فِي الْمُدُنِ
الَّتِي تُسَمَّى مُدِّنَا
ثَمَّةَ بَارٌّ مَنَسَّى لِإِ يتَذَكَّرَهُ
أَبْنَاءُ الْمَدِينَةِ
الْقَادِمُونَ إلَيْهَا
وَأَعْنِي الْغُرَبَاءِ
لِإِ يسْتَدِلُّونَ عَلَيْهِ بِسُهُولَةٍ
أَيْضًا
يَعْرِفُهُ أَبْنَاءِ الْحُزْنِ الْعَمِيقِ
وَالْبُكَاءِ الَّذِي
يَنْزِلُ مِثْلُ ضَيْفٌ مَرْحَبٍ بِهِ
دَائِمًا
يَجْلِسُونَ
الْوَاحِدِ قُبَالَةَ الْاخَرِ
يَتَنَازَلُونَ
لِبَعْضِهِمْ عَنْ الْحِكَايَاتِ
وَالْقِصَصِ
الَّتِي
تَمَرَّدَ الْقَلْبِ
وَحِينَ يَبْكِي أَحَدُهُمْ
مِنْ الضَّيْمِ
يَبْكِي الْجَمِيعِ
يَبْكُونَ
بِمَرَارَةِ الْجَنُوبِيِّ
حِينَ يَفْقِدُ عَزِيزًا عَلَى قَلْبِهِ
الْحُزْنِ وَاحِدٍ فِي كُلِّ مَكَان
مَثَلًا
يَقُولُ زِنْجِيٍّ أَمْرِيكِيٍّ
لَقَدْ تَرَكْتَنِي زَوْجَتِي
لِأَنِّي جُرِّحْت فِي حَرْبِ الْعِرَاقِ
يَبْكِي الْجَمِيعِ
يَقُولُ كُورَيِّ
لَقَدْ تَسْلِقت
السِّيَاجُ الْمَكَهَرَبِ وَهَرَبَتْ
عُدِمَتْ عَائِلتي بِكَامِلِهَا
يَبْكِي الْجَمِيعِ
يَقُولُ لُبْنَانِيُّ
لَقَدْ خَسِرْتُ كُلَّ شَيْءٌ
وَيَصْمُتُ
يَبْكِي الْجَمِيعِ
يَقُولُ سُورِيٌّ
خَسِرَتْ مَنْزِلِي
وَاخَرُ جَارٍ لِي
ثُمَّ يَصْمُتَ
يَبْكِي الْجَمِيعِ
يَقُولُ الْعِرَاقِيُّ
لَقَدْ خَسِرْتُ كُلَّ شَيْءٌ
وَأَعْنِي
الْبِلَادِ
يَبْكِي الْجَمِيعِ
بِمَا فِيهِمْ أَنَا
يَقُولُ
يَقُولُ
يَقُولُ
نَبْكِي كُلُّنَا
وَنَتْعَانَقَ
فِي بَارٌّ مَنَسَّى
لِإِ يتَذَكَّرَهُ أَحَدُ
كُلُّ هَذَا مُقَابِلٌ مَاذَا
في البار المنسي
الدُّمُوعُ الَّتِي نَعْرِفُهَا
الدُّمُوعُ الَّتِي نَذْرِفُهَا
تَذْهَبُ وَحِيدَةُ
الَى قُلُوبِنَا
وَحِيدَةٌ مِنَ الْأُمَّهَاتِ
وَحِيدَةٌ مِنَ الْآبَاءِ
وَالِاهْمُ
مِنْ كُلِّ هَذَا
وَحِيدَةٌ مِنَ الْوَطَنِ
كَمْ تَحَدَّثْنَا لَهَا
دُمُوعُنَا الَّتِي تَهْطِلُ
كُلَّمَا أَرْسَلْنَا لَهَا
طَلَبًا خَطِّيًّا
بِأَنْ تَرْحَمَنَا
تَحَدَّثْنَا
عَنْ الصُّوَرِ
الصُّوَرُ الَّتِي تَتَحَدَّثُ
عَنْ الْوَطَنِ
هِيَ بِطُورِ الْمُوَافَقَةِ
عَلَى هُدْنَةٍ بَسِيطَةٍ
تَمَنَّحْنَا حِوَارً مَفْتُوحًا
سَنَقُولُ لَهَا
نَحْنُ أَبْنَاءُ الطِّينِ تَعَودُنَا
عَلَى النَّحِيبِ
مُذِ اوْهَمْنَا كَلَكَامِشِ
مَذْ سَكَنَا الْمَاءَ
وَهَرَّبْنَا مِنَ الْحَقِيقَةِ
الْحَقِيقَةُ
أَنَّنَا بِلَا وَطَنٍ
الدُّمُوعُ الْكَثِيرَةُ
تَتَغْلِبُ عَلَى قُلُوبِنَا
لِهَذَا
دَائِمًا
مَاتَجِدْنَا
نَمُوتُ عَلَى نَفَقَتِنَا
الْخَاصَّةِ
بِلَا وَطَنٍ
نَحْنُ مُصَنَّفُونَ
ضِمِنَ الْعَشَرَةِ الْأَوَائِلِ
فِي الْجَحِيمِ
هَذَا مَا نُؤْمِنَ بِهِ
كَسُكَّانٍ بِلَا وَطَنٍ
فِي النِّهَايَةِ