اخر الاخبار

في وقت تواصل أطراف التفاوض في القاهرة في محاولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على الشعب الفلسطيني في اليوم الـ 215.

رفض الوصاية على معبر رفح

أعلنت الفصائل الفلسطينية أنها لن تقبل من أي جهة كانت فرض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح أو غيره، وتعتبر ذلك شكلا من أشكال الاحتلال، وتوعدت بالتعامل مع تداعيات أي مخطط من هذا النوع كما تتعامل مع الاحتلال.

وقالت الفصائل في بيان إنها تابعت ما تناقلته وسائل الإعلام حول مخطط تولي شركة أمنية أميركية إدارة ومراقبة معبر رفح البري، مشددة على رفضها لفرض الوصاية على معبر رفح من أي جهة كانت، وبصرف النظر عن مدى صحة تلك التقارير.

ودعت الفصائل في بيانها، «الجامعة العربية وكافة الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها مصر إلى رفض أي مخططات ومحاولات تمس بالسيادة الفلسطينية المصرية على معبر رفح».

كما دعت «كافة الأطراف إلى رفض أي شكل من أشكال التعاون مع مثل هذه المخططات» مؤكدة أن «إدارة الوضع الداخلي هو شأن فلسطيني خالص يتم التوافق عليه وطنيا عبر الآليات المتبعة والمتوافق عليها».

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قالت أمس الأول الثلاثاء، إن هناك تفاهمات بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة تقضي بتولي شركة أمنية أميركية خاصة إدارة معبر رفح، بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة الواقعة على الحدود مع مصر.

انتهاك الأوامر الدولية

واتهمت هيومن رايتس ووتش إسرائيل بانتهاك أوامر محكمة العدل الدولية لعرقلتها دخول المساعدات والخدمات المنقذة للحياة إلى غزة، وإغلاق معابر قطاع غزة.

وذكّرت المنظمة الحقوقية بأن المحكمة أمرت مرتين، منذ مطلع العام، باتخاذ تدابير مؤقتة تطالب إسرائيل بإتاحة توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية كجزء من القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا والتي تزعم انتهاك إسرائيل «اتفاقية الإبادة الجماعية» لعام 1948.

وقال عمر شاكر مدير شؤون إسرائيل وفلسطين لدى رايتس ووتش «رغم موت الأطفال نتيجة التجويع والمجاعة في غزة، ما تزال السلطات الإسرائيلية تمنع المساعدات الضرورية لبقاء سكان غزة على قيد الحياة، في تحد لمحكمة العدل الدولية».

وأضاف أن المزيد من الفلسطينيين يتعرضون لخطر الموت مع كل يوم تمنع فيه السلطات الإسرائيلية المساعدات المنقذة للحياة.

ويوم الأحد الماضي، أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم، ثم سيطرت أمس الأول الثلاثاء على معبر رفح ضمن توغلها في المنطقة، مما حال دون دخول المساعدات وخروج الناس من غزة.

استئناف المفاوضات

واستؤنفت أمس الأربعاء في القاهرة المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بحضور كافة الأطراف المعنية.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية عن مصدر رفيع لم تسمه قوله إن «مفاوضات الهدنة تستأنف اليوم في القاهرة بحضور وفود من حركة حماس وإسرائيل، إضافة إلى الوسطاء من قطر والولايات المتحدة.

وأكد مسؤول أميركي أن الوسطاء في القاهرة يحاولون حل خلافات مختلفة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، واعتبر المسؤول -الذي تحدث لشبكة «إن بي سي» الأميركية دون الكشف عن هويته- أن استمرار التفاوض «يعتبر أمرا إيجابيا»، ولكنه أكد أنه «من السابق لأوانه أن نكون متفائلين».

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن حماس قدمت مطالب إضافية في ردها على مقترح صفقة الرهائن وهذا يحدث في المفاوضات.

وأوضح أن الولايات المتحدة أكدت لكل الأطراف أنها تريد أن ترى إبرام اتفاق في أقرب وقت ممكن. وقال إن واشنطن أبلغت حكومة إسرائيل أن الاتفاق ممكن وأن على كل الأطراف بذل قصارى جهدها لإبرامه.

احتجاج للمستوطنين

وفي سياق متصل، أغلق أفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، اليوم الأربعاء، شارع أيالون الرئيسي السريع وسط تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل ذويهم مع أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن أفرادا من عائلات الأسرى بغزة أغلقوا لفترة من الوقت شارع أيالون الذي يربط مدينة تل أبيب مع المدن والبلدات المحيطة في منطقة تل أبيب الكبرى.

وكانت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة دعت في وقت سابق اليوم الولايات المتحدة وغيرها من الدول، التي يُحتجز مواطنوها لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، إلى الضغط على إسرائيل لإبرام اتفاق مع حماس لضمان عودتهم.

وقال «منتدى عائلات الرهائن والمفقودين» إنه وفي ظل مؤشرات على تحقيق تقدم في المباحثات بين الطرفين «نناشد عددا من الدول ممارسة نفوذها على الحكومة الإسرائيلية» والضغط من أجل إبرام الاتفاق.

مجزرة جديدة

من جانب آخر، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن الطواقم الطبية تمكنت من العثور على مقبرة جماعية ثالثة داخل مجمع الشفاء الطبي انتشلت منها 49 جثمانا حتى الآن ولا تزال عملية الانتشال مستمرة.

وأضاف المكتب الإعلام الحكومي في بيان أنه «في إطار حرب الإبادة الجماعية والجريمة التاريخية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل مجمع الشفاء الطبي والتي أعدم خلالها قرابة 400 شهيد، من بينهم العديد من الطواقم الطبية والتمريضية والإدارية العاملة في مجمع الشفاء، وإعدام مئات الجرحى والمرضى والنازحين، ومازال هناك مئات المفقودين والمعتقلين؛ فقد تم العثور على مقبرة جماعية ثالثة داخل مجمع الشفاء الطبي، حيث تم انتشال حتى الآن من المقبرة الثالثة 49 جثمانا وما زالت الطواقم الحكومية تواصل انتشال المزيد من الجثامين حتى الآن، ولم تنتهِ من عمليات الانتشال، ونتوقع العثور على عشرات الجثامين الجديدة».

وتابع البيان: «بذلك يرتفع عدد المقابر الجماعية التي تم العثور عليها داخل المستشفيات إلى 7 مقابر جماعية، واحدة في مستشفى كمال عدوان، وثلاث مقابر في مجمع الشفاء الطبي، وثلاث مقابر في مجمع ناصر الطبي، وقد تم انتشال من هذه المقابر حتى الآن 520 شهيدا».