اخر الاخبار

كم تأملتُ وأندهشتُ كثيراً من تلك الفراشة التي تخرج من شرنقتها وتنتقل فرحاً من زهرة الى أخرى كأنها تبحث عن حلم مفقود وتملأ السماء فوضى بأجنحتها التي تضرب بها وجنات النسيم وتنثر الجمال بألوانها التي تزين وجه النهار .

وفي عراء الليل تحوم حول زير حلمها لتضاجع جسده فيجترها بأنيابه وجبة جوع تلعقها ألسنة اللهب بطعم الزقوم فيجهض النور من رحم الفراشة بدمع مسجور يعقُبه عقمٌ .. دهشةٌ .. فشهقة تُعلن ولادة مرميةً على خاصرة الموت.

بمجرد نداء النور لها ترتعد كل أوصالها لهفة ِ للمسة حنان وتركض حافية القدمين لغريزة لا تستطيع مقاومتها فهي الأسيرة لسحره الضعيفة أمام حقول جاذبيته.

إنها عطشى تبحثُ خلف حلم الإرتواء وتركض وراء سراب نور تظنه الحياة ، وسرعان ما يضعها في مصيدة الاقتران فتقع ضحية حب رماها في أحضان ذاك الظالم الأناني، إنها تختار فجيعتها بإرداتها فتهدي إهتماماً للضياء وهو يهديها الفناء.

يا لها من عاشقة صغيرة ترقص رقصة الموت الأخيرة تقترب من فتنة الضوء القاتل السرمدي وتخاصره في شغف مجنون لتبدأ رحلتها القصيرة الأمد، تغازل في عشقها توأمي الحياة والممات في آن معاً.

إنها تلخص قصة صديقها الإنسان في سعيه الدائم وراء العدم.

سرٌ آسر وعجيب وفلسفة مدهشة لا يمكن رصدها بالكلمات..

لبنان- خاص

عرض مقالات: