اخر الاخبار

أولا: كتاب(الإخراج المسرحي في العراق)

عدنان منشد منذ عام 1964 مثل في مسرحية(اوديب) إخراج مهدي السماوي، وقام بدور (إمبراطور) في مسرحية (توراندوت) إخراج كاتب هذه السطور تأليف(شيللر) وقام بإخراج (ربليكا) متفاعلا فيها مع طروحات(شاينة) وقدم لمحمد خضير (ساعات كالخيول) مخرجا وكذلك (حزن يوم ثقيل)من تأليف (علاء حسن)

حاول المؤلف عدنان منشد أن يجمع طائفة من مقالاته في صحيفة (الاتحاد) بصفحته النقدية الموسومة(ستارة) الخاصة بنظريات المسرح وتطبيقاته ونقده، محاولا ترسيم (تمفصلات) لأجيال الرواد، وهم الخط الأول: حقي الشبلي، جاسم العبودي، إبراهيم جلال، جعفر السعدي، بهنام ميخائيل، سامي عبد الحميد، بدري حسون فريد وجعفر علي، وقاسم محمد، وسعدون العبيدي، ومحسن العزاوي، وسليم الجزائري، وهو يؤطر (الريادة) الأولى كما يسميه , وطلبتهم في الجيل الثاني المذكور في أعلاه وصولا إلى الجيل الثالث من المخرجين(صلاح القصب، عوني كرومي، عقيل مهدي، فاضل خليل وسواهم) هادفا في كتابه إلى تأرخة المسرح في العراق وعلاقة منظومة النص بمكونات العرض وعناصره ؛ الشخصية والحوار والثيمة واللحن والمنظر حسب أرسطو في نظرية(المحاكاة) ومن ثم الأسطورة والملحمة مثل جلجامش واوزيريس والشاهنامة والإلياذة التي استوعبها المسرح بوصفها خصائص بدئية لانطلاق ذاكرة الشعوب التي رفدتها الاجيال المسرحية اللاحقة كما في طقوسها الإخراجية الحديثة - والتي حصر تجلياتها في المسرح العراقي مائة عام - وتنوع أساليب الإخراج منذ (ستانسلافسكي) و(برخت) وتفاعل المخرج العراقي معها، والقيام بتشكيل فرق رسمية واهلية متنوعة وأرشفتها من قبل(المفرجي) واضرابه من الباحثين ودور الرقيب الايديولوجي المتحكم بالقبول والرفض.

ويعرج على انطولوجيا المسرح العالمي من أصولها لدى هوميروس ودانتي منتقلا إلى (ابسن) و(سترندبرج) و(ماركيز) والأدب السردي في أمريكا اللاتينية ساردا الوضعية الدرامية من شكسبير إلى برناردشو ومن جوته إلى مسرح اللامعقول متوقفا عند منعطف (يوسف العاني وشهاب القصب وجليل القيسي وطه سالم وعادل كاظم)ومن ثم يدخل في تفصيل علاقة الممثل بالمخرج وتقنيات العرض وسيميائية العلامات وتحفيز المتفرج وإشكالية العرض والإبداع المتواصل في التجريب وشفرة الميزانسين وعلاقة الاجيال مسرحيا بالأبعاد الخاصة بالممثل ونماذج الحداثة وتنظيراتها ونقدها وتأويلاتها. ويذكر أسماء أخرى , مثل عزيز خيون وشفيق المهدي وعادل كوروكيس وما قدمه للمسرح ولا يغفل ذكر عزيز عبد الصاحب وحميد محمد جواد ويدون مسميات(الفرق الأهلية مثل المسرح الفني الحديث ومسرح الستين كرسي ومسرح اليوم).

لعلني أجد في رثائه لزميل دراسته عادل كوركيس ما يتطابق مع ما نكابده نحن برحيل (عدنان منشد) بذات المنطق وهو يدون في خاتمة الكتاب (ولعل مأساتنا جميعا في هذا الفنان انه كان يراجع رسالته المسرحية الأكاديمية وكتابه الجديد .. قبل أن توافيه المنية فكم كان جميلا منه أن يعطينا كل هذا، قبل أن يذهب)

وجميل، الراحل (عدنان منشد) أنه كان يتواصل معنا بالهاتف، قبل أيام، مزهوا بمراجعة كتابه الأخير ووضع اللمسات الأخيرة عليه قبل ان يذهب إلى دار العالم الآخر تاركا لنا التأسي لغياب عقلية إبداعية تنويرية حافلة بالتفاؤل والحب للإنسان في أية بقعة من هذا العالم شاسع الإرجاء.

ثانيا: في كتابه الثاني(من أوراق ساحة الأندلس)

يهديه إلى(مرتادي ساحة الأندلس في بغداد.. ومثقفيها) يقوم كتابه على محاور تخص(أدب الاعتراف) و(الادب السردي) و(المسرحي والدرامي) و(وجوه عراقية)، في رؤية شخصية وذائقية رفيعة، تجمع بين نصوص شكسبير وماركيز وايزابيل الليندي ومرتكزات أمين العالم والسجون والمنافي العراقية وادغار الن بو وجورج ارويل ورواية (عزازيل) ليوسف زيدان، ورباعية شمران الياسري ونجيب محفوظ وعوالمه المسرحية، وتجليات الليالي في المسرح، والتلفزيون في العراق والدراما، ويقف في تقييمه لوجوه عراقية عند(مير بصري وجعفر السعدي وخليل شوقي وسامي عبد الحميد وجميل نصيف ومصطفى عبود وصلاح القصب وعقيل مهدي)

ويختتم كتابه في (الثناء على من رحلوا) مثل خليل الاسدي وسعد محمد رحيم واصفا الأول بأنه تعب نفسيا وعضويا فتكاثرت عليه الأمراض (فمات) ويصف الثاني بأنه قد عانى من الاضطهاد والجور وعاش قرابة عامين في سجون الأمن العامة وعاش معاناته الشخصية في ذلك الزمن الصعب.

ويقول عدنان منشد: (طابت ذكرى سعد محمد في قلوب أصدقائه) ونضيف نحن طابت ذكراك أيها المبدع، عدنان منشد، في قلوب الأصدقاء والمحبين ويأسف لغياب(الموسوعي)حميد المطبعي والأديب والباحث الذي كان يعدل مؤسسة في رجل وأضاعوه باستسهال وخفة.!

عرض مقالات: