اخر الاخبار

بالتزامن مع اليوم العالمي للبيئة وهو اليوم الذي يُشرف عليه برنامج الأمم المتحدة للبيئة ويُحتفل به سنويًا في 5 حزيران منذ العام 1973 ويعتبر أكبر منصة عالمية للتوعية البيئية العامة، حيث يحتفل به ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، بالتزامن مع ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، دول العالم لتبنّي المزيد من الإجراءات لمواجهة تلوث المحيطات، محذّراً من مغبّة استمرار الوضع الحالي.

وبينما تتصدر نشرات الاخبار والتقارير الاحاديث عن كوراث بيئية مقبلة، تنعقد بين الحين والآخر مؤتمرات وفعاليات دولية، لم يجر الالتزام بتنفيذ اتفاقاتها، بحسب مراقبين.

مفاوضات جديدة!

وانطلقت امس الإثنين، مفاوضات جديدة بشأن المناخ برعاية الأمم المتحدة، تستمر عشرة أيام في مدينة بون الألمانية، وذلك تمهيدا لمؤتمر المناخ العالمي المقبل “كوب-28” المقرر عقده في دبي بحلول نهاية هذا العام.

ويتوقع مراقبون أن تكون المفاوضات صعبة بشكل خاص، لأنه ليس من المتوقع أن تتخذ دولة الإمارات - بصفتها مضيفة لمؤتمر المناخ العالمي المقبل - أي خطوات لإنهاء إنتاج الطاقة من النفط والغاز.

وتتجّه الأنظار إلى رئيس الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر “كوب” في دبي، الإماراتي سلطان الجابر، إذ تنتظر منظمات غير حكومية مع خبراء وسياسيين أن يعبّر عن توجه للتخلي عن الوقود الأحفوري.

فرصة جديدة!

وسيشكل مؤتمر بون في ألمانيا حول تغيّر المناخ - الذي يُنظم كل عام تحضيرًا لمؤتمر الأطراف المقبل - فرصة لرئيس الدورة الثامنة والعشرين لمخاطبة المشكّكين به.

ويتوقع، أن يتيح المؤتمر إحراز تقدّم تقني في قضايا مثل التمويل الملموس “للخسائر والأضرار” أو التعهد بصرف مبلغ 100 مليار دولار سنويا للبلدان الفقيرة للتكيّف مع تغير المناخ وتنفيذ الانتقال في مجال الطاقة.

كما يأمل مراقبون الحصول على معلومات بشأن “التقييم العالمي” المتوقع في أيلول، والذي سيُحدّد جهود الدول المختلفة في أعقاب اتفاق باريس.

ومن المنتظر أن يقوم المجتمع العالمي خلال “كوب 28” بتقييم جهود مكافحة تغير المناخ حتى الآن وقياسها وفقًا للأهداف المتفق عليها في مؤتمر باريس للمناخ في عام 2015.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل: إنه بالنسبة للعديد من الناس حول العالم يعتبر الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكبنا عند 1.5 درجة مئوية مسألة تمس الوجود.

واضاف، أن “عملية تقييم الجهود في دبي ستتيح الفرصة للتعامل مع التغييرات الضرورية بحيوية متجددة ومنظور واضح”.

انتقادات لإختيار رئيس المؤتمر

وأثار اختيار دولة الإمارات لرئيس شركة النفط الإماراتية (أدنوك) سلطان الجابر لرئاسة المؤتمر، انتقادات شديدة من نشطاء في مجال البيئة وبعض المسؤولين السياسيين.

ودعا مئة عضو في الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي إلى العودة عن اختياره لرئاسة المؤتمر بسبب منصبه على رأس الشركة النفطية الحكومية. فيما دافع الجابر عن نفسه أمام وسائل الإعلام.

توقعات

ويتوقع أن يتيح المؤتمر الذي سيستمر لمدة 15 يومًا إحراز تقدّم تقني في قضايا مثل التمويل الملموس “للخسائر والأضرار” أو التعهد بصرف مبلغ 100 مليار دولار سنويًا للبلدان الفقيرة للتكيّف مع تغير المناخ وتنفيذ الانتقال في مجال الطاقة.

كما يأمل مراقبون في الحصول على معلومات بشأن “التقييم العالمي” المتوقع في أيلول، والذي سيُحدّد جهود الدول المختلفة في أعقاب اتفاق باريس.

ويهدف هذا الاتفاق إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند متوسط “يقل عن درجتين مئويتين” مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، ومواصلة الجهود “للحد من ارتفاع درجات الحرارة عند 1,5 درجة مئوية”، ما يبدو صعباً. ويتيح للبلدان تحديد أهدافها الخاصة لبلوغ التوقعات.

الوقود الأحفوري.. المذنب الرئيس

وقال مبعوث أرخبيل توفالو سامويلو لالونيو لوكالة فرانس برس: إن “الوقود الأحفوري هو بالتأكيد المذنب الرئيسي”، وهاجم كذلك النفط والغاز والفحم إذ ان بلاده مهددة بأن تغمرها المياه على غرار دول جزرية صغيرة أخرى. وتطالب توفالو وفانواتو باعتماد “معاهدة لعدم انتشار” الوقود الأحفوري.

من جانبها، التزمت دول مجموعة السبع الصناعية مؤخرًا بـ “تسريع تخلّيها” عن الوقود الأحفوري، ولكن من دون تحديد مهلة نهائية جديدة، وفقط في المجالات غير المزودة بأجهزة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، وهي تقنيات ما زالت في بدايتها إلا أن الدول المنتجة للنفط والغاز تشيد بها.

وجراء أزمات الطاقة والمناخ كان يجب أن يبلغ الاستثمار في التكنولوجيا التي لا تُصدر انبعاثات الكربون (المتجددة والنووية والبطاريات...) 1700 مليار دولار في 2023 وفق وكالة الطاقة الدولية، لكن ما زال نحو ألف مليار يذهب إلى النفط والغاز والفحم.

اليوم العالمي للبيئة

وفي اليوم العالمي للبيئة والذي صادف، يوم امس، اتخذت الأمم المتحدة من دحر التلوث البلاستيكي شعارا لها لهذا العام. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دول العالم لتبنّي المزيد من الإجراءات لمواجهة تلوث المحيطات، محذّراً من مغبّة استمرار الوضع الحالي.

وقال غوتيريش في تغريدة: كل يوم تُلقى حمولة نحو ألفَي سيارة قمامة من المواد البلاستيكية في مياه محيطاتنا وأنهارنا وبحيراتنا.

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة، أن “اليوم العالمي للبيئة يمثل دعوة إلى التغلب على تلوث المواد البلاستيكية”.

وشدد بالقول: “علينا العمل ككيان واحد لكسر إدماننا للمواد البلاستيكية، والوصول إلى مستوى صفر من النفايات وإنشاء اقتصاد تدوير”، “نظام اقتصادي يهدف إلى القضاء على الهدر والاستخدام المستمر للموارد”.

وتحذر الأمم المتحدة من أن العالم ينتج أكثر من 400 مليون طن من اللدائن البلاستيكية سنويا في جميع أنحاء العالم، فيما لا يُعاد تدوير سوى أقل من 10 في المئة منها.

ويقول خبراء، ان “مشكلة البلاستيك أصبحت مسألة خارجة عن السيطرة وجزيئات البلاستيك متناهية الصغر، باتت موجودة في تربتنا ومائنا وهوائنا الذي نتنفسه”.

ويؤكد الخبراء، ان “الخطورة تتمثل في أن البلاستيك يحتوي على مواد كيميائية تحتاج إلى مئات السنين لتتحلل”

فيما ترد الامم المتحدة على البيانات الحكومية بشأن إعادة تدوير البلاستيك بالقول: نعم هذا صحيح.. لكن لا يُعاد تدوير سوى 10 في المئة من البلاستيك.. بل هناك دراسات حديثة تقول بأن عملية التدوير في حد ذاتها تؤذي البيئة إذ ينتج عنها جسيمات بلاستيكية متناهية الصغر ملوثة للبيئة.

وتشير التقارير المناخية الى “ رمي ما يقدر بنحو 19 إلى 23 مليون طن سنويًا من البلاستيك في البحيرات والأنهار والبحار. وهو ما يعادل أكثر من ألفي ضعف وزن برج إيفل تقريبًا”.