اخر الاخبار

لننتقل الى عالم الأشجار يا أصدقائي.

معنا صديقتنا الصغيرة لونا، أبنة كبيرة الأشجار في الغابة..

في إحدى صباحات نيسان أستيقظت لونا بغضب وقامت برفع أغصانها عالياً لتبعد عنها العصافير الثرثارة ؛

صاحت بذهول أوه يا الهي ما الذي حدث هنا؟!

سقطت تفاحة على رأس لونا وأخذت تتدحرج نحو الثمار المرمية أرضاً ؛

أجابتها صديقتها شجيرة: أنهُ موسم حصاد الثمار يا لونا، حيث تقوم كل الأشجار في الغابة بتحريك أغصانها لتتساقط الثمار المستوية أرضاً …

ثم أكملت شجيرة …

متى سنصبح كباراً يا لونا ونملك ثماراً كالبقية؟

يا ترى هل ستكون ثماري تفاحاً أو برتقالاً أو ليموناً؟

أرغب كثيراً بأن أمتلك ثمار البرتقال فهي المفضلة عندي.

لا أستطيع الأنتظار أكثر.. متى سيحل هذا اليوم الذي أصبح فيهِ شجرة كبيرة؟

شعرت لونا بالغثيان من كلام صديقتها …

وردت قائلة :

شجيرة ساذجة آه كم أشعر بالشفقة عليكِ يا صديقتي  فما الممتع بأن تكون شجرة تقليدية تنتظر بفارغ الصبر الوصول الى عمر مناسب كي يصبح لديها ثمار خاصة بها؟

قاطعتهما العصفورة كوكة وهي تخبر لونا بأن لديها الكثير من الأخبار الممتعة؟…

قالت لونا: حدثيني يا كوكة ما الذي رأيتهِ هذهِ المرة؟

قالت كوكة: في هذهِ الرحلة عندما حلقت بعيداً رأيت الجبال الشاهقة فقررت أن أنام على سفح الجبل وفي الفجر رأيت الشمس وهي تخرج من وراء الجبل بأشعتها الذهبية

ورأيتها أيضاً وهي تغرب عندما كنت أشرب من مياه أجمل نهر في العالم نهر دجلة.

وشاهدت الكثير من المنازل الجميلة وايضاً رأيت صغار البشر يلعبون حول الشجرة ورأيت كبيرهم يستريح تحت ظلها …

عزيزتي لونا أن العالم لا يقتصر في هذهِ المساحة الصغيرة جداً، هنالك عوالم مختلفة في الخارج.

أتمنى لو في يوم ما تحصل المعجزة وتستطيعين التخلص من جذوركِ وننطلق معاً حول العالم.

شد هذا الكلام أنتباه لونا كثيراً وأثر فيها جداً وأخذت تبحث عن طرق للتخلص من جذورها التي تعيقها عن رؤية العالم في الخارج.

الى أن حل فصل الشتاء وعند هبوب الرياح القوية كانت لونا تحرك نفسها لكي تقتلعها الرياح.

كانت الأشجار تهرع بأغصانها نحو لونا لتساعدها على الثبات.

ولكن لونا كانت تدفع بأغصانهم بعيداً …

الى أن هبت رياح قوية جداً وأقتلعت لونا من جذورها.

سقطت لونا بقوة على الأرض مما تسبب لها في تكسر الكثير من أغصانها شعرت بألم شديد.

واليوم بدأت معاناة لونا فقد أصبحت شجرة منبوذة لأنها لا تملك جذوراً كما أن العصافير لم تعد تزورها لتغني على أغصانها.

شعرت لونا بحزن شديد للغاية.

وها قد رحل الشتاء وحل فصل الربيع من جديد.

وفي احدى الأيام كان هناك فلاح يتجول في الغابة وعندما رأى لونا مرتطمة بالأرض قرر أن يجلب منشاره ويقوم بتقطيعها الى أخشاب صغيرة.

وبيعها في السوق.

وهكذا غادرت لونا الغابة …

لقد حل الليل وقام الفلاح ببيع كل الأخشاب.

كل قطعة من الخشب كانت من نصيب شخص مختلف.

ها قد تحقق حلم لونا وزارت مدناً مختلفة.

كانت تشعر بالحزن والاشتياق الى الغابة.

ولكن الأوان قد فات.

وفي احد الأيام رأت كوكة لونا وهي قطعة من الخشب وعندما تحدثت معها علمت أن لونا حزينة جداً فقررت مساعدتها وأن تنادي لأصدقائها العصافير ليقوموا بحمل لونا واعادتها الى الغابة.

وهكذا تجمع العصافير حول قطعة الخشب الصغيرة واستطاعوا التحليق بها عالياً الى ان وصلوا الى الغابة.

وهناك رأت لونا صديقتها شجيرة و قد اصبحت شجرة كبيرة تمتلك الكثير من الثمار الشهية بينما هي ليست سوى قطعة صغيرة من الخشب.

شعرت لونا بالندم كثيراً …

ولكن أخيراً عادت الى أهلها الأشجار.

وهكذا أصبحت لونا تقص حكايتها للأشجار الصغار وتخبرهم بأن يحافظوا على جذورهم لأنهم الأساس، فأن فقدوا جذورهم سيفقدون أنفسهم …

وأكملت حديثها قائلة ؛

صحيح أن العالم لا يقتصر على الغابة فقط ولكن بالنسبة لها الغابة هي كل العالم.

وأن سعادتها الحقيقة تكمن بوجودها بينهم.

عرض مقالات: