اخر الاخبار

 بيت من الطين ( الطوف ) في وسط مزرعة النخيل على شاطئ شط الحلة عاش هنا بطل من أبطال الحزب الشيوعي العراقي، أخاف السلطات المستبدة التي توالت على حكم العراق منذ اربعينيات القرن الماضي عندما وجد كاظم الجاسم طريقه إلى تنظيمات الحزب الشيوعي و وجد في شعاراته و منهجه مراده، فأسس أول خلية فلاحية في قريته ( البو شناوة ) الواقعة بين قرية الدبلة و مدينة الحلة والتي أصبحت عرينا للحزب، فقد حفر في بستانه حفرة كبيرة وجعل منها غرفة تحت الارض ليتخذها و رفاقه مقرا ومكانا آمنا للقاءاتهم و اجتماعاتهم وخاصة هيئة تنظيم الفرات الأوسط الذي كان الشهيد كاظم الجاسم عضوا فيها حتى استشهاده بعد انقلاب البعث عام ١٩٦٨،  حيث القي القبض عليه في ريف المدحتية في بيت أحد اصدقائه من قبيلة ( البو طيف ) نتيجة مؤامرة قذرة شاركت فيها عناصر يشهد التأريخ بانتهازيتها و خستها، وهذا خسر الحزب كادرا متمرسا في النضال السري، وقال عنه أحد الرفاق إن أبا قيود هو مختار الفرات الأوسط لمعرفته بالطرق والأماكن الآمنة في تلك المنطقة الواسعة ..تربت العائلة الكريمة على تلك المبادئ التي غرسها فيهم ذلك القائد الكبير و المنظم البارع فأحبوها وذاقوا مرارة الحياة والحرمان والتعسف والمضايقات في انصاف الليالي وخاصة بعد أن وعى ذلك الشاب طريق أبيه واختط لنفسه دربا وعرا في زمن صعب حيث الدكتاتورية المتغطرسة العفنة المتجبرة المستبدة المتعطشة للدم، فكيف بمن يحمل السلاح بوجهها ويرفع شعار إسقاطها ويعمل على تأليب الجماهير ضدها ...وبعد ملاحقات و مطاردات استمرت سنوات طوقت القرية والبيت بقوات مدججة بالسلاح وكأنهم يقاتلون فوجا وليس فردا واحدا لكنهم يعرفون صلابته وقوة إيمانه وشجاعته التي توارثها عن أبيه الصنديد  أنه قيود الابن البكر وبعد مقاومة شديدة وهجمة شرسة حصلت الإصابة القاتلة و وصلنا الخبر صباحا بعد إيقاف الحرب العراقية الإيرانية ١٩٨٨ على حد ذاكرتي  / فكان نسخة عن أبيه شهيد الحزب الشيوعي العراقي أنه ( قيود كاظم الجاسم ) / المجد والخلود للشهداء.

عرض مقالات: