اخر الاخبار

حين تتسم الحقيقة بالمكتشف اليومي للحياة ، تصبح الحقيقة أمام أمر واقع . وتتخذ مسارات البحث في مفازات من أجل الوصول الى مناطق الصراع التي يريد الراوي تسليط الضوء عليها سرديا ، في قراءة ملامح وأنفعالات شخوصها وهي تصارع الحياة منفى وغربة روح. من هذه المعطيات تدخل رواية “ صراع الروح “ لطارق السلطاني الصادرة حديثا، تدخل دروب الانكسار والوجع الإنساني بكل شروده وملامحه التعبيرية في مشاهد تترصد الواقع بكل معانيه المؤلمة .

وهي اضافة لذلك تترصد الحقوق الخاصة بالذات الإنسانية إستنادا الى نص المادة التاسعة عشرة من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان التي أعتمدتها الجمعية العامة في باريس في 10 ديسمبر عام 1948 بموجب القرار 217 بوصفه المعيار المشترك الذي ينبغي ان تستهدفه الشعوب والأمم كافة.

يقول السلطاني “ ان الملهاة السلوكية تعنى بعادات الافراد وطرق معاملاتهم لغيرهم من افراد المجتمع ، بينما تعنى الملهاة الأخلاقية باخلاق الفرد أو الأفراد  الاخلاق التي ينطوي عليها ولا يستطيع منها انفكاكا. فهي الى حد بعيد تترصد الكائن في صراعه الوجودي المكتنز قيما ومتمثلا بها ، غير ما يواجهه شيء مختلف لكل دروب واشكاليات عقليته التي تأخذ السلام متسعا في إشتغاله الأول .

إذن هي تدخل عالم وربما عوالم الناس المقهورين نفسيا ، لذا تنبع من ذات عالية وتتُبنى بتدريبات شاقة وتلاشي قيم الروح التي بنت العقل في عالم أساسه الفناء.

فأبطال رواية “ صرا ع الروح “ تبحث عن الإنتصار والمقاومة المادية، وقوة القلب ، هي التوحد ، هي الظفر في المعارك.

 وحين يكون هنالك قوة أكبر؛ لأنها نصر على ما هو أكبر من المادة ، وأشق من خوض المعارك ؛ هي قوة الخُلُق ، وهي نصر على النفس وطبائعها وغرائزها ورغباتها وميولها. كان السلطاني محكما في سلوكيات أبطاله على وفق تراتب الحقوق الإنسانية وصولا الى تسليط الضوء على البعد الهارب من كل أبعاد القرارات الانسانية.

 

عرض مقالات: