اخر الاخبار

حلّ الشاعر العراقي عامر الطيب ضيفَ شرفٍ على مسابقة أدبية للتلاميذ خاصة بالكتابة القصصية، نظمتها “جمعية القيروان” الثقافية في تونس بالتعاون مع “دار الأمينة” للنشر والتوزيع في البلاد، أول أيار الجاري، وذلك بدعوة من منظمتيّ المسابقة.

واستثمرت الجهتان المنظمتان وجود الشاعر الطيب، فعقدتا له جلسة احتفاء، ليتحدث فيها عن تجربته في فضاء الشعر ويوقّع مجموعته الشعرية الموسومة “كريات الدم الخضراء”، الصادرة عام 2019 عن “دار الأمينة” ذاتها. 

وبحضور جمع من الأدباء والمثقفين ومتذوقي الشعر، غصت به قاعة “جمعية القيروان”، تحدث الطيب عن تجربته الشعرية التي بلغت حصيلتها حتى الآن نحو سبع مجموعات مطبوعة، قسم من نصوصها تُرجم إلى لغات أجنبية.

ثم قرأ منتخبات من نصوص مجموعته “كريات الدم الخضراء”، التي من المقرر أن تصدر قريبا باللغة الفرنسية، بترجمة “دار الأمينة”.

وفي سياق الجلسة، قدم الناقد التونسي د. الأسعد العياري مداخلة نقدية ذكر فيها ان القصائد التي قرأها الطيب “كشفت عن فرادة هذا الصوت الشعري وقدرته على الانتقال بالكلمة من مجالها الخشبي، وتحويلها إلى فضاء مجازي يرتقي بالعبارة إلى معان مجرّدة”، مشيرا إلى ان الطيب يمتلك “قدرة بلاغية وتركيبية على التعبير عن قضايا إنسانيّة ترُوع موطن الشعور وتربك منطق الفكر والعقل. فتجربته الشعرية تحتكم في صناعة المعنى وانشاء الصورة إلى عمليّة لغويّة لسانيّة تجمع الخيال الشعري بالفكر والقلب، ونقطة الوصل بین هذين الجانبين هي انعكاس عالم الواقع الحسّي على المخيّلة التي تعيد تأليف تفاصيل المعطيات الخارجية”.

وتابع قائلا أن “قصائد الطيّب أشبه بعمليّة كيميائيّة تتجاوب فيها العناصر القلبيّة مع الفكرية لتصنع ما هو جديد على الذائقة الشعرية العربية، وما استقرّ فيها من تجارب إبداعيّة على امتداد السنوات الأخيرة. وهذا الشكل الجديد الذي أنتجه من خلال استخدامه المجازي للّغة، أعطى القصيدة فرصة للتباعد عن حقيقة الواقع”، مبيّنا أن أسلوب الطيب الشعري، يمنحه “تاريخا أدبيا شعريا خاصا به”.

وفي ختام الجلسة، كرّمت الجمعية ودار النشر الشاعر المحتفى به بشهادة تقدير وباقة ورد. فيما وقّع هو بدوره نسخا من مجموعته “كريات الدم الخضراء” ووزعها على الحاضرين.

جدير بالذكر، أن الشاعر عامر الطيب المولود عام 1990 في قضاء الصويرة بمحافظة واسط، أصدر أولى مجموعاته الشعرية عام 2018 تحت عنوان “أكثر من موت بإصبع واحد”، وذلك عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وقد أحاط نقاد كثيرون عراقيون وعرب، أسلوب الطيب الشعري بالدراسة والنقد.