اخر الاخبار

*وزعت منظمة الحزب الشيوعي في دار المعلمين الابتدائية، جريدة الحزب بين الطلاب في عام ١٩٤٢، وكانت الإدارة تتربص بالطلاب بعد أن نشرت جريدة “القاعدة” مقالا انتقدت فيه الإدارة، وكان النقد صحيحا مما يدل على أن كاتب المقال ملم بأمور دار المعلمين، إثر ذلك توجه مدير القسم الداخلي مع عدد من موظفيه إلى دولاب “سلام عادل” لأنه كان يتصورهُ شيوعيا، لدفاعه الدائم عن الاتحاد السوفيتي وحقوق الفقراء، وكان يسكن في غرفه واحدة مع المرحوم شاكر الطالقاني، فعثروا على أعداد من “القاعدة” إذ كان عضوا في الحزب الشيوعي، وتقرر فصله من المعهد.

أما سلام عادل فقد فصلوه لما تبقى من السنة الدراسية، ولم يخبر أهله بذلك واشتغل سائق سيارة بين الأُردن وبغداد.

ومنذ ذلك التأريخ بدأ يفتش عن وسيلة للاتصال بالحزب الشيوعي.

عندما تخرج سلام عادل وعُيّن معلما في الديوانية عام ١٩٤٤، التقى بصديق له (محمد حسين فرج الله) وكان عضوا في الحزب، فرشح سلام عادل لعضوية الحزب.

*فصل سلام عادل من وظيفته كمعلم..

اتفق وصديقه محمد حسين فرج الله “الذي هو الآخر قد فصل أيضا. “ على العمل في منطقة علاوي الحلة، بسبب وجود السينما وكراج السيارات، واشتريا عدة العمل، وأخذ سلام عادل يخرج فجرا للذهاب إلى المسلخ لشراء القلوب والاكباد (الفشافيش) بسعر رخيص. وبعدها باع الكبه وأصبح المحل مكانا لتوزيع البريد. عمم الحزب هذه التجربة لأهميتها.

عمل سلام عادل في وظيفته الجديدة كمفتش باصات، وأدى عمله بشكل ممتاز، وقرر تعبئة العمال، من جباة ومفتشين للمطالبة بحقوقهم عن طريق الإضراب، قررت الحكومة فصل عدد من منظمي الإضراب وعلى رأسهم سلام عادل.

*عمل في مدرسة أهليه للأكراد الفيلية تدار من قبل شخصيات كردية ومنهم “الحاج علي حيدر” والد الشهيد لطيف وعزيز الحاج،

*وبعد انتهاء مدة فصله، عين للعمل في المدرسة التطبيقية التابعة لدار المعلمين الريفية، والتي يطبق فيها الطلبة الذين يتخرجون كمعلمين يدرسون في الأرياف. وهي بمثابة مدرسة نموذجية،

فلمعت في ذهن سلام عادل فكرة جيدة. فقد اعتبر التدريس في دار المعلمين الريفية، فرصة هامة للتحرك وسط الطلبة الذين هم على وشك التخرج والذهاب للتعليم في أرياف العراق المختلفة، وكسبهم للحزب.

*عندما أصبح مسؤول المنطقة الجنوبية حزيران /1953

عمل بجد لتوسيع الجمعيات الفلاحية، وتناولت جريدة ((صوت الكادح)) وهي جريدة المنطقة الجنوبية، نشاط هذه الجمعيات مدافعة عن حقوق الفلاحين.

وفي أول زواجه (شهر العسل كما يقال) تحدث مع زوجته بانشراح ليس عن حياتهما الخاصة، بل عن شيء آخر كان يشغله، وقال لها: لو تدرين ماذا وقع بيدي اليوم، لقد تحققت أمنية طالما تمنيتها ولم أكن أعرف كيف أصل إلى تحقيقها، ألا وهي إعادة صلة الحزب بالفلاحين. منذ وصولنا إلى هنا عممت رسالة إلى الرفاق وطلبت منهم إخبار الحزب عن كل من لهُ علاقة بالحزب في الريف أو الفلاحين واليوم نزل أول القطر، فقد وجدنا صديقاً للحزب لهُ معرفة بإثنين من الفلاحين، أصدقاء للحزب منذ زمن الرفيق الخالد “فهد” (من عام 1946) لقد حصلت على موعد مع هذا الرفيق غداً لكي يعرّفني بهذين الفلاحين، لهذا سأكون غداًفي القرنة، وسألتقي بهما.

وحدثها عن آفاق العمل الممكنة بين الفلاحين في البصرة وإنه سيقوم بزيارات إلى الريف لحضور أُمسياتهم في جلسات المضيف ويركز اهتمامه على الذين يبدون اهتماما بالأوضاع السياسية أو العلاقة بينهم وبين الملاكين.. الخ

وفعلا ذهب من الصباح الباكر لموعدهِ في القرنة، على دراجته تجنباً للمرور على گراج السيارات. لكن طريق العودة، في شهر حزيران في البصرة صعب للغاية، فقد رجع إلى البيت وكأنه (هندي احمر) بحيث أخذ بشرة وجهه وجلد يديه ينسلخان في الأيام التالية، وكان منهمكاً من التعب......

سلام عادل/مسؤول الفرات الأوسط في تشرين/١٩٥٤.

وجه رفاقه للاتصال بالفلاحين وخلق الركائز الحزبية بينهم والتردد على المضايف وتوجيه الأحاديث فيها وجهة تخدم النضال السياسي وتشخيص أبرز الفلاحين وترشيحهم للحزب والعناية بهم ليكونوا كوادر فلاحية في المستقبل.

وبدأ سلام عادل بدراسة وتنفيذ تشكيل أول الجمعيات الفلاحية والتعاونية (غير المجازة طبعا) لتقوم بتنظيم (المعونة) أو المساعدة بين الفلاحين في الحراثة والحصاد وتنظيف السواقي..... الخ.

وأصدر جريدة خاصة بالفلاحين، وكتب فيها مقالاً باللهجة الشعبية، ولكن لم تكن هناك إمكانيات لمواصلة هذا الجهد.

وتمكن من خلال هذه الأعمال اختيار كوادر الحزب من بين الفلاحين لقيادة التنظيم في الريف.

ولم يمض وقت طويل حتى تكونت قاعدة فلاحية قوية للحزب في ريف الفرات الأوسط.

يقول باقر ابراهيم في مقابلة مسجلة معه عن العمل في تلك الفترة.

لقد تجسدت موهبة سلام عادل القيادية في هذه المنطقة، فقد ساهم في تطوير كوادر المنطقة وأغنى تجربة الحزب في الحركة الفلاحية والتنظيم الديمقراطي.

وعن نشاط سلام عادل في الفرات الأوسط وتوسيع النشاط الفلاحي.

يقول نصير الكاظمي (عزيز سباهي)

وتحرك الفلاحون في عام ١٩٥٥ لإيقاف نهب أراضيهم مثل تحرك فلاحي بني زريج في الميتة وفلاحي الشويجه والبوحسان والفلاحين من بني عارض في مدينة الحمزة ومدينة قلعة سكر الذين تحركوا جميعا ضد الإقطاعيين.

كما شهدت مناطق الشامية وال بدير والمهناوية والصلاحية وبعقوبة وقرى الجيزاني والسعدية والكية والزغبية البو عواد والعجمي، نضالات فلاحية من أجل تحقيق مطالبهم في قسمة المناصفة بين الفلاح والملاكين..

وعن اهتمام سلام عادل بالعمل في المجال الفلاحي يقول أحد الرفاق!!!

انفض الربع الأول من الليل وقد حسبتهُ قد نام... وبعد ساعة من الزمان قال: “يبدو إنك لم تنم.... أجبتهُ: لم أستطع... هذه البراغيث اللعينة قد افترستني. قال: أنا الآخر لم أنم...... إني أفكر أن أسافر غداً إلى الفرات الأوسط.

سألتهُ ماذا تفعل هناك؟ قال: مجرد زيارة قصيرة.... منذ عدة أشهر لم يزرهم أحد من المركز.

كان هذا رأيهُ لا يترك فرصة تتاح إلا وشد رحالهُ إلى مدينة من مدن العراق... أو التجول في منظمات بغداد..... كان واسع الإحاطة بكل شؤون الحزب ومنظماته ِوكوادرهِ... قال: هل لديك مانع أن أشعل النور؟ هناك رسائل يجب أن يتسلم مرسلها أجوبه عاجلة. تصور رفيقا يهتم بإرسال اقتراح أو يشكو إلى القيادة ويتأخر عليه الجواب.