اخر الاخبار

كلما مررت بشارع شمران الياسري ، الكاتب والاديب والصحفي البارع ، عادت  بي الذكرى الى ايام كنت طالبة في  براغ/ جامعة كارلوف / كلية الاداب / قسم الفلسفة وهي من اقدم الجامعات في اوربا، كان ذلك في الثمانينات من القرن الماضي، وكيف طرق سمعي ان (ابو كاطع) قد وصل براغ بعد لعبة سياسية خبيثة من قبل النظام الحاكم في بغداد. والصاق تهمة به كونه ممن  يتاجرون بالسلاح. وما يترتب على ذلك من عقوبات قد تؤدي به الى الهلاك. حرب اعصاب من طراز جديد، الامر الذي اضطره للخروج من الوطن وعلى جناح السرعة ولكي يحط في براغ. التقى مع الوالد الجواهري واستضافه الجواهري في شقته.. تعرف اليه عن قرب واعجبته طرائفه وحكاياته ، وما عرف عنه من سخرية وفكاهة وذكاء.

تبادلا الكثير من الذكريات التي جمعتهما ايام زمان ، يوم فر من ريف الكوت واستقر في بغداد وراح يلتقي باعيانها وادبائها وشعرائها. كنت قد رأيته وجها لوجه ايام كنا في بغداد ويوم كان يلتقي مع اخي فرات ، ويتبادلان ويتجاذبان الحديث حول الاوضاع المأزومة في بلدنا ويحلمان بالخلاص من كابوس الواقع المؤلم والمرير.

كان يوما حزينا حينما بلغنا باستشهاده وهو في طريقه لرؤية ابنه جبران في هنغاريا. ترى متى تكتحل عيون محبيه بتمثال نصفي له يتصدر مقدمة الشارع الذي سمي باسمه مع نبذة عن سيرته الذاتية ولمن لايعرفه من الاجيال الجديدة. هذا الشارع الذي يمر من امام اتحاد الادباء والكتاب في العراق وينتهي امام شركة الفاروق.. شارع قصير لكنه يحمل الوفاء لمن سخر قلمه دفاعا عن الفقراء والمعدمين.

عرض مقالات: