اخر الاخبار

احتشد مئات الفلسطينيين أمس الاول الجمعة وسط الخليل بالضفة الغربية في مسيرة لإحياء ذكرى المجزرة التي أوقعت عشرات المصلين بين شهيد وجريح في المسجد الإبراهيمي قبل 29 عاما.

ودعت للمسيرة القوى السياسية من أجل «الانتصار لقضية الأسرى في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي»، وللمطالبة برفع الإغلاقات عن قلب المدينة.

وانطلقت المسيرة من مسجد علي البكاء في منطقة التماس بين الجزء الخاضع للسيطرة الفلسطينية والجزء الخاضع للسيطرة الإسرائيلية من المدينة، باتجاه شارع الشهداء في منطقة باب الزاوية، الذي كان يشكل شريان حياة رئيسيا للمدينة والمغلق منذ المجزرة.

رفض التهويد

وردد المشاركون في المسيرة هتافات تنادي بفتح الشارع ووقف الاستيطان، وتدعو إلى تدخل دولي لمنع إجراءات التهويد في قلب المدينة، وسرعان ما اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال المنتشرين بمنطقة التماس.

وأصيب خلال المواجهات عدد من الشبان بحالات اختناق بالغاز، في حين أصيب 3 بقنابل غازية في الرأس والوجه، وفق إعلان وزارة الصحة الفلسطينية، أحدهم جراحه خطيرة.

وقال شاهد عيان، إن من بين المصابين عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أسامة القواسمي، الذي أصيب بقنبلة صوتية في وجهه.

نسف المبررات

من جانبه، قال بسام الصالحي، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إنّ المجزرة التي اقترفتها دولة الاحتلال الاسرائيلي في نابلس، ومواصلة اعتداءاتها وجرائمها في الخليل وفي كل مكان بالوطن، نسفت مبررات «الاجتماع الخماسي» المقرر عقده في عمان، وانهت معنى المشاركة الفلسطينية فيه.

من جهته، ذكر فهمي شاهين عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، في تصريحات صحفية خلال التظاهرة «إننا من الخليل نوجه التحية للقدس الصامدة والباسلة وإلى نابلس الأبية وكل محافظات الوطن، ونؤكد على وحدة وتلاحم شعبنا في مجابهة ومقاومة الاحتلال».

وأضاف: نلتقي اليوم هنا في هذه المظاهرة، لنعلي الصوت عالياَ ونؤكد مجدداَ مع أبناء شعبنا في الخليل الصامدة وفي كل مكان داخل وخارج الوطن، أنه ومهما بلغت جرائم الاحتلال وعصابات المستوطنين، فإن إرادة شعبنا ستبقى أقوى وأصلب من كل جرائمهم وأساليبهم الفاشية وجبروت آلتهم العسكرية، ونحن على ثقة أنه بوحدتنا ومقاومتنا التي يجب ان تتصاعد وتتكثف، سوف نكنس الاحتلال عن أرضنا ونفشل كل المؤامرات التي تستهدف النيل من شعبنا وقضيته.

وأكد شاهين، على رفض ما جرى في مجلس الأمن الدولي من سحب لقرار يدين الاحتلال والاستيطان، ندين أية صفقات سياسية على حساب دماء وتضحيات شعبنا وحقوقه الثابتة، ونطالب بالكف عن أية مراهنات على الادارات الامريكية كافة، وعلى القيادة الرسمية التخلي عن النهج السياسي الذي ثبت فشله في إدارة الصراع مع المحتل.

وأعلن مصدر رسمي أردني لوكالة فرانس برس، السبت إن اجتماعا «أمنيا سياسيا» سيعقد اليوم الأحد في مدينة العقبة الساحلية جنوب المملكة بين ممثلين عن الجانب الفلسطيني والإسرائيلي «لبحث التهدئة» في الأراضي الفلسطينية.

فيما دعا حزب الشعب الفلسطيني والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى عدم المشاركة الفلسطينية والى الغاء الاجتماع المقرر في الاردن اليوم الاحد، برعاية الولايات المتحدة ومشاركة مصر والاردن واسرائيل وفلسطين.

وقالت الجبهة وحزب الشعب ان المجزرة الاسرائيلية التي ارتكبتها اسرائيل في مدينة نابلس يوم الاربعاء وما تلاها من اعتداءات متواصلة في كل الأراضي الفلسطينية، بالاضافة الى استمرار التضييقات على الحركة الاسيرة الفلسطينية تناقض تماما الدعوة الزائفة التي قدمتها الإدارة الأمريكية وتثبت وهميتها، مؤكدة ان المسعى الاسرائيلي المستمر لفرض واقع هذه الممارسات والاجراءات ومحاولة التمويه عليها بالحديث عن بدء حوار حول ما يسمى الاجراءات الاحادية ومنع التصعيد والعنف.

وأضافت ان الهدف الأساسي للاحتلال وللإدارة الأمريكية هو إجهاض الموقف الفلسطيني الذي تضمن وقف التنسيق الامني ومواصلة التوجه للمؤسسات الدولية وتصعيد المقاومة الشعبية، واستبداله بدوامة حوارات أمنية جديدة في ظل مواصلة ممارسات الاحتلال والاستيطان والتوسع.

تفاصيل المجزرة

فجر يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر شباط عام 1994، ارتكب المستوطن الإرهابي باروخ جولد شتاين مجزرة داخل الحرم الإبراهيمي، بعد ان أطلق الرصاص بشكل مباشر صوب المصلين العزل، أسفرت عن استشهاد 29 فلسطينيا، وإصابة 150 آخرين داخل الحرم. > علي شغاتي: «عقب المجزرة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازر بشعة بحق المسجد ومحيطه»، وفق مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي.

وأضاف الرجبي «قرارات لجنة شمغار الأحادية سرقت ونهبت أجزاء كبيرة من الحرم الإبراهيمي، منها 63 في المائة من مساحته الداخلية، وكافة الساحات الخارجية».

وفور وقوع المجزرة، أغلق الاحتلال المسجد نحو 6 أشهر، وشكّل لجنة «شمغار» للتحقيق في المجزرة، انتهت بنصرة الجاني على حساب الضحية وتحويل أغلب المسجد إلى كنيس يهودي.

ويضيف الرجبي: منذ 29 عاما يمنع الاحتلال رفع أذان المغرب يوميا، وأيام السبت يمنع رفع الأذان في كل الأوقات، إضافة إلى وقتي المغرب والعشاء أيام الجمعة.

وتابع المسؤول الفلسطيني أن الاحتلال أجرى «تغييرات كبيرة داخل أروقة المسجد ويبسط سيطرته الكاملة عليه، وفرض بوابات إلكترونية جائرة وظالمة هدفها التنكيل بالمواطنين».

أما العبث الأخطر فكان في الساحات الخارجية، وفق الرجبي، عبر «بناء مصعد كهربائي لخدمة المستوطنين، ومسار سياحي على أكبر قدر ممكن من المساحات المحيطة بالحرم، مما يشكل تلوثا بصريا استعماريا استيطانيا للحرم والبلدة القديمة».