تمر العجلات سريعا ً على الطريق السريع، تمر لكي تصل المُبتغى من لحظة الحياة. ورغم سكون الناس في داخل العجلات، لكنّهم يمرّون سريعا ً أيضا ً.
الحياة هي التي تمر ُّ لتأصيل وجودها في الأفق الأبعد، من أجل ماهو أبقى وأرقى وأنقى. أما الموت، فيبقى متمترسا ً في الكهوف السود.
رجل ٌ واحد ٌ كان يُفكّرُ هكذا ، كان ( مكتملا ً) في الوصف والصبوات النبيلة .
لم يرق ْ( لهم ) عقلا ً كهذا أن يمر َّ، ولابد من قطع ِالطريق بالظلام. وقد نسوا أنّه ضوء سيرتد ُّ إلى السماء يشكو الجحيم َ – جحيمهم، وما عرفوا:
هذا
نهر ٌ لم يسعْه ُ الحضور
وقد قصد َ السماء َ يشكو جحيم َ الأرض.
كامل شياع ، في طريق المرور السريع ، كان سريعاً ، يُرتّب ُ في عقله ِ ووعيه ِ ونبضهِ، كيف يجعل هذا المرور سريعا ً أكثر ؟، ولكن باتجاه نهار ٍ يُزيح فيه الغيم من بعض عقول ٍ آثرت جاهلية ً جديدة:
كم
كان َ قريبا ً من النبض ِ ..؟
وقد شاهدوه ُ منكشفا ً للبياض ِ
قابل َ الرصاص َمن طيبة ٍ بالإبتسامة ِ ..،
رد َّ التحيةَ.. /أن َّ يحيا من جديد على الطريق السريعه.
وما عرفوا:
كم كان َ موت ُ القاتلين َ بطيئا ً..؟
وموت ُ القاتلين َ بطيئا ً يكون...
وما عرفوا أيضا ً:
في طريق ِ المرور ِ السريع ِ كان المهرجان ُ / كاملا ً /
يُشيّع ُ قمرا ً تُحيطه ُ الفراشات ُ بالرفرفه...
كامل شياع، قد مر َّ سريعا ً، يُلوح ُ بالشهادة ِ/ علامة ِ الذين ليسوا كسواهم، من أجل وطنه ِوشعبه ِ وفكره ِ وإنسانيته ِ وحزبه ِ المجيد. وكأنّه ُ يُردد ُ قول َ الشاعر ( والت ويتمان ).. :
أجساد ُ الشبّان هذه،
هؤلاء ِ الشهداء المعلّقين َ من المشانق ِ– هذه القلوب التي
اخترمها الرصاص الكالح، والتي تبدو باردة ً، جامدة ً،
إنّها لتحيا في أمكنة ٍ أخرى، متدفقة الحيويّة .
إنّهم يَحْيون َ في شبّان ٍ آحرين َ، أيّها الملوك !
إنّهم يحيون َفي أشقّاء ٍ مستعدّين َ لأن يَتَحدّوكم ثانية ...
إذن، لم يكن ِ الموت، بل كانت الحياة ُ على الطريق السريع...