(كن حسنا ياحسن) قالها الفتى النجفي وهو في بحر يخشاه الموج. ثم وهو تحت سياط الفاشيين يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا وعمال الشاكرية وفلاحو كردستان. كل مفردات اللغة عبارة (عن قش لغوي) امام اساطير اناس عشقوا الحرية كما عشقها الحلاج ورابعة العدوية.

عيد الشيوعيين يبزغ في اذار مع نسائم متخمة بالعطر لحزب استثنائي، افكاره طازجة متجددة، ومريدو الحزب لم يكونوا (بياعي كلام او مدمني حكي) ولكن هل هم سحرة؟ انهم كذلك.. 

لم يكن الشيوعيون من تجار الشنطة، وعاشقو السوق السوداء يتلاعبون بمصير الجياع افكارهم مورقة ونظرة يعلنونها على اسنة الرماح تطاردهم السيوف والغربان.

يؤمنون بالصراع الطبقي لأن مع ألم الجوع تسقط الاصباغ وتظهر الحقيقة عارية وان ثمة اشخاص يجعلوك جائعا وانت تنظر بطرف خفي لسيف ابي ذر الغفاري لإشهاره على سلطان (اذكر طلعته في الصور ...  باسما في كل مرة، اذكر صورته يخطب في الجموع...  يقول لهم هيهات منا ذلة خضوع... هيهات منا سكوت)

خاضوا ملامح اسطورية في السراديب، زوجاتهم تنجب في السجون، أملاكهم مشاعة وقد قطعت أيديهم وارجلهم من خلاف فما وهنوا ولا استكانوا، لم يصبهم الغرور عندما كانت الشوارع تعج بهم وكانوا يحلمون بوطن معافى يساهم به الجميع (قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية). 

سلام يضيء السماء – سلام وعدل- تلك شيوعيتنا في بلاد بلا فقراء.