقة”.

 

الصفحة التاسعة

 

نهائي كأس العالم

حلم اللقب الثالث يغازل الأرجنتين وفرنسا

متابعة ـ طريق الشعب

تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في العالم إلى ملعب (لوسيل)، الذي سيكون مسرحا للمباراة النهائية في بطولة كأس العالم لكرة القدم، المقامة حاليا في قطر، بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا، اليوم الأحد.

 

من يحسم اللقب

ويتطلع المنتخبان الأرجنتيني والفرنسي لتتويج مشوارهما الطويل خلال المونديال القطري بالحصول على كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ كل منهما.

وبينما توج منتخب الأرجنتين باللقب عامي 1978، حينما استضاف المونديال على ملاعبه، و1986 بالمكسيك، فقد أحرز منتخب فرنسا البطولة، عامي 1998، عندما نظمها على أرضه، و2018 في روسيا.

وستكون هذه هي المواجهة الـ 11 بين منتخبات قارتي أمريكا الجنوبية وأوروبا في نهائي المونديال، حيث شهدت اللقاءات العشرة السابقة تفوقا ساحقا للمنتخبات اللاتينية التي حققت اللقب 7 مرات على حساب منتخبات القارة العجوز، التي فازت بثلاثة ألقاب فقط على حساب منتخبات أمريكا الجنوبية.

ورغم ذلك، فإنه خلال النسخ الـ 21 السابقة في كأس العالم، حصلت المنتخبات الأوروبية على 12 لقبا في المونديال، في حين نالت منتخبات أمريكا الجنوبية 9 ألقاب فقط.

وقدم المنتخبان الأرجنتيني والفرنسي مسيرة رائعة في المونديال، الذي يجرى للمرة الأولى في المنطقة العربية، استمرت على مدار الأيام الـ 28 الماضية، وأصبح كل منهما على بعد لقاء وحيد من أجل معانقة لقب البطولة الأهم والأقوى في عالم كرة القدم.

وتصدر كلا المنتخبين ترتيب مجموعتيهما برصيد 6 نقاط، حيث صعدا للأدوار الإقصائية بعدما حقق كل منهما انتصارين وتلقى خسارة وحيدة في الدور الأول.

 

طموح ميسي

ويتطلع (الساحر الأرجنتيني) ليونيل ميسي للسير على نهج أسطورة الارجنتين الراحل دييغو مارادونا، حينما ألهم محبي المنتخب اللاتيني، وقاده للتتويج بالمونديال لآخر مرة منذ 36 عاما.

ولعب ميسي (35 عاما) دور “المنقذ” لمنتخب الأرجنتين في كثير من المواجهات، حيث ساهم بثمانية أهداف من إجمالي 12 هدفا أحرزها الفريق طوال مشواره في البطولة الحالية.

وأحرز ميسي، الذي صرح قبل انطلاق البطولة بأن هذا المونديال سيكون الأخير له في مسيرته مع منتخب الأرجنتين، 5 أهداف مع الفريق في النسخة الحالية لكاس العالم، التي يتربع على قمة الهدافين بها، بالاشتراك مع النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي، زميله في فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، كما قام أيضا بثلاث تمريرات حاسمة لزملائه.

ورفع ميسي رصيده التهديفي خلال مسيرته بالمونديال، التي بدأت بنسخة عام 2006 في ألمانيا، إلى 11 هدفا، ليبتعد بفارق هدف وحيد عن معادلة رقم الأسطورة البرازيلي بيليه في قائمة الهدافين التاريخيين للمونديال.

وأصاب ميسي الجماهير الأرجنتينية بقلق بالغ، في ظل الشائعات التي أثيرت بشأن إصابته في العضلة الخلفية التي اشتكى منها خلال مواجهة كرواتيا، قبل أن تحسم الصحف المحلية الجدل، بعدما شددت على أن حالة النجم الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم 7 مرات، على ما يرام.

وفي كل الأحوال، سيكون ميسي على موعد مع صناعة التاريخ حال مشاركته في المباراة النهائية، حيث سينفرد بالرقم القياسي كأكثر اللاعبين خوضا للمباريات في تاريخ كأس العالم.

 

تألق فرنسي

في المقابل، يدين منتخب فرنسا بفضل كبير في بلوغه للمباراة النهائية للثنائي مبابي وأوليفييه جيرو، اللذين أحرزا مجتمعين 9 أهداف من مجموع 13 هدفا أحرزها الفريق بمسيرته في كأس العالم الحالية.

وبينما قدم مبابي أداء لافتا خلال مشواره بالبطولة، عقب تسجيله 5 أهداف وقيامه بتمريرتين حاسمتين، فقد كان جيرو 36/ عاما/ عند حسن الظن به، بعدما نجح في تعويض غياب كريم بنزيمة، الفائز بجائزة (الكرة الذهبية) كأفضل لاعب في العالم هذا العام، الذي حالت الإصابة دون مشاركته في أي مباراة مع الفريق بالمونديال.

وأعاد جيرو اكتشاف نفسه في مونديال قطر، عقب تسجيله 4 أهداف، رفع من خلالها رصيده التهديفي طوال مشواره مع المنتخب الفرنسي إلى 53 هدفا في 119 مباراة لعبها مع الفريق، ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب (الديوك) الآن.

وكان مبابي على موعد مع إنجاز غير مسبوق خلال البطولة، عقب تسجيله 9 أهداف في مسيرته بكأس العالم، بواقع 5 أهداف في المونديال الحالي و4 أهداف في المونديال الماضي بروسيا، ليتفوق على بيليه، كأكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف بكأس العالم قبل بلوغ 24 عاما، حيث أحرز أيقونة الكرة البرازيلية 7 أهداف في هذا العمر.

وبصعوده لنهائي مونديال 2022، أصبح منتخب فرنسا سادس فريق يتأهل لهذا الدور في نسختين متتاليتين بالمسابقة بعد منتخبات إيطاليا والبرازيل وهولندا وألمانيا والأرجنتين، كما صار رابع بطل للمونديال يبلغ المباراة النهائية في النسخة التالية للبطولة التي توج بها.

 

حلم ديشان

من جانبه، يحلم ديدييه ديشان، المدير الفني لمنتخب فرنسا، بأن يصبح ثاني مدرب في التاريخ يتوج بكأس العالم مرتين متتاليتين بعد الإيطالي الراحل فيتوريو بوتزو، الذي فاز بكاس العالم مع منتخب بلاده عامي 1934 و1938، علما بأنه أصبح رابع مدرب يصعد لنهائي المونديال مرتين متتاليتين بعد الأرجنتيني كارلوس بيلاردو والألماني فرانز بيكنباور، بالإضافة إلى بوتزو.

وداهم فيروس الإبل عددا من لاعبي المنتخب الفرنسي، حيث كشفت تقارير صحفية الجمعة عن إصابة ثنائي جديد في المعسكر.

وكان الفيروس قد تفشى بين اللاعبين الفرنسيين قبل أقل من 48 ساعة على انطلاق المباراة النهائية.

--------

 

كرواتيا تهزم المغرب وتحصل على المركز الثالث في المونديال

متابعة ـ طريق الشعب

حصل منتخب كرواتيا على المركز الثالث في كأس العالم 2022 عقب فوزه امس السبت على المنتخب المغربي 2-1 في المباراة الترتيبية التي جرت بملعب خليفة الدولي.

وفي الشوط الأول منح يوسكو غفارديول التقدم لكرواتيا بضربة رأس بعد سبع دقائق من البداية بعد تمريرة من إيفان بريشيتش.

لكن التقدم الكرواتي لم يدم سوى لدقيقتين إذ أدرك أشرف داري التعادل للمغرب بعدما استفاد من ركلة حرة حاول لوفرو ماير إبعادها لكنه وصلت إليه ليهز الشباك.

وأعاد أورشيتش التقدم للفريق الأوروبي بتسديدة رائعة من داخل منطقة الجزاء في الزاوية البعيدة لمرمى ياسين بونو في الدقيقة 42.

وحاول “أسود الأطلس العودة إلى المباراة، واندفع رفاق حكيم زياش نحو الهجوم في الشوط الثاني، ولكن محاولاتهم فشلت في إدراك التعادل.

وتواجد منتخب كرواتيا في المربع الذهبي لكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه والثانية على التوالي، وسبق له بالميدالية البرونزية في نسخة المسابقة عام 1998 بفرنسا، قبل أن يفاجئ الجميع في النسخة الماضية بحصوله على المركز الثاني، عقب خسارته 4-2 أمام فرنسا في النهائي.

والتقى المنتخبان بالجولة الافتتاحية للمجموعة السادسة في 23 نتشرين الثاني الماضي، على ملعب البيت، حيث انتهت المواجهة بينهما بالتعادل بدون أهداف، ليتكرر الصراع بينهما من جديد الآن في مباراة تحديد المركز الثالث.

وتصدر منتخب المغرب جدول ترتيب مجموعته برصيد 7 نقاط، عقب فوزه على بلجيكا وكندا وتعادله مع كرواتيا، قبل أن يطيح بمنتخب إسبانيا، بطل كأس العالم عام 2010، بركلات الترجيح بعد تعادلهما بدون أهداف في الوقتين الأصلي والإضافي.

وواصل المنتخب المغربي مفاجآته بعدما تغلب 1- صفر على نظيره البرتغالي، بقيادة نجمه المخضرم كريستيانو رونالدو في دور الثمانية، لكنه اصطدم بالمنتخب الفرنسي في الدور قبل النهائي، الذي قادته خبرة نجومه للصعود للمباراة النهائية.

وكانت مباراة المنتخبين المغربي والكرواتي في مرحلة المجموعات هي الثانية بينهما على الصعيدين الرسمي والودي، حيث سبقها لقاء آخر جمعهما في بطولة الملك الحسن الثاني الودية الدولية عام 1996، حيث انتهى بتعادل الفريقين 2-2، قبل أن يفوز المنتخب الأوروبي 7-6 بركلات الترجيح.

---------

 

غدا الاثنين.. انطلاق منافسات الجولة الـ 11

من الدوري العراقي

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت لجنة المسابقات في اتحاد الكرة العراقي، أمس السبت، عن مباريات الجولة 11 للدوري الممتاز، والمقرر انطلاقها الاثنين المقبل بإقامة ثلاث مواجهات.

ويستهل تلك المباريات فريقا نادي النجف وضيفه نادي نفط ميسان على ملعب النجف الدولي عند الساعة الثانية بعد الظهر، وفي الساعة الرابعة والربع عصراً تقام مباراة واحدة على ملعب كربلاء الدولي بين فريقي نادي القاسم وضيفه نادي الكهرباء، ويلتقي في ملعب الشعب الدولي فريقا الشرطة وضيفه نادي الصناعة في السابعة والنصف مساءً.

وتتواصل المنافسات في اليوم التالي “الثلاثاء” بإقامة ست مواجهات، أربع منها في الساعة الثانية بعد الظهر، اذ يستضيف ملعب زاخو، لقاء اصحاب الارض والجمهور فريق نادي زاخو مع ضيفه فريق نادي دهوك.

ويحتضن ملعب المدينة الدولي في العاصمة بغداد مباراة فريق نادي النفط وضيفه نفط البصرة، ويواجه فريق نادي الديوانية على ملعب الكوت الأولمبي ضيفه فريق نادي الكرخ، بينما يواجه فريق نادي نوروز على ملعب الزوراء ضيفه فريق الحدود.

وعلى ملعب الزوراء أيضا يضيف اصحاب الأرض والجمهور الزوراء في الساعة السابعة مساءً فريق نادي كربلاء، وفي نفس الوقت يضيف فريق نفط الوسط على ملعب النجف الدولي فريق نادي القوة الجوية، ويختتم فريقا أربيل وضيفه الطلبة مباريات الجولة 11 على ملعب فرانسو حريري في الساعة الثامنة مساءً.

 

زيدان يرفض طلب الاتحاد الفرنسي

باريس ـ وكالات

وجه زين الدين زيدان، أسطورة الكرة الفرنسية والمدرب السابق لريال مدريد، صدمة قوية للاتحاد الفرنسي بشأن كأس العالم 2022.

ووفقا لإذاعة “مونت كارلو”، فإن الاتحاد الفرنسي وجه دعوة للعديد من اللاعبين السابقين في تاريخ الديوك لحضور نهائي كأس العالم بين فرنسا والأرجنتين، الأحد المقبل، على ملعب ستاد لوسيل.

كانت الدعوة موضع تقدير كبير من قبل الأجانب السابقين.. في الوقت الذي يحاول فيه الاتحاد الفرنسي تحسين علاقاته مع هؤلاء اللاعبين السابقين الذين ارتدوا قميص المنتخب الفرنسي.

وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن البعض رفض الحضور، وفي مقدمتهم زين الدين زيدان.

ومن المعروف أن زيدان يعد أقوى منافس للجلوس على مقعد ديديه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، حال رحل الأخير عن منصبه عقب كأس العالم.

ولا يرتبط زيزو بأي ناد أو منتخب، وصرح من قبل بأنه يحلم بتدريب منتخب فرنسا يوما ما.

 

الصفحة العاشرة

 

أحلام وكوابيس الطبقات الوسطى العالمية

آسيا الصاعدة

غوران ثيربورن*

بالتأكيد، كان مستشارو رجال الأعمال والمصرفيين أول من روّج لحلم الطبقة الوسطى. في العام ٢٠٠٧، توقع ماكنزي أن المستهلكين من أبناء الطبقة الوسطى سوف يزيد عددهم عن خمسين مليونا إلى ٥٨٣ ملايين بحلول العام ٢٠٢٥. في العام التالي، توقع غولدمان ساشس تقلص اللامساواة على الصعيد الكوني بفضل «انفجار الطبقة الوسطى العالمية». (1) وأثنت «إيكونومست» على هذا التبجح بادعائها وجود «ملياري برجوازي إضافي».

ظهرت أول نظرة عددية شاملة للطبقة الوسطى «المنتفخة» في كانون الثاني ٢٠٠٩، بقلم الخبير الاقتصادي في البنك الدولي مارتن راڤاليون الذي دافع عن تعريف لـ«الطبقة الوسطى» على أنها تضم الذين يعيش الواحد منهم على مبلغ يراوح بين دولارين و١٣ دولارا في اليوم، وقد اختير الخط الأعلى على أنه يوازي تقريبًا خط الفقر الأميركي لعام ٢٠٠٥ بناء على معدلات القدرة الشرائية – بعبارة أخرى، كانت «البرجوازية» الصاعدة تعادل المستوى الاقتصادي للفقراء الأميركيين. بناء على تقديرات راڤاليون، انتفخت الطبقة الوسطى الكونية بما يزيد على ٨٠٠ مليون نسمة بين ١٩٩٠ و٢٠٠٥.

عند إلقاء نظرة أدق، يتبين أن ٦٢٢ مليونا من أبناء تلك الطبقة الوسطى كانوا في «شرق آسيا النامية»، أي أنهم في الصين. ولكن إذا كانت الطبقة الوسطى الصينية التي ينفق الفرد منها بين دولارين و١٣ دولارا في اليوم قد «انفجرت» من ١٥ في المائة إلى ٦٢ في المائة من السكان، فإن التغيرات المشهودة في مناطق أخرى من العالم كانت متواضعة بالمقارنة.

في جنوب آسيا، ارتفع عدد الذين ينفقون بين دولارين و١٣ دولارا في اليوم من ١٧ في المائة إلى ٢٦ في المائة من عدد السكان؛ وفي أفريقيا، من  في المائة٢٣ إلى ٢٦ في المائة مع أنه في كل حالة من الحالات، كان «الانتفاخ» مركزا بالدرجة الأولى لدى ما يزيد قليلاً على الذين ينفقون دولارين في اليوم. في تلك الأثناء، كانت الطبقات الوسطى في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى قد تراجعت من ٧٦ إلى ٧٣ في المائة من السكان. (2)

إذا نظرنا من خلال عدسة ٢ - ١٣ دولارا الضيقة، يبدو نمو «الطبقة الوسطى» الآسيوية في تسعينيات القرن العشرين وفي القرن الحادي والعشرين مؤثرا بالتأكيد، ما استدعى طوفانا من الكتابات الاحتفالية. وأبرز مساهمة في ذاك الاتجاه تقرير أصدره «بنك آسيا للتنمية» العام ٢٠١٠ بعنوان «صعود الطبقة الوسطى الآسيوي» وهو هيئة إقليمية مركزها مانيلا. صدر التقرير خلال ذروة الركود الذي سببه الانهيار المالي في بلدان الشمال الأطلسي العام ٢٠٠٨، وتنبأ البيان الصحافي الذي أصدره المصرف بأن «الطبقة الوسطى الآسيوية سريعة التوسع ويقدّر لها أن تضطلع بالدور التقليدي الذي لعبته الولايات المتحدة وأوروبا بما هي المستهلك الكوني الأول فتساعد على إعادة التوازن للاقتصاد الكوني». وادعى التقرير أن المستهلكين الآسيويين سوف ينفقون ٤٣ في المائة من الاستهلاك العالمي بمجيء العام ٢٠٣٠ (3) ويمكن أن يُقرأ بين السطور أن الطبقة الوسطى الآسيوية قابلة لأن تنقذ العالم، أو أن تنقذ الاقتصاد الرأسمالي العالمي، على الأقل. فبناء على تقرير «مصرف التنمية الآسيوي»، زاد عدد أفراد الطبقة الوسطى في «آسيا النامية» – أي باستثناء اليابان – من ٥٦٩ مليونا إلى ١،٩ مليار بين ١٩٩٠ و٢٠٠٨، أو من ٢١ في المائة إلى ٥٦ في المائة من السكان. وكان تعريف الطبقة حينها بأنها الطبقة التي ينفق الفرد منها بين دولارين و٢٠ دولارا في اليوم، وقد وضع الخط الأعلى بما يقارب خط الفقر في إيطاليا. أما الفقراء، أي الذين ينفق واحدهم أقل من دولارين في اليوم، فقد تقلصوا بالتوازي من ٧٩ في المائة إلى ٤٣ في المائة من السكان. تركز معظم ذاك التحّل، ولكن ليس كله، في الصين، ذلك أن الطبقة الوسطى قد توسعت من ٢٩ في المائة إلى ٣٨  في المائة من السكان بين ١٩٩٣ و٢٠٠٥. كانت هذه الأرقام مبنية على مسوح ولكنها لم تكن متينة تماما. فالحسابات المبنية على الأرصدة الوطنية تعطي صورة مختلفة نوعا ما ولكنها لا تعدل في الاتجاه اللافت، فقد تقلصت نسبة الفقراء من ٦٩ في المائة إلى ١٧ في المائة على امتداد آسيا النامية وازدادت نسبة أفراد «الطبقة الوسطى» من ٣١ في المائة إلى ٨٢ في المائة من السكان. (4)

على أن الافتتان بالطبقة الوسطى الآسيوية لم ينتج منه أي اتفاق على حجمها الفعلي. توصلت شركة تداول أسهم صينية منذ بضع سنوات إلى تقديرات أكاديمية عن الطبقة الوسطى في جمهورية الصين الشعبية تتراوح بين ٤ في المائة و٣٣ في المائة من السكان، وهو أقل بكثير من التقدير المتبجح لـ«مصرف التنمية الآسيوي» الذي يتحدث عن ٨٩ في المائة. (5) أما «الطبقة الوسطى» الهندية، فقد تتضمن أي نسبة تتراوح بين ١٠ و٦٤ في المائة من السكان. وقد وجدت دراسة أخيرة أن ٥٠ في المائة من السكان ينتمون إلى فئة الذين ينفقون بين اثنين وعشرة دولارات يوميا. وما يثير الاهتمام أنها تضع موعد «صعود» الطبقة الوسطى بعد عقد من الزمن من الموعد الذي يحدده «مصرف التنمية الآسيوي»، ليس في تسعينيات القرن الماضي وإنما في الفترة الممتدة بين ٢٠٠٤ و٢٠١٢. أما حصة الأسد من ذلك الصعود فقد نُسبت إلى السكان الذين انتقل الفرد فيهم من إنفاق دولارين إلى ما بين دولارين وستة دولارات يوميا. (6)  والواقع أن النقاش الأكثر إثارة في آسيا عن الطبقة الوسطى الجديدة هو الذي يجري في الهند، حيث يناقش جمهور متفاوت من المثقفين لا حجمَ الطبقة الوسطى ونموها وحسب، إنما أيضا دلالتها الاجتماعية والسياسية، بالقياس إلى المشروع الوطني السياسي لـ«تغيير الهند». ترى ليلا فيرناندز أن الطبقة الوسطى تمثل «البناء السياسي لفئة اجتماعية تعمل بما هي داعية اللبرلة الاقتصادية». أما بالنسبة إلى ديبانكار غوپتا، في المقابل، فيبدو مصطلح «طبقة وسطى» على أنه مصطلح «هزيل» في الهند تحديدا لأنه يفتقر إلى أي مشروع يرتبط به: والتعويض «ترمى علينا بيانات عن الاستهلاك». (7)

أما السؤال الذي طرحه «مصرف التنمية الآسيوي» لعام ٢٠١٠ عن مدى قدرة المستهلكين الآسيويين من أبناء الطبقة الوسطى الجديدة على تعويض قصور النمو في قدرة الطبقة الوسطى الأميركية على الإنفاق — فقد أثاره الخبير الاقتصادي هومي خاراس العامل في البنك الدولي ومؤسسة «بروكينغز». استخدم خاراس تعريفا لاستهلاك الطبقة الوسطى أشمل عبورا للقارات على أنه بين ١٠ و١٠٠ دولار في اليوم، إذ تخلى فيه عن التوصيفات الطبقية المتعلقة بالديموقراطية وريادة الأعمال أو تلك التي «تسهم في تنمية رأس المال البشري» — أي أنه تخلى عن كامل سلسلة المميزات التقليدية للطبقة الوسطى — ليؤكد بديلاً منها على «ما يجعل الطبقة الوسطى تركز على الاستهلاك بنوع خاص». فتوقع ارتقاء الطبقة الوسطى الكونية من ١،٨ مليار عام ٢٠٠٩ إلى ٣،٩ مليارات بحلول العام ٢٠٣٠ فيما الاقتصاد العالمي يبدأ بالتمحور حول آسيا، التي قُدّر أنها مسؤولة عن ٨٥ في المائة من الزيادة، مدفوعة بنوع خاص بالطبقات الوسطى الهندية والصينية.(8) وإن صعود السوق الاستهلاكي الآسيوي الضخم هو بالتأكيد جزء من تحور جارٍ في الاقتصاد الكوني. على أن «طبقة وسطى» و«فقر» ليسا دالّين بلا مرجعية يمكن تسخيرهما عشوائيا لخدمة أي غرض، فقد لفت جون ويست، الخبير الاقتصادي الذي يتخذ طوكيو مركزا له، إلى التشوهات الناجمة عن النقل الواعي أو غير الواعي للدلالات الغربية التاريخية لما يشكل موقع «الطبقة الوسطى» إلى الأمم الشرقية المعاصرة، ما يؤدي إلى ما يسميه «مجتمع الطبقة الوسطى الآسيوية خرافة». (9)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش

1.Eric Beinhocker et al., ‘Tracking the Growing of India’s Middle Class’, McKinsey Quarterly, no. 3, January 2007; Dominic Wilson and Raluca Dragusanu, ‘The Expanding Middle: The Exploding World Middle Class and Falling Global Inequality’, Goldman Sachs Global Economic Paper, no. 170, 2008.

2.Martin Ravallion, ‘The Developing World’s Bulging (but Vulnerable) “Middle Class”’, World Bank Working Paper no. 4816, 2009, Table 3 and p. 17.

3.Asian Development Bank, ‘The Rise of Asia’s Middle Class’, in Key Indicators for Asia and the Pacific 2010, August 2010, part 1.

4.Asian Development Bank, Key Indicators for Asia and the Pacific 2010, Tables 2.1, 2.6 and 2.2.

5Li, The Rising Middle Classes and China, Table 1.

6.Sandhya Krishnan and Neeraj Hatekar, ‘Rise of the New Middle Class in India and Its Changing Structure’, Economic and Political Weekly, 2 June 2017, esp. Figure 1a, Table 2. The low (‘scheduled’) castes experienced an uplift, while the relative advantage of Hindus over Muslims remained about the same (Table 3).

7.Leela Fernandes, India’s New Middle Class, Minneapolis 2006, p. xviii; Dipankar Gupta, The Caged Phoenix: Can India Fly?, New Delhi 2009, p. 83

8.Homi Kharas, ‘The Emerging Middle Classes in Developing Countries’, oecd Development Centre Working Paper 285, 2010, pp. 10–11, 38.

9. John West, Asian Century on a Knife-edge, London 2018   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أستاذ علم اجتماع سويدي، يدرّس في جامعة كمبريدج، إنكلترا. له عدة مؤلفات عن البنية الطبقية للمجتمع ووظائف أجهزة الدولة والأيديولوجيا ومابعد الماركسية.

مجلة «بدايات» – العدد 35 – 2022

--------------

 

ديمقراطية استبدادية

دراسة: تزايد الاستياء ضد الأقليات في شرق المانيا

روبرت دي. ماير

ترجمة: رشيد غويلب

دراسة الاستبداد الجديدة الصادرة عن جامعة لايبزيغ الألمانية يمكن أن توقظ في لمحة خاطفة جدا. الدراسة التي تصدر كل عامين منذ عام 2002، والتي كانت تعرف باسم «دراسة الوسط»، تبين كيف ينظر السكان إلى الديمقراطية ووجهات النظر اليمينية المتطرفة. وهي معاينة  طويلة المدى للتطورات على مدى العقدين الماضيين. والنتيجة المركزية للدراسة لعام 2022: لم يعد التطرف اليميني الكلاسيكي، وفق المشرفين على الدراسة أوليفر ديكر وإلمار بريلر، مرتبطا بأيديولوجية النازية الجديدة. تبلغ نسبة الذين يلتزمون بوجهة نظر يمينية متطرفة مغلقة 2 في المائة فقط. والتراجع واضح بشكل خاص في شرق ألمانيا، حيث كانت النسبة 10 في المائة في عام 2020. لقد انخفض التأييد لعناصر اليمين المتطرف الداعم للدارونية الاجتماعية (تطبيق المفاهيم البيولوجية للانتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح على علم الاجتماع والسياسة - المترجم). وهذا خبر جيد، كما يقول ديكر، لكنه يمثل نصف الصورة.

لقد بين الباحثان مرارا، بما في ذلك في الدراسة الجديدة، «أن التهديدات للديمقراطية لا تنبع من» أطراف المجتمع المتطرفة «، بل من انتشار الاستياء والنزعة الاستبدادية في» مركز «المجتمع». ولا تقتصر مفاهيم عدم المساواة والأيديولوجيات العرقية القومية على أطراف المجتمع، ولكن يمكن العثور عليها في جميع الفئات الاجتماعية».

وهذا ما أكدته الدراسة الجديدة أيضا. يحذر بلير: «في حين أن عناصر الأيديولوجية النازية الجديدة نادرة، إلا أن الاستياء من أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم» مختلفون «قد ازداد». شرق وغرب المانيا يتطوران بشكل مختلف تماما. على سبيل المثال، انخفضت نسبة «المواقف المعادية للأجانب بشكل واضح» في غرب المانيا بشكل طفيف من 13.7 إلى 12,6 في المائة، مقارنة بالدراسة الأخيرة، وارتفعت هذه المواقف من 27.8 إلى 31 في المائة في شرق المانيا الآن.

تكشف نظرة فاحصة للإجابات المقدمة كيف يحدث هذا التباين. 40 في المائة من هؤلاء يتفقون مع الرأي القائل بأن ألمانيا «يسود فيها الكثير من الأجانب»، في حين أن 23 في المائة فقط من الألمان الغربيين يتبنون  ذلك. والاختلافات في رفض المسلمين واضحة كذلك. في شرق ألمانيا، يطالب قرابة 46 في المائة من المشاركين في الاستطلاع بأنه «يجب منع المسلمين من الهجرة إلى ألمانيا»، بينما لا يفعل ذلك حتى واحد من كل أربعة أشخاص من المشاركين في غرب المانيا. وتكون الاختلافات أوضح عندما يتعلق الأمر بمعاداة الغجر.

أكثر من نصف الألمان الشرقيين «لديهم مشاكل إذا بقي الغجر» في مناطقهم، وتبلغ النسبة بين الألمان الغربيين قرابة 35 في المائة. يمكن رؤية إحدى نقاط القوة في المسح طويل الأمد في النتائج المتعلقة بمعاداة الغجر والمسلمين: تُظهر البيانات أن هذه المعاداة في انخفاض في غرب المانيا منذ سنوات، في حين أن الوضع في الاتجاه المعاكس في الشرق.

وبالمقارنة، ما هو جديد نسبيا التركيز المتزايد للدراسة على المواقف تجاه التمييز على أساس الجنس ومعاداة النسوية؛ تم توسيع نطاق الأسئلة مؤخرا. في الشرق، وافق قرابة 31 بالمائة من المستطلعين على أن «النسوية تعطل الانسجام الاجتماعي والنظام»، في حين كانت النسبة في الغرب 20 في المائة تقريبا.

تبدو النتائج المتعلقة بتقييم الديمقراطية متناقضة. وفقا للدراسة، فإن الموافقة على شكل الدولة الحالي أعلى من أي وقت مضى، اذ تبلغ النسبة في عموم المانيا 82 في المائة، اما في الشرق فان النسبة أعلى قليلا. ويوافق نصف المشاركين في الاستطلاع على الممارسة الديمقراطية اليومية فقط، ويؤيد قرابة 74 في المائة ما يلي: «في كل الأحوال، ان أناسا مثلي ليس لديهم تأثير على ما تفعله الحكومة». وفقا للمشرفين على الدراسة، يمكن أن تستند السياسة الفيدرالية وسياسة الولايات إلى موافقة واسعة، بينما يتم في نفس الوقت، في اوساط واسعة من السكان قبول «مشاعر العجز والقيود المفروضة على حياتهم». ويحذر ديكر من ان هذا يؤدي إلى ارتفاع عدوانية الاستبداد ضد الفئات الاجتماعية التي يُنظر إليها على أنها مختلفة: «تشير الزيادة المتزامنة في معاداة النسوية والسامية وكراهية المسلمين والغجر إلى حراك في الدوافع وراء المواقف المعادية للديمقراطية، وليس الى تعزيز الديمقراطية».

يقول جان فيليب ألبريشت، رئيس مؤسسة هاينريش وبول (مؤسسة تابعة لحزب الخضر- المترجم)، التي تنشر الدراسة شراكة مع مؤسسة أوتو برينر (مؤسسة تابعة لنقابة عمال المعادن- المترجم): «تُظهر الدراسة أننا بحاجة إلى عمل تأهيل ديمقراطي ملتزم من أجل ديمقراطية ليبرالية متنوعة». ويحذر: «يجب ألا نعتاد الأفكار الاستبدادية».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن: جريدة «نيويز دويجلاند» الألمانية - 9 تشرين الثاني 2022

-------

 

جوديث بتلر

في معنى الإخضاع

في عام 1997، نشرت المفكرة الأميركية جوديث بتلر كتابا تحلل فيه النحو الذي تعمل من خلاله السلطة للهيمنة على «رعاياها». الحديث هنا عن «الحياة النفسية للسلطة: نظريات في الإخضاع». لكن على أهميته، لم يحظ هذا الكتاب بما يفيه حقّه من الاهتمام حين صدوره.

وربما يعود السبب إلى أن العمل صدر بين دفعة من الأعمال التي خصصتها بتلر في التسعينيات لقضايا الجندر والهوية والجنس والجسد، وقد خطفت هذه الكتب الأضواء، تاركة تحليل المؤلفة للهيمنة والإخضاع في الظل نسبياً.

عن منشورات «أمستردام» في باريس، صدرت حديثا ترجمةٌفرنسية لـ»الحياة النفسية للسُلطة: نظريات في الإخضاع»؛ وكانت الترجمة الفرنسية الأولى لهذا العمل قد صدرت عام 2002.

الهدف الأساسي في عمل بتلر هذا هو تفكيك الازدواجية التي تقوم عليه السلطة، والتي تسمح لها بالبقاء، بل وتسمح لها بأن يدافع عنها من هم مقهورون بسببها أحياناً، كما هو شائع في بعض شعوب منطقتنا التي تنافح عن مستبديها.

وترى بتلر أن العلاقة بين الذات والسلطة لا تتمثل فقط في خضوع الأولى للثانية فحسب، بل وكذلك في أن السلطة تتحول إلى شرط وجودي للذات. لكن ما يحدث، كما تحلل صاحبة «الذات تصف نفسها»، هو أن ينسى الفرد هذا الإخضاع، بل وأن ينكره، ضمن عملية نفسية واجتماعية مركبة تُتوج بتحوله إلى «ذات» مستقلة.

وكما سبق للفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو أن فعل، تنطلق بتلر في تحليلاتها من باب لغوي، حيث التداخل في الإنكليزية، كما في الفرنسية، بين مفهوم الذات (subject)  والإخضاع  (subjection)، الذي يعني حرفياً «التذويت»، أو عملية صناعة الذات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«العربي االجديد» – 2 كانون الأول 2022

 

الصفحة الحادية عشر

نُجومٌ يغازلها الّليل

خالد الحلّي

“في ثقافية الخميس نشرنا نقداً لديوان “مطر عاطر” لخالد الحلي ضمن زاوية “ديوان وشاعر” وتعذر نشر هذه القصيدة الجديدة للشاعر”.

كانَ الجميعُ في ليالي الصيفِ يصعدونْ*

إلى سطوحِ دورِهمْ

وقبلَ نومِهِمْ

يراجع الكبارُ  ما مَرّ  بِهِمْ

وما الذي يُمكِنُ أنْ يأتي لَهُمْ

في غدِهِمْ

كان الصغارُ  يَحْلُمونْ

بأن يَعِدّوا ما يستطيعونَ من النجومْ

فيبدأ العَدُّ

ولكنْ كلَّهم بالعَدِّ يفشلونْ

فتأخذُ الظنونُ بعضَهُمْ

و بعضَهُمْ في الوهمِ يَسْبَحونْ

فيَحْسِبونَ الّليلَ كلّما             

يقتربُ الفجرُ  مِنَ البُزوغْ

يغازلُ النجومْ

يُسْمِعُها همساً رقيقاً حالما

لكنّها تروغْ

تهربُ منه عندما

يستيقظُ الفجرُ 

فتمضي باسمةْ   

لتنفقَ النّهارَ  نائمةْ

وَهْيَ تغنِّي حالمةْ

للصحو  وقتُهُ

وللمنام وقتُهُ

وإنّني

أبُصِرُ  في النومِ الضّياءَ كلَّهُ

------

 

العالم رواية

في رواية «نساء» لبوكوفسكي

والضياع في المجتمع الأمريكي

محمد الأحمد

رواية “نساء” للكاتب الأمريكي من أصل ألماني “تشارلز بوكوفسكي” من بين الروايات المهمة في الأدب العالمي، لا لأنها تدخل في حالة الضياع، وتحلله وتكشف بواطن العلاقات بين افراد المجتمع الامريكي، المتمثلة بالصورة الحسيّة وانما من أجل أن تحلل المعنى الشمولي للضياع الشخصي، وترسم ابعاده بكل وضوح لتعطي القارئ انطباعا عن حقيقة انتماء الانسان، والذي هو على الدوام بحاجة الى نهج قويم في حياته يسدد اليه الخطى، ويمضي تحت نيره كالخط المستقيم الى هدفه، بوازع أخلاقي لا يكتنفه الغموض.

في هذه الرواية الجريئة يواجه القارئ عدة وجوه لنساء منتهكات، قد غدر بهن دهرهنّ وجعل كل منهنَّ تعلن عن وجودها الاجتماعي في لحظات هزيمتهنّ الفردية خاصة.. النساء اللاتي تأرجحت بهنَّ الحياة وأبعدتهنَّ عن آمالهنَّ في العيش الكريم، وطموحاتهنَّ في الاستقرار الرغيد.

وجوه احتاجت الى تحليل واعٍّ مدرك لما يعنيه التشتت والضياع الذي بات سمة رئيسة في هذه الرواية البديعة. حيث كان الروائي عارفا بحدود شخصياته وتوجهاته والتعبير عنها بسرد واضح ينمّ عن قدرته في تنظيم عمل يمتاز بتقديم معلومات دقيقة عن تلك الترابطات وبين ماهية العلاقات التي تربط الطرف الآخر كشريك في الحياة. وغالبا ما نعهد كتاب الرواية الكبار يجيدون اقتناص تلك الدقائق من الحياة، ويعرضونها بوضوح امام القراء، لا تخلو من النظرة الثاقبة. كلما كانت الملاحظة دقيقة، فأنها سوف تشمل الإنسانية جمعاء. خاصة الأدباء الذين يعكسون تجاربهم الشخصية في رواياتهم، ويدقّقون في العلاقات القريبة باحثين بوعي عن الأنموذج الأمثل للغاية التي تجعل أعمالهم على أكمل وجه. حيث التجربة الشخصية في الرواية هي التي تجعلها أكثر غنى من عالم الخيال، والأكثر ابداعا من ذلك مزج الشخصي بالخيال حتى يمنح الرواية تقانة العمق المعرفي بمجريات الموضوعة التي يعملون عليها، وسوف تكتسب بعداً يضاف الى رصيدها الابداعي.

عاش “بوكوفسكي” (1920-1994)، يقاسي من مرارة الوحدة في وقت يريد ان يتفرغ للكتابة بوصفها مشروع حياته، وفرض عليه ذلك الالتزام بالكتابة ان يعيش وحدته المطلقة مع عالم مزدحم بالشخصيات التي تحضر من الخيال حتى تشاركه المكان، والحياة الافتراضية التي يعيشها. هناك علاقات شخصية اخترعها لنا ليبدد مشاعره تجاه تلك الوحدة التي كان يشكو منها ككاتب متوحد مع عمله الفكري. ان حياة الكاتب غالبا ما تغصّ بالحيوات الانسانية التي تساكنه ذهنه، وتزاحمه كل تنفسه. وهذه الرواية محورها  كاتب- الكاتب نفسه وعلاقته المباشرة مع الناس حيث كان يعمل ساعي بريد أكثر من تسع سنوات، وقد تعامل إنسانيا مع الاف الشخصيات الحيّة التي يستفيد منها، وجعلها شخصيات خيالية، ثابتة على صفحات روايته.

حيث وجد المؤلف ضالته في شخصية “ليديا” كل مبتغاه ليحقق من خلال متابعتها بؤرة روائية استطاع منها ان تكون صورة نسائية شاملة تمثل شريحة اجتماعية واسعة، تخترق التفكير الرجولي بحضورها الباذخ، والمعبر.. تصاحبه مشاويره، وتشاركه نزواته. اذ كانت على قدر كبير من الجمال، ولكنها – مثل بطل الرواية - مدمنة كحول، وفتاة استعراض سابقة، حيث بقيا ينتقلان معا من نُزُل إلى آخر، ودائما يطردان بسبب الشجار والسكر، وذلك لعدم دفع الإيجار، وامتد معهما مشوار التشرّد والضياع، على اغلب صفحات الرواية، وكما تقول سيرته التي كتبها بنفسه: (ولد بألمانيا لأم ألمانية تدعى “كاثرينا فيت” التي تزوجت من “هنرتش بوكوفسكي” الجندي الأمريكي من أصل “بولندي” والذي هاجر بعائلته عام 1880م، إلى “أمريكا” واستقر فيها. كان شابا خجولا ومنعزلًا اجتماعيا بسبب إصابته بحالة متفاقمة من مرض حب الشباب، وكان أطفال الحى يسخرون من لكنته الألمانية وملابسه التي كان والده يجبره على ارتدائها، وأدمن في شبابه المبكر على الخمر، وقد كتب لاحقا واصفا حالة الإدمان المزمنة التي أصابته “الكحول رافقني لفترة طويلة جدا” واصفا بداية إدمانه (كانت السبب والطريق الذي افاد منه للتوصل إلى تفاهم أكثر ودي بشأن حياته)،  وكذلك تسبب ذلك الإدمان بعدم التحاقه بالتجنيد الالزامي وجعله ذلك يتأخر عن تحصيله الدراسي، ولما قبض عليه ودخل السجن عاود إكمال تلك الخدمة حتى أنهى تلك الازمة وتمكن من الالتحاق بمدرسة “لوس انجلوس العليا”، مع دورات في الصحافة والفن والأدب في أوائل عام 1950م حصل على وظيفة في الخدمة البريدية في الولايات المتحدة الأمريكية تعرض لصدمة نفسية بسبب وفاة “جين بيكر كوني”، حبيبته الأولى وأعظم حب في حياته، وقد حول “بوكويسكي” الدمار داخله إلى سلسلة من القصائد التي تنعي وفاتها.

الرواية بترجمة “شارل شهوان” صادرة عن دار الجمل في 536 صفحة من القطع المتوسط، نقلت الينا تفاصيل مهمة من علاقات تناولتها الرواية بطريقة حسيّة، بترجمة أمينة تستحق الإشادة، حيث لم تستثن الكلمات البذيئة التي جاءت على لسان الشخصيات التي كانت تتحدث عن موبقات لا يقبلها مجتمعنا، ولا مقص الرقيب العربي. علاقة بطل الرواية بتلك النسوة جعلت المتن الروائي يفترش فضاء من العلاقات التي لا يستطيع ان يتحدث عنها الكاتب العربي مثلما خاضها “بوكوفسكي” حيث لا تسمح طبيعة المجتمع الكشف عنها وان كانت غربيّة. (العلاقات الإنسانية غريبة. أعني، أنك تكون مع امرأة لفترة، تأكل وتنام وتعيش معها، تحبها، تتحدث إليها، تذهبان إلى الأماكن المختلفة معا، ثم يتوقف الأمر. ثم تأتي فترة قصيرة لا تكون فيها مع أي أحد، ثم تأتي امرأة أخرى، وتتشارك معك، ويبدو كل شيء طبيعيا، وكأنك كنت تنتظرها وهي تنتظرك. لم أشعر بحال طيب وأنا وحدي، في بعض الأحيان يكون الأمر حسنا، ولكني لا أشعر بحال طيب أبدا- الرواية).

اعتمدت الرواية بشكل عام على الابتزاز الأخلاقي، والذي لا تكتمل اركانه الا بين جدران تلك المجتمعات المفتوحة بتفاصيل العولمة، وما فرضته “المافيا” على الفنان العظيم الخالد “فرانك سيناترا” لكي يروّج في حفلات أغانيه، عبر مشاهد شرب “الويسكي” و”السيجار المستورد” من على خشبة المسرح بحجّة كسر القيد، ولكنه فرض بغية الدعاية مقابل مساعدته للحصول على أول بطولة لفيلم في حياته الفنية، وهي التي دفعت به الى الشهرة، رواية “العراب” المهمة جدا لكاتبها الأمريكي الإيطالي الأصل “ماريو بوزو”. حول المافيا التي لا تقدم خدمة الا مقابلها خدمة لصالحها.

لذلك بدت رواية “نساء” تشبه مذكرات عن ملاحظات دقيقة عن عدة عاهرات يغزوَّن حياة بطلها السكير المدمن على الشراب، الذي يذكر شرابه بامتداد صفحاتها. فما أن ترمي حجر في بركة حتى يصبح ذلك الحجر مركزا أمامك لدوائر متسعة حتى تنتهي، او تظن انها انتهت، ولكنها تبقى تتسع مع ارتطام الحجر بوجه الماء فقد أحدث اهتزازا جعلها تستمر بالاتساع حتى وان كنت لا ترى اتساعها اللامتناهي. كما كانت تقول “اليف شفاك” عما تفتتح به الروايات المهمة. هذا الاحتدام يحدث تقريبا عندما يشرع المرء منا بكتابة رواية، وتبقى تلك الكلمات الأولى هي الحجر الذي ترميه في بركة ماء موجودة على سطح الذاكرة، تلك التي تجمعت فيها القطرات وامتلأت لتصبح بركة تودّ لو تلقمها حجر، وما ان يحدث ذلك حتى تتورط بتلك الدوائر المتداخلة الى ما لانهاية.

وسوف نكتشف ان حالة “هنري” بطل الرواية الشاعر والصحافي تعجّ حياته بالفوضى واللا تنظيم، ويكتب بإرتجال وعفوية تقوده الحياة الى أمرأه تبقى بصحبته، وبواسطتها تتسلسل علاقاته مع نساء اخريات، يخوض بهن صفحات لذته، لأجل ان يعطي للقارئ صورة بالغة الوضوح عن تلك الطبيعة للنسوة الأمريكيات، وأبرز انشغالاتهن بما يأتي اليهن من لذّة عابرة، وإقامة عدة علاقات حميمة عابرة مع رجال عابرين. (وكنت أحاول أن أصير كاتبا. كنت خائفا وكنت أشرب أكثر من أي وقت مضى. كنت أحاول كتابة روايتي الأولى. كنت أدخن السيجار الرخيص وأدق على الآلة الكاتبة وأشرب وأستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية من الراديو حتى الفجر. وضعت لنفسي هدفا ان أكمل عشر صفحات كل ليلة.

لبوكوفسكي كتب اخرى منها: “الاحتراق في الماء، الغرق في اللهيب”: قصائد (1955-1973)، “الحب كلب من الجحيم: قصائد (1974-1977)، “رواية: سيقان، أرداف، وما خلفها” (1978)، “رواية: هوليود (1989)، “رواية: شرارات (1983)، “حرب طوال الوقت: قصائد 1981-1984، “رواية الليلة الأخيرة للأرض 1992، “رواية مكتب البريد 2014”.

---------

 

الطوق

رويده توفيق

إنهُ يوم قائظ أخر يمر علينا في سفح  هذا التل ، حيثُ ترفضُ الشمس أن تغادرنا بلهيبها الذي يمتدُ حتى يلتهمَ الظل الذي يسكن زوايا البيوت  المتاخمةَ للصخور البيضاء التي تلمع  تحت زرقة السماء.

تملكني الخوف منذُ أن ظهرَ ذلك الرجلُ في باحة دارنا الذي يدعي انه ابن عمي مع والده وقد جاء طالبا يدي ذات عصيرة، أسميت ذلك اليوم (الاربعاء   المشوه ) لان أفكاري أصبحت تتداعى مثل رماد طائر فوق وجه الماء.

في  الليل جعلت كتبي وسادة لي  لعلني أحظى ببقايا أحلامي في ان أُكمل دراستي الجامعية التي طالما ذهبتُ في غمرة من الاحلام،  حين نمر بالقرب منها أثناء  زياراتنا للمدينة  حيث أبقى أحملق في الرقعة الكبيرة التي وضعت فوق البناية العالية. كم يتملكني شغف و كم طارت أفكاري وتطلعاتي الى البوابة التي يدخل منها الطلاب حتى الحرس الذين يقفون بالقرب من البوابة أراهم يبتسمون الكل سعداء هناك من يدخل تلك البوابة أو يخرجُ منها  ، وحين نعبر بسيارة والدي من أمام الجامعة  تبقى عيناي معلقتان ترصدان كل الجمال الذي تخفيها تلك البوابة خلف أسوارها حدائق ومصطبات خصصت لجلوس الطلاب، المكتبة الشاهقة،  ويعود طائر أحلامي ادراجه الى مدينتي الصغيرة ودكان العم حسن القريب من مدرستنا حيث يجتمع الاطفال  مثل الذباب  حوله ، ثم ندخل زقاقنا الصغير يُخرج أبي مفتاحه الحديدي ويفتح الباب الخشبي القديم لقد ورث أبي دار أبيه وأجداده ،فهو بيت قديم مدخله  مزين بأعمدة من الحلان القديم التي نقشتْ الطحالب عليها رسوما باللون الاخضر الداكن  ،وتغزو الرطوبة قواعدها التي إرتمت فوق ارضية صلبة من الاحجار القاسية  تطل  الشرفات  الحجرية العالية للناظر ما أن يدخل الى باحة الدار.

تجلس أختي  الصغيرة  التي تعاني  من آلام في عينيها فهي لا تقدر على تمييز الاشياء بصورة جيدة، تقدمني أبي الى باحة الدار كنت أمشي خلفه بهدوء رفع  الطفلة من الأرجوحة ولكنها تميز صوته وكذلك صوتي ، نادتني امي.. أنها تشعر بنا حتى إني ظننت انها تشعر بعطري، وحتى أفكاري التي ترجف مثل أوراق الخريف.مضى أسبوع وعلى والدي ان يجيب طلب عمي وأبنه الضال  الذي اهتدى الى بوابة بيتنا بعد قطيعة طويلة بين الاسرتين

كيف ساغادر  بيتنا ؟ والى اين ستكون وجهتي،  الى رجل لا أعرفه انه مجرد قريب!

تسلل جواب غريب الى رأسي  كأنه أفعى  تسعى وقد سقطت من شجرة المعرفة المحرمة.. لماذا لا نرفض طلبه ؟ ظننت ان والدي سمع فحيح  تلك الافعى المجلجلة في رأسي او سمع حفيف تلك الاوراق التي كانت تتدلى  في أعلى شجرة في قمة رأسي

ولكن استجابتي الجسدية كانت أسرع حين امسكت يد أبي  كانت أصابعه قوية وكفه كبير الحجم حين صفعني لأول مرة وأنا في السابعة من عمري حينها كنت ألعب مع صبي صغير  في الزقاق. يومها سرقت طفلة من جيبي خرزاتي  الملونة  ومن وقتها لم أخرج من البيت فقط الى المدرسة القريبة من بيتنا يومها عرفت ما هو الممنوع حتى اني تركت دراجتي لأبن عمتي البكر.

تعرق كف يدي وأنا أضع اصابعي وسط كفه وأسحبه الى فمي  وأطبع قبلة العرفان. كانت حركة غير مدروسة او أني لم أحسن إختيار الوقت المناسب وضعت يده على جبيني في تلك اللحظة امتلكني رعب   أنه كابوس مخيف أردت ان أفلت من أفكاري كيف سأبلغه بإني سأرفض طلب إبنُ أخيه هل سيصفعني من جديد؟ أم يهددني بالموت ؟ او ماذا يا ترى..

أشعر بالخذلان مثل طوق يقيد أجزاء جسدي وأنا مرتبكة أمام عينيه  الحزينتين  أعتدت ان أرى تلك النظرة الحزينة في عينيه منذ زمن بعيد ،حين رحلت أمي منذ ان أنجبت مريم.

تلاشت  شجاعتي  القليلة أمام كبرياء جبينه وهو يتكئ على  الجدار  لقد شعرت لوهلة ووجهي يغوص في كفيه بأني فقدت إرتباطي بالأرض وأصبحت فقاعة كادت أن تتلاشى في أثير الهواء الساخن تصبب العرق من كل مسامات جلدي .

لقد اربكتني تلك النظرة وهو يرفع يده ويضعها  فوق رأسي ويمسح على  شعري  إقتربت أختي الضريرة مثل هر بائس  نحوي ثم أفلت يد والدي وتركتها عادت الى حجره ،وقفت أمامه كانت الأرض تحت قدماي تهتز ، وصوتي يرتجف ، ويداي ضائعتان أجلس أبي أختى مريم في حجره ،قلت له بعد عناء أنا أرفض…..ثم توقفت وتلعثمت  كان صوتي خائفا مذعورا ووجه أبي ثابت قال :ماذا تعنين ؟ساد صمت بيننا قاطعته صوت  مريم وهي تطلب منه ان يرفعها في الهواء عاليًا.حملها بيد واحدة رفعها إلى الأعلى كانت تضحك ،قهقهت بصوت عال ،إبتسم أبي  أظن أنه يراوغ قلقي ولابد أنه مستعد لكل المفاجأت..  أردت  ان أبكي..

في لحظة عجولة انفرجت  البوابة   عن خيال أمي رأيت شالها الأزرق يلوح ويطير تعكسه الشمس فوق الشرفة الرخامية المهجورة لقد كان مثل أجنحة السنونو يطير عاليا سمعت صوتها تنادي مريم لقد منحني صوتها هدوءا وسلاما وكأنه نسيم يلتف حولي..

--------

 

هواء بحجم القبعة

حيدر حاشوش العقابي

اخبرني عندما تنتهي

من رحلة تشردك

اخبرني عن عقارب الساعة

وكيف تعطل سياجها الحجري،

وكيف حملقت بومة بوجه القمر

لتسرق منه صلاته…..

اخبرني

عندما تريد ان تشتهي انثاك

لامنحها على طبق من عويل….

تعجلت الرحيل

لم اتعجل الرحيل

كان بفمي قنبلة سرقتها

من صاحب دكان….

كان يسمع حضيري ابو عزيز

وهو ينوح

هل ناحت الارانب عند نقطة تقاطعك انت…

حينما كنت مشغولا باحصاء نجيمات النرد

الذي في يديك…

من يعود لك

انت…. ؟

النادل العبقري الذي سرقني ومضى

ام الحاكم القروي الذي حمل سهوا

قبعة الماء ليقول لي…

انحني كي اقبل راسك من مؤخرته

شوهتنا الحرب

ورجنا سالمين……

وعدنا كما كنا نظن….

ننظم احلام البحيرات

وانغام التوت والزعفران….

كلنا نيام الآن

ساعة الجدار….

والقبعة

والنادر

وصاحب الدكان

والقنبلة….

---------

 

نصفهُ الآخر

إنهاء الياس سيفو

انا ذاك المعتم من وجه القمر

النصف الذي يعرفُنا

ولا نعرفه ..

يراقبُنا حين نُبدل بالعري ما يستُرنا

نمضي الى سرير الخيبات

ويبقى وحده..

عالقًا في الظلمة

وبيننا عهدٌ..

أن لا يبوح بما أشعلَ النار فينا..

يولد..

ونولد معه

نحن الذائبون في وهجه

وهو المارد حولنا..

يتوغل في أيامنا..

حين ننطفئ..

ويوصينا أن العشق درس واحد

لا يحتمل التكرار..

ونحن تعِبَ فينا السؤال

أين تراه نصفك الآخر..

وأيّانا فيه..

الصفحة الثانية عشر

 

في بيت شيوعيي البصرة

طريق الحرير متغيرات جيوسياسية عراقية ودولية

البصرة -  صلاح العمران

ضيف «ملتقى جيكور» الثقافي في البصرة، الثلاثاء الماضي، الكاتب باسم حسين غلب، الذي تحدث عن كتابه الجديد «طريق الحرير.. متغيرات جيوسياسية عراقية ودولية»، بحضور جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين.

أدار الجلسة التي احتضنتها «قاعة الشهيد هندال» في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، د. يسر الفرطوسي، مستهلا إياها بتقديم سيرة الضيف.

وقال أن باسم غلب عضو نقابة الصحفيين العراقيين ومدير قصر الثقافة والفنون في البصرة ومدير تحرير جريدة «البصرة» الثقافية، وله سبعة كتب صادرة حول تراث البصرة وثلاثة أخرى تحت الطباعة. 

بعد ذلك تحدث الضيف عن كتابه الجديد، مشيرا إلى أنه يلقي الضوء على واقع دولة الصين منذ ما قبل الميلاد وعلاقتها بالمنطقة العربية والعراق، وتبادلها السلع التجارية مع الشرق الأوسط.

وأوضح أن الكتاب يتحدث عن «طريق الحرير» الذي يعد طريقا تجاريا متشعبا استطاعت الصين عبره التواصل مع أوربا وأمريكا والدول النامية، مبينا أن الكتاب تناول قضايا تاريخية تتعلق بهذا الطريق، واستعرض أحداثا وقعت فيه قبل ألفي عام. 

وفي سياق الجلسة قدم الكاتب والإعلامي صلاح العمران نبذة تعريفية عن «طريق الحرير»، والذي كان في بدايته عبارة عن شبكة طرق بين القرى والمدن الصينية ليتطور في ما بعد ويمتد إلى خارج الصين، ويتحول إلى طريق للتبادل التجاري بين الشرق والغرب.

وأوضح عمران أن تسمية هذا الطريق بـ «طريق الحرير»، جاءت لأنه كانت تنقل عبره بضائع وسلع ثمينة، مثل الحرير والمجوهرات.

الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين، كانت له هو الآخر مداخلة تناول فيها التطور الذي طرأ على التجارة والصناعة في الصين، حتى استطاعت هذه الدولة الدخول إلى الأسواق الغربية، ما جعل الأمريكان يستخدمون مختلف الأساليب لمنعها من الدخول إلى الشرق الأوسط.

وتحدث حسين عن زيارة رئيس جمهورية الصين بينغ أخيرا الى السعودية، وعن الاجتماعات التي عقدت بينه وبين دول الخليج، لافتا إلى أن الصين أصبحت من ناحية التطور الصناعي والتجاري دولة لا يمكن الاستهانة بها وتجاوزها، وان أمريكا لم تترك وسيلة إلا واتخذتها لمنع التطور الصيني، بدءا من زيادة التعرفة الكمركية على البضائع الصينية وصولا إلى التحديات العسكرية.

هذا وساهم في الجلسة أيضا كل من الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري والسادة سامي سعيد الشماسي وناظم المناصير وبهاء شياع.

وفي الختام، قدمت هدية تذكارية إلى الضيف من راعي «دار الأدب البصري» زكي الديراوي، فيما وقّع هو من جانبه نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.

 

«الرسم بالضوء» في كربلاء

كربلاء – سلام القريني

في مناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 كانون الأول، أقام قصر الثقافة والفنون في كربلاء، معرضا فوتوغرافيا تحت عنوان “الرسم بالضوء”.

المعرض الذي شهد افتتاحه حضور جمع غفير من المثقفين والفنانين والأدباء والناشطين، إضافة إلى وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، ضم 40 لوحة فوتوغرافية جسدت الحياة العامة في مدينة كربلاء والمعالم التراثية والمهن الشعبية والأزياء والطقوس المعروفة في المدينة.  وشارك في المعرض خمسة فنانين فوتوغرافيين، هم كل من رحيم السيلاوي وكاظم ياسر وعمار الخالدي ومحمد الصواف وضياء عزيز.

وفي حديثه لـ “طريق الشعب” التي كانت حاضرة في المعرض، ذكر مدير قصر الثقافة والفنون خالد الجبوري، أن “هذا المعرض يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، واحتفاء بذكرى انتصارات قواتنا المسلحة على تنظيم داعش الإرهابي”.

ولفت إلى أن المعرض تخللته جلستان حواريتان، الأولى للقاص جاسم عاصي تحدث فيها عن تاريخ مدينة كربلاء، والأخرى للباحث حسن عبيد عيسى، ألقى فيها الضوء على تراث المدينة. وحظيت أعمال المعرض باهتمام الحاضرين وتفاعلهم، وتركت فيهم انطباعات إيجابية. إذ قال أحدهم لـ “طريق الشعب”، أن “الكاميرا عين الفنان الفوتوغرافي، ولكل فنان فلسفته الخاصة في التعبير عن رؤاه”، مضيفا أن “الصورة الفوتوغرافية توثق جوانب مختلفة مهمة من الحياة، خصوصا في كربلاء الزاخرة بالصور”. 

 

 

«طريق الشعب»

في أيدي الكرّاديين

بغداد – طريق الشعب

نظمت لجنة جمال الحيدري الأساسية – اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، الخميس الماضي، جولة راجلة في منطقة الكرادة داخل.

ووزع المشاركون في الجولة على المواطنين وأصحاب المحال التجارية نسخا من «طريق الشعب». كما تبادلوا معهم الحديث حول الأوضاع السياسية الراهنة في البلد وموقف الحزب منها.

 

د. حميد حسون

يستعرض كتابه الجديد

بغداد – طريق الشعب

ضيّف “ملتقى روّاد المتنبي” الثقافي، الجمعة الماضية، د. حميد حسون نهاب الذي استعرض كتابه الجديد “المرجعيات الاجتماعية وأثرها في تأسيس الدولة العراقية المعاصرة – باقر السيد أحمد الحسني أنموذجا”.

حضر الجلسة التي التأمت على “قاعة حسين علي محفوظ” في المركز الثقافي البغدادي، جمع من المثقفين والأكاديميين والمهتمين في الشؤون السياسية والتاريخية. فيما أدارها الإعلامي عامر عبود الشيخ علي، وافتتحها مقدما السيرتين الذاتية والأكاديمية للضيف.

وفي معرض حديثه، تناول د. نهاب الجذور الاجتماعية للسيد باقر احمد الحسني، ونسبه ونشأته في مدينة الكاظمية، ودوره السياسي في عهد الملك فيصل الأول بعد تتويجه على عرش العراق عام 1921.

وأوضح أن الحسني كان يتسنم منصب “سركشك” في الروضة الكاظمية، وأن فيصل الأول قام بتعيينه في التشريفات الملكية لرجال الدين.

مضيفا أن الحسني عاصر الملك غازي أيضا والوصي عبد الإله، وأنه كان يمتلك مؤهلات كثيرة وأصبح موضع ثقة لدى العائلة الملكية، ما أثار حفيظة نوري سعيد الذي طلب من الوصي إقالته من منصبه ونقله إلى وظيفة أخرى. 

وبيّن الضيف أن الحسني، وبعد خلافه مع نوري سعيد، انتهت رحلته داخل البلاط الملكي، فنقل إلى مديرية البرق والبريد، وأصبح مديرا عاما لها، لافتا إلى أن للحسني نشاطا في الجمعيات الخيرية والإنسانية، ومنها “جمعية حماية الأطفال” التي أسست عام 1928، وأصبح رئيسا لها.

وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين.

وفي الختام قدمت شهادة تقدير باسم الملتقى إلى الضيف.

 

في النجف

«حرية التعبير.. الواقع والطموح»

النجف – ملاذ الخطيب

عقدت رابطة المرأة العراقية في النجف بالتعاون مع “جمعية الأمل” العراقية، الأربعاء الماضي، ندوة حوارية بعنوان “حرية التعبير.. الواقع والطموح”.

الندوة التي أدارتها سكرتيرة الرابطة سهاد الخطيب، تحدث فيها المحامي والناشط الحقوقي محمد السلامي عن مشروع قانون حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي، الذي أنهى البرلمان العراقي مطلع الشهر الجاري قراءته الأولى.

وتناول السلامي هذا القانون من الناحية القانونية، مشيرا إلى أن “هناك رفضا كبيرا له من قبل القوى المدنية، كونه لا يتوافق مع حقوق الإنسان”.

وكانت لرئيس “منظمة أوما” لحقوق الإنسان هاشم الكرعاوي، مداخلة تطرق فيها إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الناشطون والمتظاهرون السلميون، متسائلا: “كيف سيكون الوضع بعد إقرار هذا القانون، ومن سيوفر الحماية للناشطين والمتظاهرين؟!”.

وساهم في الندوة أيضا الإعلامي سيف الكرعاوي، متحدثا عن دور الإعلام في نشر ثقافة حق التعبير عن الرأي، وعن واقع حرية الإعلام اليوم في العراق.

هذا وحضر الندوة حقوقيون وأكاديميون وممثلون عن الشرطة المجتمعية وناشطون مدنيون من كلا الجنسين. وقد ساهم العديد من الحاضرين في تقديم المداخلات وطرح الأسئلة حول مشروع قانون حرية التعبير.

 

الكوت

«ظاهرة الاتجار بالبشر»

في ندوة

الكوت – طريق الشعب

بدعم من منظمة «المرأة للمرأة» السويدية، عقدت «شبكة حقي» للمدافعات عن حقوق الإنسان، أخيرا، ندوة حول «ظاهرة الاتجار بالبشر». 

تحدثت في الندوة التي حضرها جمع من الناشطين والمهتمين في الشؤون الاجتماعية والأمنية، السيدة سناء كريم الطائي، مشيرة إلى خطورة ظاهرة الاتجار بالبشر وآثارها الكبيرة على المجتمع.  وقالت أنه «بالإضافة إلى جرائم العنف الأسري والإخفاء القسري وتجارة الأعضاء والابتزاز والفساد المالي والإداري والرشوة، تأتي ظاهرة الاتجار بالبشر لتنتشر بصور مختلفة، مثل استغلال القاصرين في العمل والتسول، أو إجبار النساء على العمل في شبكات الدعارة». 

ولفتت المتحدثة إلى أن الاتجار بالبشر لم ينحصر في أشخاص محددين أو مدن معينة، إنما أصبح يدار من قبل منظمات دولية وإقليمية.  كما تطرقت إلى قانون مكافحة الإتجار بالبشر العراقي رقم 28 لسنة 2012.

 

في الديوانية

استذكار الرياضي الراحل عبد الكاظم ناجي

الديوانية – طريق الشعب

أقامت المختصة الرياضية التابعة إلى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، الخميس الماضي، حفل استذكار للرياضي الراحل عبد الكاظم ناجي.

حضر الحفل الذي أقيم على “قاعة الشهيدة فوزية” في مقر المنظمة، جمع من الشيوعيين وأصدقائهم من محبي الفقيد.

وبعد وقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية، قدمت شهادات بحق الفقيد، تناولت دوره في الحركة الرياضية بمدينة الديوانية والعراق عموما.

وأشاد الحاضرون بمبادرة الشيوعيين إلى استذكار الفقيد، داعين إلى تكرار مثل هذه المبادرات لتشمل المزيد من الشخصيات الرياضية والثقافية والعلمية.

 

 

 

 

عرض مقالات: