اخر الاخبار

ليس له فقط ما أقولُ،

بل لكل من يراهُ،

أديبا مبدعا، ومناضلا صارما.

إنَّ الحياةَ في عينيكَ تضحيةٌ،

وطردٌ لأناكَ أيّها العندليبُ.

كيما تظلَّ حبيبا لكل قريبٍ وبعيدٍ.

يا ابنَ تامرا الحضارةِ، وأيوبَ التمرُّدِ،

وابن بعقوبة الهبوبِ.

وابنَ المآذنِ القديمةِ التي ما فخّختْ طفلا،

وما فجرت جسرا،

وما دمرتْ وطنا فوق أهلِهِ النائمين.

ب

باعَدَتْنا المسافاتُ،

غير أنها ما غيبتْنا عن بعضنا أبدا،

فَما بينَنا ليسَ صدفةً، بلْ هو سفرٌ من الألفةِ،

الأُلفةِ التي قاومَتْ رعونةَ الخرابِ،

الخرابِ الذي صيَّرتْهُ:

مآربُ الذيول، وبذاءاتُ القبيلة،

وعبوديات القداسة، وأفيونات الخرافةِ،

والنبوءات العاطلة.     

ر

راحلٌ أنتَ في الفناء،

غيرَ أنّكَ.. بينَ قلوبِنا،

لك عرشٌ منَ الأكُفِّ،

عرشً شكّلَتْهُ، بلاغةُ ذكرياتِنا الطريةِ في الأخيلة.

ما انحنيتَ للمغرياتِ، ولا للقمعِ،

بل كنت أمينَ أحلامِنا ورؤانا

ورقيبَ أخطائنا والثمالات.

السابقون.. حاولوا أن يبعِدوا الأملَ عن عينيك،

والماثلون.. تفننوا في وأدِ تشرينَ التي بدأتَها،

باللافتات والهتاف والنشيدِ.

ا

آهٍ من الدهر الذي يفرّقُ الأحبابْ،

ويَمنَعُ الماءَ عن النخيل.

أهٍ على ما قد جرى يا صاحبي،

أو ما نواجه من أسىً.

آهٍ من الولاءِ للقبورِ والنذورِ،

ومن طاعةِ المؤلّهين.

آهٍ من القائلينَ بأن العزيزين(توم وجيري)

خلقهما اللهُ قبلَ آدمَ، لمنع دخول(تريلاتِ الخمرِ)

الى بلاد النهرينِ الجافّين،

احتجاجا على تنمّرِ المخدرات.

وآهٍ من البلاد التي حاربتكَ وحاربتنا،

لأننا نعشقها وعيا،

وليس انتماءً للخنادقِ والبنادقِ، والجهات النائية.

ه

هي المحبة بينَنا، والخيانةُ بينَهمْ،

وما بين المحبةِ والخيانةِ..

إعمارٌ وتدميرُ.

أقبلْ علينا كلّما ضاقتْ عبارتُنا،

واتسعتْ رؤانا، لفضحِ آلهةِ الطوائفِ والظلامِ.

كم كنت تجمعنا بجنة مقلتيكَ،

وتُطعِمُنا حنينا بيديكَ،

وكؤوسُ وجدِكَ لا يفارقُنا شذاها.

ي

يا أيها المدفون في حدقاتنا،

نَمْ مُطْمَئِنّا صاحبي.

فبهمّةِ الفادينَ يرقى الاتحادُ،

ويظل أبيضَ ناصعاً، رغم السوادِ.

ولأجلهِ نفنى اجتهادا وابتكارا، ليعلو:

صرحَ مجدٍ للراحلين.

ومتحفَ سفرٍ للمبدعين،

ومنارَ فخرٍ للقادمين.

م

ما زلْتَ نبراسَ الجميعِ،

وعرينُ مجدِكَ حافلٌ بالمخلصين،

ويقودهُ عُمَرُ المحلّى بالنزاهة والنباهةِ والحنين،

ويحفّهُ صحبٌ من النبلاءِ تسارعوا ليدعموهِ،

هم يحملونَ ضمائرا أحلى من العسلِ،

ويباغتون الصّعبَ في شغلٍ بلا تَعَبِ،

ويبحثونَ عن وطنٍ يُطاقُ عيشا،

لا يسوسهُ لصوصُ اللهِ،

ولا عبيدُ النصوصِ القاتلة.

عرض مقالات: