اخر الاخبار

تمر علينا هذه الأيام الذكرى (٧٢) لاستشهاد قادة الحزب الشيوعي العراقي فهد وحازم وصارم.. هؤلاء أبناء الشعب العراقي الذين أسسوا بدمائهم الزكية قيم الوحدة الوطنية العراقية، وتابع من بعدهم أبطال آخرون طريق الكفاح والتضحية وفي مقدمتهم شهيد الشعب والحزب الرفيق سلام عادل وبقية الشهداء من كل قرية ومدينة عراقية الى يومنا هذا.. ففي كل عام وفي يوم الرابع عشر من شباط يستذكر الشيوعيون العراقيون واصدقاؤهم هذا اليوم الذي اعتبر رمزا للشهادة والتضحية من اجل الوطن والشعب والمبادئ.

ولقد أقدمت السلطة الملكية المقبورة في يومي ١٣و١٤ شباط عام ١٩٤٩ على اعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الابطال (فهد – حازم – صارم) معتقدة بأنها بهذا العمل الاجرامي الجبان قد قضت على الحركة الوطنية العراقية التي كان رائدها وقائدها حزبنا المناضل، لكنها بالتأكيد عاشت أحلامها الوهمية حين اكتشفت بأن فعلتها الشنيعة هذه واللاإنسانية قد مولت الحركة الوطنية العراقية بعزيمة وارادة وثبات منقطع النظير، وايضا كان ذلك الحدث قاعدة قوية وصلبة لتحرير العراق من النظام الملكي الرجعي صبيحة يوم الرابع عشر من تموز عام 1958، بثورة شعبية وطنية مباركة من كافة أطياف وألوان الشعب العراقي ومستوياته الثقافية والاجتماعية والسياسية، وهكذا يستفز هذا الشهر من كل عام وبألم مميز ذاكرة كل الشيوعيين العراقيين واصدقائهم .

لقد توهم العميل نوري سعيد والسلطة الحاكمة والادارة البريطانية آنذاك أن الطريق الأفضل لكسر عزيمة النضال الجماهيري وتصفية الحزب الشيوعي هو بإعدام قادته الأبطال الذي كان خسارة كبرى لحقت بالحركة الشيوعية بوجه خاص وبحركة التحرر الوطني في بلادنا بوجه عام.

إن الشيوعيين العراقيين واصدقاءهم ومناصريهم يدركون جيدا بأن يوم الشهيد الشيوعي هو مناسبة وطنية للوفاء لشهداء حزبنا ونضالاته من أجل استخلاص الدروس والتزود من حكمة الشعب بالذخيرة المناسبة بمواصلة مسيرة النضال بحثا عن أفضل وانسب الحلول لكل ما يواجه الوطن من ازمات ومنعطفات.

وفي شباط الاسود عام 1963 أطلق وحوش انقلابيي عفلق البيان رقم (13) الذي أباح خلاله هدر دم الشيوعيين العراقيين من دون محاكمة، وأباحوا أيضا مبدأ محاربة الشيوعية بشعارات جوفاء وفتاوى دينية مدفوعة الثمن، ولقد كشفت حقائق التاريخ عبر العقود الماضية المزيد من الخيوط والحقائق التي ارتبطت بها عملية معاداة الشيوعية ومروجي مثل هكذا شعارات.. والجدير بالذكر ان كل الذين يرفعون الآن عقيرتهم لتشويه سمعة وتاريخ الشيوعيين العراقيين وحزبهم المناضل أو محاولة تهميش دورهم النضالي لا يستمدون دلالاتهم إلا من ذات المستنقع الذي سبقهم اليه أسلافهم.

ان الشيوعيين العراقيين يستلهمون من ذكرى استشهاد قادة حزبه الاشاوس اللذين وهبوا أنفسهم لقضية الحزب والطبقة العاملة من اجل ان تضل راية حزبهم خفاقة للأبد وعزما يزيدهم واصرارا على مواصلة النضال الى امام تحت الراية العظيمة من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسعادة الشعب وسيادة القانون.

ان ذكرى استشهاد قادة حزبنا (فهد – حازم صارم) هؤلاء الابناء للشعب العراقي واللذين اسسوا بدمائهم الزكية قيم الوحدة الوطنية العراقية الحقة وتابع من بعدهم ابطال اخرون طريق التضحية وفي مقدمتهم شهيد الحزب والشعب الرفيق سلام عادل وبقية الشهداء الابطال من كل محافظة ومدينة وقرية عراقية الى يومنا هذا.. تزيدنا عزما واصرارا على مواصلة المسيرة في سبيل الوطن الحر والشعب السعيد.

قرنفلة حمراء وتحية وفاء لكل شهيد شيوعي مضى بطلا مرفوع الرأس من اجل بناء العراق الديمقراطي الموحد.

عرض مقالات: