اخر الاخبار

البارحة قررت قبل النوم ان انقل قبري الى مكان مجهول لآني اكتشفت انهم اغتالوا ظلي

تورمت مشاعري جراء نزيف اعضائي المركبة بصورة مخالفة للسائد من المعتاد..

رأيت فمي ممحوا من راسي لم تظهر اسناني المنخورة في المرأة. فكرت ان السبب قد يكون في المرأة التي نست ان تغسل وجهها عند الصباح فبقيت نتوءات عالقة في خدها الايمن.. اختفت حاسة من حواسي العشرين..تصورت اني من بقايا العمالقة الذين اختفوا في ظروف غامضة ما بين عمان والبحرين يقال ان الرمال ابتلعتهم ومن وقتها جفت في بدني صلة الرد على الاسئلة

احدق في ملامحه وفي وداخلي يمور الف سؤال : اين رأيت هذا الوجه.. حاجباه الغليظان نظراته الحادة ابتسامته الساخرة..

شعره المنسرح بلونه الاسود نحو اذنيه المربوطتين بصيوان يشبه قرصاً مدمجاً

حاولت الحديث معه.. لكن القرود لحست سقف راسي فتبخرت الاحرف وخفت بريقها.. وبرزت جمجمتي التي تحولت الى كوة مغلقة لا ارى من خلالها سوى بصيص ضوء منحسر.. تركني واقفا وسط علامات الدهشة التي غزت حدقاتي الجافة لمنظر مشوه لم استسغه لكني مجبر على القبول به.

قبل شروق الشمس كانت زقزقة العصافير ونداءات الديكة.. تخبر امي ان هذه الاصوات لها تسبيحاتها التي لا نفهمها.. فكانت ترجع الى غرفتها لتعيد صلوات يومها بارتعاش مبكي.. بقيت ملامح الاخرس مطبوعة في ذاكرتي تسري وفي تفاصيل حركتي اليومية.. سحنته تشبه سحنة هندي بائس..

آخر مرة رأيته فيها كان قد انقلب على عالمه المكتظ بالسكوت ليتحول الى كائن متخبط يقع بالفواحش والدنس وليستعير ضحكة توحي بالتحلل.. أنه اضطراب في الشخصية ينبع من الزيف الرائج وسط بوتقات الامراض والاوبئة التي ملأت التاريخ  وحصدت الملايين ولم تتوقف ترى ما كان  وقع الطاعون لما القى التتر  نيرانهم على  بغداد التي كانت تعاني من حمى النفاس سببه فايروس غير مكتشف أنه  طعم المرارة   يشبه نكهة الذل حين تشتعل الحروب على اختلافها بلا ضمير.. من هنا قررت نقل قبري الى اللامكان!

عرض مقالات: