اخر الاخبار

بكم نبتدي ...واليكم نعود ..........ومن سيب افضالكم نستزيد

مطارقكم هنً جرس الزمان .......يدقُ...فيسمع حتى الحديد

ومن بينكم سيمدُ.... الكفاح .......جيلُ... عنيدُ..شديدُ...مريد.. (الجواهري)

 

يحتفل العالم وشغيلة اليد والفكر بالأول من أيار عيد الطبقة العاملة، و الاحتفال بهذه المناسبة أمر لا يخص الشيوعيين وحدهم بل يخص كافة أبناء الشعب باختلاف أطيافهم ومستوياتهم الاجتماعية، ويعملون بلا هوادة من أجل إزالة أشكال الظلم والاستغلال والاضطهاد ..خاصة وأن شعبنا وقواه الوطنية والتقدمية بعد التغيير  يمر بأعسر امتحان في عصرنا الحالي، فقد تكالبت قوى الشر والظلام لإعاقة مسيرته الظافرة نحو تحقيق الغد الافضل وسلب مكاسبه وكرامته وتهديد حريته واستقلاليته وسيادته وجره إلى ويلات ومصائب طائفية لم يشهد لها مثيل بالتسلط من الفاسدين والمفسدين والمحاصصة الطائفية التي أكلت الاخضر واليابس.

لقد اثبتت الطبقة العاملة العراقية وطليعتها الحزب الشيوعي العراقي عبر نضالها الطويل انها قلب الشعب النابض والممثل لأرادته والمعبر عن مصالحه وتصميمه على البذل والعطاء دون أية شائبة او أنانية او انتهازية، واستطاعت أن تجسد مواقفها وتطلعاتها بين المبادئ الانسانية ومتطلبات النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية.

ومن هنا كان دورها الريادي في أي مجتمع هو المعيار الحقيقي لمدى سلامة النظام وصحة مسيرته، ولا شك ان اهم السمات التي ميزت الحزب الشيوعي العراقي هو انحيازه الكامل إلى طبقة العمال والفلاحين والمظلومين من أبناء الشعب ولأنه ولد من رحم معاناة الكادحين والفقراء والمحرومين.

لقد تطورت الحركة العمالية في العراق بتوافق تام مع الحركة الوطنية المعادية للاستعمار، ويلاحظ أن التمايز الطبقي بعد ثورة العشرين قد اقترن بظهور شكل من أشكال الوعي العمالي حيث اكتشف العمال أن هناك ما يوحد صفوفهم ويقوي جهودهم أي ما يدعو إلى اكتشاف ذاتهم، وأفضى ذلك الاكتشاف إلى تأسيس أول الجمعيات العمالية والحرفية التي جمعت بين الحرفيين والعمال، وكان من الصعب في تلك المرحلة وضع حد فاصل بينهما،  وكتب لينين متحدثا عن أفضال ماركس وانجلس على الطبقة العاملة (لقد علماها كيف تعرف نفسها ..كيف تكشف ذاتها وادخلا العلم إلى صفوفها ).

وتطورت الحركة العمالية من خلال عملها في المصانع والمعامل ونضجت عدة عوامل إلى دفع العامل العراقي إلى التحرك والمطالبة بحقوقه المشروعة منها التردي المستمر لوضعه الاقتصادي وتدني أجورهم التي لا تسد رمق العامل وعائلته  وظروف عمله القاهرة، وكذلك نمو نشاط الحركة الوطنية المعادية للاستعمار وإلى تنبيه أذهان العمال،  بالإضافة إلى الدور الكبير الذي اضطلعت به ثورة اكتوبر الاشتراكية والتي أقامت أول دولة للعمال والفلاحين في العالم .وهكذا دب الوعي الطبقي والوطني في صفوف الطبقة العاملة وبدأت تتحسس وتشعر بما تعانيه من البؤس والشقاء والاستغلال البشع وحرمانها من كل الحقوق العمالية، وعرفت أن التضامن والتكاتف بين العمال هو الطريق الصحيح إلى تحقيق مطالبهم. واستمرت الاضرابات وعمت مدن العراق وتشكلت لجنة التنظيم العمالي التي تعالج مشاكل العمال  قبل وبعد ثورة العشرين،  فعمال البناء  في النجف وعمال السفن في البصرة والسكك في الشالجية، وأعقبها ظهور ملامح  الطبقة العاملة العراقية لأول مرة كقوة اجتماعية ضمن إطار وطني شامل إبان ثورة العشرين، فقد كان عمال بغداد والحرفيون يشكلون عماد الاجتماعات الجماهيرية التي كانت تعقد في الجوامع وتشكل اهم ذروات الوعي الوطني يومذاك ويعتبر تأسيس الجمعيات العمالية نقطة ضوء مهمة في تاريخ العراق المعاصر حيث اصبح الشعار الذي وحد صفوف العمال هو (يا عمال العالم اتحدوا ).

وتوالت الإضرابات أهمها إضراب عمال الميكانيك وأصحاب المصانع في بغداد، وشمل الإضراب جميع المدن العراقية منها الهندية والكفل. ورفعت عدة شعارات مطلبية من قبل المتظاهرين  هي (الخبز للجياع والأرض للفلاحين والعمل للعاطلين والموت للفاشية المجرمة ).وإضراب عمال كاورباغي تلك الوقفة البطولية بوجه شركة نفط العراق المحدودة وتلتها إضرابات عمال السكك عام (46)وإضراب عمال المطابع،  واستمرت الإضرابات  باعتبارها حقا مشروعا للعمال،  كل ذلك دفعهم  للقيام بها دفاعا عن مصالحهم المعاشية من قبل القوى الوطنية الديمقراطية والشيوعية والحركة الطلابية مما حفز الرفيق( فهد ) بعد عودته من الخارج حيث بدأ نشاطه بإعادة تنظيم الحزب الشيوعي مجددا بعد الضربات المتواصلة من قبل الحكومة الرجعية العميلة، وعلى العمل بكل طاقات الشيوعيين من أجل خلق كوادر عمالية وفلاحية وطلابية من بين صفوف الشيوعيين وتدريبهم على قيادة وتوجيه الجماهير الشعبية كل حسب اختصاصه، وركز الرفيق فهد على عمال المؤسسات الكبيرة كالموانئ والسكك وشركات النفط الأجنبية في كركوك والبصرة وعين زالة وخانقين.. وقد لعبت الكوادر الشيوعية المتقدمة دورا كبيرا بتصدر الإضرابات واستمراريتها بالمطالبة بحقوقها المشروعة، كما دفع الحزب رفاقه إلى المساهمة في المؤتمرات العمالية العالمية لشرح ظروف الطبقة العاملة العراقية.

ومن الإنجازات التي حققتها الطبقة العاملة العراقية عبر سنوات النضال الكثير من المكاسب التي يأتي في مقدمتها اثبات وجودها كقوة اقتصادية اجتماعية سياسية وفكرية وجلب انظار جميع الطبقات والفئات الاجتماعية اليها كقوة لها وزن وثقل اقتصادي وامكاناتها الهائلة المتطورة والتجارب والدروس التي استنبطتها من أحداث تلك المرحلة السياسية بعد اعلان الاستقلال وتحت الوصاية البريطانية ..مما ساعد العمال الواعين  المنتظمين على تطوير أساليب عملهم النضالي اللاحق وتعميق معاداتهم للاستعمار وعملائه الرجعيين حتى أنهم تحولوا بسرعة  إلى قوة محركة أساسية في مجمل حركة التحرر الوطني العراقي.

لقد أثمرت سياسة الحزب الشيوعي العراقي خلال فترة سنين نضاله الطويل في دفع العمال للمطالبة بحقوقهم النقابية والديمقراطية وتحسين أحوالهم المعاشية والنضال من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية الكاملة والتخلص من الاحتلال والغاء المعاهدات الجائرة والمقيدة لحرية الشعب. وقد عمل الحزب بقيادة الرفيق فهد على ربط مصالح الطبقة العاملة في تحقيق مطالبها الخاصة بها مع نضالها الوطني والديمقراطي السلمي ضد الحكومات الرجعية والاحتلال والقوى المتعاونة معها

لقد اثبتت الدلائل والوقائع أن دور الطبقة العاملة وفي شتى الظروف وعلى مدى السنين دورا مميزا يتناسب ودورها المحرك الاساسي في المجتمع مع اهميتها ..فقد حافظت على مستوى الانتاج والبناء والطاقات البشرية وقدمت الدماء الزكية ثمنا من خلال الإضرابات والمطالب العادلة ومن أجل تحرير الانسان من العبودية والاستغلال مؤكدة الثقة العالية بنجاحها في انقاذ مجتمعنا من الفساد والمفسدين وعملائها بعد القضاء على داعش والارهاب وقدرتها على بناء الدولة المدنية الديمقراطية و على قيادة المجتمع وضمان مستقبله  بعد ان ترسخت المبادئ الإنسانية وازدياد دورها قوة وعمقا في بناء المجتمع الديمقراطي الحضاري.

 ألف ألف تحية إلى عمال العالم في عيدهم الأغر والمجد والخلود إلى الشهداء من العمال والفلاحين والحركة الوطنية.

عرض مقالات: