اخر الاخبار

أكَّد الحزب الشيوعي السوداني، على أنّ “القوتين العسكريتين المتحاربتين كانتا وطوال حكم الإنقاذ جزءًا من أذرعه العديدة لضرب الشعب السوداني وإخماد ثورته وقتل وسحل وتشريد وإخفاء أبنائه، ويتشاركان وزر مجزرة فض الاعتصام التي ستبقى جرحًا غائرًا في صدر الأمة السودانية”.

العداء للثورة

وتابع الحزب في بيانٍ له: “إنهما وبمنتهى التماهي والانسجام شكلا رأس الرمح في القوى المضادة التي أظهرت عداءها للثورة وعملا معًا على تصفيتها وإعادة الطغمة الفاسدة التي أسقطتها الثورة إلى سدة الحكم مجددًا، وفي سبيل ذلك تشاركا الانقلاب في ٢٥ أكتوبر وذهبا بعيدًا لأجل توطيد دعائمها المتهالكة بالإمعان في قتل الثوار وقمعهم والفتك بهم بشتى الوسائل الإجرامية بما في ذلك توقيع الاعتقال عليهم وتلفيق التهم الجنائية ضد بعضهم، لذلك لم يكن يعني أطراف الحرب إشعال واشتعال نيرانها في المدن والأحياء المكتظة بالسكان”.

ورأى الحزب أنّه “أصبح واضحًا للجميع عدم اكتراثهم بتداعيات هذه الحرب المنظورة والمتوقعة وما نجم عنها من أوضاع إنسانية بالغة السوء تحت قصف الطيران وتم استخدام المدافع والأسلحة الثقيلة بمختلف أنواعها واستخدام الرصاص بشكل عشوائي، وكان محتمًا سقوط أعداد كبيرة من القتلى يقدر عددهم بما يقارب الخمسمائة قتيل واقترب عدد الجرحى من الثلاثة آلاف جريح، هذا فضلاً عن هدم المنشآت الحيوية وخروج ما يقارب الثمانين بالمائة من المستشفيات العاملة بولاية الخرطوم وبعض ولايات دارفور من الخدمة بالكامل، إضافة لنزوح عشرات الآلاف من المواطنين إلى خارج البلاد أو للولايات القريبة من العاصمة كنتيجة لخطر الحرب و انعدام الأمن بسبب الاستباحة الكاملة للأرواح و الأموال والممتلكات”.

وقف الحرب

وقال الحزب: “إزاء ذلك يتوجب على جميع القوى الوطنية والديمقراطية والقوى المحبة للسلام والمنظمات الحقوقية والعدلية بالداخل والخارج التنادي والاحتشاد لبناء جبهة شعبية واسعة بمساندة شعوب العالم الحرة وتنظيماتها لوقف الحرب ودرء آثارها واستعادة السلام. ولا نشك في أن نواتها قد تكونت تلقائيا في كل المناطق مستندة على قيم شعبنا العظيم في النجدة والنفير وتوفير متطلبات الحياة للذين تركوا منازلهم بسبب الحرب. هذه النواة التي استدعت إرث الجماهير وتجاربها في التنظيم والعمل الجماعي وأفرزت قياداتها لتشكل عملاً قاعديًا جيدًا يمكن البناء عليه، لذلك ندعو الجميع للانخراط فيه والعمل من خلاله لتحقيق نشر الدعوة لوقف الحرب وبسط ثقافة السلام والتعايش السلمي ونبذ العنف والعنصرية”.

ودعا الحزب إلى أن “يتم التقيد بالأسس والمعايير الدولية فيما يتعلق بوقف الاقتتال المؤقت، تمهيدًا لوقف دائم لإطلاق النار، والضغط داخليًا وخارجيًا لوقف الحرب والحد من توسعها ودرء آثارها، ومنع أي طرف دولي أو إقليمي من التدخل لمصلحة أحد الأطراف المتحاربة، والضغط داخليًا وخارجيًا لقيام الأمم المتحدة ومنظماتها بتقديم العون الانساني وفتح المسارات على الأرض لوصول المساعدات الإنسانية”.

حل المليشيات

كما دعا الحزب إلى “ضم كل شركات الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة لولاية وزارة المالية، وتنفيذ الترتيبات الأمنية بنزع السلاح وإلغاء قانون الدعم السريع وحله ومليشيات الإسلاميين وجيوش الحركات ودمجها في المجتمع وقيام جيش قومي مهني، ورصد وتوثيق الانتهاكات على نحو يمكن من استخدامها ضد مرتكبيها وعدم افلاتهم من العقاب، والتأكيد على ضرورة نقل المقار والثكنات العسكرية خارج المدن والمناطق المأهولة بالسكان، وحماية النسيج الاجتماعي والإعلاء من قيم المساواة والحقوق”.

وشدّد الحزب على أنّ “شعب السودان العظيم سيظل يناضل من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتأسيس سلطة الشعب وبسط سيادته على أراضيه وموارده واستقلال قراره الأمر الذي لا يتأتى إلا باسترداد ثورة ديسمبر المجيدة وتحقيق أهدافها عبر النضال السلمي الديمقراطي ومنع ومقاومة كافة أشكال التدخل الأجنبي عبر المحاور الإقليمية والدولية ومحاولات فرض شراكة العسكر في السلطة عبر الآلية الثلاثية والرباعية والتي شكلت أحد أسباب الحرب الدائرة الآن”.

وأكَّد الحزب الشيوعي، أنّ “تفجير الأوضاع بالحرب العبثية التي اختار أطراف الصراع المسلح من المعسكرين توقيتها وفضاءها الجغرافي ما هي إلا محاولة جديدة تصب في سلسلة الانقلابات السابقة بهدف تعطيل ومصادرة الانتقال بمكتسباته التي حققتها الثورة، ولن تمر هذه المحاولة على فطنة شعبنا ويقينًا أنه سيعود أكثر عزمًا لانتزاع كافة حقوقه الديمقراطية وعلى رأسها إرساء دعائم الحكم المدني”.

وتجدد دوي الانفجارات وإطلاق النار وسط العاصمة السودانية الخرطوم أمس الاثنين رغم دخول الهدنة السادسة حيز التنفيذ بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من تردّي الأوضاع الإنسانية في البلاد جراء المعارك.