اخر الاخبار

أرسل جيش الاحتلال الإسرائيلي تعزيزاتٍ عسكرية إضافية إلى الضفة الغربية، هدفها تنفيذ عمليات اقتحام جديدة في جنين ونابلس وزيادة الحواجز الأمنية، وسط مخاوف من شن هجوم عسكري واسع النطاق على هذه المناطق.

ونتيجة لمقتل اربعة جنود من جيش الاحتلال الاسرائيلي، خلال مداهمة نفذها الصهاينة في الضفة الغربية المحتلة، اقدمت عصابات المستوطنين على عمليات قتل وحرق وتخرب عشوائية في العديد من المدن الفلسطينية.

ولم تكف وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية والدولية عن نقل آخر التطورات، حتى ساعة اعداد هذا التقرير.

ادانات عربية دولية

وطالبت مصر بالوقف الفوري لاعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في عدد من القرى الفلسطينية بالضفة الغربية.

وأكدت الخارجية المصرية في بيان لها، “رفضها الكامل لأعمال الترويع والترهيب والعقاب الجماعي الذي يستهدف المواطنين الفلسطينيين”، منوهةً إلى “أنها سبق أن حذرت من مخاطر وتداعيات التصعيد المستمر من جانب إسرائيل، وآخره اقتحام مدينة جنين منذ يومين، والذي أسفر عنه ضحايا وإصابات”.

كذلك دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، “اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على عدد من القرى في الأرض الفلسطينية المحتلة”، مطالبة بوقفها فورا.

كما دانت الخارجية الأردنية في بيان صدر عنها، مساء أمس الأربعاء، “إعلان الحكومة الإسرائيلية المصادقة على بناء 1000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة”.

وفي ذات الوقت أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من هجمات المستوطنين المتكررة على البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، وإشعالهم النار في الممتلكات والمركبات الفلسطينية.

وأعرب في بيان له، أمس الأربعاء، عن إدانته لعنف المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية، والذي أدى إلى اعمال عنف عشوائية غير مقبولة ضد المدنيين الفلسطينيين وتدمير لممتلكاتهم، مؤكداً أن “إسرائيل ملزمة بحماية المدنيين في الأراضي المحتلة”.

اعتداءات مستمرة

استمرت طوال الليلة الماضية، اعتداءات عصابات المستوطنين الإرهابية، مسنودة من جيش الاحتلال وحكومته، في العديد من مناطق الضفة الغربية المحتلة، وأقرت بإصابة عشرات الفلسطينيين، واحراق العديد من المنازل والمركبات، ومنع جيش الاحتلال الفلسطينيين من الدفاع عن أنفسهم، وفسح المجال أمام المستوطنين الإرهابيين لشن الاعتداءات الوحشية.

وفي التقارير الفلسطينية، لم تبق منطقة من مناطق الضفة، وخاصة منطقة نابلس، وحتى جنوب الخليل، خارج نطاق اعتداءات العصابات الاستيطانية الإرهابية.

وتصدى المواطنون الفلسطينيون لهجوم المستوطنين الإرهابيين على اللبن الشرقية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال، التي أطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام صوب المواطنين، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط بالقدم، جرى نقله إلى المستشفى.

وأضرم مستوطنون، امس الأربعاء، النيران في أراضٍ بقرية حوسان غرب بيت لحم.

وأفاد مراسل وكالة “وفا الفلسطينية”، بأن مستوطنين أضرموا النيران في أراضي منطقة قديس، الواقعة وسط مستوطنة “بيتار عيليت” الجاثمة على أراضي المواطنين الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى الأراضي لإخماد النيران.

يشار إلى أن المستوطنين أشعلوا قبل أيام النيران في الأراضي ذاتها، ما أدى إلى إتلاف العشرات من أشجار الزيتون وإصابة مواطنين بالاختناق.

تشييع طلابي لسيديل

وشيعت عدد من الفتيات الفلسطينيات، زميلتهن سيديل غسان، التي استشهدت قبل يومين اثر اطلاق النار عليها وهي في باحة منزلها اثناء اقتحام مخيم جنين.

وحملت رفيقات سديل وبنات صفها وهن يرتدين زيهن المدرسي والدموع تنهمر من أعينهن جثمانها على أكتافهن بعد أن وضعن فوقه ثوبها المدرسي ولُف بالعلم

الفلسطيني، وفق فيديو تناقلته وسائل الاعلام.

استشهدت في ساحة المنزل

“وضعت رأسها على قدمي فامتلأ جسدي بدمها”، بهذه الكلمات وصف غسان النغنغية مشهد إصابة طفلته سديل (15 عاماً) قبل يومين في ساحة منزلها في مخيم جنين للاجئين.

وذكرت وكالة (وفا الفلسطينية) ان “سديل اصيبت وسط ساحة منزلها بعد اقتحام قوات خاصة لمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين برصاصة في الرأس، وبقيت في العناية المكثفة حتى أعلنت وزارة الصحة استشهادها فجر امس الأربعاء.

ويصف غسان نغنغية والد سديل تفاصيل إصابتها ويقول: “يوم الإثنين، دخلت قوات خاصة حارة الجابريات المحاذية للمخيم فانطلقت صفارة الإنذار في سماعات المخيم، وعلى صوتها استيقظ أولادي من النوم ومن بينهم سديل، وكأي اقتحام بدأت بتحذير الأولاد من الاقتراب من النوافذ لتفادي رصاص القناصة المنتشرين على البنايات السكنية القريبة من منزلنا”.

وتوجهت سديل إلى ساحة المنزل وقبل وصولها إلى منزل عمها القريب من الساحة فتح والدها النافذة وأوصاها ألا تخاطر مع بنات عمها بالنظر من النوافذ، وقبل إكمال جملته كانت رصاصة قد اخترقت جبينها.

ووفق الحركة العمالية للدفاع عن الاطفال، فإن كل التقارير الدولية التي صدرت عن لجان التحقيق أدانت إسرائيل لاستهدافها المباشر للأطفال، “لكن المجتمع الدولي لم يقم بأي تصرف لمحاسبة إسرائيل ومحاكمتها على هذه الجرائم ضد الأطفال رغم صدور أحكام في المحاكم الدولية باعتبارها جرائم”.

عدوان جديد للمستوطنين

وفي التطورات على الارض استشهد شاب آخر، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي في بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله.

وأفادت وزارة الصحة في بيان، بوصول شهيد إلى مجمع فلسطين الطبي من ترمسعيا بعد إصابته برصاصة في الصدر.

وهاجم مستوطنون، ظهر أمس الأربعاء، بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، وأحرقوا عددا من المنازل والمركبات، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد رئيس البلدية لافي أديب في تصريح لوكالة “وفا” بلدة ترمسعيا وتابعته “طريق الشعب”، بأن نحو 400 مستوطن هاجموا البلدة، ما أدى إلى إصابة 12 مواطنا بالرصاص الحي وبالاختناق، وإحراق 30 منزلا، وأكثر من 60 مركبة.

وأضاف أديب، أن مستوطنين أضرموا النيران في عشرات الدونمات، ما أدى إلى احراق المحاصيل الزراعية، ولا تزال النيران مشتعلة حتى اللحظة (ظهر يوم امس).

وحسب شهود عيان، أطلق عدد من المستوطنين الرصاص الحي صوب المواطنين في البلدة، بالتزامن مع اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال.

وقالت جمعية الهلال الأحمر لـ”وفا”، إن عددا من المستوطنين منعوا مركبات الاسعاف من الوصول للبلدة، لاسعاف المصابين.

وفجر امس، أحرق مستوطنون، عدداً من مركبات المواطنين الفلسطينيين، وهاجموا محلات تجارية في قرية اللبن الغربي شمال غرب رام الله.

وذكرت مصادر محلية، أن مستوطنين هاجموا المحلات التجارية وحطموا محتوياتها، كما حطموا المركبات الواقعة على الشارع الرئيسي.

ولفتت المصادر، إلى اندلاع مواجهات بين المواطنين والمستوطنين الذين فروا إلى مستوطنة “بيت آريه” المقاومة على أراضي اللبن الغربي.

تشييع الشهداء الفلسطينيين

وشيَّع الآلاف من الفلسطينيين شهداءهم، الذين سقطوا إثر تجدد دائرة العنف في الضفة الغربية المحتلة.

وقُتل أربعة اسرائيليين وأصيب أربعة آخرون بجروح اصابة احدهم خطرة في هجوم مسلّح، اول امس الثلاثاء، قرب مستوطنة عيلي بين مدينة رام الله ونابلس. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق النار وتحييد مهاجمين أحدهما في مكان الهجوم والآخر بعد فراره.

ونُفذ الهجوم غداة استشهاد سبعة فلسطينيين، ستة منهم خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين في شمال الضفة أسفرت عن إصابة العشرات بجروح بينهم أكثر من عشرين إصابة بين خطرة وحرجة، واستشهد شاب فلسطيني آخر قرب بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلّة.

في الجانب الإسرائيلي، قام الصهاينة بتشييع نحمان مردوف في مستوطنة شيلو ورجل في الستين من عمره في مستوطنة عيلي في وقت واحد تقريبًا بعد فن القتيلين الآخرين في الليل.

حرق أشجار الزيتون

وأعلن الجيش الإسرائيلي، امس، أنه اعتقل “ثلاثة مطلوبين” في قرية عوريف الفلسطينية وأن جنوده يحاولون “رسم مخطات” منازل منفذي الهجوم قرب مستوطنة عيلي.

وتنتهج اسرائيل سياسة هدم منازل منفّذي العمليات التي تستهدف جنودها أو مواطنيها وتقول إنّها تقوم بذلك لردعهم، لكن منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية تعتبرها وسيلة انتقامية وعقاباً جماعياً.

وفي حوارة، قرب نابلس، هاجم نحو مئة مستوطن يهودي السكان وأضرموا النار في أرض زراعية، وفق ما أفاد رئيس البلدية وأحد السكان وكالة فرانس برس عبر الهاتف. وأفاد مراسل ميداني لفرانس برس أن المستوطنين أحرقوا أشجار زيتون. وسجل الهلال الأحمر الفلسطيني عشرات الإصابات.

كما اعتدى مستوطنون في المساء على قريتي اللبن الشرقية بالقرب من عيلي وبيت فوريك وأحرقوا سيارات وحقول زراعية.

الخارجية الفلسطينية

من جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن “جريمة حوارة تتكرر من جديد، ومليشيا المستوطنين وعناصرهم ومنظماتهم الإرهابية المسلحة توسع من دوائر هجماتها واعتداءاتها ضد المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل، وممتلكاتهم، ومزروعاتهم”.

وأكدت “الخارجية” في بيان، طالعته “طريق الشعب” امس، أنها تواصل رفع التقارير الدورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتبذل جهودها مع الدول لحثها على اعتماد منظمات المستوطنين التي ترتكب الجرائم بحق شعبنا على قوائم الإرهاب، وتطالبها بملاحقتهم ومنعهم من دخول أراضيها ومحاكمتهم في محاكمها الوطنية، خاصة أن أعدادا من المجرمين تتنقل بجوازات سفرها وجنسياتها.

اعتقالات واسعة

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي امس أنه قام بعدة اعتقالات في قرية عوريف الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة بعد هجوم مسلح نفذه فلسطينيان من القرية، اول من امس الثلاثاء، قرب مستوطنة يهودية واسفر عن مقتل اربعة اسرائيليين.

وأفاد الجيش في بيان “تم نقل المعتقلين للتحقيق معهم من قبل قوات الأمن” موضحًا أن الجنود المنتشرين في قرية عوريف “يحاولون وضع مخططات لمنازل الإرهابيين” الذين نفذوا الهجوم قرب مستوطنة عيلي.

ونقلت وكالة وفا عن رئيس مجلس قرية عوريف عبد الحميد شحادة أن “قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وداهمت عدة منازل واعتقلت عددا من المواطنين”.

الامم المتحدة: انزعاج كبير!

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعرب عن انزعاجه الكبير، لقرار حكومة إسرائيل تعديل إجراءات التخطيط الاستيطاني، وطلب منها وقف كامل الأنشطة الاستيطانية في فلسطين المحتلة.

وقال غوتيريش، في بيان صحفي، من المتوقع أن “تسرع التغييرات في تقدم خطط الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية”.

وأعرب عن شعوره “بقلق عميق من التقدم المتوقع الأسبوع المقبل لأكثر من 4000 وحدة استيطانية من سلطات التخطيط الإسرائيلية”.

وحثّ الأمين العام حكومة إسرائيل على وقف هذه القرارات وعكسها، والوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاحترام الكامل لالتزاماتها القانونية في هذا الصدد.

وأكد أن المستوطنات تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، مشيرا إلى أن “المستوطنات عقبة رئيسة أمام تحقيق حل الدولتين القابل للحياة والسلام العادل والدائم والشامل”. وقال غوتيريش “إن توسيع هذه المستوطنات غير القانونية هو محرك رئيس للتوترات والعنف، ويؤدي إلى تعميق الاحتياجات الإنسانية، كما أنه يرسخ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ويتعدى على الأراضي الفلسطينية والموارد الطبيعية، ويعيق حرية حركة السكان الفلسطينيين، ويقوّض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير المصير والسيادة”.

مستوطنات جديدة؟!

وشرع مستوطنون، امس الأربعاء، ببناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة “سلعيت” بالأغوار الشمالية. وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات إن المستوطنين شرعوا ببناء 55 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة.

انتهاكات بحق الصحفيين

ورصدت وزارة الإعلام الفلسطينية 208 انتهاكات لجيش الاحتلال الإسرائيلي استهدفت الصحفيين منذ بداية العام الحالي. وقالت الوزارة في بيان لها، تابعته “طريق الشعب”، إن “حزيران الجاري شهد تصاعدًا ملحوظًا في عدد الاعتداءات التي نفذها جيش الاحتلال ومجموعات من المستوطنين، خاصة في محافظتي جنين ورام الله والبيرة”. واعتبر البيان استهداف الاحتلال للصحفيين خلال تغطية العدوان على جنين ومخيمها، سعيًا إلى تكرار جريمة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وفي المكان نفسه. وأكدت أن إطلاق النار صوب الصحفيين واستهداف مركباتهم وتضررها، يثبت أن الاحتلال يحاول منع حراس الحقيقة من نقل العدوان على أبناء شعبنا في جنين وسائر المحافظات.