اخر الاخبار

شهدت قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، صباح السبت الماضي، محاضرة فكرية بعنوان “التفكير النقدي لـ هادي العلوي”، قدمها الباحث د. ميثم الحربي بحضور جمهور من المثقفين والمهتمين في الشأن الفكري.

المحاضرة التي أدارها السيد سعدون هليل، استهلها الضيف بالقول أن “العلوي أكاديمي، وهو أشبه بالكاتب الشامل”، مبينا أن “من يقرأ العلوي تواجهه أسئلة عديدة عنه: هل هو مفكر أو ناقد أدبي أو فيلسوف شعبي أو فيلسوف؟”.

وتابع قوله أنه “عند الاطلاع على ما وصل إلينا من كتب العلوي، نجد أن عنده شيئا من هذا ومن ذاك. فهو كل وجزء في مناطق التفكير والنقد والفلسفة”.

وأشار الحربي إلى أنه “في النصف الأول من القرن العشرين، كان الفضل لنقاد المدرسة الماركسية في فتح الباب أمام مساءلة التراث، وجعل كل شيء تحت النقد. فصارت لدينا مدرسة ماركسية من أساتذة أجلاء فتحوا الباب لإعادة قراءة التراث الاسلامي قراءة مغايرة للمدرسة الظلامية. وهادي العلوي ابن المدرسة الأولى”.

ولفت إلى أن “العلوي طالما كان يذكر في كتبه العلامة الشهيد حسين مروة، أو يترسم خطاه، هذا في جانب الخط الماركسي. وفي جانب الأدب كان يحب الكلمات التراثية، ويقول إنه يستمتع بكتابات طه حسين، إلا انه تنقصه نزعة التمركس في بحثه. فالعلوي بطبيعة الحال يعد الماركسية منهج المناهج”.

وأوضح المحاضر انه “ثمة قضية تنبه لها العلوي ووقف عندها طويلا، وهي أن المفكرين من المدرسة الماركسية جوبهوا بأسئلة من قبيل أن المنهج الماركسي لا يمت بصلة إلى واقع المجتمع العربي، وهو فكر وافد، وعليه يجب ان يخلق من البيئة العربية منهجها او عقلها النقدي ورؤاها الفلسفية”، مضيفا ان “العلوي يعتبر النظرية العلمية والعقلية ليست بنت بيئة معينة، المانية أم مصرية أم عراقية، ما دام البؤس يضرب بأطنابه في كل بقاع العالم”.

ونوّه الحربي إلى أن “العلوي ينتزع من خطوط التنوير في التراث العربي الإسلامي، سلاسل مدرسة التصوف. ثم يخصبها بالحضارة الشرقية، وكما هو معروف، فإنه شرَّق وغرَّب في التنظير لمسألة الشرق والصين”، لافتا إلى أن “العلوي محضر من الرفض والهجاء الصارم ضد الحكام، ومتصوف على خطى الأوائل الذين يعانون خشونة الحياة اليومية في معتزلاتهم بعيدا عن الناس”.

وفي الختام، وبعد مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين، قدم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. علي مهدي، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الباحث د. ميثم الحربي