اخر الاخبار

1

ل "كسْتناء ِ الحصان ِ" اشتقت ُ في سَفَري

لا نخلة ُ  الله ِ  شاقتْني  ولا  الأَثَل ُ

ولا ذوائب  لبلاب

ولا سَمَك ٌ يُلاعب  الماء  ...

قالوا: ثم َّ فاختة تأوي إليكَ مساء!

قلت : مُنْتبذي مأوى العذارى ذوات الريش !

لا امرأة ٌ قد آنستْني

ولا ليلى تُرطّب ُ لي متنَ الفراش

فلا نُعْمى

ولا قُبَل ...

كأن َّ قُطن فراشي حين َ ألمُسُه

سجّادة ٌ بالبياض  المحض  تحتفل.

2

ما جاء َ في الفقرة ( 1 ) هو قصيدة (  طُهْر ) للشاعر / سعدي يوسف/ من مجموعته ِ ( حفيد امريء القيس – دار المدى 2006 ) ..، و " كسْتناء الحصان " الذي ورد َ في الاستهلال ، هو شَجَر ٌ ذو زهر ٍ ربيعيٍّ مُعنقد ٍ أبيض َ في الغالب ، كما يقول الشاعر .

القصيدة ، كمشهد بَصري ، تُوهم بأن َّ شكلَها شكل ُ الشعرالحُر

(التفعيلة) وقد تمتّعت ْ باسترسال - لا توقّف َ فيه - وبناء ٍ مُتقن ٍّيُفضي بعضُه  إلى بعضه ِ  وعلى شكل شطرات شعرية  متتالية ،  و قد احتفظت كل شطرَة ٍ بالمعنى الدّال، وكل ُّ هذا من المهارات الفنيّة  في شعريّة سعدي يوسف .

إن هذه القصيدة، يقوم بناؤها على البحر البسيط ( مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن) مع ملاحظة تحوّلات (مستفعلن وفاعلن) إلى

(مُتفْعِلن وفَعِلن)..، ومثل هذه التحوّلات تحصل طبيعيّا في هذا البحر من دون ِ أيّة عثرات إيقاعيّة/  موسيقيّة. ورغم الإيهام الشكلي البصري/ شكل الشعر الحر، إلّا أن َّ القصيدة ، وبالإنصات  العروضي الفاحص، ماهي َ إلّا قصيدة  عمودية  البناء  ذات شطرين ( قصيدة أفقية – كتسمية أدق )  . والصياغة الآتية توضّح عموديّتها/ أفقيتها:

1ـ  لِ " كستناء ِ الحصان ِ " اشتقت ُ في سَفري ......... مُتفْعلن فاعلن مستفعلن فَعِلن

لا نخلة ُ الله ِ شاقتني ولا الأثَل .......................    مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلن

2ـ  ولا ذوائب ُ لبلاب ٍ ولا سَمَك  .......................    مُتفْعلن فَعِلن مستفعلن فَعِلن

يُلاعب ُ الماء َ قالوا ثم َّ فاختة  .......................    مُتفْعلن فاعلن مستفعلن فَعِلن

3ـ  تأوي إليك َ مساء ! قلت منتبذي .....................  مستفعلن فَعِلن مستفعلن فَعِلن

مأوى العذارى ذوات ِ الريش ِ لاامرأة ٌ ...............  مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلن

4ـ  قد آنستني ولا ليلى تُرطّب ُلي ........................  مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلن

متن الفراش ِ فلا نُعْمى ولا قُبَلُ .....................   مستفعلن فَعِلن مستفعلن فَعِلن

5ـ  كأن َّ قطْن َ فراشي حين المُسُه ..........................  متفْعلن فَعِلن مستفعلن فَعِلن

سجّادة ٌ بالبياض ِ المحض تحتفل ..................... مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلن

إذن ،  قصيدة (طُهْر) قصيدة الأبيات الخمسة  العموديّة / الأفقية  المُقفّاة  كما في البيتين (1 ، 5) أما الأبيات (2 ، 3 ، 4) وبسبب شكل الشعر الحروالتدوير الذي اعتمده ُ  الشاعر ، فقد أراد َ لها أن تكونَ  تنويعاً متمددا ً بتفعيلات البحر البسيط  لتظهر التقفيّة  في عَجز البيت (4).

إن َّ هكذا إيهام شكلي والذي لايخلو من مراودة فنيّة  ، قد فَعله / أدونيس / في قصيدة ( هذا هو إسمي – عام 1969 ) وتم َّ الاستدلال عليه ،  إلّا أن َّ إيهام /  سعدي يوسف / الشكلي  في قصيدة (طُهْر)  كانَ يقوم على اكتمال المعنى في كل ِّ بيت ٍ تُعاد صياغته ُ من الشكل الأوّل/ الحُر إلى الشكل العمودي / الأفقي ، وهذا ما لا يتوافر عليه إيهام أدونيس الشكلي إذ تبقى المفردات  موزّعة بين نهايتي ّ الصدروالعجز- بسبب التدوير -  ولايكتمل المعنى  ...

عرض مقالات: