اخر الاخبار

نظمت مجموعة احزاب يسارية عربية، أمس الاول، ندوة إلكترونية في إطار الاسبوع العالمي للنضال ضد الامبريالية، بالتزامن مع ما يجري الان في فلسطين، ومصادفةً للذكرى الـ73 للنكبة واعلان الاحتلال الصهيوني قيام ما يسمى دولة اسرائيل، تبعاً لقرار تقسيم فلسطين.

ويواصل الشعب الفلسطيني مقاومته الاستيطان الاسرائيلي. ومؤخراً قام الاحتلال الاسرائيلي بمحاولة اخراج اهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، من دون وجه حق، ما أثار انتفاضة فلسطينية جديدة.

 

تضامن عراقي 

وجاءت الندوة لتسلط الضوء على مستجدات الانتفاضة الفلسطينية.  وفيها، قدم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حيدر مثنى، مداخلةً استعرض فيها مشاركة العراقيين في فعاليات احتجاجية عبرت عن تضامنهم مع ابناء الشعب الفلسطيني.  

وقال مثنى: ان “الاحرار خرجوا في مدن العراق، تنديداً بالعدوان الاسرائيلي، الذي اسقط مئات الشهداء من الشعب الفلسطيني”. 

وأضاف أن الحزب الشيوعي العراقي يؤكد ان “الاعتداء الاسرائيلي على القدس جاء من أجل افراغ هذه المدنية من سكانها، وان ما يحصل يمثل حلقة اخرى من تنفيذ اجندات صفقة القرن سيئة الصيت، بتواطؤ مفضوح من انظمة التطبيع العربية التي تسعى لتعزيز الهيمنة الامريكية على الشرق الاوسط من خلال تحالف اقليمي تقوده اسرائيل”.  

وأوضح أن “حزبنا يدين بقوة الهجمة الصهيونية الشرسة على القدس ويحيي مقاومة الشعب الفلسطيني وتصديه البطولي لعملية التوسع الصهيوني، ويؤكد الحزب تضامنه الثابت مع القضية الفلسطينية من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”. 

واوضح مثنى ان “حزبنا يرى ان صمود الفلسطينيين ووحدتهم يستقطبان تضامنا واسعا على الصعيد العالمي، حيث تتصاعد المطالبة بوقف العدوان الغاشم على الشعب”، مؤكداً في الوقت ذاته ان “واشنطن وحلفاءها يحاولون عرقلة اتخاذ قرار في مجلس الامن الدولي من شأنه ان يدين الانتهاكات التي تمارسها اسرائيل، وتبرر استمراره بإعطاء دولة الاحتلال حق الدفاع عن النفس”.

واشار، الى مشاركة الشيوعيين في حمل السلاح الى جانب الفصائل الفلسطينية واللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي ابان اجتياحه لعدد من المدن اللبنانية

 

استعراض تاريخي 

وقدم الكاتب والمحلل السياسي، راسم عبيدات، استعراضا لما حصل في حي الشيخ جراح. وقال ان “هذا الحي الواقع في مدينة القدس، يتعرض الى تطهير عرقي شامل، حيث ان هناك  28 منزلا في هذا الحي، مهددة بالإخلاء والطرد والقسري من قبل الجماعات الاستيطانية، حيث تدعي هذه الجماعات ملكية الارض”.  

فيما أكد ان من يعيش في هذا الحي هم من “أبناء شبعنا الذين هجروا من باقي المدن الفلسطينية بفعل الاحتلال الغاشم. وهؤلاء المواطنون الفلسطينيون يعيشون في هذا الحي منذ عام 1956 باتفاق ما بين وزارة الانشاء والتعمير الاردنية السابقة ووكالة الغوث واللاجئين، ومقابل الحصول على هذه الاراضي وتملكها في حي الشيخ جراح، تنازلوا عن حقوقهم كمهاجرين من مدنهم الاصلية”، مبينا ان “حرب حزيران في 1967 قد منعت عملية اكمال تسجيل الارض لسكان حي الشيخ جراح”. 

وأضاف الكاتب انه في عام 1972 “رفع المستوطنون قضية على اهالي الحي، مدعين ملكية الارض ووكل اهالي هذه الحي محاميا يهوديا لكنه قد باع القضية للمستوطنين، وقال المحامي في ذلك الوقت، ان هذه الارض ملك للجماعات الاستيطانية”، مؤكداً انه “منذ ذلك الحين وحتى الان، لا تزال الدعوى معلقة في محاكم الاحتلال التي تنظر في هذه القضايا وهذه المحاكم وجدت لخدمة المستوطنين”. 

 

المقاومة.. خيار حاسم 

بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رمزي رباح، ان “ذكرى النكبة جاءت هذا العام بالتزامن مع الاحتدام التناقض والصراع مع الاحتلال، وانفجار الانتفاضة في مواجهة الاحتلال”. 

وأكد رباح، ان ما يحصل اليوم جاء على خلفية “مشاريع الضم التي شرعتها صفقة القرن للإدارة الامريكية التي شطبت قضية اللاجئين واعترفت بالقدس عاصمة ما يسمى دولة الاحتلال، والتي اهملت حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وطلقت يد الاحتلال لتأمين كل احتياجاته الامنية، وعلى هذا الاساس بدأ الضغط العربي من خلال مسار التطبيع واصطفافات الدولية في محاولة لفرض حلول سلطوية على الشعب”. 

وبيّن انه في هذه المعركة فان “المقاومة هي الخيار الحاسم لنا. ويتطلب انهاء الانقسام والعنصر الرئيسي في ذلك هو العودة الى الاجماع الوطني وتجاوز اتفاق اوسلو والتحرر من كل قيوده، وفي مقدمتها التنسيق الامني وسحب الاعتراف بإسرائيل وتشكيل قيادة موحدة للمقاومة لتوحيد الجهد الوطني والشعبي وتوجيه كل المؤسسات الفلسطينية نحو دعم صمود الشعب ومده بكل الامكانيات في وجه العدو”. 

ودعا رباح الى “العمل على تشكيل جبهة مقاومة عربية لمواجهة المشروع الامريكي الاسرائيلي”، مطالباً في الوقت ذاته بـ”التحرك لدعم القضية الفلسطينية والضغط على الانظمة العربية الاخرى للتضامن مع فلسطين”.

 

مجموعة استنتاجات 

من جانبه، قدّم نائب المكتب الوطني للنهج الديمقراطي، معاذ الحجري، مجموعة استنتاجات عن الانتفاضة الفلسطينية الحالية، أهمها ان هذه الملحمة “تعطي الدليل القاطع على ان المقاومة المسلحة لشعب صمم على الكفاح وفق برنامج واهداف، تشكل خارطة طريق لتحرير فلسطين”، مضيفا ان “هذه الملحمة تؤكد ان الشعب الفلسطيني موحد، برغم التشريد الذي تعرض له”.

وأكد الحجري ان ما يحصل “يكشف عن بشاعة الصهيونية حيث ارتكب هذا الاخير جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، والصهيونية تقوم على اساس ادعاء ايديولوجيا، يؤكد استحالة تعايش اليهود مع غيرهم، وهذه الايديولوجيا يجب محاربتها، وانهاء وجودها”. 

وأشار الى ان هذه الملحمة تؤكد ان “العدو الرئيسي الذي يقف بالضد من التحرر الفلسطيني هو الصهيونية والامبريالية الغربية بقيادة امريكا والانظمة العربية الرجعية، وهذا استنتاج تحدثت عنه الحركات اليسارية في سبعينيات القرن الماضي”. 

 

 ملحمة بطولية 

الى ذلك، اعتبر عضو اللجنة المركزي لحزب العمال في تونس، علي الجلولي، ما يحدث في فلسطين “ملحمة بطولية لأنها جاءت في وقت اعتقد الكثير ان موازين القوى اختلت نهائياً لصالح الامبريالية والصهيونية، وفي الوقت الذي شهد فيه الواقع السياسي العربي، موجة كبيرة من التطبيع مع الصهاينة، اعتقد العديد من المنهزمين ان الشعب الفلسطيني رفع راية الاستسلام، لكن الشعب نهض مجدداً ليقلب الطاولة على الجميع”. 

وقال إنه في ظرف ايام معدودة “حقق الشعب انتصارات مهمة نحن نعتقد انها ستكون حاسمة في إدارته للصراع”، لافتا الى ان “الشعب الفلسطيني اكد وحدته في بضعة ايام، ورفع الراية الوطنية متمسكاً بها،  وهو يتجند خلف المقاومة على رأسها المقاومة المسلحة”. 

وأشار الى ان “المقاومة تمكنت من صياغ معادلات جديدة في إدارة المعارك، وقد خلقت أزمة عميقة في جسم الكيان المحتل”. 

 

موقع الشريك 

وفي السياق ذاته، أكد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، حسن الخليل، ان موقع لبنان في هذه الموجة ينطلق من موقع الشريك. 

وقال الخليل في مداخلة قدمها في الندوة: “قاتلنا المحتل تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية منذ وجود هذا الكيان”، مشيراً الى ان “لبنان اطلق المقاومة المسلحة منذ عام 1937 ضد عصابات الهاكانا حيث كنا ننقل السلاح من لبنان الى فلسطين، وفي ذلك التاريخ سقط الشهيد الاول للمقاومة الوطنية، وهو عساف الصباغ ابن الحزب الشيوعي اللبناني”. 

وأضاف ان “ما يجري في فلسطين هو محاولة لإجهاض اي امكانية لقيام دولة فلسطينية، وهو نتيجة لصفقة القرن. وللأسف يحصل هذا من قبل الرجعية العربية”.

وأوضح ان “الانتفاضة جاءت لإسقاط اتفاقية اوسلو، واسقاط التنسيق الامني بين السلطات الفلسطينية والكيان المحتل واسقاط صفقة القرن. وما يحدث الان يؤكد ان لا خيار لهذا الشعب إلا المقاومة، لأجل تحرير فلسطين وبناء دولته الوطنية”.