اخر الاخبار

ان من أبرز ملامح انتفاضة تشرين 2019 هو انطلاقها بمشاركة شبابية ونسائية ملحوظة للغاية وسابقة لم تشهدها جميع الانتفاضات الشعبية التي انطلقت سابقاً في العراق اضافة الى انها كانت بمثابة ثورة مجتمعية فجرها وقادها الشباب وبمشاركة نسائية واسعة ومن مختلف الاعمار والتي أرعبت كافة الكتل والاحزاب السياسية القابضة للسلطة بما أفرزته من معطيات وطنية وثورية حركت من خلالها كل طبقات وفئات المجتمع العراقي لتتعاطف معها وتساندها وتلتف حولها .. فمن هناك من حمل الأطعمة لهؤلاء الشباب المنتفض وهناك من جاهد في سبيل اسعافهم من القنابل الدخانية والرصاص الحي والمطاطي وتضميد جراحاتهم وهناك من عمل على تنظيم خيمهم وانتم تواجدهم ..الخ لذا نشاهد ان هؤلاء الشباب اندفعوا الى الشوارع والمدن العراقية وجمعتهم صور التلاحم البطولي والتكاتف الرائع وصمودهم وإصرارهم بضرورة أحداث التغيير الشامل وهم يصرخون بأعلى أصواتهم (نريد وطن .. نريد وطن .. نازلة اخذ حقي) بوجه السلطة الحاكمة واحزابها وميليشياتها لدرجة أرعبت هذه الأحزاب والكتل السياسية وبالتالي حاولت هذه القوى وبشتى الطرق المتاحة قمع هذه الانتفاضة الباسلة لكنها بقيت مستمرة بالرغم من كافة عمليات القتل والخطف والتعذيب والترهيب والاعتقال.

ان هذه الانتفاضة شكلت فرصة كبيرة الإعداد كبيرة من النساء ومن مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية من اعادتهن لإيصال أصواتهن الى العالم بعد أن حذفتها القوى الحاكمة الخارقة المشهد الاجتماعي وقد حصلن أيضا على موطئ قدم في ساحات الاحتجاجات من خلال وضع خيمة للنساء في ساحة التحرير تحت مسمى من أجل الحريات والحقوق والمساواة وللمبادرة بالتعريف عن حقوق المرأة العراقية والدعوة لمساندتها.

ان الانتفاضة التشرينية انطلقت من اجل الكرامة والعدالة والحرية وهذه المطاليب الثلاثة لا يمكن تحقيقها بغياب دور المرأة العراقية عن المشهد العام كذلك أن حضور ومشاركة المرأة الفاعلة والمؤثرة في انتفاضة تشرين الأول تعتبر أحد أهم العلامات البارزة فيها والتي تمثلت في مشاركة النساء بجانبين رئيسين وهما الاول في الحضور المتواصل والثاني في المساهمة في تقديم الخدمات مثل الطبخ والتنظيف اضافة الى الإسعافات الأولية..الخ وقد دخلت المرأة هذا الميدان ليس بوحدها وإنما بمشاركة أخوية وودية وادبية من جميع رفاقها المتظاهرين من الذكور وقد سجل هذا الحضور والمشاركة نزعا لجدار العزل والتمييز وساهم في خلق اجواء اجتماعية وإنسانية بناءة .

ان نزول المرأة العراقية إلى الشارع تحت عنوان (نازلة اخذ حقي) برهنت على قدرتها في المشاركة بكافة شؤون الحياة العامة واستعدادها لتحمل كل المواجهات الشوفينية التي مورست ضد تطلعاتها  الثورية لتساهم وبقوة في ثورة الشباب وحركة التغيير المنشود رغم كل الظروف والأوضاع الملغومة في الشوارع العراقية لذا فإن الدور الذي لعبته المرأة العراقية في ظل هذه الظروف القاسية هو دور عظيم بكل المقاييس ناهيك عن أن المرأة العراقية التي شاركت منذ بداية هذه الانتفاضة الباسلة وبشكل فاعل ومؤثر وقد ادى من خلال مشاركتهن هذه الى استشهاد الكثير منهم برصاص الغدر والخيانة من قبل عناصر مسلحة تابعة لأحزاب بعض القوى الماسكة للسلطة لنشاطهن ودورهن الكبير والمؤثر في التظاهرات الشعبية اضافة الة كل ذلك تم الاعتداء على قسم كبير منهن بالضرب والطعن بالسكاكين والاختطاف وخاصة من كانوا يعملون كمسعفات في ساحة التظاهر.

عرض مقالات: