اخر الاخبار

بات واضحاً أن خدمات الأطعمة في المستشفيات هي عبارة عن الخدمات الطبية التي توفرها إدارة الخدمات والاعاشة في المستشفى للمرضى بهدف تحسين الحالة النفسية والجسدية للمريض وتحسين الانطباع عن خدمات المستشفى، ينطلق الدافع الأساسي وراء هذه الخطوة النوعية، من إدراك القطاع الطبي لأهمية راحة المريض النفسية وانعكاس ذلك تحسناً في مرضه وشفائه، وقد اخذت المستشفيات تُدخِل هذا التطور في برامجها مواصلة منها لما حققته خلال مسيرتها من ريادة. تشمل الخدمات الفندقية في المستشفيات نواحي عديدة أبرزها التغذية وخدمات النظافة والغسيل وأماكن الترفيه والتنزه كحديقة المستشفى، كذلك معاملة ولباقة الموظفين الذين يتم اختيارهم من بين المتخصصين بهذه الخدمات في المعاهد الصحية التي تهتم بالأمور الفندقية. يضاف إلى ذلك الاهتمام بالفرش والأثاث، وغيرها من وسائل تأمين راحة المريض على المستويات كافة.

ولتحقيق هذه الخدمات بأفضل صيغة ممكنة، لا بد من تخصيص ميزانية كافية للارتقاء بجودة هذه الخدمات، وتدريب العاملين الجدد قبل استلامهم لمهام عملهم، وتثقيف المواطنين لكيفية التعامل مع مرافق المستشفى، والاهتمام والمتابعة والمراقبة من قبل إدارات المستشفيات على جودة الخدمات الفندقية وخاصةً المشتراة منها.

ومن خلال رقابة ذاتية قام بها كاتب المقال، باعتباري مصاب بسرطان الدم الحاد (اللوكيميا) وبعد مكوث طال أكثر من أربعة اشهر متقطعة ما بين فترة واخرى في (مدينة الطب)، لاحظنا العديد من المثالب فيما يتعلق بنظافة دورات المياه وتوافر المياه الدافئة في المراحيض، الى نوع الطعام المقدم للمرضى، والذي لا يختلف عن بقية الأطعمة المقدمة في الردهات، كأمراض الأنف والأذن والحنجرة والباطنية الأخرى، فالطعام في قسم امراض الدم يقدم بلا أدنى شروط صحية نوعية كانت أم كمية، فطور الصباح لا يتجاوز بيضة مسلوقة وإناء صغير للشوربة مع صمونة واحدة ونصف قدح شاي وقنينة ماء، والغداء تمن ومرق بكمية قليلة للغاية، والعشاء قطعة من فخذ الدجاج مع صمونة واحدة وقنينة ماء، علماً أنها لا تتناسب مع طبيعة ونوع الأمراض في قسم أمراض الدم، الذي يتطلب طعاماً خاصاً يلائم نمط المرض والمريض معاً، لا بصورة عشوائية تكون اقرب للضرر منها من العلاج، في غياب واضح للفاكهة الطازجة والتي تعد مصدر الفيتامينات التي يحتاجها مرضى الدم، فضلاً عن عدم ايجاد وجبات خفيفة ما بين تلك الوجبات، كما أن الطعام يقدم لجميع المرضى دون تحديد نوعية مرض الدم الذي يتطلب نمطا غذائيا يتناسب مع كل نوع من المرض، في طريقة توزيع مذلة تشبه ما درجت عليه مشاهد الافلام في مخادع السجون، وقيام مشرفي التغذية بتوزيع الطعام على المرضى الراقدين بصورة عشوائية دون الاعتماد على قوائم بأسماء المرضى.

 أضع بين ايدي المسؤولين النمط الصحي الذي تتخذه اغلب مستشفيات العالم المتقدم منها والنامي، النفطية وغير النفطية، ومقارنة ما طرح مع ما معمول به، مع تقديم بعض المقترحات في هذا المضمار الذي يمس صحة الانسان في العراق، وبما يتوافق مع القوانين والتشريعات العراقية بهذا الصدد، كالتشريع رقم: 95، والذي صدر بناء على مقتضيات المصلحة العامة واستنادا الى الفقرة ثانيا من المادة (80) من قانون الصحة العامة رقم 89 لسنة 1981 والحاقا بالبيان المرقم (38) لسنة 1989.

بين التطويرات العديدة التي تشهدها المستشفيات في شكل متواصل بهدف تلبية تطلعات المرضى وتأدية أفضل خدمة لهم، دخلت الخدمات الفندقية في صلب هذه التطويرات، سواء لناحية هندسة المستشفى أو نوعية الخدمة المقدّمة ومستواها.

ربما لا يعلم كثير من المرضى إذا لم يكونوا جميعهم، عن ماهية الغذاء أو الوجبات التي تقدم لهم عندما يرقدون في المستشفى لأي عارض صحي كان، فهم يجدون اطباق الأطعمة أو الحافظات البلاستيكية والطاولات بجانب أسرتهم عند موعد كل وجبة غذائية دون علمهم بنوعية الأطعمة والأيدي التي طهتها ومواصفات المواد الغذائية الموجودة فيها، لكن الغريب والمدهش أن نوعية الطعام المقدمة لهم تناسب حالتهم الصحية، فالطعام الخالي من الملح يصل الى مريض الضغط وقليل السكر والذي يعاني من الكوليسترول تصله وجبة طعام خالية من الدهون. تقوم بتلك المهمة ادارة التغذية والاطعام في الصحة التي جهزت مطابخها وجندت مئات العاملين لتوفير الأطعمة المناسبة لكل مريض مع اعتماد جودة الطعام ونوعيته من خلال التعاقد مع شركات تغذية متخصصة تقوم بتأمين سلامة المواد الغذائية لكل مريض والتي تتطلب وجود مطابخ عملاقة تغذي مرضى مستشفيات البلاد وتقدم الوجبات الرئيسة والخفيفة من خلال نظام تديره ادارة الأغذية والاطعام بهدف تقديم أكل صحي ملائم لحالة كل مريض. حيث من المفترض ان تكون هناك ثلاث وجبات رئيسة ووجبتين خفيفتين حسب المعايير العالمية.

في هذا الإطار، ينبغي ان تكون جميع المواد الغذائية خاضعة قبل طهوها لفحوصات نظرية ومخبرية وقياس درجة الحرارة ومدة الصلاحية للتأكد من سلامتها وخلوها من أي آثار خارجية كالسموم أو البكتيريا أو غيرها من الأمور الضارة، مع وجود لجان خاصة وأخصائيي تغذية ومطابخ تجريبية ومختبرات لفحص كل انواع الأطعمة قبل تقديمها كوجبات للمرضى.

هذا فضلاً عن التعرض لمسببات التلوث الكيميائي الناتج عن استخدام أواني غير سليمة وبقايا المبيدات والهرمونات في الأغذية.

حيث ينبع اهتمام مكافحة العدوى وانتشار الأمراض في المستشفيات الصحية من الأهمية التي تشكلها كمصدر لانتقال العدوى بالأمراض البكتيرية والطفيلية والفيروسات الناتجة عن تلوث الغذاء أثناء تناوله.

وهناك حقائق رئيسة عن النظم الغذائية الصحية لمنظمة الصحة العالمية، يساعد اتِّباع نظام غذائي صحي على الوقاية من سوء التغذية بأشكاله كافة، فضلاً عن الأمراض غير السارية، بما في ذلك مرض السكري، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان. ينبغي أن يكون مدخول الطاقة (السعرات الحرارية) متوازناً مع استهلاك الطاقة. ولتجنّب زيادة الوزن غير الصحية، يتعيّن ألا تتجاوز النسبة الكلية للدهون 30% من إجمالي مدخول الطاقة، ويتعيّن أن تكون نسبة ما يتم تناوله من الدهون المشبّعة أقل من 10% من إجمالي مدخول الطاقة، ونسبة ما يتم تناوله من الدهون المتحوّلة أقل من 1% من إجمالي مدخول الطاقة، مع تغيير استهلاك الدهون بعيدًا عن الدهون المشبّعة والدهون المتحوّلة إلى الدهون غير المشبّعة، وباتّجاه تحقيق هدف القضاء على الدهون المتحوّلة المنتَجة صناعياً، يُمثّل الحدّ من تناول السكريات الحرة إلى أقل من 10% من إجمالي مدخول الطاقة، جزءًا من أي نظام غذائي صحي. ويُقترَح المضي في خفضها إلى أقل من 5 % من إجمالي مدخول الطاقة لتحقيق فوائد صحية إضافية يساعد إبقاء تناول الملح عند أقل من 5 غرامات في اليوم الواحد (أي ما يعادل تناول الصوديوم بأقل من 2 غرام في اليوم) على الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، ويقلّل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لدى السكان البالغين.

ويختلف التكوين الدقيق لأي نظام غذائي متنوّع ومتوازن وصحّي حسب الخصائص الفردية (على سبيل المثال العمر ونوع الجنس وأسلوب الحياة ودرجة النشاط البدني(

حيث يشمل النظام الغذائي الصحي ما يلي:

الفاكهة والخضروات والبقوليات (مثل العدس والفاصوليا) والمكسرات والحبوب الكاملة (مثل الذرة غير المعالَجة والدخن والشوفان والقمح والرز البني). فضلاً عن 400 غرام على الأقل (أي خمس حصص) من الفاكهة والخضروات يومياً، باستثناء البطاطس والبطاطا الحلوة والجذور النشوية الأخرى.

فضلاً عن أقل من 10% من إجمالي مدخول الطاقة من السكريات الحرة، وهو ما يعادل 50 غراماً (أو حوالي 12 ملعقة صغيرة مسطّحة) للشخص الذي يتمتّع بوزن جسم صحي ويستهلك حوالي 2000 سعرة حرارية في اليوم، إلا أن النسبة المثلى هي أقل من 5 % من إجمالي مدخول الطاقة لتحقيق فوائد صحية إضافية. ويُذكَر أن السكريات الحرة هي جميع السكريات المضافة إلى الأطعمة أو المشروبات من قبل الشركة المصنِّعة أو الطاهي أو المستهلك، وكذلك السكريات الموجودة بشكل طبيعي في العسل والشراب وعصائر الفاكهة ومركَّزات عصير الفواكه.

وأقل من 30% من إجمالي مدخول الطاقة من الدهون. وتُعَدّ الدهون غير المشبّعة (الموجودة في الأسماك والأفوكادو والمكسّرات، وفي زيوت زهرة عبّاد الشمس وفول الصويا والكانولا والزيتون) أفضل من الدهون المشبّعة (الموجودة في اللحوم الدسمة والزبد وزيوت النخيل وجوز الهند والقشدة والجبن والسمن) والدهون المتحوّلة بجميع أنواعها، بما في ذلك كلّ من الدهون المتحوّلة المنتَجة صناعياً (الموجودة في الأطعمة المخبوزة والمقلية، والوجبات الخفيفة والأطعمة المعبّأة مسبقاً) والدهون المتحولة للمجترّات (الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان من الحيوانات المجترّة، مثل الأبقار والأغنام والماعز والإبل). ويُقترَح تخفيض نسبة ما يتم تناوله من الدهون المشبّعة إلى أقل من 10% من إجمالي مدخول الطاقة والدهون المتحوّلة إلى أقل من 1% من إجمالي مدخول الطاقة. ويشار على وجه الخصوص إلى أن الدهون المتحوّلة المنتَجة صناعياً ليست جزءاً من النظام الغذائي الصحي وينبغي تجنبُّها.

وأقل من 5 غرامات من الملح (ما يعادل نحو ملعقة صغيرة واحدة) يوميًا. وينبغي أن يكون الملح معالَجاً باليود.

طريقة طلب الوجبات:

يتولى العاملون في الإعاشة الاخبار بكيفية طلب الوجبات الخاصة؛ علمًا بأنه يتوفر لكم نسخة من قائمة الطعام للاطلاع عليها، وهي تكون بجوار السرير أو في غرفة تناول الطعام. كما تشتمل قائمة الطعام على معلومات تساعد في الاختيار، ودائمًا ما يكون هناك خيارٌ لمن يرغب في تناول طعامٍ صحيٍ أو إذا كانت شهيته منخفضة أو إذا كانت الرغبة في تناول طعامٍ نباتي.

(وجبة الإفطار) تُقدم بدءًا من الساعة 07:30 صباحًا وتشمل عصير البرتقال الحبوب أو العصيدة الملفوف أو الخبز الزبد أولا المعجون قليل الدسم المربى الحليب أو الشاي أو القهوة.

وجبة منتصف الصباح الخفيفة (تُقدم بدءًا من الساعة 10:00 صباحًا). وهي مجموعة من المشروبات الساخنة والباردة التي تُقدم معها قطع البسكويت أو الفاكهة.

وجبة الغداء) تُقدم بدءًا من الساعة 12:00 ظهرًا (وتشمل الشطائر البطاطس المخبوزة المحشوَّة وجبة ساخنة تشتمل على الخضراوات والبطاطس مجموعة مختارة من الحلوى الباردة أو الجبن والبسكويت.

شاي بعد الظهيرة وتشمل المشروبات الساخنة والباردة التي تُقدم معها قطع البسكويت أو الفاكهة.

وجبة المساء) تُقدم في الفترة من 05:00 حتى 06:30 مساءً (وتشمل مجموعة منتقاة من الخضراوات أو طبق السلطة والأرز أو البطاطس، ويمكن اختيار نوعٍ من الحلوى أو الكعك بالكاستر أو الفواكه أو الزبادي.

وجبة المساء الخفيفة (تُقدم بدءًا من الساعة 7:00 مساءً) وتشمل الاختيار بين المشروبات الساخنة والباردة مع البسكويت.

بعد أن استعرضنا البيئة المناسبة والصحية للأطعمة المقدمة في المستشفيات والآليات المتخذة بشأنها نقترح في هذا الصدد ما يلي:

  1. يجب أن يعتمد الطعام على توصيات الطبيب وهنا يبرز دور الاختصاصيين في عملية اقناع المريض بان مثل هذه الاطعمة قد تضره صحيا.
  2. إعداد قوائم الأغذية بكل أنواعها من أغذية علاجية وأغذية عامة.
  3. الإشراف على تحضير الوجبات العلاجية الخاصة على حسب الطبيب المعالج مع مراعاة شروط السلامة والمواصفات الخاصة بالطعام.
  4. الاشراف على توزيع الوجبات على المرضى كل حسب حالته الصحية.
  5. يقوم المضيف بتوزيع الوجبات داخل الأقسام تحت اشراف تمريض القسم وحسب قائمة الحميات الغذائية المعدة مسبقا لممرضي من قبل التمريض مع الالتزام بالأوقات المحددة لتقديم الوجبات.
  6. يقوم قسم الاعاشة والتموين التابع للمستشفى بعمل زيارات دورية للمستشفيات وذلك للأشراف ومتابعة سير العمل بما يتلاءم مع السياسات واجراءات لمعرفة مستوي جودة الخدمة المقدمة.
  7. ولغرض الإصلاح والتطوير ينبغي الاطلاع على خبرات وتجارب العالم في هذا المجال ومنها: المجلس الأوربي للعناية بتغذية المرضى في المستشفيات Council of Europe Resolution Food and Nutritional Care in Hospitals
  8. اجراء التقييم الشامل للحالة التغذوية مثل (التاريخ الطبي، التاريخ الغذائي، الفحص البدني، القياسات الجسمية، والبيانات المختبرية وغيرها)
  9. التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة، على توريد الوجبات الجاهزة، بحيث تقوم الشركة بإعداد الوجبات وطهيها، عن طريق طهاة متخصصين، وتتولى تغليفها وتقديمها عن طريق مضيفين ومضيفات تابعين للشركة، بينما تتولى المستشفيات الرقابة على الأغذية المقدمة من حيث مطابقتها للمعايير والمواصفات والكميات، علاوة على ما يحققه ذلك من مردود اقتصادي نتيجة التوفر الناتج عن تقليل هدر مكونات الأغذية، وتوفير تكاليف صيانة وتجهيز المطابخ وأدوات الطعام، وتوفير العمالة لإعادة استخدامها في مهام أخرى داخل المستشفى لسد العجز في العمالة”، حيث تطرح مناقصات لشركات التغذية ويتم اختيار افضل العروض وفق بنود واسعار ومواصفات فنية يجب ان تتطابق مع ما تنص عليه شروط المناقصة والعقد. وبعد الموافقة عليها تقوم بتجهيز المطابخ والمواقع تحت اشراف ومراقبة الوزارة.