اخر الاخبار

احتفى “بيت المدى” للثقافة والإعلام في شارع المتنبي، صباح أول أمس الجمعة، بالقاص والناقد حسب الله يحيى وتجربته الإبداعية، بحضور جمع من المثقفين والأدباء والأكاديميين. أدار جلسة الاحتفاء د. أحمد حسين الظفيري، الذي قدم نبذة مختصرة عن المحتفى به وعن مواهبه المتعددة في مجال السرد والنقد والمسرح. وقال أن يحيى من مواليد مدينة الموصل. بدأ مسيرته المهنية أولا في قطاع التعليم، ثم زاول العمل الصحفي والأدبي منذ ستينيات القرن الماضي، ونشر العديد من القصص والمسرحيات والكتابات النقدية، معرجا على أبرز الصحف والمجلات التي عمل أو نشر فيها. المحتفى به، وفي معرض حديثه، قال: “أنا ابن ثلاثي الجهل والفقر والمرض. ومن هذا الثلاثي نشأت وكتبت، ولا زلت مستمرا في الكتابة”، مشيرا إلى أنه توجه إلى القصة القصيرة لأنه وجدها توفر فضاء للتعبير عن المعاناة التي عاشها منذ طفولته.

وتابع قوله، أن “رحلة المعاناة الطويلة التي عشتها طيلة 78 عاما، بدأت مكافأتها بالسجن ثم الغربة ثم البطالة، ومن هذه المحطات تعلمت أن أقرا وأقرأ وأقرا، ثم أكتب”.

بعدها تحدث عن تجربته مع الكتابة المسرحية، والتي بدأت من خلال قراءته النصوص المسرحية العالمية المترجمة، مبينا أنه “في مصر كانت تصدر سلسلات مسرحية مترجمة، فقرأتها أجمعها، لكنني صدمت بعد ذلك بالعروض المسرحية الهابطة في العراق مقارنة بالمسرح العالمي، وتحديدا في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات”.

 ونوّه إلى أنه عندما انتقل إلى بغداد عام 1964 وجد تجارب مسرحية مهمة، مثل تجارب فرق “المسرح الفني الحديث” و”مسرح اليوم” و”مسرح 14 تموز”، حتى انهار المسرح في الثمانينيات مع بداية الحرب العراقية – الإيرانية، وتحول إلى مشاهد مضحكة هزلية، موضحا أنه “من هنا بدأت أتصدى لهذه المسرحيات الهابطة في مقالات نقدية”.

ولفت يحيى إلى أنه انتقل بعدها إلى دراسة مناهج المسرح المقررة في المعاهد والكليات العراقية، بشكل ذاتي، دون أن يدرس في هذه المؤسسات، ثم عيّن محاضرا في المسرح في معهد الفنون الجميلة ببغداد، دون أن يحمل شهادة أكاديمية في هذا التخصص.

وعن القصة القصيرة، ذكر انه كتب في زمن النظام الدكتاتوري، قصصا ينتقد فيها سياسة النظام، بشكل رمزي. وكان ينشرها في صحف ومجلات محلية وعربية، باسمه أحيانا، وباسم مستعار في أحيان أخرى.

وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة المحتفى به، كان أولهم د. عقيل مهدي، الذي أشار إلى بعض كتابات المحتفى به في الصحف والمجلات، ومؤلفاته المتعددة. أعقبه المخرج المسرحي د. حسين علي هارف، الذي قال: “أنا من جيل مسرحي تربى على كتابات النقاد، ومنهم الأستاذ حسب الله يحيى، إلى جانب الأساتذة الذين قاموا بتدريسنا المسرح”.

وأضاف أن المحتفى به كان حريصا على حضور جميع الأعمال المسرحية التي تعرض في بغداد، ليكتب عنها مقالات نقدية تتجاوز حدود نقد النص المسرحي، لتطال الديكور والتصميم وأداء الممثلين وغير ذلك من مستلزمات العرض.  

 وتحدث في الجلسة أيضا الروائي عباس لطيف، ذاكرا أن “التعددية في كتابات حسب الله، تشير إلى كائن معرفي مسكون بسؤال المعرفة، سواء في المسرح أم القصة أم الصحافة، وحتى في بيته. إذ أنتج لنا أبناء معرفيين مبدعين يقتفون أثر أباهم”.

كذلك تحدث في الجلسة كل من الناقد شكيب كاظم والمخرج المسرحي زهير البياتي، اللذين أشادا بتجارب المحتفى به في مجالات السرد والمسرح والصحافة.

يشار إلى أن جريدة “المدى” كرست العدد الأخير من ملحقها الموسوم “عراقيون”، لإلقاء الضوء على تجربة القاص والناقد حسب الله يحيى. وقد ضم العدد الذي صدر الكترونيا أمس الأول الجمعة، مجموعة مقالات تتناول تجربته إضافة إلى حوار صحفي مطوّل معه.