اخر الاخبار

ضيّف “نادي الكتاب” في كربلاء، مساء الأربعاء الماضي، أستاذ الأدب العربي د. سعيد عدنان، الذي ألقى الضوء على تاريخ المقالة الأدبية وأبرز أعلامها، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي.

أدار الجلسة القاص سلام القريني، وافتتحها بتقديم نبذة عن الضيف، مشيرا إلى أن “ د. سعيد عدنان يعتبر اليوم في العراق امتدادا للعلامة الراحل علي جواد الطاهر في كتابة المقالة الأدبية”.

وأضاف أن الضيف حاليا أستاذ للأدب العربي في جامعة كربلاء، وقبل ذلك شغل الكرسي ذاته في جامعات محلية وعربية. كما أنه عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وله مؤلفات عديدة، آخرها صدر هذا العام بعنوان “علي جواد الطاهر الناقد المقالي”. بعد ذلك تحدث د. عدنان عن بداية ظهور المقالة الأدبية في الأدب العربي منتصف القرن التاسع عشر، مبينا أن أول من كتب في هذا الجنس الأدبي في العالم، هو الكاتب الفرنسي مونتين، في كتاب له صادر نهاية القرن السادس عشر.

واستدرك قائلا “لكن هناك من يقول أن الأديب البغدادي ابن الجوزي (1116 للميلاد)، سبق مونتين بقرون في كتابة المقالة الأدبية، وذلك في كتابه الموسوم (صيد الخواطر)”. 

وأوضح الضيف أن المقالة الأدبية تشكل أحد الأجناس النثرية، ومن شروط كتابتها الإبداع الأصيل والتفرد باللغة والموقف الإنساني.

وبيّن أن أبرز من برع في كتابة المقال الأدبي في مصر، أحمد حسن الزيات وإبراهيم عبد القادر المازني، وطه حسين الذي قدم في مقالاته نقدا اجتماعيا، فضلا عن أحمد أمين الذي تفرد في كتابة المقال الساخر، مضيفا أن أكثر من برع في كتابة المقالة الفلسفية، هو د. زكي نجيب محمود من مصر، والذي يعد كتابه “قصاصات الزجاج” من أهم أعماله في هذا المجال.  

فيما ألقى الضوء على عدد من الذين برعوا في كتابة المقالة الأدبية في العراق، مثل الجواهري وحسين مردان وعبد الجبار وهبي (أبو سعيد)، وفي سوريا أمثال شكري فيصل وسامي الدهان.

ونوّه د. عدنان إلى أن المقالة الأدبية انحسر ظهورها بظهور الشعر الحر وقصيدة النثر، ومع هيمنة الأنظمة السياسية الاستبدادية التي تضيّق على الكتّاب وتقيّد حرياتهم في التعبير.

 وعلى هامش الجلسة، ساهم عدد من الحاضرين في تقديم مداخلات حول موضوعتها، بضمنهم القاص علي لفتة سعيد والباحث د. حسن عبيد عيسى والشاعر قاسم بلاش والأستاذ خليل الشافعي.