اخر الاخبار

ولد الشهيد بشير زغير حرز الماجدي في ناحية السلام/ محافظة ميسان عام 1940، أكمل دراسته في مدرسة الشعب الابتدائية للبنين وكان من الأوائل فيها حيث تميز بذكاء حاد وبديهية في الكلام، أنتقل إلى العمارة وأكمل دراسته المتوسطة فيها.

عاش الشهيد طفولته في قرية (الطويّل) مركز عشيرة (آل أزيرج) في ريف العمارة، وترعرع فيها، وهناك تأثر بأفكار الحزب وبالمناضلين في المنطقة، منهم أخـوه نعيم زغير حرز، وصدام الزهيري، وعبد علوان وخلف صياح الزهيري نزيل سجن الكوت مع مؤسس الحزب الشيوعي وقياديه الأوائل، والفلاّح المعروف فعل ضمد، وسالم سريّح وجاسب كَبيّص، وغيرهم من المناضلين من الرعيل الأول، حيث واكب الشهيد الحركة الثورية، فأشترك في انتفاضة عام 1956 الخالدة والتي أعتقل الكثير ممن شاركوا فيها.

وفي عام 1961 إلتحق بدار المعلمين الأبتدائية وبعد تخرجه عين معلما” في مدرسة الخمس الابتدائية والتي تقع في إحدى المناطق التابعة لناحية السلام وفيها أنضم لصفوف الحزب الشيوعي العراقي وأخذ نشاطه يزداد بصفوف الفلاحين ويتنقل من قرية إلى أخرى لمتابعة التنظيمات والتثقيف، فكان الشهيد نشطاً ومحبوباً ومخلصاً في أداء واجبه الوظيفي مثلما إخلاصه لقضايا شعبه الوطنية وبنفس الوقت كان من الوجوه المعروفة لرجال الأمن والقوى المعادية للحزب. وبعد انقلاب شباط الأسود عام 1963، أعتقل الشهيد من قبل رجال الأمن بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي وتعرض لتعذيب وحشي شديد لكنه تحدى جلاديه، ثم قدم إلى المحكمة وحكم عليه بعشر سنوات وسنة إضافية بسبب تطاوله على رئيس المحكمة والمدعي العام راغب فخري، وأودع سجن الرمادي الرهيب ثم نقرة السلمان بسبب رفضه أعطاء البراءه ثم نقل لسجن العمارة المركزي، حيث شارك هناك في محاولة حفر نفق في داخل السجن لغرض الهروب، لذلك تم نقله وعدد كبير من السجناء لسجن الموصل حتى أطلاق سراحه عام 1968 وأرجع لوظيفته كمعلم في (مدرسة البتيرة) الابتدائية للبنيين حيث عاد أتصاله بالحزب وتدرج في المناصب الحزبية حتى وصل إلى عضو محلية العمارة وكان من الشخصيات المعروفة في أوساط نقابة المعلمين.

 حصل الشهيد على زمالة دراسية للدراسة في جامعة موسكو في الاتحاد السوفياتي لكنه رفض مغادرة الوطن وأستمر في نشاطه الحزبي، وفي إحدى جولاته الحزبية إلى ناحية (العزير) تعرض لمحاولة أغتيال حيث أطلق عليه الرصاص من قبل رجال الأمن وترك في مكانه بعد ان أعتقدوا أنه فارق الحياة إلا انه تم انقاذه من قبل فلاحي المنطقة وأستمر في نشاطه بعد تعافيه.

وفي نهاية السبعينات وعلى أثر الهجمة الشرسة على الحزب الشيوعي العراقي، كشر النظام عن أنيابه التي أخفاها لمدة من الزمن لتصفية الحزب الشيوعي ومناضليه فترك الشهيد عائلته وأطفاله حاملاً أفكاره الوطنية واختفى في بغداد حتى عام 1976 حيث تزوج ورزق بمولود أسماه عادل.

نصحه المقربون له بمغادرة الوطن والرجوع مرة أخرى عند تحسن الظروف لكنه رفض الفكرة كلها لكن العيون كانت تترصده بدقة وتمكنت منه، ففي  22 / 7 / 1980 وفي إحدى الاجتماعات الحزبية تم كبس الخلية التي يرأسها وجميع أعضائها، وهكذا كان أمامه الامتحان القاسي مرة أخرى، فتعرض لتعذيب بشع فأرهب الجلادين بثباته، وكان مدرسة حقيقية للصمود، ثم أختفت أخباره بينما أستمرت مداهمات رجال الأمن لدور أهله وأخوانه متظاهرين البحث عنه حتى وصلت لعائلته شهادة وفاته التي تشير إلى الحكم عليه بالإعدام شنقا” حتى الموت حسب شهادة الوفاة المرقمة 2613 والمؤرخة في 25/7/1983، وبذلك أرتفع نجما” آخرا” من نجوم العراق قربان للحرية والمستقبل الأفضل للكادحين.

عرض مقالات: