الصوتُ يُسمعُ من بعيد
لو يراودنا الشهيد
الصوتُ يندبُ عالياً
أين الدماء الضائعات
أين الذين تناوبوا عند الخيم
ومواكبُ الانهار تحني موجها
تشرينُ يشهدُ خطوهم
تشرينُ يعتمدُ الدماء
أين الذين تسابقوا نحو الشهادة
ولأجلهم رُفعَ العلم
ولأجلهم يستلهمُ الشعراء أحلامَ الصغار
عند الصحارى والجبال
والسهول الخُضر والدرب الطويل
رايد وطن
صرخَ الفتى
رايد وطن
يا غربةَ الارض التي
رفضت وطن
يا غربةَ الوطن الذي
فقدَ الجناح
والشمسُ لم تشرق على وجه الصباح
تشرينُ عادَ ولم يعد
ذاكَ الفتى يا أمهات
يا شعبُ أنتَ رماحُهم
فأصرخ هنا يا شعب
في وجه الطغاة
وقل لهم تشرينُ آت
دمهم يصيح
تشرينُ آت
فأكمل هنا ياشعب
وأصطحب المسيرة
حتى يعيشَ شهيدُنا
فشهيدُنا يبقى ذخيرة
فأبدأ هنا مسراكَ
وأعتمدْ القرار
فلقد بكت هذي الديار
وليخسأ القوم الجُناة
وليخسأ الاوغاد لو سرقوا الحياة
الطامعون بسهلنا
القاتلون شبابنا
المعتدون.. الخائنون
وليرتفع رأسُ الشهيد
الى القمم
وليرتفع فهو العلم
وهوَ الطريقُ الى النجاة
وهو الدليلُ لخطونا
لو أُحرقت تلك الفلاة
دمهُ الدليل
دمه الخليطُ مع الفرات
فغداً يقررُّ حينها
وغداً يقول
فليخرجْ الباغون من هذي الديار
وسيرتقي هذا العلم
فغداً تراودُنا المسيرة
وشهيدُنا يبقى ذخيرة