رحب رئيس الوزراء الفلسطيني بتعيين السعودية سفيراً جديداً لها في مدينة القدس، وهذا ما أثار وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي في تصريحات صحفية، الأحد.

وفي سياق إدانة الفصل العنصري الإسرائيلي، انضمت 200 منظمة امريكية إلى تحالف كبير يناهض الابارتهايد، فيما شبه قائد سابق في الجيش نظام الفصل العنصري في الضفة الغربية بألمانيا النازية.

سفير سعودي في القدس

رحب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، بتعيين السفير نايف السديري سفيراً مفوضا وفوق العادة للرياض لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما للمملكة في القدس.

وقال اشتية خلال اجتماع مجلس الوزراء، أمس: إن “هذه الخطوة تحمل معاني ودلالات سياسية مهمة، في مواجهة إجراءات الاحتلال”.

وفي وقت سابق، استبعدت إسرائيل وجود مقر دبلوماسي للسفير السعودي الجديد لدى دولة فلسطين في القدس.

وكان السفير السعودي في الأردن نايف السديري قد سلم، السبت الماضي، نسخة من أوراق اعتماده سفيرا مفوضا وفوق العادة للرياض لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما للمملكة في القدس” حسبما ذكرت وكالة الأبناء الفلسطينية (وفا).

ورد على هذه الاخبار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لمحطة اذاعية، الأحد، بالقول: “ربما يكون (السديري) موفدا سيلتقي بممثلين في السلطة الفلسطينية” وأضاف “هل سيكون هناك مسؤول متمركز فعليا في القدس؟ هذا ما لن نسمح به”.

وذكر كوهين ان “ما وراء هذا التطور أنه، على خلفية التقدم في المحادثات الأمريكية مع السعودية وإسرائيل، فإن السعوديين يريدون إيصال رسالة إلى الفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم”.

يشبه ألمانيا النازية

في شأن اخر، يدين سلطات الاحتلال، قال القائد السابق للجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، عميرام ليفين، إن “ما يحدث في الضفة الغربية يشبه الفصل العنصري الذي حدث في ألمانيا”.

وانتقد ليفين في تصريحه سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسيطرة اليمين المتطرف على الوزارات المهمة في إسرائيل.

وأكد، أنه “طوال 57 عاما الماضية كان هناك فصل عنصري مطلق في الضفة الغربية.”

وانتقد الجنرال ليفين طريقة تعاطي نتنياهو مع ما يحدث قائلًا: “يقع في خطيئة الغطرسة، ويحيط به المتملقون بدلًا من الأشخاص الذين يمكن أن يعطوه صورًا واضحة وحقيقة للأشياء.

وقال: “نتنياهو يخضع لجماعات متطرفة، ووضع وزراء مجرمين في مناصب سيادية، (مجموعة إجرامية من فتيان التلال – الهضاب) استغلت ضعفه، هم لا يفهمون أصلا ما هي الديمقراطية، لا يوجد شيء اسمه ديمقراطية منذ 57 عامًا هناك فصل عنصري فقط.”

وأضاف “في الخليل توجد شوارع لا يستطيع العرب أن يسيروا فيها مثلما حدث في ألمانيا.”

الجنرال الإسرائيلي السابق قال في المقابلة بأنه لا يشفق على الفلسطينيين، ولكن يشفق على الإسرائيليين. وقال: “أشفق على أنفسنا، نحن نقتل أنفسنا. نتنياهو فشل، لقد وضع المجرمين والهاربين من الخدمة العسكرية في مناصب سيادية، في بلد متحضر سيكون مكانهم السجن!”

تحالف واسع يناهض الابارتهايد

انضمت عشرات المؤسسات والكنائس والنقابات لتحالف عريض يحمل اسم “مجتمع خالي من الابارتهايد” المناهض للجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

ونشر التحالف على موقعه، مساء السبت الماضي، مجموعة إجراءات وإرشادات تطالب المؤسسات بالتثقيف حول جرائم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي التي ترتكب يوميا بحق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى روابط ومراجع لتشكيل وقيادة حملات مناصرة للحق الفلسطيني وخطوات محددة يمكن اتخاذها أو تبنيها لمناهضة (الابارتهايد) الإسرائيلي.

ويطلب التحالف من المنظمات المنضوية فيه بداية تبني تعهد مكتوب علني ضد جميع أشكال العنصرية والتعصب والقمع، بما في ذلك ضد التمييز العنصري، وكراهية الإسلام، ومعاداة السامية، وكراهية الأجانب في مجتمعاتها.

وقال التحالف إنه يسعى لتثقيف المجتمع الأمريكي حول الدمار الذي لحق بحياة الفلسطينيين تحت الاحتلال العسكري والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري، وحول الروابط بين الاستعمار الاستيطاني والقمع العنصري والتغول العسكري الإسرائيلي وفي أمريكا الشمالية.

وأكد التحالف أن الشعب الفلسطيني واجه استعمارا واحتلالًا استيطانيًا إسرائيليًا تم فرضه من خلال أنظمة قانونية عنصرية وتمييزية، وسياسة التهجير القسري، والحصار والقيود على الحركة، والانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان، وأنه وفقًا للباحثين القانونيين فإن هذا الوضع يشكّل جريمة فصل عنصري ويجب أن ينتهي.

اقتحامات واعتداءات متواصلة

على الأرض، جددت قوات الاحتلال، أمس الاثنين، اقتحام مخيم شعفاط، شمال مدينة القدس المحتلة، وبحسب مصادر محلية لوكالة وفا الفلسطينية، أن “مواجهات اندلعت في مناطق مختلفة من المخيم، عقب اقتحام قوات الاحتلال”.

في الاثناء، جدد مستوطنون يقدر عددهم 114 مستوطنا، اقتحامهم لمسجد الأقصى بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويتعرض المسجد لاقتحامات المستوطنين يومياً على فترتين صباحية ومسائية باستثناء يومي الجمعة والسبت، في محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد.

في سياق آخر، نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن 13 أسيرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام، رفضاً لاستمرار اعتقالهم الإداري.

ويأتي إضراب المعتقلين الـ 13، تزامنا مع الخطوات النضالية التي شرع بها المعتقلون الإداريون في سجن عوفر، وعدة سجون أخرى، واستمرار نحو 60 معتقلا في مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال العسكرية.

الأسرى داخل السجون

وقال الوزير قدورة فارس، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين، أمس الاثنين، إن “أوضاع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية معقدة وصعبة، لا سيما مع حكومة بنيامين نتنياهو، والإجراءات القمعية والفاشية التي اتخذها بن غفير”.

وأضاف فارس في تصريح صحفي، تابعته “طريق الشعب”، أن “أعداد الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام في تزايد، اعتراضا على احتجازهم بدون تهم”.

وأكّد قدورة أن “انقلاب حكومة نتنياهو على القضاء والمحكمة العليا لا تنعكس سلبا على إسرائيل وحسب، بل يدفع الأسرى والفلسطينيون بشكل عام الفاتورة الأكبر لها”، مؤكدا على “ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات داخل السجون”.