اخر الاخبار

نادرا ما تجد تقاطعا مروريا يخلو من طفل برئ غادر فراشه الرث قبل طلوع الشمس شتاء او بزوغها صيفا حاملا علب المناديل الورقية، أو نادرا ما تشاهد شارعا لا يعج بسيقان غضة تحمل طفلة تركض وراء المارة عارضة علبة سكاير أو رافعة قطعة قماش تبيعها لأصحاب السيارات، أو طفلا ثالثا يفترش الأرض ليصلح محرك سيارة أو تثبيت إطار أخرى، ورابعا وخامسا وصولا إلى ثلث اطفال العراق كما تعرض اليونيسيف يرتادون ميادين العمل أو أنها قالت إن كل طفلين عراقيين من أصل خمسة أطفال يعانيان من الفقر يتوجهان يوميا إلى ورش التصليح أو المعامل أو تقاطعات الشوارع أو قيصريات الأسواق والمحلات التجارية أو يفترشون الأرض بالبسطيات طلبا للرزق لمعاونة الأهل في مواجهة متطلبات العيش.

إن الطفولة في العراق اضافة إلى ظلم الأهل والمجتمع تعاني من إهمال حكومي سافر تجسد في مدارس التربية الطينية أو غياب اهتمام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أو جور أمكنة العمل خارج الرقابة الحكومية، أو أن يغتال براءتها منحرف أو يدهسها المتعاطي، أو أنها ستظل ترتاد اماكن العمل غير المناسبة بفعل الفقر الذي أخذ يتوسع في العراق ليبلغ نسبة 40 بالمئة في العموم وفي المثنى 52 بالمئة بالخصوص، وكل ذلك يسببه الفساد الذي لم يعد يقتصر على القطاع الحكومي بل تجاوز مفعوله كل قطاعات العمل ، ومنها قطاع اعمال الطفولة الذي يستغل الطفل العامل لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة إذ يقول الطفل علي 11 عاما في منطقة المعامل أنه يحصل على 6 دولارات يوميا مقابل 10 ساعات عمل . أو أن المعلومات باتت تشير إلى وجود شركات للتسول تقف خلفها جهات متنفذة تسخر الطفولة لاحتراف هذه المهنة، لها مراكز للتدريب على هذا السلوك المشين.

أننا في الوقت الذي ناسف به لما يحصل لأطفالنا، نود ان نذكر بأن الاتفاقية الدولية رقم 182 لسنة 1999 بشأن أسوأ أشكال عمل الأطفال، نصت في المادة الأولى: تتخذ كل دولة عضو تصادق على هذه الاتفاقية بسرعة دون ابطاء تدابير فورية وفعالة تكفل بموجبها حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والقضاء عليها، والطفل حسبما ورد في المادة الثانية من هذه الاتفاقية. هو كل شخص دون الثامنة عشر من عمره، والعراق قد صادق على هذه الاتفاقية والمطلوب من حكوماته المتعاقبة أن تلتفت إلى الطفولة لتعالج مشاكلها بجدية تامة وبعكسه ستكون هذه الطفولة غدا محل تهديد للدولة والمجتمع، وان تتثقف الكتل السياسية بما تتطلبه الاتفاقيات الدولية لأن مصدر الحكم صار ينبثق عنها وهي لاهية بأمور ثانوية متناسبة أن احتواء الطفولة مطلبا شرعيا قبل أن يكون مطلبا دوليا، او واجبا حكوميا، يتم التذكير فيه في الثاني عشر من حزيران من كل عام ...