اخر الاخبار

كانت على رأس المخاوف والهواجس التي تخشاها القوى الوطنية في العراق أن عملية تغيير النظام إذا تمت من قبل القوات الأجنبية ستكرس لصالح قوى الاحتلال ومن سيأتمر بأمرها لذلك عملت القوى الوطنية على أن تكون عملية التغيير بأيدي العراقيين.

 وهذا ما حصل بالفعل حيث انفردت قوات الاحتلال باعتماد السياسات التي تخدم مصالحها بشكل أساسي بعيدا عن المصالح الحقيقية للشعب العراقي ولم تقم ببناء نظام ديمقراطي حقيقي في العراق.

بناء مثل هذا النظام يتناقض مع رغباتها ومصالحها كقوة احتلال وليس جهة تحرير كما ادعت، ومما زاد من صعوبة الموقف وتعقيداته أن العديد من القوى التي كانت تصنف نفسها ضمن المعارضة انشغلت بتحقيق المكاسب والامتيازات الذاتية بعيدا عن المصلحة الحقيقة للوطن المتمثلة ببناء نظام ديمقراطي يؤمن حقوق واحتياجات جميع العراقيين.

 وقد تسبب هذا التوجه الخاطئ لقوى الاحتلال وبالشكل الذي يخدم مصالحها ويكرس نفوذها في مضاعفه معاناة العراقيين، وتقديم قوافل من الضحايا خلال الاقتتال الطائفي التي أعقبها غزو عصابات تنظيم داعش الإرهابية والذي ما زالت آثاره الكارثية تعاني منها أعداد كبيرة من أبناء الشعب العراقي بين شهداء ومغيبين ومعاقين ومهجرين.

 واستمرت ما تسمى بالعملية السياسية البائسة في العراق في اجترار نفسها بعيدا عن المصالح الحقيقية للشعب العراقي وأصبح الفساد الإداري والمالي والسياسي من أبرز معالم العراق على مستوى العالم من شرقه إلى غربه، ولم يكن نصيب الشعب العراقي سوى التندر بممارسات الفساد بينما لم يكن من نصيب أبنائه سوى لعق جراحهم بانتظار انتهاء معاناتهم وتحقيق العيش الكريم أسوة ببقية البشر وخاصة في بلد يغص بالخيرات ويعيش شعبه في الكفاف.

وفي الختام نقول إن هناك حقائق ثابتة بأن بناء عراق مزدهر ينعم شعبه بالحرية والكرامة لا يتم إلا من خلال بناء نظام ديمقراطي حقيقي تصان فيه الحريات والحقوق والعدالة الاجتماعية.

عرض مقالات: