اخر الاخبار

إنّ مفهوم البطالة هو ظاهرة تعرف من قبل الاختصاصيين: «عدم وجود فرص عمل مشروعة لمن له القدرة على العمل والرغبة فيه»، لذا فأنها تعني العجز عن إيجاد فرص عمل مناسبة، للحصول على دخل ذي مستوى معيشي لائق؛ فالعمل حق لكل إنسان قادر عليه فقط، بل هو حق من حقوق الإنسان، وهو تلبية لحاجة من حاجاته الأساسية. والشخص العاطل عن العمل بحسب تعريف منظمة العمل الدولية هو «كل من هو قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه ويقبله وفق مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى».

إنّ علماء الاقتصاد يلقون الضوء على أشكال البطالة وأنواعها وأسبابها ضمن أنظمة اقتصادية تعوق التشغيل الكامل، وتعثر النظام الاقتصادي نحو توفير فرص للعمل. أما علماء الاجتماع «السوسولوجيا» فيعتبرون الظاهرة من الظواهر السلبية، التي يترتب عليها الكثير من المشكلات الاجتماعية التي تحدث في المجتمع، منها الجرائم والانحراف. وهذه يقترن ظهورها وانتشارها بالبطالة، إلى جانب الكثير من المخاطر السياسية والاجتماعية. وبالتالي فان الاستقرار السياسي للدولة مرهون بقدرة الدولة على خلق فرص العمل «فهناك عدة عوامل للبطالة منها: الاحتكاكية، الهيكلية، الإجبارية، الاختيارية، المقنعة».

البطالة اليوم من أخطر المشكلات التي تهدد المجتمعات المعاصرة، فعلى الصعيد الاجتماعي تتسبب في تفكك العلاقات الاجتماعية والأميّة، وتؤدي إلى الانحراف والجريمة والعنف؛ فظاهرة البطالة بعد الاحتلال الامريكي في عام 2003 تعد من الأسباب المحفزة للحراك الجماهيري المستمر في بلادنا. فانتفاضة اكتوبر عام 2019 كانت قد غذتها تلك التراكمات، وعجز الحكومات المتعاقبة عن معالجة القطاعات الانتاجية، بينما جرى الاهتمام بقطاع الجيش والشرطة فقط.

عرض مقالات: