واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على مخيم جنين الفلسطيني، استشهد على اثرها ثمانية مواطنين، وأصيب 50 آخرون بينهم 10 بجروح خطيرة حتى ساعة اعداد هذا التقرير مساء امس.

وكانت قوات الاحتلال، قد جددت عدوانها على مدينة جنين ومخيمها فجر امس الاثنين، بقصف منزل وسط مخيم جنين، كما قصفت طائرات الاحتلال بالصواريخ عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه. وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية انه حوالى 2000 جندي إسرائيلي شاركو حاليا في العملية العسكرية في جنين.

اجتماع عاجل للجامعة العربية

وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية السفير مهند العكلوك، إنه تم تقديم طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية، اليوم الثلاثاء، لبحث مواجهة العدوان الاسرائيلي المستمر والمتصاعد على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك العدوان المستمر منذ فجر اليوم على مدينة جنين ومخيمها.

وقال السفير العكلوك، إن “الاجتماع العاجل الذي سيعقد، سيبحث سبل التحرك الفعال على المستويين العربي والدولي لوقف هذا العدوان الإسرائيلي ومساءلة مرتكبيه، وطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني”.

تفاصيل عملية الاحتلال

وقالت وكالة الانباء الفلسطينية ( وفا)، انه “في أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم”.

وذكر مراسل الوكالة نقلا عن شهود عيان، إن “قوات الاحتلال التي تحاصر المخيم من مختلف الجهات وتمنع مركبات الإسعاف من دخوله لنقل المصابين لتلقي العلاج، كما تعمدت جرافاتها إلحاق أضرار جسيمة بممتلكات المواطنين وتدمير العديد من المركبات وتجريف طرق رئيسة مؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية في محيطه، الأمر الذي أعاق وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين”.

واستهدفت طائرة مسيرة بصاروخ، محيط مسرح الحرية في مخيم جنين، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين العُزل بجروح.

وأكدت مصادر طبية في الهلال الأحمر للوكالة، أنه جرى إخلاء عائلة كاملة عقب استهداف منزل في محيط مسرح الحرية، وإصابة أحد أطفالها بشظايا.

كما جرفت قوات الاحتلال تذكار الشهداء بالقرب من مدخل المسرح، وسط انتشار كثيف للقناصة في محيطه، ومنع الأهالي من التحرك. وقصفت قوات الاحتلال عمارة سكنية في المخيم بصاروخين، وتم إخلاؤها من ساكينها بالكامل، وأفاد صاحب البناية، ان “القصف تسبب بتدمير الطابق الثالث بالكامل”. وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص صوب المواطنين أمام الطوارئ في مستشفى ابن سينا، وأن الاحتلال يستخدم المواطنين كدروع بشرية في منطقة طلعة الغُبَّز في مخيم جنين، كما استهدفت قوات الاحتلال، الطواقم الصحفية خلال تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها.

وذكرت وكالة وفا، إن” جيش الاحتلال أطلق النار على مراسل التلفزيون العربي عميد شحادة، والمصور ربيع منير، ما تسبب باحتراق الكاميرا وجهاز البث”.

وأفاد شحادة بأن قوات الاحتلال استهدفته مع المصور بشكل مباشر، بأكثر من ست رصاصات أصابت الكاميرا وجهاز البث وأعطبتهما.

وقال: “طواقم الهلال الأحمر أخرجتنا من مخيم جنين بمركبة إسعاف بعد استهدافنا بالرصاص الحي من قناصة جيش الاحتلال الإرهابي، ومحاصرتنا داخل منزل لأكثر من ساعتين”.

وما تزال سماء جنين ومخيمها تشهد تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال الإسرائيلي، سواء “الأباتشي” أو طائرات الاستطلاع.

الخارجية الفلسطينية: عقلية استعمارية

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن الحكومة الإسرائيلية تواصل ترجمة عقليتها الاستعمارية العنصرية القائمة على منطق القوة وعنجهيتها في استعراض دموي للقوة العسكرية في مواجهة المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل في جنين ومخيمها”.

وأكدت الوزارة في بيانها، أن “ما تقوم به حكومة نتنياهو من جرائم يصب في مخطط إسرائيلي مُعد مسبقا لتفجير ساحة الصراع وإدخالها في دوامة عنف وفوضى لا تنتهي ويصعب السيطرة عليها، كبديل عن الاتفاقيات الموقعة، ولتخريب أية جهود إقليمية ودولية لتحقيق التهدئة”. وصدرت بيانات من دول عربية وكذلك جامعة الدولة العربية نددت بالجريمة الاسرائيلية في مخيم جنين.

بيان جبهة النضال الشعبي

قالت جبهة النضال الشعبي الفلسطينية، إن “ما تقوم به قوات الاحتلال مجزرة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، باستهداف الأطفال والنساء وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها  هو عدوان واسع تشارك به طائرات الاحتلال وكافة أجهزتها الفاشية.

وأضافت في بيان تلقته “طريق الشعب”، أن “هذه المجزرة البشعة حلقة في مسلسل الإرهاب المنظم الذي تقوم به قوات الاحتلال بشكل يومي، والهادفة للمزيد من الإجرام ضد الأبرياء”.

وأشارت:  أن الاحتلال يتعمد تحويل مدينة جنين ومخيمها إلى ساحة حرب وسط حملة إعلامية تضليلية ممنهجة، وأن اقتحامات واعتداءات جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه للمدن الفلسطينية، وتفجير المنازل فوق ساكنيها يتطلب توفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا”. وأكدت الجبهة بأن التصعيد الهمجي المنظم الذي يقوم به الاحتلال بقرار سياسي وأمني بخطوة متسارعة لفرض سياسة الأمر الواقع والاستفراد بشعبنا الأعزل وارتكاب الجرائم العدوانية بحق شعبنا يتطلب موقفاً عربياً ودولياً واضحاً بدعوة مجلس الأمن للانعقاد واتخاذ قرارات عملية ضد فاشية الاحتلال، ويتطلب تحركاً شعبياً وجماهيرياً من قوى وأحزاب الأمة العربية لمناصرة الشعب الفلسطيني المنتفض في وجه الاحتلال وآلة حربه العدوانية. واعتبرت الجبهة أن تراخي المجتمع الدولي وسياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير وعدم اتخاذ أية إجراءات عملية لحماية وإنفاذ القانون الدولي والشرعية الدولية في الأراضي المحتلة، هو ما يشجّع الاحتلال على المضي قدماً في مخططاته العدوانية والتي سوف تفجر الأوضاع في المنطقة.

الاحتلال يستنفر في الضفة

وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي حالة استنفار استثنائية في نقاط عديدة من أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وبشكل خاص في محيط مستوطنات، تحسبا لرد فعل فلسطيني على العدوان والمجزرة الدائرة في مدينة جنين ومخيمها، فيما انضم رئيس المعارضة البرلمانية، يائير لبيد الى تأييده للمجزرة الدائرة. وأعلن الجيش أنه اتخذ إجراءات في محيط العديد من المستوطنات، وعند شوارع محيطة بالمستوطنات يمر منها فلسطينيون، تحسبا لوقوع عمليات فلسطينية، ردا على العدوان على جنين، وبضمن هذا انطلاق مظاهرات في الضفة عند نقاط تماس مع جيش الاحتلال في مختلف المناطق.

كما أعلنت سلطة الطيران المدنية صباح اليوم الاثنين، عن اغلاق أجواء الطيران المدني في منطقة مرج بن عامر، بسبب العدوان الدائر في جنين ومخيمها، وكما يبدو بسبب حركة الطيران العسكري في المنطقة.

وزعم جيش الاحتلال أنه عثر على عبوات ناسفة، أعدها المقاومون الفلسطينيون، ليواجهوا بها العدوان.