اخر الاخبار

يوم الثامن من شباط انزاح عن وجه النفاق اللثام

 قالها شاعر العرب الاكبر الجواهري

أمينُ ألقى الغيُّ أستارَهُ

وانزاحَ عن وجهِ النفاقِ اللثام

مدخر للخائضين الوغى

العام تلو العام، جيش لـهامْ

صبيحة يوم الثامن من شباط عام ١٩٦٣المصادف يوم الجمعة الرابع عشر من رمضان انقضت القوى المضادة والمتضررة من انجازات ثورة الرابع عشر من تموز عام     ١٩٥٨، على تلك الإنجازات التي تحققت على جميع الاصعدة، الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية التي أربكت أنشطة الدوائر الاستعمار وخصوصا البريطانية في منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص والعالم بشكل عام الذي كانت تعول علي ما أنجزته من تحقيق مصالح وجودها في العراق بعد احتلاله في الحرب العالمية الأولى، من خلال الهيمنة على ثرواته الطبيعية وإنشاء القواعد العسكرية في عرض وطول البلاد وربط الدولة العراقية التي تشكلت في عام ١٩٢١بعد ثورة العشرين الخالدة في حزيران عام ١٩٢٠م من عقد معاهدات واتفاقيات ثنائية مع الحكومة البريطانية والسير في ركابها وتكبيل العراق بحلف عدواني أطلق عليه حلف المعاهدة المركزية، أو حلف بغداد. كل هذا لم يعد له وجود بعد انتصار ثورة الرابع عشر من تموز عام   ١٩٥٨، تلك الثورة التي قضت مضاجع أعوان الاستعمار من خلال القوانين والتشريعات التقدمية مثل قانون الإصلاح الزراعي والقانون رقم ٨٠ الذي تم بموجبه تحرير ثروات العراق النفطية من مستغليها الأجانب وقانون الأحوال الشخصية المرقم ١٨٨، ناهيك عن التشريعات والقوانين الاجتماعية الاخرى كتشريع دستور مؤقت للبلاد وقانون للأحزاب والجمعيات وقوانين العمل. كل ذلك وحد من تلك القوى المضادة مع الدوائر الاستعمارية للانقضاض على الثورة ومن يقف إلى جانب قيادتها في دعم تلك القوانين والتشريعات، وهناك موقف آخر ساهم في مساعدة تلك القوى الثغرة التي وجدت ببن الحكومة المركزية والحركة الكردية المسلحة في كردستان، حيث حصلت الحرب بين الفصائل المسلحة والحكومة في ايلول ١٩٦١، وقد نشطت القوى التقدمية والديمقراطية من أجل وقف تلك الحرب وحل المسألة الكردية حلا سلميا عادلا من خلال التظاهرات والدعوات ورفع الشعارات المنددة بتلك الحرب ومن أجل حقن الدماء، تلك الحرب وجدتها القوى المضادة لثورة الرابع عشر من تموز لتحقيق مآربها واستغلت فرصتها الملائمة لتنفيذ مخططها الاجرامي صبيحة يوم الرابع عشر من رمضان من عام ١٩٦٣ حيث انكشف اللثام عن تلك الوجوه الكالحة التي اوغلت بسفك الدم العراقي وعبرت عن حقدها الأسود الدفين بالبيان رقم ١٣ سيء الصيت الذي تم بموجبه تصفية كل من وقف بوجه الانقلابيين من أبناء الشعب العراقي في معظم المدن العراقية. وكانت للمقاومة الصلبة لأبناء مدينة الكاظمية. وعگد الاكراد في شارع الكفاح. والثورة والكريمات، صدى واسع.

لقد حقق الانقلابيون مرادهم وبدعم مباشر من الدوائر الغربية في تصفية قادة ثورة الرابع عشر من تموز ومن وقف إلى جانب انجازاتها من الوطنيين والديمقراطيين. وفتحت قاعات السينمات والملاعب والنوادي إضافة إلى السجون والمعتقلات أبوابها في حجز واعتقال كل من الذين وقفوا ضد الانقلابيين او من يشك في ولائهم لهم، وقد عبر شاعر العرب الاكبر الجواهري في اروع الصور الشعرية: 

وقد غدا العيد وافراحه مآتم

في كل بيت تقام 

المجد والخلود للشهيد البطل   سلام عادل ورفاقه الشهداء من المدنيين والعسكريين ضحايا الانقلاب الدموي في شباط ١٩٦٣

عرض مقالات: